أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - في حرب غزة ماذا بعد اليوم التالي لايقاف الحرب ..!















المزيد.....

في حرب غزة ماذا بعد اليوم التالي لايقاف الحرب ..!


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 18:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


احدثت حرب غزة متغيرات كبيرة في المشهد السياسي الاقليمي والدولي مع تعزيز الأصطفاف الشعبي غير المسبوق عالميا تجاه دعم غزة والدعوة لوقف الحرب والعدوان عليها ،، وأهم صور هذا الدعم الحراك الطلابي في الجامعات الامريكية المستمر من عدة اسابيع ووصوله الى جامعات اوربية ايضا (غياب مثل هذا الحراك في عموم الجامعات العربية)..
هذا الحراك الطلابي في المجتمع الامريكي شكل ظاهرة متجددة في المشهد السياسي تذكر بما شهدته امريكا من حركات طلابية احتجاجية تجاه حرب فيتنام في منتصف الستينيات من القرن المنصرم . هذه الظاهرة تستحق الاحترام و لابد من الاشادة بها وبوعي الطلاب سياسيا والخروج بوعيهم من الاهتمامات المحلية والاستهلاكية الى مسار سياسي انساني كاشفا انتهازية الحكومات الغربية والامريكية تحديدا بل وفضحا للنخب السياسية الامريكية الممسكة بالسلطة الرسمية عبر مجلسيها من خلال رفض ابناء هذه النخبة من خلال الجامعات مواقف ابائهم وطبقتهم السياسية والاقتصادية وتعزيز الدور الانساني في أممية جديدة تتبلور من داخل النظام الراسمالي ذاته .
في الوقت نفسه هناك اصطفاف حكومي غربي مع اسرائيل وحكومتها التي تستهدف مزيدا من الأبادة للشعب الفلسطيني في غزة ناهيك عن الاعتقالات والقتل والأقتحامات للمنازل والمدن في الضفة الغربية . وهذا الامر واضح من اليوم الاول لتأسيس اسرائيل والاول للاحداث الاخيرة حيث تدفقت المساعدات العسكرية والمالية والمخابراتية وغيرها ولاتزال حتى هذه اللحظة ..
ووفق كل ذلك لم تنجح اسرائيل وامريكا من ان تنهي صمود المقاومة او تتمكن من فك الاسرى او تسيطر بشكل تام على القطاع .. في هذا السياق تتكشف انتهازية الحكومات الغربية تجاه خطاباتها حول الديمقراطية وحقوق الانسان وانها ليس الا كلاما في الهوى ، فهي تكيل بمكيالين ، الاول خاص بالداخل الغربي ودعم اسرئيل وتبرير عدوانها ، والاخر ضد حقوق الافراد والشعوب خارج اوربا ورفض اعمال المقاومة المشروعة قانونا وانسانيا .
ووفقا لذلك تعتمد امريكا وساطتها للتلاعب بالمسار السياسي الذي تخطط له لمابعد وقف النار واليوم التالي من خلال خطط تستهدف اضعاف السلطة الفلسطينية وعدم تمكينها من ادارة كامل ترابها في الضفة والقطاع ، وتمكين اسرائيل من التدخل في كل المعابر التي تستخدم لاغراض انسانية واغاثية بهدف تجويع الشعب الفلسطيني وزيادة معاناته.
الجدير بالذكر الاشارة الى ضعف الموقف الرسمي العربي والاسلامي وتخاذله عدا دول قليلة وبروز فاعلية الدور لجنوب افريقيا .. ومعنى ذلك ان الاستقرار والحرب في منطقة الشرق الاوسط معطى اقليمي ودولي وليس للدول في المنطقة الا ادوار محدودة . ورغم تمدد المعارك مع اسرائيل في جنوب لبنان والبحر الاحمر الا ان الغرب وامريكا هما طرفا رئيسيا في هذه المعركة وبشكل مباشر ولايقتصر حضورها عبر المساعدات التي لم تنقطع ساعة واحدة .
وبالاشارة الى ضعف الموقف العربي الرسمي فان الترتيبات السياسية القادمة لغزة بل وتجاه القضية الفلسطينية برمتها محفوفة المخاطر وفق ما يتم التخطيط له من تهجير اجباري ومن بناء هياكل سياسية لاتؤسس لكيان فلسطيني له عنصر الاستدامة والقوة ، رغم ان اطالة امد الحرب الراهنة دفعت ببعض الدول الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو امر ايجابي .. لكن التحليل الموضوعي يكشف عن مخططات ومشاريع تعلي من الاشارة نحو دولة فلسطينية لكنها دولة دون اساسها الجغرافي الذي يتم تقطيعه من خلال المستوطنات والتدخلات الاسرئيلية مما يجعل الحديث عن دولة ليس اكثر من مناطق حكم ذاتي في سياق كيان اسرائيلي يتولى الاشراف والمراقبة عليها .
وهنا تكمن المخاطر في تغييب نضال شعب لاكثر من نصف قرن وعدم تمكينه من دولته المستقلة على ارضه المعلن عنها وفق قرارات الشرعية الدولية منذ سبعة عقود متتالية .. بل ان الخطط الامريكية -الاسرائيلية تتضمن التملص من اتفاقات سابقة أكانت ثنائية او عربية فلسطينية وبالتالي يجد الفلسطيني نفسه دون سيادة في جغرافيته ودولته وتغييب فكرة حق العودة للمهجرين وهو حلم كان ولايزال لدي الكثيرين مع تقديم مغريات لمن يهاجر نحو امريكا وكندا او مناطق اخرى ..
