زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 02:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
الحيرة والتردد؟ لماذا اعترفت ثلاث دول أوروبية بفلسطين؟
يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد
23 مايو 2024
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعارض اعتراف الدول الأخرى بفلسطين من جانب واحد. مشدداً على أن بايدن، من حيث المبدأ، هو «مع» الدولة الفلسطينية، ولكن فقط نتيجة لتنفيذ استراتيجية «الدولتين» «من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب».
جاء رد الفعل هذا من واشنطن بعد اعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بفلسطين كدولة مستقلة.
▪️ في الواقع، ليس هناك ما يميز اعتراف القوى الأوروبية الثلاث بفلسطين كدولة: فهي معترف بها من أكثر من 140 دولة، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي مثل جمهورية التشيك وبولندا ومالطا.
التوقيت مهم:
على خلفية المناقشة حول مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تبدو مثل هذه الخطوات وكأنها دليل واضح على موقف مناهض لإسرائيل.
وعليه، فإن اعتراضات بايدن هي أيضاً ذات طبيعة «طقوسية» وتهدف إلى دعم إسرائيل: إذ، كما قيل، لا يوجد أي إثارة في الاعتراف بفلسطين على هذا النحو.
▪️ ولكن لماذا أيرلندا وإسبانيا والنرويج؟ الحقيقة هي أن دعم الدولة الفلسطينية يتردد صداه لدى شريحة أوسع من الناخبين هناك مقارنة بالدول الأخرى. أي أن السبب وراء مثل هذا الإعلان هو سياسي داخلي إلى حد كبير، وليس أقله يعتمد على نسبة المسلمين والمنتمين لدول الشرق الأوسط.
على سبيل المثال، في أوسلو، حتى وفقًا للبيانات الرسمية، فإن أكثر من 10% من الناخبين هم من المسلمين. ومعاداة السامية الملحوظة في إسبانيا توحد الكاثوليك والمسلمين (زاد عدد المسلمين عشرة أضعاف خلال ثلاثين عاما). أما بالنسبة لأيرلندا، فإن الحركة القومية في البلاد كانت تنظر منذ فترة طويلة إلى القضية الفلسطينية من خلال منظور مشاكلها مع بريطانيا. حتى أن بعض الأفراد قدموا مقترحات لتوحيد الجيش الجمهوري الإيرلندي مع منظمة التحرير الفلسطينية (!).
▪️ ترد إسرائيل بشكل متوقع - باتهامات بمعاداة السامية وإيماءات دبلوماسية مثل استدعاء السفراء. لكن المشكلة هي أن الغالبية العظمى من دول العالم، بشكل أو بآخر، أعربت بالفعل عن دعمها لفلسطين، وشخصت نتنياهو باعتباره مركز الشر الذي يمنع إنهاء الصراع في غزة. وسيعمل أمر المحكمة الجنائية الدولية على تثبيت نتنياهو في وضع "عدو السلام".
أمل نتنياهو الوحيد في الحفاظ على منصبه هو الخضوع الكامل للولايات المتحدة: لا يوجد أحد غير واشنطن لتغطية مشاكله. لكن هناك صعوبات هنا أيضا، لأن نتنياهو لا يستطيع إيقاف الحرب - فالمطالبات السياسية الداخلية ستنهال عليه على الفور، لكن الولايات المتحدة تطالب على وجه التحديد بإنهاء الحرب.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