أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_خذوا إمبريالتكم واخرجوا من أرضنا














المزيد.....

الحرب على غزة_خذوا إمبريالتكم واخرجوا من أرضنا


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7996 - 2024 / 6 / 2 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


              بديعة النعيمي

الإمبريالية فلسفة سياسية هدفها التوسع الإقليمي ثم إضفاء الشرعية على هذا التوسع.
وقد استمدت هذه الإمبريالية مبدأها المشوه الذي طبقته عامدة على عالم البشر من المعرفة التي اكتسبها العلم الأوروبي في مطلع القرن التاسع عشر. حيث صنف العالم إلى فئات ودرجات طبقا للقوة والضعف، التقدم والتخلف، التفوق والتدني.
وقد كان هذا التصنيف هو الإنجاز الرئيسي للعلم الأوروبي في القرن المذكور.
ومن هنا ذهب "داروين" إلى تطبيق نظريات التصنيف للنبات والحيوان على البشر. فقسمهم إلى أجناس، الأبيض والأسود والأصفر وغيره.
وقسم آخرون البشر بناء على اللغات حتى وصل بعضهم إلى التصنيف حسب الفروق العرقية والسلالية. فجاء تصنيف المجتمعات إلى متقدمة ومتخلفة، وأن الإنسان المتحضر يتمتع بالقدرة على تطوير الأرض وتنميتها.
فالإنسان من الجنس الأبيض يتمتع بالقدرة على الإنتاج والإبداع بعكس الأسود المبدد للموارد الطبيعية وإنتاج الأرض.
ومن هنا جاء تقسيم البعض للأراضي في العالم إلى صنفين، صنف فارغ بصرف النظر عن وجود سكان فيه. وصنف تسكنه مجتمعات متحضرة. ولقد صودر الصنف الأول لصالح الرجل الأوروبي الأبيض.

فكان من نتيجة تلك التصنيفات أن قامت الحملات الواسعة في نهاية القرن التاسع عشر لاقتسام الأراضي في افريقيا وآسيا وأمريكا.
وبهذا كان ذلك العلم الأوروبي قد ساعد الرجل الأبيض لتبرير إمبرياليته فاستوطن الأرض التي لا يملكها وشرد أصحابها الشرعيين.
وعندما نشأت الحركة الصهيونية كانت قد استفادت من تلك الإمبريالية في الاستيلاء على أرض فلسطين وأضافتها كخلطة مهمة إلى النصوص الدينية المقدسة عند اليهود.
وبالاستناد إلى التقسيم السابق الذي قسم الأراضي في العالم إلى صنفين أحدهما صنف فارغ ادعت الصهيونية أن فلسطين أرض بلا شعب بالرغم من سكانها الذين يقطنون أرضها منذ قرون. وبمساعدة المستشرقين الذين نقلوا صورة مغلوطة للعالم الغربي بأنها عبارة عن صحراء ومستنقعات وتنتشر فيها الحشرات ،كانت لهم الأحقية في مصادرتها من منطلق أن الرجل الأوروبي الأبيض هو الأولى بتعميرها وتحويلها إلى جنان. وبما أن المستوطنين الأوائل هم من هذا الصنف الأوروبي الأبيض فقد مارسوا إمبريالية الغرب عليها وعلى سكانها المصنفين حسب التصنيفات العلمية الغربية بأنهم الملونين المتخلفين المبددين لموارد الأرض.
وقد تعامل هؤلاء مع الشعب الفلسطيني منذ البداية على هذا الأساس بل أسوأ.
فأبادوهم باعتبارهم حيوانات تشبه البشر. بالرغم من أن الحيوانات تحظى في الغرب الذي جاءوا منه بالاهتمام والرعاية.
ولم تتوقف هذه الدولة وصهيونيتها الإمبريالية عن التعامل مع صاحب الأرض الشرعي على أنه حيوان ومتخلف.

فاليوم في حربه على غزة ، يدخلها بنيامين نتنياهو مع جيشه من نفس المنطلق الإمبريالي العفن فيصف أهلها بالحيوانات هو وقادة وسياسيي الاحتلال.
وقد افتخر وزير الدفاع بأن "جيشه فرض حصارا شاملا على غزة تضمن قطع الماء والكهرباء ومنع الإمداد بالوقود والطعام معلنا العزم على إبادة سكان القطاع لأنهم حيوانات على شكل بشر".
كما تسابق ذكور الساسة والدين الذين ليسوا برجال فالرجولة تتبرأ منهم لأفعالهم،على التحريض ضد الفلسطينيين وتكرر إطلاق وصفهم بالحيوانات. وباتت هذه الأوصاف جزءا من خطابهم السياسي.
ومن هنا فإن صهيونية هذه الدولة مارست إمبريالية الغرب المتوحش على أصحاب الأرض الشرعيين إلا أن المقاومة الفلسطينية أعطتهم منذ بداية الحرب دروسا قاسية في العلوم ولقنتهم درسا مهما لن ينسوه بأن أهل غزة هم الأرقى في سلم التصنيفات البشرية وهي خط أحمر فخذوا إمبريالتكم واخرجوا من أرضنا.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_ولنا في فيليب حبيب عبرة
- الحرب على غزة_هل وصل جيش نتنياهو إلى مرحلة عجز القوة؟
- الحرب على غزة_يقتل القتيل ويمشي في جنازته
- الحرب على غزة_مجزرة رفح، ليست الأولى
- الحرب على غزة_من عصابات إرهابية إلى أحزاب منشقة
- الحرب على غزة_غطرسة وتصورات نمطية
- الحرب على غزة_لمن أشكو همي والقاضي غريمي
- الحرب على غزة_تبريرات باطلة
- الحرب على غزة_من غير قواعد اللعبة؟
- الحرب على غزة_المحكمة الجنائية الدولية التي يديرها الشيطان
- الحرب على غزة_ستهزمون يعني ستهزمون
- الحرب على غزة_قائد بألف وآخر ب-تُفّ-
- الحرب على غزة_هل تغير قانون الصراع على البقاء؟
- الحرب على غزة_ولما استحكمت حلقاتها فرجت
- الحرب على غزة_صدقت زرقاء وخاب ظنّ قومها
- الحرب على غزة_الجهاد هو الحل
- الحرب على غزة_الزنّة كمثال
- الحرب على غزة_على لسان قياداتهم
- الفشل في غزة ،،أصبع الاتهام إلى من يشير؟؟
- مفاوضات أفشلتها عنصرية الصهيونية


المزيد.....




- -المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج ...
- البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا ...
- مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
- إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
- علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
- ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
- مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
- احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
- خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
- عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_خذوا إمبريالتكم واخرجوا من أرضنا