أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - مزج -المقدس- -بالمدنس-‏














المزيد.....


مزج -المقدس- -بالمدنس-‏


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 16:50
المحور: كتابات ساخرة
    


أنقل لقراء الحوار المتمدن نصا يمكن اعتباره هزليا، ورد في كتاب: نثر الدر للآبي (ق 5 هـ)، يرويه على لسان أبي العَنبَس محمد ‏الصيمري .. شاعر وكاتب من العصر العباسي الأول. أما مُحاوِرُه: بن الراشدية، فلم أهتدِ لترجمته.‏
وفرادة السخرية في النص تتمثل في مزج "المقدس" "بالمدنس"، لإخراج لوحة إيروتيكية بامتياز، ترسمها أجوبة الصوفي ابن ‏الراشدية، وهو يجري مِشرط التشريح في أنحاء مختلفة من جسم المجتمع.‏

النص:‏

قال أبو العنبس: سألت أبا الفضل بن الراشدية الحنبلي المتصوف،
فقلت: يا أبا الفضل، صف لي المؤمنين.‏
فقال: قوم أحرزوا براهينهم في الهرر، واستعملوا قبل ذلك الحذر، وعلموا ان الأمور بقضاء وقدر. ‏
قلت: رحمك الله، فصِفْ لي أهل التوكل.‏
قال: نعم، قوم تركوا سعة الطريق، وسلكوا سبل المضيق، واستعملوا الحركة بالشهيق، فخرجت براهينهم ولها بهيق. ‏
قلت: رحمك الله. فما علامة حب الآخرة؟
قال: أن ترى أعينهم ساهرة، وقلوبهم طائرة، حتى يضعوا البراهين في المواضع الغائرة. ‏
قلت: رحمك الله، فما علامة صدق المودة؟
قال: تراهم إذا انكشفت حقائق الظهور، وبلغت البراهين الصدور، واشتد الاضطراب المقدور، ظهر الكيد المستور، فإنه خرج من ‏التنور. ‏
قلت: رحمك الله، فما علامة الرفق؟
قال: اللطف لإخراج الكيد من الحقيقة، إذا كانت الطبيعة رقيقة. ‏
قلت: فما علامة المؤيدين؟
قال: إذا كان أول ليلة من رجب، رأيتهم قد جثوا على الركب، فوضعوا البراهين في الثقب، بلا كد ولا تعب. ‏
قلت: فما علامة التقى؟
قال: أن ترى أعينهم نائمة، وقلوبهم هائمة، وبراهينهم قائمة. ‏
قلت: فصف لي أهل الإخلاص؟
قال: نعم، اعلم أن لله عباداً عاينوا الحقائق بمكنون الإضمار، فصارت الكمرات منهم كالمنار، وطلبوا الطريق إلى الاعتبار، فالتفت ‏الساق بالساق، وتبدت الأفخاذ بالزّاق، فيا حسنهم في الشهيق والحنين، والزفير والأنين، حتى إذا صبوا ماء الصفاء، على حافات ‏أنهار الوفاء، وانتزعوا الأعور الغريق، على رأسه شيء أحمر رقيق، فذاك علامة التوفيق. ‏
قلت: فعلامة الأمانة؟
قال: قوم أخرجوا الكيد من السيدانة، وهو أحمر مثل الرمانة. ‏
قلت: فعلامة الخيانة؟
قال: إذا وضع أحدهم الدرهم في الشدق، والمردي في البثق، ثم انتزعه برفق، رأيت على رأسه مثل الدبق.‏
قلت: كيف الطريق إلى المصر؟
قال: أن تأخذ الشوذر بالقهر، فتضع البيرم في الحفر، وتظهر الاضطراب عند المتر، تنجو بذلك من أهوال يوم الحشر. ‏
قلت: فعلامة ضعف اليقين؟
قال: أن تخرج البراهين من الورا، وهي مخضوبة بالخرا. ‏
قلت: فعلامة الصابرين؟
قال: قوم أخذوا براهين العارفين بأيمانهم، وأودعوها في مكنون حقائقهم، فجالت في الظلمات، بفنون الحركات. فلما دنا تدفق ماء ‏المحبة، في عيون رياض المودة، ظهر الكيد المستور، وهو أحمر مسرور. ‏
قلت: فعلامة أهل الحزن؟
قال: إذا رأيتهم في أوقات السحر، قد أولجت البراهين في الهرر، وتحركت الجوارح بقدر، ثم ظهر ما استتر، شممت من القوم ‏رائحة القذر.‏
من: نثر الدر ـ الآبي



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذباب ابن حُريْرة
- رباعيات (10/10)‏
- رباعيات (9/10)‏
- رباعيات (8/10)‏
- رباعيات (7/10)‏
- رباعيات (6/10)‏
- رباعيات (5/10)‏
- رباعيات (4/10)‏
- رباعيات (3/10)‏
- رباعيات (‏‎2‎‏/10)‏
- رباعيات
- السيد صَهْ صَهْ
- اعتقال الموتى
- باب البغاء
- تعليل
- تلقين تاريخي
- التهاني بين الأمس واليوم
- كبرياء أنثى ‏
- بلال
- بأي ذنب؟


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم رمزي - مزج -المقدس- -بالمدنس-‏