أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 23:59
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- في البحث عن معنى الحياة
إن قيمة الإرث الذي “سيجلبه هوسرل إلى الفلسفة” لا تسمح باختزال مقاربته إلى جرد بسيط للعقل الذي يرتب ويصنف الجواهر أو إلى آلية شكلية تحتاج ببساطة إلى إعادة تنشيطها من أجل التفكير فينومينولوجيا. من أهم مساهماته المنهج الذي وصفه ليفيناس أيضا بأنه تقنية فينومينولوجية، تبلور نمطا من الولوج يسمح لنا بفهم التجربة دون الخضوع لنظام فكري صارم. ومع ذلك، سيكون من المرغوب فيه أن نقحم فيه شرط يتمثل في "العودة إلى ما هو أبعد" من التشييئ والتيممة النسقيين، نحو "التجربة الأساسية التي تفترضها التجربة الموضوعية نفسها"، أي العلاقة مع الآخر.
هذا الدافع قاد ليفيناس بين عامي 1961 و1963، خلال المحاضرات التي ألقاها في الكلية الفلسفية في باريس ثم في بروكسل، للبحث عن المعنى. بحث في الجوانب ما بعد الهوسرلية لهذا التفكير في المعنى، معنيا بعمق بمعنى الحياة، من خلال التأكيد بسرعة على أن المعقول بامتياز لا يمكن أن يعتمد على محتوى نظري (القول والمقول)، كما تدعي الميثودولوجيا النظرانية للفينومينولوجيا. كل معنى لا يبدأ بالمعرفة، ولا حتى بالمعرفة المسبقة المقاصدية، ولهذا السبب من الأفضل تعليق الخطاب الأنطولوجي العلمي للفلسفة مؤقتا.
وهكذا، أثناء صياغة هذه التحفظات، اتجه ليفيناس إلى طريقة الإجراء التي تؤدي من التيمة المطروحة أو الظهور المكشوف، "نحو الطرق التي نصل إليها". ليس فقط لأنه يعتبر أن وسائل الوصول لا تقل أهمية عن الظهور ("السقالات" التي تتطلبها الإنشاءات العلمية لا يمكن أن تصبح عديمة الفائدة أبدا، إذا كنا مهتمين بمعنى هذه الصروح")، ولكن أيضا لأن هذا الإجراء جعل من الممكن اكتشاف الأبعاد الخفية وراء الظواهر والتي تكشف عن معناها حتى عندما تظل الأخيرة غامضة أو غير محددة.
ومن تحليل هذا البعد ما قبل المشيئ ينشأ في نفس الآن نقد نظرانية المعنى وتحقيق فلسفي جديد يتميز عن أي موقف يطالب بنقطة بداية واعية وعارفة.
(يتبع)
المرجع: https://www.cairn.info/revue-internationale-de-philosophie-2006-1-page-35.htm
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