أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية السورية، وطبيعة المخرج الوطني. الجزء الثاني.















المزيد.....

في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية السورية، وطبيعة المخرج الوطني. الجزء الثاني.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية وآليات التعافي السوريّة.
الجزء الثاني.
لتأكيد موضوعية تشخيص طبيعة المأزق ، وبالتالي الطريق الصحيح لمواجهة نتائجه ، ومعالجة أسبابه، بما يصبّ في خدمة مصالح الكرد الخاصة، والسوريين المشتركة، في إطار دولة ديمقراطية موحّدة، من الضروري التذكير بأبرز عوامل السياق التاريخي المرتبطة موضوعيّا بسياسيات أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية ومرتكزاتهم المحلية، السورية والعراقية، بشكل خاص، إلى جانب العوامل الذاتية، المرتبطة بطبيعة وعي وثقافة ومصالح النخب السياسية ، والتي ساهمت في ترابطها في صناعة أسباب المأزق، بما يساعدنا أيضا على رؤية طرق وحلول موضوعية لتعافي جميع السوريين من أمراضه!
ثانيا ،
في ضوء أبرز عوامل سياق الحقبة التاريخية السياسية، السوريّة والإقليمية،التي تعود إلى خمسينات القرن الماض ،تتكشّف طبيعة خلفية أسباب حالة المأزق البنيوي الذي تعيشه نخب قيادات التيارات السياسية الكردية.
١حقيقة عدم تحوّل سوريا إلى مركز ولاعب إقليمي على يد سلطة ديمقراطية لحساب وأولوية المصالح الوطنية السورية العليا ، وعدم توفّر ظروف حياة سياسية طبيعية توفّر البيئة الوطنية للنشاط السياسي ، يُفسّر تحوّل نخب الأحزاب السياسية السورية في السلطة والمعارضة ( كما النخب العسكرية ) إلى مواقع لتجاذبات محاور اقليمية ، وبعض أوراق الضغط و الاستثمار السياسي. علاوة على ذلك، عمّق أسباب انفصالها عن قضيّة السوريين المركزية ، الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي، مساعي وخطط أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية من أجل "الاستثمار السياسي" في "المكوّنات" التاريخية التي تملك عوامل التماسك و أسباب القوّة المحرّكة الذاتية( وتربطها عوامل مشتركة، يتقاطع في تشكيلها التاريخي بالاجتماعي والديني والاثني واللغوي)، وتجيير نخبها ، وقد شكّل هذا النهج اخطر عوامل انقسامها وتناقض ارتباطاتها مع مصالح السوريين المشتركة. في ظل عوامل هذا السياق الخارجي ، ولدت أحزاب و تيّارات الحركة السياسية القومية، العربية والكردية، وتنافست نخبها للوصول إلى السلطة، وكان التعويل على دعم أصحاب الأجندات والمشاريع الخارجية القاسم المشترك ، وقد نجح بعضها الأكثر انتهازية وبراغماتية في الوصول إلى السلطة، وبقي الأقل مهارة في إطار "المعارضات" تحيّنا للفرص التي توفرها صراعات القوى الداخلية والخارجية ؛ وقد تجاوز الجميع ( ربما باستثناء "الحزب القومي السوري" خلال فترات تاريخية محددة! ) في السلطة واتباعها ومعارضاتها ومنافسيها ، في اجنداته السياسية ومرجعياته الايدولوجية وولاءات نخبه القيادية، سقف مصالح الدولة الوطنية السورية ومشروع التغيير الديمقراطي، التي تشكّلت مقوّماتها الجيوسياسية في أعقاب نتائج الحرب العالمية الثانية.
هكذا ، وفي سياق محاولات نخبوية حثيثة لركوب موجة المشاريع الخارجية المتصارعة ، هرول " القوميون العرب " خلف حصان ناصر العسكري ( الأمريكي – السوفياتي )، وتصارع الرفاق الكرد ، بناة الحزب السياسي الأوّل ١٩٥٧ على أولوية الهوية السياسية ، السورية الكردية ، او الإقليمية ، الكردستانية ، وكانت السمة الأساسية التي ستطبع نهج وسلوك النخب السياسية الكردية اللاحقة ، وقد غلّب عليها نهج سلطات النظام السوري " القومي- الشوفينيّ "، خاصة بعد ١٩٥٨، الطابع الكردستاني، العابر لحدود الدولة السورية ، وقد باتت الهياكل التنظيمية السياسية الوليدة ، في سياق تطلّعات نخبها القيادية والمؤسسة للتشبيك مع أهداف وأدوات أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية / الدولية، مجرّد أوراق، يستخدمها الجميع ، على صعيد الحكومات الإقليمية، والدولية ، وبات هاجس قيادات نخبها الوحيد إثبات جدارتها في خدمة سياسات الآخر ، بغضّ النظر عن توافقها أو تعارضها مع مصالح السوريين المشتركة.
