أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ذاته














المزيد.....

ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ذاته


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


كيف تريد،وكيف تحاول ان تعبر عن نفسك...كيف ينظر لك الآخرين خاصة ان كنت على قدر واسع وشاسع من الشهرة...؟!
انت تستطيع ان ترجع نفسك،ان تلقي تساؤلاتك على نفسك،وان لم تجدل لها حلا أو طريقة،بامكانك أن تلقي هذه الأسئلة على شخصيات متوهمة،أو حتى على عالم آخر غير عالمك....
الفكرة هنا أن وودي ألن يقدم مجتمعا كاملا وعالم متكامل عن شخص واحد فقط،وهذا الشخص هو اللاعب الاساسي طبعا.
اني اريد ان اقول كل شيء عن نفسي،عن مجتمعي الذي يخص نفسي،عن تفكيري واوهامي التي تخص نفسي....من الممكن ان يضع حوارا يدور عنه:
لسلوب تصويره مبالغ فيه...مفاهيمه سطحية وكئيبة
سبق ورأيت هذا،يحاولون توثيق عناءهم الشخصي وبيعه كفن...ماذا لديه ليعاني...؟
سيندي(وودي ألن)،مخرج أفلام كوميدي مشهور،وافضل افلامه هي افلامه المضحة الأولى...ولكن:
(ماذا تريدون مني أن اقول،لااريد ان اقوم بأفلام مضحكة مرة أخرى،لايمكن الزامي ولا اشعر بأني مضحك،إني انظر الى العالم من حولي وارى معاناة انسانية فقط...
طبعا،هذه الهواجس عن الموت والخوف من الموت والتساؤل حول الماهية الحقيقية للوجدو والموت لابد أن تكون لسيندي –السيد بيتس- ولكنها في الحقيقة لوودي ألن وبالتالي-حسب ما نعتقد ونرى- ان الفيلم محمل بلكنة سيرة ذاتية غير منتهية،وان كانت غير مختلفة،ولكن المختلف هنا ان وودي ألن يضع نفسه في صفيحة تأملية لنقد نفسه وابراز آراء من حوله،وان كان هناك شيء قريب من هذا الفيلم فهو بالتأكيد تفكيك هاري.
تفكيك سيندي ليس بالأمر الصعب لأنه اصلا يقدم ملاحظات تهكمية (قطعية) عن نفسه:
في مؤتمر صحفي:سمعت انك درست الفلسفة...؟!
لاغير صحيح،درست دورة واحدة في الفلسفة الوجودية في جامعة نيويورك وفي الامتحان النهائي تلقيت أسئلة ولم انجح بالاجابة عن اي منها...بقيت جميعها فارغة وحصلت على مئة
ليس من الضروري أن يكون ما يصرح به وودي ألن في افلامه ان يكون صحيحا،وليس بالضرورة ايضا ان لايكون صحيحا،وليس من الضروري ان يكون تهكمه هذا عن الفسلفة الوجودية صحيحا،وليس بالضرورة ان لايكون صحيحا ايضا،لأن الحكمة الوجودية هي انسانية،والاسئلة الوجودية هي هي اسئلة بشرية قبل كل شيء،وهي نفس الاسئلة التي يطرحها وودي ألن في كل أفلامه.
سيندي شخص مشهور مجامل من الدرجة الأولى حتى الى درجة النفاق،وهو يحاول الحفاظ على علاقة تركيبية مع ثلاثة نساء معا،لأن الدمج بينهم سيخلق شخصية انثوية كاملة،والكاملة لاتعني الكمال بحد ذاته،بل الكمال الشخصي من وجهة نظر وودي ألن،وهذا أمر يدفعنا الى التساؤل عن الفرق بين الذاتي والشخصي...؟!
هناك الكثير من الاسئلة والردود التهكمية من قبل وودي ألن،ولكن اندفاعها الفلسفي يبقى يبقى على السطح محصورا بتلك الاسئلة التي برر وودي ألن مؤخرا-رفكيني فاستيفال- حتمية تكرارها،ولا أعتقد،اعتقاد على سبيل الالزام-أنه لابد من تكرارها هنا.
حتى الكائنات الفضائية من الممكن أن تجيب عنها بشكل مقنع أكثر من اي شخص آخر...من اي شخص طبيعي آخر،أو محلل نفسي ولكن علينا ان لا ننسى ان تلك الكائنات الفضائية هي من اختراع عمق وودي ألن:
سيندي:يجب أن تخبروني،لماذا يوجد الكثير من المعاناة الانسانية...؟!
الكائنات الفضائية:لايمكن الاجابة عن هذا السؤال
سيندي:هل الله موجود...؟!
الكائنات الفضائية:هذه الاسئلة خاطئة
سيندي:هذا هو الامر،ان كان لاشيء سيبقى فلماذا اجهد نفسي بصنع أفلام أو اي شيء...؟!
الكائنات الفضائية:تمتعنا أفلامك وخصوصا الأولى المضحكة(تكررت هذه الحملة في اكثر من موضع)
سيندي:لكن الوضع الانساني محبط جدا
الكائنات الفضائية:هناك لحظات لطيفة ايضا
سيندي: نعم مع دوري
الكائنات الفضائية: صحيح،ومع ايزابيل،كن صريحا،هل تفضل ايزابيل...؟!
لا مجال للمقارنة أنها امرأة ناجحة....
سيندي:امرأة ناضجة،ماذا أنت....الرابي خاصتها؟!
الكائنات الفضائية:انظر،اننا مخلوق ذكي جدا بمقاييس الكرة الارضية،لدينا نسبة ذكاء 1600،ولكن لا افهم ماذا توقعت من علاقتك بدوري...؟
سيندي:احببتها
الكائنات الفضائية:يومان في الشهر،كانت اروع امرأة في العالم،ولكن باقي الوقت كانت مجنونة،من ناحية اخرى ايزابيل هي المراة التي يمكن الاعتماد عليها
سيندي:لكن،ألا يفترض بي الكف عن صناعة الافلام والقيام بشيء معين ذو معنى،كمساعدة المكفوفين أو اصبح واعضا أو شيئا ...؟!
الكائنات الفضائية:اسمع،لست شخصا واعظا،لن تصمد،عدا ذلك لست الرجل الخارق،انت كوميدي....اسرد نكات مضحكة اكثر
عندا نتابع مثل هذا الحوار الذي يدور في داخل وودي ألن بشخص سيندي،تطالعنا دروب الحرية لجان بول سارتر...كل انسان يعرف حلول مآسي ذاته،ويعرف طريقه،ولكنه بدلا من التطبيق ينشغل بالشك والقاء الأسئلة...
في النهاية،سيكون الموضوع برمته عبارة عن فيلم...فيلم بألأبيض والأسود عن شخص مضغوط في علبة وكل ما حوله وتعبيرات ذاته هي عن ذاته.
ان كانت عبارة (افلامك الأولى المضحكة) قد تكررت لأكثر من مرة في الفيلم،فهي من الممكن أن تمس 8.5 فليني،ولكن هي ليست عن المخرج الذي اضاع الهامه،بل هي عن المخرج الذي لازال يبحث عن ذاته.
21/12/2023



