أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حفصة عثمان بيري - اختلاف مشاهير النحاة وأساليبهم















المزيد.....



اختلاف مشاهير النحاة وأساليبهم


حفصة عثمان بيري

الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 18:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الملخص
يعد النحو العربي من العلوم ذي أهمية كبرى لدى الأمة الإسلامية والعربية، وقد أسهم في الحفاظ والحرص عليها علماء العرب وغيرهم؛ فالنحو العربي اهتم العلماء به اهتماما بالغا، ومن أبرز مشاهير النحو العربي:
1.الخليل الفراهيدي، الأزدي، أخذ عنه خلق كثير، ومن تلاميذ الخليل: الكسائي و سيبويه
أساليبهم واختلافاتهم النحوية: كان للنحويين أساليب في الاختلافات النحوية أدى هذه الاختلافات إلى تبسيط النحو وتيسيره، وتعدد فصائله، وعلى سبيل المثال، جمع المتقدمون من هؤلاء العلماء بين النحو والصرف في التحليل، بينما اقتصر المتأخرون على إبراز المعاني النحوية
شهد التاريخ أن البصريين هم الذين تعهدوا النحو بعد مرحلة الوضع المبكرة بالعناية والرعاية
وقد ذهب بعض الباحثين المحدثين إلى أن علماء اللغة كانوا يفرضون القواعد ثم يعمدون إلى إخضاع كلام العرب لهذه القواعد.
Introduction المقدمة
يعد النحو العربي من العلوم ذي أهمية كبرى لدى الأمة الإسلامية والعربية، وقد أسهم في الحفاظ والحرص عليها علماء العرب وغيرهم؛ فالنحو العربي اهتم العلماء به اهتماما بالغا، و من أبرز علماء النحو العربي الذين اكتسبوا شهرة في ميدان النحو العربي، كانت شهرتهم تستند إلى الاختلافات والأقيسة النحوية المتنوعة كالاستقراء الذي ألزم النحاة أنفسهم به، كان حسب رأيهم استقراء في الصورة فقط، مبني إلى تقديم القياس على السماع والاستعمال، وإلى افتراض صيغٍ لا الحقيقة على المنطق والعقل، وهذا ما أدى إلى تشهير بعض النحاة، إن نصوص سيبويه جاءت محققة لأغراضها، ومؤثرة في خالفيها، متعلمين وناقدين، إذ التعليل النحوي أمر احتمالي يقوم على الفرض ووظيفته تسويغ النمط الاستعماليّ للكلام إنّ العرب نطقت على سجيتها وطباعها، وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها علله، فالكتاب لسيبويه إمام النحو، وحجة العرب، هو المنبع ال ، صافي، واَلمعِين الذي لا ،ينْ ، ضب على مر العصور، وتعاقب الدهور استوعب فيه سيبويه أبواب النحو والصرف، ومسائل التمارين، وعقد أبوابه بلفظه ولفظ الخليل بن أحمد.
ومن أبرز مشاهير النحو العربي:
1.الخليل هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، الأزدي، البصري، النحوي، اللُّغوي، ولد الخليل في البصرة سنة ( 100 ه) كان الخليل في أول أمره إباضيا، فتحول عنه إلى مذهب أهل السنة وكان آيًة في الذكاء، توفي الخليل رحمه الله سنة سبعين ومائة، وقيل : سنة خمس وسبعين، وقيل : سنة سبع وسبعين، وقيل: سنة ستين، والأظهر والأغلب أنها سنة خمس وسبعين ومائة، وله أربع وسبعون سنًة
أخذ عنه خلق كثير من أشهرهم : عمرو بن عثمان سيبويه، والنضْر بن شميل، وأبو فيد مؤرج بن عمرو السدوسي العجلي، وعلي بن نصر الجهضمي، والأصمعي، وهارون بن موسى النحوي، ووهْب بن جرير، وحماد بن سلمة بن دينار، وأبو سليمان كيسان بن معرف، وبكار بن عبدالله العودي، وآخرون)(أحمد بن محمد بن أحمد القرش، الخلاف بين سيبويهِ والخليل، في الصَّوْت والبِنْية ص 5)1
ومن تلاميذ الخليل: الكسائي وهو ومن مشاهير النحاة وهو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكسائي، ولد الكسائي في إحدى قرى الكوفة كان إمام الكوفيين في اللغة والنحو،. ويعد المؤسس الحقيقي للمدرسة الكوفية.
وأخذ النحو عن الخليل بن أحمد، وسافر في بادية الحجاز ونجد مدة للعربية ولزم معاذا الهراء، فأصبح مثالا يحتذى به في علمه بفنون اللغة وقواعدها، وصار إمام نحاة الكوفة.
شيوخه وتلاميذه: أخذ القراءة عرضًا عن حمزة أربع مرات، وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلة، وعيسى بن عمر الهمداني، وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش، وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع، وعن عبد الرحمن بن أبي حماد، وعن أبي حيوة شريح بن يزيد. روى عنه القراءات أبو عمر الدوري، وأبو الحارث الليث بن خالد، ونصير بن يوسف، وقتيبة بن مهران، وأحمد بن سريج، وأبو عبيد، ويحيى الفراء، وخلف بن هشام، وغيرهم.