إذا كانت قد ارتبطت اجندات وسياسات التيارات والاحزاب القومية العربية في مركزها "العربي" المصري ، فقد كان من الطبيعي أن تتطلّع التيارات السياسية الكردية السورية " المعارضة "إلى مركز قيادة وحماية في الإقليم، خاصة في شمال العراق ، بعد تحوّل مرجعية " حزب العمال الكردستاني التركي " إلى دمشق خلال الثمانينات ، وكان الولاء لتلك المرجعيات( ومن خلالها لأنظمة الدعم في دمشق والرياض ) إلى درجة الارتهان السياسي والتبعيّة المطلقة احد اساب تفتيت الأحزاب والتيارات السياسية" القومية الكردية "التي بدأت بالظهور تباعا كرّدة فعل على مستجدات الأحداث السياسية ، وغربتها عن قضايا السوريين الأكراد ، والسوريين المشتركة!!
٢ تتكشّف أبعاد المأزق الذي تعيشه جميع تعبيرات المشاريع الأيدولوجية السياسية " القومية "، التي تنافست على الإرتهان لاجندات وقوى الخارج، إذا أدركنا ثلاث نقاط بارزة :
أ-واقع تناقض مصالح وسياسات أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية، وفي مقدّمتها الأمريكي ، ووسائل سيطرة سلطات الأنظمة الإقليمية التابعة ،مع مصالح السوريين المشتركة في نجاح جهود ومسارات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي عبر وسائل غير عنيفة. رغم بديهية هذا الاستنتاج، لم تكلّف النخب نفسها عناء التساؤل :
كيف يمكن لقضايانا العادلة ،في التحرر والدمقرطة كسوريين، أن تتحقق، إذا وضعنا مصيرها في يد القوى التي تعمل على تقويض شروط تحققها، وبتنا مواقع جذب، وبعض اوراق تحقيقها أهداف أجنداتها السياسية؟!
ب-واقع أنّ مراكز القوى الكردستانية الإقليمية، خاصة ، حزب العمال الكردستاني التركي، و القوى " البرزانية والطالبية" في شمال العراق ) التي يسعى السوريون الكرد للتشبيك معها، و تسعى هي لتجييرهم وحقوقهم الوطنية والقومية ، كأوراق لتحقيق أهداف أجنداتها السلطوية الخاصّة) هي نفسها أوراق وأدوات بيد أصحاب مشاريع السيطرة الإقليمية، وتخضع لآليات صراعات تنافسها على السيطرة والنهب الإقليمي.
ت- واقع أنّه حتّى في الحالات الخاصّة التي افترقت فيها بعض أجندات النخب السياسية الكردية السورية عن أجندات المركز الإقليمي ، كان انحياز النخب لأجندات القوى المعادية لأهداف المشروع الديمقراطي السوري الوطني. المثال الأكثر وضوحا هي طبيعة العلاقات بين قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، PYD و قيادات حزب العمال الكردستاني التركي PKK :
خلال مراحل صيرورة الخَيار الامني العسكري بين ٢٠١١ ٢٠١٩، الذي شكّل أداة قوى " الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي " السورية والخارجية ، برز تناقض في علاقات التبعية للمركز الإقليمي بين النخب المهيمنة في قيادة " حزب الاتحاد الديمقراطي " و القيادة " الأبوجية "التاريخية في حزب العمال الكردستاني التركي، وكانت الأولوية لمصالح النخب، وللبراغماتية، على حساب الإيدولوجية:
حقيقة ارتباط نخب حزب الاتحاد الديمقراطي القيادية في ظروف التأسيس ٢٠٠٣ بقيادة حزب العمال الكردستاني التركي، واستمرار تجيير يافطة المرجعية ، لم يمنع قيادة الحزب وقسد من إعطاء الأولوية لأجنداتها الخاصة ، وتجيير ما يناسبها في أطروحات الزعيم الكوردستاني .
عندما تبنّت مشروع" روج أفا" ، تجاهلت انصراف أوجلان عن نظرية "دولة كردستان المُوحَّدة "، وعندما دخلت في بناء مشروع " إقليم شمال وشرق سوريا " بعد ٢٠١٥ ،تلبية لشروط السيطرة الإقليمية الأمريكية ، تجاهلت أبرز مبادىء نظرية أوجلان في " الأمّة الديمقراطية" التي اكّدت على وحدة" الكيان الديمقراطي السياسية" الذي يشكّل في الحالة السورية " الأمّة السورية الديمقراطية" في المنظور الأوجلاني ، وسياق بناء الأقاليم الديمقراطية ذات الحكم الذاتي في إطار الدولة الديمقراطية الكونفدرالية السورية .
