أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - التوجيهات الرسمية التي لم تُحترم في مدونة 2004














المزيد.....

التوجيهات الرسمية التي لم تُحترم في مدونة 2004


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الذين يقولون اليوم بأنه ينبغي "احترام التوجيهات الملكية" في مراجعة مدونة الأسرة المغربية، وهم يعتقدون بأنهم بذلك سيمنعون من إجراء التعديلات الضرورية على نص متجاوز دستوريا وواقعيا، إنما يقومون بعملية انتقاء في تلك التوجيهات، إذ يركزون على جملة تقع عندهم موقع الاستحسان، مع بترها من سياقها العام، بينما يغضّون الطرف عن كل التوجيهات الأكثر أهمية في مراجعة النص وإصلاحه، وبهذا الصدد نذكرهم بأن التوجيهات الملكية في مجملها لم تُحترم سنة 2004 في المدونة الحالية التي تخضع للتعديل، وإليكم التوجيهات التي جاءت في الرسالة الملكية آنذاك والتي تم تضمينها في ديباجة مدونة الأسرة من طرف اللجنة دون أن تتم مراعاتها في الصياغة النهائية لمواد المدونة:
ـ جاء في ديباجة المدونة أنّ "النهوض بحقوق الإنسان في صلب المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ومن ذلك إنصاف المرأة وحماية حقوق الطفل، وصيانة كرامة الرجل، في تشبث بمقاصد الإسلام السمحة، في العدل والمساواة والتضامن، واجتهاد وانفتاح على روح العصر، ومتطلبات التطور والتقدم".
حيث لم تتم مراعاة هذا التوجيه الهام في مراعاة الأوضاع الجديدة للمرأة المغربية وجهودها التي تبذلها في كل المجالات، كما لم تتم مراعاة مفهوم الطفولة الحديث حيث استمر تزويج طفلات لم يبلغن سنّ النضج النفسي والعقلي لتحمل أعباء الأسرة، ولم تتم مراعاة "مقاصد الإسلام السمحة" بقدر ما تم تكريس التشدد الفقهي للعصور الوسطى، إضافة إلى أن نظام العلاقات الأسرية الذي تم الإبقاء عليه في مواد المدونة يكرس الوصاية والقوامة وهيمنة الذكورة وهو ما يتعارض كليا مع عبارة المجتمع الحداثي الديمقراطي.
ـ كما جاء في الديباجة المذكورة أيضا أنّ "الأسرة المغربية القائمة على المسؤولية المشتركة، والمودة والمساواة والعدل، والمعاشرة بالمعروف، والتنشئة السلمية للأطفال، لبنة جوهرية في دمقرطة المجتمع".
وهو ما لم تستجب له موادّ المدونة آنذاك عندما أبقت على التدبير الأحادي الذكوري داخل الأسرة، ولم تقم بإقرار الولاية المشتركة على الأطفال وفقا لمبدأ "المسؤولية المشتركة"، حيث بقيت المرأة المغربية تناضل باستماتة من أجل أطفالها في غياب الرجل، دون أي اعتراف بوجودها بوصفها الأم المسؤولة عن أولائك الأطفال. ولهذا لم تتحقق "دمقرطة المجتمع" بل على العكس تم تكريس الظلم المضاعف ضد النساء والأطفال، فتضاعف العنف ضد المرأة كما تضاعف تزويج الطفلات.
ـ وجاء في المدونة "تكريس حقوق الإنسان والمواطنة للمغاربة نساء ورجالا على حد سواء"، بينما ظلت مواد المدونة بعيدة كل البعد عن مفهوم المواطنة وعن منظومة حقوق الإنسان كما تتبناها الدولة المغربية وتلتزم بها.
بل إن هناك توجيهات ملكية واضحة وصريحة لم تؤخذ بعين الاعتبار فظلت حبرا على ورق ومنها:
ـ "تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة"، حيث أبقت اللجنة آنذاك على ترسانة لمفاهيم الفقهية المتخلفة التي تُهين المرأة وتعكس نظرة فقهاء العصور القديمة في زمن "الحريم"، وذلك مثل مفهوم “المتعة” و”الوطء” و”اللعان” و”القوامة” و”الهجر” و”الفراش” و”ابن الزنى”، واعتماد معجم قانوني حديث يُخرج نص المدونة من المنطق الذكوري القديم.