2.. العالم العلامة سيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، يُكنى أبو بشر، الملقب بسيبويه إمام النحاة، وأول من بسّط علم النحو، أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر بها الكسائي، وتعصبوا عليه، وجعلوا للعرب جعلا حتى وافقوه على خلافه. من آثاره: كتاب سيبويه في النحو.
وُلد سيبويه في قرية البيضاء في بلاد فارس. نشأ سيبويه بالبصرة بعد أن رحلت أسرته من بلاد فارس إليها، وهو مولى بني الحارث بن كعب، وقيل مولى آل الربيع بن زياد، سميّ سيبويه لان أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعنى سيبويه رائحة التفاح، وقيل بل لأنه كان شابا نظيفا جميلا أبيضا مشربا بحمرة كأن خدود لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لان التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته.
شيوخ سيبويه: من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى لقد بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في رواياته عنه، واستشهاداته به، ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية
تلامذة سيبويه: لأن القدر لم يمهله طويلاً حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه: أبو الحسن الأخفش، وقُطْرب ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل.
نُحاة البصرة:
1. أبو الأسود الدؤلي
2. نصر بن عاصم الليثي
3. عبد الرحمن بن هرمز
4. عبد الله بن إسحق الحضرمي
5. يحيى بن يعمر العدواني
6. عيسى بن عمر الثقفي، له كتابان هما (الجامع) و(الإكمال).
7. أبو عمرو بن العلاء
8. الخليل بن أحمد الفراهيدي، له عدّة كتب منها (في العوامل) و(الإمالة).
9. الأخفش الأكبر ( أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد)
10. يونس بن حبيب البصري، له عدّة كتب منها (معاني القرآن) و(اللغات) و(النوادر الكبير) و(النوادر الصغير).
11. سيبويه، وله (الكتاب).
12. يحيى بن المبارك اليزيدي، من مؤلفاته (مختصر في النحو).
13. الأخفش الأوسط (أبو الحسن بن مسعدة) ، من مؤلفاته (المقاييس) و(الأوسط).
14. قطرب (أبو علي محمد بن المستنير)، من مؤلفاته (العلل).
15. أبو عمر الجرمي (صالح بن إسحق)، من مؤلفاته (فرخ كتاب سيبويه).
16. أبو محمد عبد الله التوزي.
17. أبو عثمان المازني، من مؤلفاته (علل النحو) و(التصريف).
18. أبو حاتم السجستاني، من مؤلفاته (إعراب القرآن) و(الإدغام).
19. أبو الفضل الرياشي.
20. المبرّد (أبو العباس محمد بن يزيد)، من مؤلفاته (المقتضب) و(الكامل).
نُحاة الكوفة:
1. سعد بن شداد الكوفي المعروف بسعد الرابية، من تلاميذ أبي الأسود الدؤلي.
2. حمران بن أعين الطائي المقرى النحوي، من تلاميذ أبي الأسود الدؤلي.
3. زهير الفرقبي.
4. العلاء بن سيابة، شيخ معاذ الهراء.
5. عاصم بن أبي النجود.
6. محمد بن عبد الرحمن بن محيض.
7. معاذ بن مسلم الهراء.
8. أبو جعفر الرؤاسي (توفي في عهد الرشيد)، من مؤلفاته (الفيصل) و(التصغير).
9. الكسائي (أبو الحسن علي بن حمزة.
10. أبو الحسن علي بن الحسن الأحمر.
11. أبو زكريا يحيى الفراء ، من مؤلفاته (معاني القرآن) و(الحدود).
12. أبو الحسن علي بن المبارك اللحياني ، من مؤلفاته (النوادر).
13. ابن سعدان أبو جعفر الضرير
14. أبو عبد الله محمد الطوال
15. أبو جعفر محمد بن عبد الله بن قادم
16. أبو العباس أحمد المعروف بـ (ثعلب) من مؤلفاته (اختلاف النحويين) و(ما ينصرف وما لا ينصرف) و(حد النحو).
نُحاة بغداد:
1. أبو الحسن بن كيسان ، من مؤلفاته (البرهان) و(الكافي في النحو) و(المختار في علل النحو).
2. أبو اسحق الزجاج، من مؤلفاته (معاني القرآن وإعرابه) و(فعلت وأفعلت) و(شرح أبيات سيبويه).
3. أبو موسى الحامض، من مؤلفاته (مختصر في النحو).
4. الأخفش الصغير (علي بن سليمان)، من مؤلفاته (التثنية والجمع) و(تفسير رسالة سيبويه).
5. أبو بكر محمد بن السراج ، من مؤلفاته (الأصول في النحو) و(الاشتقاق) و(شرح كتاب سيبويه).
6. أبو بكر محمد بن شقير، من مؤلفاته (مختصر في النحو) و(المذكر والمؤنث).
7. أبو بكر محمد بن الخياط، من مؤلفاته (النحو الكبير) و(معاني القرآن).
8. نفطويه (أبو عبد الله إبراهيم بن محمد)، من مؤلفاته (الملح) و(المصادر).
9. أبو القاسم الزجاجي، من مؤلفاته (الجمل) و(الإيضاح في علل النحو).
10. ابن درستويه (عبد الله بن جعفر)، من مؤلفاته (أسرار النحو) و(المذكر والمؤنث).
11. علي بن عيسى الربعي، من مؤلفاته (شرح الإيضاح) و(شرح المختصر).
12. محمود بن جار الله الزمخشري ، من مؤلفاته (شرح المفصل) و(شرح الأندلسي).
