ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 7995 - 2024 / 6 / 1 - 13:47
المحور:
الادب والفن
وحدك و أنت تدخل عامك الستين
راضيا ً مبتسما ً
طفلا ً يخاف كحل العتمة
حشرجة البدايات في رحم الأزقة
جدران من ورق و شرايين
و في البئر الأولى تسقط تباعا ً
عندما تهرب منك أجنحة الطير
أضحية التائب من هول الزمان
على جبينك وخز إبر السنابل
منحنيات السهول
نداء الحصاد في يوم عيد
و مطاردة الفراشة البيضاء على سفح غيمة صيف ..
بشرى الحياة دمعة
تفاحة على غصن ضوء ،
وحدك في العشرين الأولى
تمنح حروف أسمك طوق النجاة الأخير
هذا سبيلي
سلال الورد على نافذة القمر
و رغيف الخبز أمسيات العزلة الأولى
تتنفس الحياء من بابه الواسع
و تلد الحكاية صومعة أسرارها الفتية
كتاب الأغاني
و ضحكة المغامر في أرض غريبة
تقرأ منازل الجيران
و تختمر بين أصابعك الإلفة
مفاتيح التحية
تعتمر خمرة الظلال
ويأخذك الدفء مثل موجة سحرية
نحيفا ً مترددا ً
تسأل عن صمت الوقت
والصخب النبيل في ذيل النهايات
تهليلة عشق خفية وشعار هتاف ،
و في العشرين الثانية
تأتيك المواعيد الزائفة في ثوب خداع
لا النار موطن اللهفة
ولا قهقة العجوز في عرس لا يدوم طويلاً
تأخذك الحيرة مثل أنين العشب في رحلة وداع
هنا لفظت الأنفاس نقوش مناديلها
و تكاثر في الليل سديم الغبار
لم تكن الأحلام حيلتك الأزلية
ولا دعاء أمك في ضيق الزحام
أطياف الخيبة عامرة من نصف الكلام
و بحة الناي في قفص
والأخيلة كتاب صخر
و طفولة عتاب ،
و في العشرين الثالثة
تفر أيامك كلها مثل ضياع الحب في كل حين
تعتاد الفرار في طبق صغير
و تلعن نزوى السنين
ترسم خراىط حزنك
و تنزوي
ترتاد الغابة كلما أمطرت سحابة عابرة
تفتش من جديد عن ملامح أسمك
يشبهك هذا الطريق الجديد
حشرة صغيرة فوق كومة حصى
فراغ في الهواء الطلق ثقيل
و الشمس خجولة
قلق يمخر عين الرتابة
وتنتظر مع فارغ الصبر علبة الحلوى
كلاما ً غامضا ً عن وحشة المستحيل
كيف كانت أيامك حبلى بالغيب
و حاضرك في محنة البؤس يستجير .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