أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟














المزيد.....

هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


عندما يتعلق الأمر بالأزمة الوجودية التي تعاني منها الصحافة المطبوعة، فهناك المزيد من الأخبار السيئة لسوء طالع الصحافيين. لكن المخلص منهم للجوهر الحقيقي للصحافة فإن كل تلك الأخبار لا تهز الثقة التي وجدت من أجلها الصحيفة اليومية: منع تغول الحكومات وفساد أقل وديمقراطية حرة من الأفكار وتبادل المعلومات، كلها تحول دون تسيّد أخبار وكالات الأنباء الحكومية وصحافة تلهج بأخبار الزعماء ونشاطاتهم الدعائية.
آخر الأخبار السيئة تحول صحيفة “إيفنينغ ستاندارد” المسائية اليومية المجانية وبعد مئتي عام من انطلاقتها إلى صحيفة أسبوعية. وهو أحد أقسى الأخبار على ما تبقى من القراء الأوفياء للصحيفة الورقية اليومية.
إغلاق صحيفة “إيفنينغ ستاندارد” يعني أنه للمرة الأولى منذ قرون، لن يكون لدى سكان لندن صحيفة مسائية يومية ذات اهتمام عام. في حقيقة الأمر، لا تنافس هذه الصحيفة التي يملكها رجل الأعمال الروسي ألكسندر ليبديف، غير جودتها “لا أدافع هنا عن نوعية خطابها”، فقبل جائحة كورونا كانت هذه الصحيفة توزع أكثر من 600 ألف نسخة كل مساء في مدينة لندن وحدها. وتظهر أحدث الأرقام أن هذا العدد يبلغ اليوم 275 ألفا بعد أن ارتفعت تكلفة الورق بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وهنا علينا أن نعمل مقارنة مع توزيع أشهر الصحف العربية في بلدان يصل عدد سكانها إلى أكثر من 50 مليون نسمة، لنكتشف أهمية الصحيفة اليومية عندما ترفع التعريف التاريخي للخبر الذي دونه اللورد نورثكليف مؤسس صحيفة “ديلي ميل” قبل قرن تقريبا، حين اعتبر أن الأخبار معلومات يريد أحدهم منع الناس من معرفتها، وما تبقى هو مجرد إعلانات.
هذا التعريف ينطبق على الصحف التي تنتهي إلى مجرد أوراق تذروها رياح الإهمال والصحف التي تعيش اليوم زمنا غير عادل بحقها إلى أن تكسرها أموال الحكومات!
لقد عانت الصحف عندما أصبحت الهواتف هي القاعدة، ولكن الضرر الحقيقي حدث عندما انخرط الممولون الأثرياء في منافسة عبثية بذريعة دعم الصحف.
في عام 2017 عندما خرج وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن من الحكومة استعاد السياسي المثير للجدل الصحافي الكامن في نفسه، ورحب بالعرض المثير الذي قدم له ليكون رئيس تحرير صحيفة “إيفنينغ ستاندارد” وهو أمر يدعو للمقارنة الواقعية مع السياسيين العرب عندما يتقاعدون ماذا يفعلون؟
ومنذ أن تحولت “إيفنينغ ستاندرد”، التي تأسست عام 1827، إلى صحيفة مجانية عام 2012، فإنها أعادت تقديم محتواها بطريقة تسرق القراء من هواتفهم الذكية، يجدها المسافرون في القطارات والمارة في شوارع لندن والضواحي، يحملها الموزعون ويعرضون على الناس جريدة من دون مقابل تقدم لهم فكرة عن أحداث اليوم منذ الصباح.
غمرت السعادة رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون، عندما شبه توزيع الصحيفة بالتأمين الصحي المجاني المحبوب، بينما وصف الكاتب الراحل ف أس نايبول الحائز على جائزة نوبل الأمر بأنه أشبه بتحديق في فضاء حر، أما الشاعر أندرو موشن الذي اختصر فضاء لندن في الأرواح والأفكار الحرة، والمتاحف والمكتبات والحدائق المجانية، وأصبحت الجريدة مجانية أمامه، فقد عبر عن موقفه بالقول “يا للروعة”!
فهل انتهت تلك الروعة التي عبر عنها الشاعر موشن؟
ثمة فلسفة لا تقبل أن تموت في قراءة الصحيفة الورقية، لا تمت بصلة إلى الحنين للماضي، بل إلى العمق والاسترخاء في هضم المعلومة واستيعاب المعرفة، تلك الفلسفة بتنا نتوق إليها نحن الغارقين تحت أشعة شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية، بنفس الطريقة التي جعلت من الفيلسوف آلان دو بوتون يأخذ صحيفته المجانية إلى أقرب فندق ليشغل مقعده في الردهة المطلة على مساحات لندن الخريفية، ويرى أين تكمن الحكمة في المال أم المجان؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق


المزيد.....




- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.
- إخترنا لك :نص (شكرا لطوق الياسمين )حسن فوزى.مصر.
- رحيل الممثلة البريطانية ماغي سميث عن 89 عاماً
- طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات ا ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