13. هبة الله بن علي بن الشجري، من مؤلفاته (شرح اللمع) و(ما اتفق لفظه واختلف معناه).
14. أبو محمد عبد الله بن الخشاب، من مؤلفاته (شرح جمل الزجاجي).
15. أبو محمد سعيد بن الدهان، من مؤلفاته (شرح الإيضاح).
16. كمال الدين بن الأنباري، من مؤلفاته (أسرار العربية) و(الإنصاف في مسائل الخلاف).
نُحاة مصر:
1. ابن ولاد المصري، تلميذ الفراهيدي.
2. أبو الحسن الأعز.
3. أبو علي الدينوري، من مؤلفاته (وقف التمام).
4. أبو بكر بن المزرع، من مؤلفاته (الأمالي).
5. محمد بن الوليد بن ولاد التميمي (ت 289هـ)، من مؤلفاته (المقصور والممدود).
6. أبو زهرة بن فزارة النحوي.
7. علي بن الحسن بن عسلان.
8. أبو جعفر النحاس، من مؤلفاته (الكافي في أصول النحو) و(الاشتقاق) و(شرح أبيات سيبويه).
9. أبو بكر الأدفوي، من مؤلفاته (الاستغناء في تفسير القرآن).
10. علي بن إبراهيم الحوفي، من مؤلفاته (إعراب القرآن).
11. طاهر بن أحمد بن بابشاذ، من مؤلفاته (المقدمة المحسبة).
12. علي بن جعفر المعروف بابن القطاع، من مؤلفاته (تهذيب أفعال ابن القوطية).
13. سليمان بن بنين الرقيقي، من مؤلفاته (لباب الألباب في شرح الكتاب).
14. علي بن عبد الصمد المعروف بابن الرماح.
15. جمال الدين ابن الحاجب، من مؤلفاته (الكافية والشافية).
16. ابن هشام الأنصاري ، من مؤلفاته (مُغني اللبيب) و(أوضح المسالك).
17. محمد عبد الرحمن المعروف بابن الصائغ، من مؤلفاته (التذكرة).
محمد بن أبي بكر الاسكندري، من مؤلفاته، تحفة الغريب في حاشية مُغني اللبيب
18. محمد بن سليمان الرومي المعروف بالكافيجي، من مؤلفاته (شرح قواعد الإعراب).
19. جلال الدين السيوطي ، من مؤلفاته (همع الهومع) و(الأشباه والنظائر).
نُحاة الشام:
1. ابن خالويه (الحسين بن أحمدـ)، من مؤلفاته (الاشتقاق) و(إعراب ثلاثين سورة من القرآن)
2. أبو علي الفارسي، من مؤلفاته (الإيضاح) و(التذكرة) و(التكملة).
3. ابن جني ، من مؤلفاته (الخصائص) و(سر صناعة الإعراب) و(اللمع في النحو).
4. ملك النحاة الحسن بن صافي.
5. زيد بن الحسن الكندي.
6. يحيى بن عبد النور بن معط ، من مؤلفاته (العقود والقوانين).
7. علم الدين السخاوي.
8. ابن يعيش، من مؤلفاته (شرح المفصل) و(شرح تصريف ابن جني).
9. ابن مالك، من مؤلفاته (الألفية) و(الخلاصة).
10. بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن النحاس.
نُحاة الأندلس:
1. جودي بن عثمان.
2. عبد الملك بن حبيب السلمي.
3. جابر بن غيث.
4. محمد بن عبد السلام الخشني.
5. الأفشنيق محمد بن موسى.
6. أحمد بن يوسف بن حجاج.
7. محمد بن يحيى الرياحي.
8. أبو علي القالي، من مؤلفاته (الأمالي).
9. ابن القوطية محمد بن عمر ، من مؤلفاته (تصريف الأفعال) و(المقصور والممدود).
10. محمد بن الحسن الزبيدي ، من مؤلفاته (الواضح).
11. أحمد بن أبان الإقليلي ، من مؤلفاته (العالم والمتعلم في النحو).
12. هارون بن موسى القرطبي ، من مؤلفاته (تفسير عيون كتاب سيبويه).
13. ابن سيده ، من مؤلفاته (المخصص) و(المحكم).
14. ابن مضاء القرطبي، من مؤلفاته (الرد على النُحاة).
15. أبو حيان محمد بن يوسف، من مؤلفاته (البحر المحيط) و(النهر الماد).