ـ "جعل مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين" وهو ما لا تسمح به مدونة 2004 التي ظلت دون هذا التوجيه، في انتظار ما ستسفر عنه المراجعة الحالية.
ـ "إيجاد قضاء أسري عادل وعصري وفعال"، وهو ما لم يتحقق أيضا حيث ما زال القضاء يظل القطاع الأكثر محافظة وممانعة ضد قيم العصر ومبادئ المساواة والعدل واحترام النساء والأطفال.
ـ "الاجتهاد المستنير المنفتح على روح العصر، ومتطلبات التطور والتقدم"
بينما أعطاب مدونة 2004 تعكس ما يخالف هذا الاجتهاد المستنير، مما تسبب في استمرار الظلم الذي يطال النساء والفتيات سواء في الزواج المبكر أو في احتكار الولاية من طرف الرجال، أو حرمان المرأة من الحضانة عند زواجها، أو تعدد الزوجات، أو حظر زواج المسلمة من غير المسلم، أو إثبات النسب بالوسائل العلمية المختبرية، أو عدم اقتسام الأموال المكتسبة، أو هضم حقوق الفتيات في التعصيب ونظام الإرث.
لقد تكررت نفس التوجيهات الملكية خلال خطاب العرش لسنة 2022، كما تكررت في الرسالة التي وجهها الملك لرئيس الحكومة الحالي، فهل ستقوم المؤسسات الوصية على عملية المراجعة باحترام هذه التوجيهات الهامة، أم أنها ستقف عند "ويلٌ للمصلين" ؟.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلاهيات مهرطقة
- كيف يخطئ الفقهاء ولماذا يراوغون ؟
- أكذوبة فتوى السعودية ضد -البيت الإبراهيمي-
- معضلات وقضايا التاريخ المبكر للإسلام
- المداخل الفكرية للمراجعة الجذرية الشاملة لمدونة الأسرة
- الجالسون مكان الربّ
- بين منطق الفقهاء ومنطق حقوق الإنسان ؟
- أسُس النجاح الكروي المغربي
- من فرحة الكرة إلى التخريب، أية علاقة ؟
- قمة الجزائر: تمخض الجبل..
- لماذا فشلنا ؟
- حول الموجة الشبابية الساخرة من الأديان
- حول أدوار المثقفين
- مشكلتنا ليست مع شخص بعينه
- المشترك الحقيقي من الماء إلى الماء
- النقاش حول نظام الإرث ليس نقاشا دينيا
- من المدرسة القرآنية إلى المدرسة الحديثة،، مسافة ضياع
- مشكلات الكتاب والقراءة بالمغرب
- أبطال التفاهة
- تجزيء الديمقراطية معرقل للتغيير


المزيد.....




- منبهة من صراع ديني.. الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها فرض إسرا ...
- المعهد المغربي للتقييس يعترف بشهادات الإدارة الروحية لمسلمي ...
- حركة النهضة الاسلامية: شروط إجراء انتخابات ديمقراطية في تونس ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة قناة طيور الجنة بيبي2024
- “بابا جاب لي بالون”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- بعد جدل تجنيدهم.. لماذا حاول يهود الحريديم الحيلولة دون تحقي ...
- الحريديم.. ماذا نعرف عن اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا ...
- بذكرى -ثورة 30 يونيو-.. شيخ الأزهر يوجه رسالة للسيسي والشعب ...
- نحو 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- -لا ضرورة لإقامة صلاة العصر في جماعة بعد الجمعة-.. مقتدى الص ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - التوجيهات الرسمية التي لم تُحترم في مدونة 2004