حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 21:23
المحور:
الادب والفن
أمضيت هذا الصباح بلا عمل،
أسمع "راي" مع رجل الآيس كريم
وهو يضع مسكارا سوداء في الفراش،
إنها حرفيا حافية القدمين وقصيرة،
فأحبها على الفور، فهل الهروب؟
أردت أن أخبرك كيف أن الامر يستحق العناء
فلو كان جسدي قاربًا، فهل كان يمكنك توجيه
دفته نحو اليسار؟
مثلما ينظف الذئب أنيابه بلمقط الغبار
اجعلي الأمر يبدو وكأنه قطعة غناء قديم
مثل "زهور حسين" أو "داخل حسن"
أو سيارة "شوفروليت" لوالدي..
أحتاجك أن تجعليني أشعر بالرومانسية،
أحتاج إلى مُعطي ولو لمرة، وليس لآخذٍ كل مرة
إذ يمكنك أن تكوني فنجان قهوتي في غروب الشمس،
أو أن تساعديني في إخراج كل الفائض من داخلي،
عزيزتي، عزيزتي، عزيزتي، عزيزتي، عزيزتي
هل يمكنك ذلك؟
هل ستجعلين كل شيء يبدو لي على ما يرام؟
قبل عقود، كتبت رسالة صغيرة إلى سيدة قصيرة،
ونشرتها في مجلة طليعية
واليوم، قصيرة حافية القدمين وتغني
فتبكيني من شدة الفرح
يا "راي"، أوقفي الحافلة أوقفيها
- "حسنا سأوقفها، الحافلة،
سوف أتلاعب بها مثل الساعة،
سألمسها، سأقوم بإرجاعها وكسرها
ولسوف يحبها كل من سيراها"
نعم، نعم سيقومون بإيقافها
وسينتهي الأمر يا حافلة المعدان
أنا فقط أحاول تحديد الأولويات، وأنا
لمن أفلتُ أيامي، ولمن أقضي وقتي من أجله؟
لقد فكرت في أموالي، وحصلت على فتياتي بجانبي
سعاداتي كثيرة وسعاداتي قليلة، حتى أجد المزيد،
مثل حافلة سأركبها من أجلك يا "راي" فقومي بإيقافها
- "سأقوم بإيقافها، سأقوم بإيقافها.."
ها هم ينزلون من الحافلة، انهم يوقفونها، الحافلة
لذلك أنا أرقص على أرضية المطبخ وأغني للأنين
حتى أجدك، حتى أجدك، حتى أجدك
وأنا لمن أطحن أيامي، ولمن أقضي وقتي من أجله؟
لقد فكرت في حياتي المهدورة مثل حنفية المطبخ،
وأنا أنزل من حافلتي الطويلة مثل حصان الأرياف
لأرى الحقيقة ساطعة كما الفضيحة
فلقد شرقت وغربت وشمألت كثيرا
لكني عدت أخيرا لأقضي أيامي برمتها مع
موسيقاك وضربات كعب حذائك الزهري يا "راي".
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