أساليبهم واختلافاتهم النحوية: كان للنحويين أساليب في الاختلافات النحوية أدى هذه الاختلافات إلى تبسيط النحو وتيسيره، وتعدد فصائله، وعلى سبيل المثال، جمع المتقدمون من هؤلاء العلماء بين النحو والصرف في التحليل، بينما اقتصر المتأخرون على إبراز المعاني النحوية كالتقديم والتأخير، والبناء والإعراب، والمعنى الأخير هو المقصود لدينا بعلم الإعراب، ولا يمكن تصور إعراب النص دون إدراك لمعانيه، لأن الإعراب فرع المعنى، وفي هذا تعتبر الكلمات جزءا مِن النظرية النحوية وقد دار حولَ الكلمات جدل كبير في التراث النحوي ولا سيما المسائل المتعلِّقة بتصنيفها؛ إذ المشكلة ليست في الوحدات نفسِها التي تشبه المعاني المطروحة في الطريق يعرفها العربي والعَجَمي، وإنما في نظام تصنيفها الذي خالف فيه كثير مِن اللغويين المعاصرين نُحات القدامى خلافا بعيدا، فنحات القدامى لم يقدموا تقسيما وحيدا للكلمة، وإنما قدموا اثنين، جاء كل واحد منهما بحسَب الغرض منه، فقد قدموا تصنيفا عاما يضم الأقسام الرئيسية دون فروعها
والعوامل عند النحاة ولا سيما الفريقين المعروفين الكوفة والبصرة لفظية ومعنوية، من المعلوم أن أغلب النحاة ذهبوا إلى قوة العامل اللفظي مقارنة بنظيره المعنوي، فالعامل اللفظي هو ما كان للسان فيه حظ، بمعنى أنه ينطق ويُكتب، كالفعل ذهب، وذهب زيد، فالذي أعمل الرفع في الفاعل زيد هو الفعل قبله، وهو أيضا الألفاظ المؤثرة فيما بعدها، وهو الأصل في الإعمال، فالفعل يعمل الرفعَ في الفاعل، أما نصبه للمفعول، فهو محل خلاف، ومنه كذلك كان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظننت وأخواتها، وحروف الجر والنصب والجزم، وبتفصيلٍ أكثر مثلًا إذا أخذنا حرف الجر، فهو عامل يجعل الاسم المجرور مجرورًا، بمعنى أنه إن لم يُوجد هذا الحرف لم يوجد الجرّ، والعوامل اللفظية عند الفريقين الكوفيين والبصريين، ثلاثةُ أنواع: أ- أسماء ب- وأفعال ج-وحروف
شهد التاريخ أن البصريين هم الذين تعهدوا النحو بعد مرحلة الوضع المبكرة بالعناية والرعاية قرابة قرن كانت فيه الكوفة منصرفة عنه إلى رواية الأشعار والأخبار والُملَح والنوادر، ثم تكاتف الكوفيون والبصريون في السعي في مضمار هذا الفن مع التنافس في ذلك فتعاون المدرستان على استكمال مباحث النحو ونشرها إلى أطراف مترامية من بقاع الدولة، وأدى ذلك إلى ظهور مدارس أخرى وهي المدرسة البغدادية، ثم الأندلسية ، والمصرية تشارك في هذ العمل الجليل وأخذت ترجح ما أودعه المدرستان من الآراء والعلل وأضاف إلى النحو ما يهم له إلى أن استوت قواعد نحوية على أساليب تلك المدارس ونحاتها.
ويعد الخليل بن أحمد من أوائل الذين قاموا باستقراء اللغة، فقد ابتكر طريقة هندسية مكنته من ضبط كلام العرب وحصر ه. وي ، سرت له ما استعمل من كلامهم، وما أهمل منه بأسلوب دقيق وقد ذهب بعض الباحثين المحدثين إلى أن علماء اللغة كانوا يفرضون القواعد ثم يعمدون إلى إخضاع كلام العرب لهذه القواعد . فيرتضون ما وافقها، ويرفضون ما جاء خارجًا عنها ولكن وظيفة اللغويين والنحاة الأوائل متجه صوب وصف الحقائق لا فرض القواعد 4 وإ ن العملية الاستقرائية عند العرب تثبت بشكل قاطع أ ن البحث اللغوي عند العرب اتخذ مجراه الطبيعي في التعامل مع الظواهر، وهو يتفق تمامًا مع منهج العلوم التي تستند إلى الاستقراء العلمي المنظم بدءًا بالجزيئات في التتبع والاستقراء، وصولا إلى الكليات في استخلاص الأصول في حين أ ن البحث اللغوي عند الغربيين كان في مبد ئه معياريًا لا يعبر عن روح المنهج العلمي)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص189 ) 2
قد نشأت وترعرعت منذ أن نشأت الدراسات النحوية، ومن الطبيعي أن ،ينسب التعليل إلى. علماء العربية الأوائل، وأن يكون التعليل مرافقًا للحكم النحوي منذ أن وجد النحو والخليل كان واحدًا من أوائل العلماء الذين كانت لهم جهود عظيمة في إرساء قواعد النحو العربي والذي كان له الأثر الواضح في كتاب سيبويه فضلا عن الدور الكبير لسيبويه الذي أراد من تأليف كتابه إحياء علم الخليل
ويكفى الخليل فخرًا أّنه أنجب للنحو تلميذًا من تلاميذه طبقت شهرته الأفاق، وقدم للعربية كتابًا كاملا في النحو، ولم يكتب شيئًا في النحو، ولا أّلف فيه كتابًا، وإّنما اكتفى في ذلك بما أوحى إلى سيبويه من علمه، وبما لقنه من دقائق نظره ونتائج فكره، ولطائف حكمته، فحمل سيبويه ذلك عنه، وألف فيه كتابه الذي أعجز من تق،دم قبله، وامتنع على من تأخر بعده وإ ن الباحث الذي يرغب في دراسة نحو الخليل لا يأتيه إلا من باب كتاب سيبويه، إذ إن كتاب سيبويه يكاد أن يكون مبنيًا كله على التعليل والحوار الذي يجري فيه دائمًا بينه وبين أستاذه الخليل
)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص 190)3
لكلام العرب، أو لما كان يسمعه من شيوخه فكان كل ما يسمعه يقّلبه ظهرًا لبطن، وهذا – كما يظهر لي – نهج وضعه الخليل بن أحمد لنفسه، فهو صاحب عقلية ن،يرة أتت به إلى أ ، ن يصل إلى ما وصل إليه من المعرفة بمختلف العلوم فلم تكن طريقة الخليل في دراسته استيعاب ما كان يأخذه عن شيوخه شأن الرواة الحّفاظ، بل كان يتمثل كل ذلك في نفسه، ولم نس ، جل هذا عن افتراض نفترضه وإّنما نعتمد فيه على كلام له فقد روى المبرد أّنه قال : كن على مد ارسة ما في قلبك أحرص منك على حفظ كتبك وقد قال فيه سفيان الثوري من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد
قلنا: إن الخليل بن أحمد كانت لديه معرفة بأن العرب لم ينطقوا كلامهم اعتباطًا، بل كان لعلة في أذهانهم، فمن هنا – كما أزعم بين لنا الخليل بن أحمد الغاية الأساسية التي من أجلها جاء التعليل، وهي فهم كلام العرب، ، وفي أغلب ظني – أن العلل الدلالية قد ولدت من رحم معرفة مقاصد العرب في كلامهم وهذه المعرفة ترتبط بنشوء النحو العربي الذي كان سببه اللحن الذي يتمثل بالخروج عن الاستعمال اللغوي الصحيح لكلام العرب، والمؤدي في النهاية إلى غموض المعنى وإبهامه والابتعاد بالسامع أو القارئ ع ، ما يقصده المتكلم.