بالنسبة لمشروع قيادة قسد ، "الامّة الديمقراطية " عمليا هي كيان " إقليم شمال وشرق سوريا "، بما يجمعه من قوميات وإثنيات وأديان ومذاهبٍ عديدةٍ في إطار إدارةٍ مجتمعيةٍ ذاتية، وتوحّده من هويات، متجاهلة ما أكّدت عليه النظرية من ضرورة أن يَتَجَسَّد هذا التجَمُّع في إطارٍ أشبه بالكونفدرالية Confederation داخل الحدودِ السياسيةِ السورية القائمة؛ وقد بات في هذا استحالة طالما يترابط وجود" الكيان الديمقراطي القسدي" مع وجود سلطة النظام السوري نفسها ، وسلطات أمر واقع أخرى ، في سياق غياب حل سياسي وطني، يبدأ بخطوة الانتقال السياسي في دمشق ، وخطوات التحوّل الديمقراطي في سياقات صيرورة بناء كونفدرالية ديمقراطية سورية موحّدة. تجاهلت قيادة قسد أنّ نظرية الشعوب الديمقراطية- التي تعبّر عن حقيقة أن مصلحة الكرد في دول "الأمّة الكوردستانية" المُقسَّمة تقتضي تشبيك النخب الكردية أهداف وأدوات النضال مع أتباع القوميات الأخرى من أجل بناء أقاليم الدولة الديمقراطية الكونفدرالية الموحّدة ،فشبّكت منذ ربيع ٢٠١١ مع أجندات قوى الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي ، وشكّل الكيان الذي تحكمه ، في إطار تبادل مصالح مع سلطة النظام، وبرعاية أمريكية ، أبرز عوامل تفشيل مقوّمات الدولة السورية الوطنية الديمقراطية اللامركزية الموحّدة.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في فلسطين المحتلّة، بين البيانات والوقائع!
- القمة العربية ٢٠٢٤، حيثيات واستنتاجا ...
- دراسة في أربعة أجزاء في أسباب مأزق الحركة السياسية الكردية ا ...
- الوعي السياسي والثقافي العَلماني الديمقراطي في مواجهة تحدّيا ...
- - تكوين -، و - إيه الحكاية؟ -!
- هل باتت القضية السورية أمام مفترق طريق جديد ؟
- في الذكرى السنوية لميلاد كارل ماركس.
- في- ديمقراطية - العم سام !
- في ما لا يقوله الإعلام الأمريكي!
- الفلسطينيون، والخَيارات الأقسى!
- بعض تمظهرات الزيف والحقيقة في الوعي السياسي النخبوي السوري ا ...
- -قوانين الاشتباك الجديدة- ، وابرز الحقائق المغيّبة في العلاق ...
- إطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حو ...
- في أبرز سمات مشهد الصراع الإقليمي، وهامشية العامل الروسي!
- في - سقوط الأقنعة، وخلع القفازات بين الغرب وإيران-!
- في الطابع المسرحي لهجوم الرد الإيراني على جريمة تدمير القنصل ...
- حين يخطىء المثقّف الإعلامي في تشخيص السبب الرئيسي للمأساة ال ...
- مآلات الصراع الإقليمي بين تهديدات الردّ الإيراني المباشر وأو ...
- في حكاية - تجمع العمل الوطني في الساحل السوري - !
- قراءة إسرائيلية حول أسباب الصراع السياسي بين إدارة بايدن وحك ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث لمراسل CNN على الهواء لحظة تعرضه للغاز المسيل لل ...
- أمازون: اتهام الشركة بالتحايل على العملاء و-تزييف- معلومات ع ...
- فيديو: العلاقات السورية التركية على رأس جدول أعمال بشار الأس ...
- الوصول للملعب متأخرا - شرطة شتوتغارت ترد على انتقادات مدرب ب ...
- مصر.. مفاجأة بشأن قرار الحكومة إغلاق المحلات التجارية في الـ ...
- -نابض بالحياة-.. روبوت ياباني يحاكي المظهر البشري بشكل مريب ...
- السعودية.. إلزام محرر -سناب شات- بدفع تعويض مالي لناشطة على ...
- -فاينانشال تايمز-: إسرائيل تشارك في مفاوضات لتسليم أنظمة -با ...
- شاهد.. سرايا القدس تفجر آلية للاحتلال بعبوة -زلزال- في الشجا ...
- إسرائيل تدرس الإفراج عن 120 أسيرا بسبب اكتظاظ السجون


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في أسباب المأزق التاريخي للحركة السياسية الكردية السورية، وطبيعة المخرج الوطني. الجزء الثاني.