في هذا السياق لايكاد المتابع والمراقب يلمح رؤية او خطط فلسطينية -فلسطينية تضع الخطوط العامة والتفصيلية لما بعد الحرب الراهنة وكيفية تشكل السلطة في غزة بل وفي عموم الاراضي الفلسطينية -لأن انقسام السلطة بين مجموعتين وحكومتين يزيد من حالات الصراع وهو امر سائد -للمقارنة -في دول اخرى ليس فيها احتلال (هناك اكثر من حكومة في ليبيا واليمن وحكومات عاجزة عن الاداء في العراق ولبنان واخرى ضعيفة الانجازات في عموم الجمهوريات العربية ).
الملاحظ هنا ان الدول الاقليمية غير العربية (ايران وتركيا ) لها ادوار فاعلة داخل المنطقة العربية بل ولها ادوار مقررة ايضا مقابل ضعف الدور العربي الرسمي ، او لها ادوار كبيرة مقارنة مع الدول العربية التي كانت لها فيما سبق ادوار فاعلة ومقررة .. خاصة وان المتغيرات الراهنة اقليميا ودوليا وتغير المزاج السياسي محليا يترتب عليه قابلية لتغلغل الادوار الاقليمية والدولية خصما من مرتكزات السيادة والوطنية في عموم المنطقة .
في هذا السياق ما اعلنه الرئيس الامريكي يوم امس ليس الا خطة اسرئيل التي تم رفضها مسبقا ولكن قد يتم التوافق معها وتعديل بعض عناوينها لان أطالة امد الحرب خلقت وضعا بائسا في اكثر من مكان وعمقت المعاناة والازمات الامر الذي يجعل مطلب وقف الحرب والقبول بأي حلول سياسية امرا ممكنا وفق براجماتية سياسية تعتمد منظورات آنية دونما افق بعيد المدى .
ومعنى ذلك انه مع غياب رؤية موحدة عربية للحل السياسي بل وحتى غياب رؤية فلسطينة ، فان ممكنات قبول الخطة الامريكية قد يكون هو النافذ ، وهو الامر الذي اشرنا اليه منذ بدايات الازمة الراهنة في اكثر من مقال منوهين ومحذرين من مخاطر الدور الامريكي وانفراده بأزمة الشرق الاوسط وفق مسار دولي مختل في نمط العلاقات الدولية وتبعية كاملة للقارة العجوز تجاه البيت الابيض .
هذا الدور الامريكي المنحاز لأسرائيل ضد مصالح العرب عامة والفلسطينين خصوصا من شأنه ان يولد ازمات مستمرة لانه يخلق مع كل دورة عنف هدنة مؤقتة سرعان ما تنهار لتعود بؤر النزاع اكثر عنفا مما سبق . فالنهج الثابت لامريكا في سياساتها الخارجية اشعال بؤر النزاع في اكثر من مكان في ارجاء المعمورة يخدم تمدد التواجد العسكري الامريكي وزيادة مبيعات الاسلحة خاصة في اطار التنافس الكبير مع الصين وروسيا واعلاء التفرد الامريكي في المجال الدولي .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متغيرات المشهد السياسي واحتمالات تمدد الحرب اقليميا
- في المشهد الراهن براجماتية السياسة ولا مشروعية القوة ..!
- آن الوقت للاعتراف الدولي بالحق الفلسطيني ..!
- مقاربات في المشهد السياسي لأزمات المنطقة
- ما بعد السابع من أكتوبر ومشروع اعادة الهيكلة للقطاع
- لماذا الدهشة من الموقف الامريكي تجاه غزة
- تفجير الدولة من الداخل
- انزلاق نحو الحافة او الحرب العالمية الثالثة
- البراجماتية بدلالاتها النافية للموقف الأخلاقي
- النافذة المكسورة وازمات الدولة العربية المعاصرة
- ملاحظة في متغيرات المشهد السياسي اليمني
- قراءة أولية موجزة لاعلان الهدنة في اليمن
- في معنى و دلالات المشهد الراهن في اوكرانيا
- أمريكا تدفع اوروبا وروسيا نحو حافة الهاوية
- في امريكا واوربا العودة الى الادوار الاجتماعية للدولة
- عن القضية الفلسطينية -2-
- ايران و السعودية .. حوارات سياسية ام صفقات سياسية
- مناورات ايران مع امريكا والسعودية
- الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -
- مسار متجدد لحرب باردة لم تنتهي


المزيد.....




- شاهد ما حدث لمراسل CNN على الهواء لحظة تعرضه للغاز المسيل لل ...
- أمازون: اتهام الشركة بالتحايل على العملاء و-تزييف- معلومات ع ...
- فيديو: العلاقات السورية التركية على رأس جدول أعمال بشار الأس ...
- الوصول للملعب متأخرا - شرطة شتوتغارت ترد على انتقادات مدرب ب ...
- مصر.. مفاجأة بشأن قرار الحكومة إغلاق المحلات التجارية في الـ ...
- -نابض بالحياة-.. روبوت ياباني يحاكي المظهر البشري بشكل مريب ...
- السعودية.. إلزام محرر -سناب شات- بدفع تعويض مالي لناشطة على ...
- -فاينانشال تايمز-: إسرائيل تشارك في مفاوضات لتسليم أنظمة -با ...
- شاهد.. سرايا القدس تفجر آلية للاحتلال بعبوة -زلزال- في الشجا ...
- إسرائيل تدرس الإفراج عن 120 أسيرا بسبب اكتظاظ السجون


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - في حرب غزة ماذا بعد اليوم التالي لايقاف الحرب ..!