والخليل بن أحمد التقى مع من سبقه من النحاة في الغاية من التعليل، وهي فهم كلام العرب. ولك ، ن ثقافته الواسعة طبعت تعليله بطوا بع هامة تميز بها من تعليل سالفيه . وأول ما يلاحظ، أّنه قد وسع نطاق العلة حتى شملت جميع الأحكام، ذاهبًا إلى أ ن العرب بنوا أحكام نطقهم على علل معتبرة، جعل ه ، مه أ ، ن يستخرجها، ويبين وجه الحكمة فيها ولعل هذا هو مصدر قول القدماء : إّنه قد استنبط من علل النحو ما لم يستنبطه أحد، أو لم يسبقه إليه أحد )(مجلة الباحث ص191)4
من أبرز علماء النحو العربي الذين اكتسبوا شهرة في ميدان النحو العربي، كانت شهرتهم تستند إلى الاختلافات والأقيسة النحوية المتنوعة كالاستقراء الذي ألزم النحاة أنفسهم به، كان حسب رأيهم استقراء في الصورة فقط، مبني إلى تقديم القياس على السماع والاستعمال، وإلى افتراض صيغٍ لا الحقيقة على المنطق والعقل، وهذا ما أدى إلى تشهير بعض النحاة)(الخليل، ج 8 : 138)5 ومن المسائل الدّلالية التي حملها الخليل على الغلط قوله: ( النَسُّ: السَّوْق اللطيف، ومن رَوَى بَسّاً، فقد غلط. ومثله تفسير بعض المعاني التي وردت في المعجم وتصحيح دلالاتها في الاستعمال كقوله: ( شجع: الشَّجَع في الإبل: سُرعة نقْل القوائم. جمل شَجعٌ، وناقةٌ شَجِعَةٌ. ويقال: شَجْعاء.) (الخليل، ج 1: 20 )6 شجع لعلّ المسائل الدّلالية التي حملها الخليل على الغلط من أكثر المسائل دوراناً في باب الغلط عنده، وقال الخليل رحمه اله: ( لا يقولون إِلاَّ هذانِ جُحْرَا ضَبٍّ خَرِبانِ، من قِبَل أنّ الضبّ واحدٌ والجحر جُحْرانِ، وإنَّما يَغلطون إذا كان الآخِرُ بعدّة الأوّل وكان مذكَّراً مثلَه أو مؤنَّثًا) (سيبويه، ج 1: 437)7 إنّ هذه المسألة معروفة في باب الحمل على الحوار، ولكنّ سيبويه حملها على الغلط، ومن المسائل التي حملها على الغلط قوله: ( واعلم أن ناساً من العرب يغلطون فيقولون: إنهم أجمعون ذاهبون وأنّك وزيد ذاهبان، وذاك أن معناه معنى الابتداء فيرى أنه قال: هم، كما قال : ولا سابقٍ شيئاً إذا كان جائياَ على ما ذكرت لك ، وأما قوله عز وجل : والصابئون فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتدأ على قوله ! والصابئون بعدما مضى الخبر وهذه المسألة مشهورة في الخ الف النّحويّ في مسألة العطف على موضع إنّ قبل تمام الخبر)(الأنباري، ج 1: 185 )8 ( ومن المسائل التي غلّط فيه سيبويه الاستعمال اللغويّ قوله: وهذه الكاف التي لحقت رويداً( إنّما لحقت لتُبيّنَ المخاطَبَ المخصوصَ؛ لأنّ رُوَيْدَ تقع للواحد والجميع والذَّكر والأُنثى؛ فإِنَّما أَدخل الكافَ حين خاف الْتباسَ مَنْ يَعنى بمن لا يعنى، وإنَّما حذفَها في الأوَّل استغناء بعلم المخاطبَ أنّه لا يَعني غيرَه؛ في قوله تعالى﴿ ذَلِكُم وَأَنَّ الَّ مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِريْنَ﴾ (سورة الأنفال، آية: 18 )9
وقد علّق الأخفش على ذلك بقوله: فإِنما كسر «إِنَّ » لدُخول ال الم. قال الشاعر:
وَأَعْلَمُ عِلْماً ليسَ بالظنِّ أَنَّه إِذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ فَهْوَ ذَليل
وإِنَّ لِسانَ المَرْءِ ما لَمْ تَكُنْ لهُ حَصاةٌ على عَوْراتِهِ لَدَلِيلُ