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...
- مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع ...
- أزواج وزوجات 1992(وودي ألن): الأزمة
- نسخة مصدقة 2010:العمل الفني والفعل الانساني والاصالة والزمن ...
- سر جريمة مانهاتن 1993: اراد وودي ألن أن يقول أن كل شيء سينته ...
- ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسه ...
- العبها مرة أخرى سام 1972(وودي ألن): انه وودي ألن...ذلك الرجل ...
- الرصاص فوق مسارح برودواي 1994(وودي ألن): صدفة اغرب من قدرية ...
- ترجمة رواية زرقة الظهيرة:جورج باتاي
- مستخدم لعدة مهام 2005-عن تشارلز بوكوفسكي:لا تحاول
- أفروديت العظيمة 1995(وودي ألن): هل هذه حكاية فاسفقة أم حكاية ...
- تفكيك هاري 1997(وودي ألن): هاري متحرر من السلطة الأخلاقية ال ...
- محاصر 1998(برناردو برتولوتشي): الصمت عند برناردو برتولوتشي
- أناوأنت 2012 (برناردو برتولوتشي): تلميحات من ماضي مخرج كبير
- المزحة 1969:نهاية الفرد
- جمهورية الموز 1971(وودي ألن): كوميديا الاجتماعية قائمة على ك ...
- أمهات متوازيات 2021(بيدرو ألمودفار):انتصار الانساني على البي ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ذاته