فكسر الثانية لأنّ ال الم بعدها. ومن العرب من يفتحها لأنّه لا يدري أنّ بعدها لاماً، ففتح وهو غير ذاكرٍ ل الم وهذا غلطٌ قبيحٌ وقد عدّ الأخفش مسائل من باب الغلط مجارياً فيها من سبقه من العلماء مثل إسكان الهمز في قوله تعالى: ﴿بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ﴾ (سورة البقرة، آية: 54 ) 10 فانتصب الْعِجْلَ لأنه مفعول به، تقول: (عجبت من ضربِكَ زيداً وقوله بَارِئِكُمْ مهموز لأنّه من برأ الُّ الخلقَ يَبْرأُ، بَرْءاً، وقد قرأ بعضُهم هذه الهمزة بالتّخفيف فجعلها بين الهمزة وبين الياء وقد زعم قوم أنّها تجزم، ونحو ذلك، واستعمل الأخفش اللحن للتعبير عن الغلط في قوله: (وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) (سورة إبراهيم، آية: 22) 11
تغليط الاستعمال مبكِّراً في النَّحو عند الخليل وسيبويه، وانتقلت إلى( فأما معيشة فاليجوز همز يائها؛ لأنّها في الأصل متحركة، فإنّما تردّ إلى ما كان لها، كما ذكرت لك في صدر الباب. فأمّا قراءة من قرأ معائش فهمز فإنه غلط، وإنما هذه القراءة منسوبة إلى نافع بن أبي نعيم، ولم يكن له علم بالعربيّة، وله في القرآن حروف وقد وقف عليها، وكذلك قول من قال في جمع مصيبة: مصائب إنّما هو غلط، وإّنّما الجمع: مصاوب، لأن مصيبة مُفْعِلة، تغليط سيبويه: من المعالم البارزة عند المبرّد في المسائل التي حملها على الغلط تغليط سيبويه، وهذه المسألة تكشف منهج المبرّد في التدقيق والتحليل وعدم اقتفاء آراء سابقيه دون تمحيص، وتبرز مكانته العلمية وقدرته على إبراز شخصيته التي تركت أثراً بالغاً في الدَّرس النّحويّ) (ابن منظور، ج 14 : 265)12
تغليط الأخفش وكان الأخفش يجيز: (اسل زيدا؛ لأنّ السّين عنده ساكنة لأن الحركة للهمزة، وهذا غلط شديد؛ لأنّ السّين متصرفة كسائر الحروف)(المبرّد، ج 2: 228)13
تنضوي تحت أسس البحث العلمي حقيقة مفادها، أنّ العلوم تقوم على البراهين ولا علم إلّا بالبرهان، ولا برهان إلّا بمقدمات ومبادئ ضرورية. ويمكن الكشف عن ذلك بوضوح في معالجة سيبويه بناء فكره النحوي في كتابه بوسائل وآليات عملت على توليد المعرفة وإنتاجها بإقامة الدليل بطريقة منهجيّة سليمة يمكن أن نصفها في مرحلتها تلك بالتشيديّة؛ إذ يسلك بها سيبويه مسلكا يقرر فيه أنها أصل من الأصول التي يستند إليها التفكير النحوي في الكتاب)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص138)14
إن نصوص سيبويه جاءت محققة لأغراضها، ومؤثرة في خالفيها، متعلمين وناقدين فالاشتغال بمثل هذه الآليات جعل نصوصه منظمة ومعلّلة؛ لأنّها مبنية بناءً استدلالياً معتمداً الضوابط العقلية، وأحياناً النقلية لإقامة الحجة بهدف الإقناع إنّ نزوع سيبويه إلى تلك المركزية في كتابه، إنّما هو إحداث لتغييرات في الأفكار أو توجيهها على نحو صحيح.
وهذه الطريقة التي اتبعها سيبويه تنمّ عن أنْ يكون الإقناع هدفاً وسيلته المنزلة، وأنّ امتلاك الإقناع لحدّ هو حمل النفوس على فعل شيء أو اعتقاده أو التخلّي عن فعله واعتقاده، يُعمّق وصف المنزلة أنّها فعل متعدد الصور يسعى لإحداث تأثير أو تغيير إمّا بفعل أو ترك، ويوجب أن يمتلك المقنع كفاءة تواصلية، وإقناعيّة ، وتتميّز هذه الكفاءة بمهارات هي:
1 .مهارة التحليل والابتكار.
2 .مهارة العرض المنظم للأفكار.
3 .مهارة فهم دوافع تساؤلات المتلقي واعتراضاته.
إنّ الإيماء إلى هذه المهارات ليس من باب التصنيف، بقدر ما هي إطار لم يفت سيبويه اتخاذه هيكلاً يبني عليه حججه على وفق مرجعيّة ثقافيّة سائدة، ومشتركة بينه وبين متلقيه بعيداً عن المغالطات الوصفية)( كتاب سيبويه: 1 ص324 ، 325 )15
نوّه بعض الدارسين على عجالة إلى استعمال سيبويه لمفردة المنزلة، ودعا إلى أنْ ينقب عنها وتدرس وذكر فائدتها بجهتين: الجهة الأولى، كونها وسيلة يحيلُ بها سيبويه على مواضع متقدمة من الكتاب تجنبا للتكرار فيبعد عن القارئ الملل وعن الكاتب التعب. والأخرى جهة القارئ أو المتعلم فتجعلهُ يرسخ المعلومة المذكورة بالموازنة بين المنزلتين)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص139)16
نرى أنّ لمنهجية المنزلة آلية حجاجية تبنّاها سيبويه في تناول الأفكار اللغوية في صياغة تداولية للإقناع اتّخذت بعدين:
الأول: بعدٌ يعكسه المبنى، والآخر: بعدٌ حواريّ بآليتيه التشخيص والمقام؛ إذا ما أُخذ بالحسبان أنّ الحوار تفاعل ، الذوات مع محيطها الخطابي فهو خاصيّة تداوليّة للخطابات الحجاجيّة. ويبدو أنّ الجامع بين البعدين هو تشبيه قول بقول آخر بينهما وجه شبه ليُبيّن أحدهما الآخر، ويصّوره في برهانية تترك أثرها في المتلقي بتغيير المنظور الأول، واستحداث منظور جديد؛ إلّا أنّ المشابهة في المنزلة ههنا تعلو قيمتها على مفهومها المستهلك بين أشياء ما كان لها أنْ تكون مترابطة أبداً، ومن ثَمّ عُدّت عاملاً أساسياً في عملية الإبداع السيبويه)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص 141)17
إذ التعليل النحوي أمر احتمالي يقوم على الفرض ووظيفته تسويغ النمط الاستعماليّ للكلام يُؤازر ذلك قول الخليل:
إنّ العرب نطقت على سجيتها وطباعها، وعرفت مواقع كلامها، وقام في عقولها علله، وإنْ لم يُنقل ذلك عنها، واعتللت أنا بما عندي أنّه علة لما اعتللته منه، فانْ أكن أصبتُ العلة فهو الذي التمستُ؛ وانْ لم تكن هناك علة له، فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل داراً محكمة البناء عجيبة النظم والأقسام، وقد صحّت عنده حكمة بانيها بالخبر الصادق، أو بالبراهين الواضحة، والحجج اللائحة. فكلّما وقف هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنّما هذا هكذا لعلة كذا وكذا، ولسبب كذا وكذا، سنحت له وخطرت بباله محتملة لذلك)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص143)18
التفسير بالمنزلة للتضمين: وهو التفسير الذي يقترب مما يسمى في اللغويات الحديثة بمبدأ الانضواء ، الدال على احتواء عنصر بنيوي على دلالة ضمنية، نستقرأه من نص سيبويه: تقول: لا تأتيني فتحدّثني لم تُرد أنْ تُدخل الآخر فيما دخل فيه الأول
التفسير بالمنزلة لتأصيل الأصناف: وهو أّنّ ما بعد المنزلة يوضّح السبب، وممّا يؤكّد قيمة هذا الضرب من التفسير بالمنزلة أنّ سيبويه يؤصّل تصنيف الفعل عبره بالنظر إلى الحدث بوصفه صنفاً معرفيّا )(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص144)18
فالكتاب لسيبويه إمام النحو، وحجة العرب، هو المنبع ال ، صافي، واَلمعِين الذي لا ،ينْ ، ضب على مر العصور، وتعاقب الدهور استوعب فيه سيبويه أبواب النحو والصرف، ومسائل التمارين، وعقد أبوابه بلفظه ولفظ الخليل بن أحمد، وهو أعلم الناس بالنحو بعد الخليل، وأْثب ، ت من حمل عنه، وبلغت العناية بالكتاب أن الفراء من النحويين الكوفيين، وجد بع ، ض الكتابِ تحت وسادته التي كان يجلس عليها. قال ثعلب: مات الف ، راءُ وتحت رأسه كتاب سيبويهِ.
جمع فيه سيبويه ما تفرق من أقوال من تقدمه من العلماء، كأمثال : عبدالله بن أبي إسحاق، وأبي عمروٍ بن العلاء جمع فيه أقوال وآراء شيوخه، كأمثال : عيسى بن عمر، وأبي الخطاب الأخفش الكبير، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، وأبي زيدٍ الأنصاري، وغيرهم.
فأبدع كتابه على مثالٍ لم ،يسبق إليه، ولم ،ي ، دعْ للمتأخرين استدراكًا عليه. لم يك سيبويه في كتابه ، جماعًا لآراء السابقين آو لآراء شيوخه فحسب، بل كان ذا شخصيةٍ قويةٍ، تظهر في ضم ما استخرجه بنفسه من القواعد، اعتمادًا على سماعه من العرب ا ُ لخّلص وكان رحمه الله يناقش شيوخه في مسائل النحو والصرف، فما ،يقره الدليل أو القياس أخذ به، وما يخالفهما اطرحه وخالف صاحبه، وإن رأى أن القول الآخر قو ، ي أخذ به إلى جانب ما يراه. وممن خالفهم : شيخه الخليل بن أحمد الفراهيد ، ي الذي لازمه وأخذ النحو عنه فبرع، وكان سيبويه أكثر نقلا في (الكتاب) عنه، فكان الكتاب سجلا حاف لا بآراء الخليل في النحو والصرف، وكان سيبويه كثيرا ما يحكى عن الخليل بقوله : وسألته أو قال، و ، رغم ذلك خالفه في بعض ماحكاه، إلا أن الخلاف بينهما فرع، والاتفاق هو الأصل في معظم المسائل.
ومما أود التنبيه إليه في هذه المسائل أني لم أقصر الخلاف بين سيبويه وشيخه الخليل على معناه المعروف وهو المخالفة بينهما في الرأي، بل إنني وسعت مفهوم الخلافِ ليشمل مطلق التعدد في الرأي، فإن انفراد سيبويه برأيٍ لم يقل به الخليل في المسألة الواحدة عددته من قبيل الخلاف الضمني بينهما، فإن سيبويه قد يعرض رأي الخليل، ثم يعرض رأي غيره ويميل إليه وقد يذكر رأيه بعد رأي الخليل ثم يستحسنهما، وذلك كما في مسألة النسب إلى راية، وغاية، وآية ، وكذلك في مسألة
فمثل ذلك عددته من قبيل المسائل الخلافية بينهما؛ لأن مجرد ذكر رأي الخليل، ثم التعقيب عليه بإبداء رأيه هو أو رأي غيره، يفهم منه ضمنًا أن سيبويه ينتحي منتحى آخر في الاستقلال بشخصيته، وعدم ميله إلى متابعة شيخه في كل آرائه، والله يعلم أن جمع الخلافات بينهما لم أقف عليها بالهين اللين، أو وافتني محض الصدفة، وإنما كان ذلك ثمرَة اطلاعٍ واستقراءٍ للكتاب، ولكثيرٍ من كتب النحو والصرف، ثم عارضت ماجمعته على ماقاله سيبويه في (الكتاب)، وعلى ما أورده النَّحويون في مصنفات)(مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص191)19 قال الجاحظ في كتاب سيبويه: "لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله وجميع كتب الناس عليه عيال
Results النتائج
1 النحو العربي له أهمية كبرى وساهم في حفظه علماء العرب وغيرهم؛ واهتموا به اهتماما بالغا، ومن أبرز مشاهير النحو العربي إن نصوص سيبويه جاءت محققة لأغراضها، ومؤثرة في خالفيها، متعلمين وناقدين
فالكتاب لسيبويه إمام النحو، وحجة العرب، هو المنبع ال ، صافي، واَلمعِين الذي لا ،ينْ ، ضب على مر العصور، وتعاقب الدهور استوعب فيه سيبويه أبواب النحو والصرف، ومسائل التمارين، وعقد أبوابه بلفظه ولفظ الخليل بن أحمد.
2.الخليل الفراهيدي، خدم اللغة العربية أخذ عنه خلق كثير، ومنهم الكسائي و سيبويه
3.أساليب اختلافاتهم أدى إلى تبسيط النحو وتيسيره، وتعدد فصائله، وأبرز علماء النحو العربي الذين اكتسبوا شهرة في ميدان النحو العربي، كانت شهرتهم تستند إلى الاختلافات والأقيسة النحوية المتنوعة كالاستقراء الذي ألزم النحاة أنفسهم به، كان حسب رأيهم استقراء في الصورة فقط، مبني إلى تقديم القياس على السماع، وهذا ما أدى إلى تشهير بعض النحاة،
Recommendations التوصيات
1.الاعتناء بدراسة الخلافات النحوية والوقوف على أبرز النقط الخلافية لدراستها دراسة مقارنة
2. دراسة الاسلوبية النحوية والنحو التقليدي وأبرز وظائفها الأسلوبية و اللغوية
References المراجع:
1.أحمد بن محمد بن أحمد القرش، الخلاف بين سيبويهِ والخليل، في الصَّوْت والبِنْية ص 5
2. نفس المرجع ص189
3.مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص 190
4. نفس المرجع ص191
5.الخليل الفراهيدي ج 8 ص 138
6. نفس المرجع ص ج 1 ص 20
7.سيبويه، ج 1 ص 437
8.الأنباري، ج 1 ص 185
9.سورة الأنفال، آية: 18
10.سورة البقرة، آية: 54
11.سورة إبراهيم، آية: 22
12.ابن منظور، ج 14 ص 265
13.المبرّد، ج 2 ص 228
14.مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص138
15.كتاب سيبويه: ج1 ص 324 ، 325
16.مجلة الباحث العدد العاشر 2014 ص139
17.نفس المرجع ص 141
18. نفس المرجع ص143
19. نفس المرجع ص191



#حفصة_عثمان_بيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سعد الحريري يُدين اغتيال حسن نصرالله: دفعنا غاليا من أحبتنا ...
- كيف عرفت إسرائيل موقع حسن نصرالله؟ شاهد ما قاله عقيد متقاعد ...
- عمل كمستشار عسكري في الحرب الأهلية في سوريا.. الكشف عن هوية ...
- إليكم من قد يخلف حسن نصرالله كزعيم جديد لحزب الله
- الحوثيون: حسن نصرالله نال ما تمناه.. ومقتله -خسارة فادحة-
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لتجنيد لوائي احتياط للقتال في ال ...
- قصف عنيف جدا الآن على الضاحية الجنوبية لبيروت
- موسكو تدين جريمة الاغتيال السياسي لأمين عام -حزب الله- حسن ن ...
- الإعلام العبري: تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة الوسطى بإسرا ...
- أبرز ردود الفعل على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله؟


المزيد.....

- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حفصة عثمان بيري - اختلاف مشاهير النحاة وأساليبهم