أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ















المزيد.....

هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 18:12
المحور: الادب والفن
    


خلفية رأي الأخر
أنا لا أشك في خلفية الأصدقاء، انتماءهم السياسي أو الاجتماعي، وما يكتبونه لا أعطيه أي بعد، سوى ما جاء في النص الذي أكتبه.
اعتبر كل إنسان له رأيه وهو محل احترام من قبلي، أرد بقسوة إذا تناولني أي صديق بشكل شخصي.
ليس لدي لغتين في تقييم أي شيء، أكتب دون أبعاد باطنية، عمليًا أنا لا أعرف الباطنية، اتحاشى مرات كثيرة الرد حتى لا أسبب الأذى النفسي لأي محاور لي.
لدي موقف قاسي من الإسلام السياسي لأنهم انتهازيون، يستخدمون الدين الإسلامي للعوم عليه، وأكره الباطنيين، ولا أحب اللغة المذبذبة.
أحب الوضوح في علاقتي بنفسي وبالمرأة والناس، وخسرت كثيرًا لكني غير نادم.
ما أره بعد خروجي من السجن يؤلمني جدًا، تفكك العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا، وما يحدث لشعب غزة، الذين يدفعون الدم والقهر والوجع من حياتهم ووجودهم، أكره حماس واحتقرها، لأنها وضعت الشعب الفلسطيني أما قدره، لتعويم أنفسهم ومصالحهم

الأب الخفي
الأب الخفي، المغيب، الرمز، يأكل ويشرب ويتناسل في الخفاء.
يعيش بيننا، يأكل معًا على المائدة ذاتها، وينام مع أمهاتنا في نهاية النهار، وينجب لنا الأخوة والأخوات دون أن نراه أو نلمسه أو نمشي برفقته.
يا له من أب غريب الأطوار، يمارس كل ما نمارسه دون أن يرينا وجهه.
يضع القناع على وجهه، ويسيرنا كما يريد ويرغب، ولا قدرة لنا على اعتراضه أو وقفه أو نثور عليه.
إنه دقيق في مواعيده وعلاقاته وممارساته وسلوكه، ونحن نسير وراءه كواجب.
أب بقناع خير من أب دون قناع.
الأب دون قناع، أي المجسد والملموس، يمكننا مسكه باليد واللمس ونشم رائحته ونجلس بحضوره، هذا الأخير يفرض علينا مزاجه وقسوته وعواطفه الكاذبة أو الحقيقية، يذل أمهاتنا، ويغتصبها في أخر الليل.
أما الأب المقنع فإنه يجامعها دون أن تراه أو تشاهده، وتقدم له جسدها بكل تفان ورضى، ولا من رأى أو شاف.
إذا وصلنا إلى التطابق بين المقنع واللامقنع، بين المزيف والحقيقي، سنصل إلى الحرية، أما اليوم فالطريق إلى الحرية، في ظل القناع وحده لا يجدي، واللاقناع وحده لا يجدي، لهذا سنبقى مستلبين، مسخ، مشيئين إلى أن يبت التاريخ في أمرنا.

الضمير
الضمير هو الصوت المازوخي للإنسان، المعذب، الذي يتلذذ بالألم القادم إليه من خارجه، بالرغم من أنه ينبع من داخله.
الضمير يحاول أن يبرأ الذات من تبعات السلوك الشائن والممارسات المستهجنة، ليمنحها الهدوء والراحة النفسية، للوصول إلى شاطئ الأمان.
إنه الصوت المقتول أو الميت الموجود في مكان ما، بعيد بعيد، بيد أنه في داخل النفس الإنسانية، الخاضع للشروط الاجتماعية الاقتصادية السياسية.
بغياب العدالة والحكمة، سيبقى الضمير العام الحي مقتولًا، وخارج عن إرادة الحرية والحقيقة.
إذا كانت الحقيقة العامة ميتة، فكيف للضمير الشخصي أن يحيى ويبقى على قيد الحياة؟

المجد هو الضياع
المجد، هذه الكلمة المنفصلة عنك، تدغدغ مشاعرك، تعبث في أنفاسك، تزرع التوتر والقلق في حياتك، تلعب في خلاياك تحولك إلى كائن مستقل عن نفسك، تجعلك تبحث عن زيفك في مكان أخر.
إلى المجد إلى العلا، هذا ما تعلمناه في المدارس، هذا المجد غرز في نفوسنا أمراض نفسية هائلة، كالبارانويا على سبيل المثال، لدرجة لا نرى أنفسنا إلا في المقامات العالية، وننظر إلى الأخر من الموقع الدوني والحقير.
المجد الحقيقي للإنسان هو داخله، في القيم الجميلة، في التواضع والرقة والطيبة والبراءة.
في القناعة والنور الجميل القابع في داخله.
المجد لا يأتي من خارجك، هذا زيف، كذب على الذات. وكلما بحثت عن المجد من خارج كلما قزمت ذاتك، وتحول عملك إلى لا عمل، إلى صنيعة تريد من ذلك إرضاء الأخر على حساب ذاتك.
الإبداع لا يتناغم ولا يتصالح مع اللأهث وراء الشهرة والمكانة.
أصل الإبداع هو الحقيقة، التناغم الداخلي بينك وبين هذا العالم الجميل الذي في داخلك كالصدق والأمانة.
الإبداع هو صوت الله الداخلي في قلبك، تأخذه منه وتمنحه للإنسانية دون منة أو هدف.
الانتصارات الخارجية لذة سريعة، بيد أنها هي هزائم على المدى البعيد.
أغلب الناس يبحثون عن المجد خارج أنفسهم، رغم أن المجد الحقيقي يجب أن يبدأ من الداخل ويستقر في الداخل.
وإن الثناء القادم من الخارج هو تحريض، تهيّج العواطف والاحاسيس للتحكم في الذات الأخرى والسيطرة عليها.

الشيخ والاستمناء
البارحة شاهدت فيديو، فتاة تسأل الشيخ:
ـ هل الاستمناء حلال أو حرام؟
بالتاكيد أن جسد الفتاة يصرخ، يطلب، يخرج من الأعماق، النار الكاوية يحرقها، يريد أن يلبي نداء الحياة والبقاء.
وإلا لما سألت.
أنها تريد تفويض إلهي، يمنحها صك الغفران بدلًا من الممارسة الطبيعية مع الرجل، ولأنها وحيدة دون شريك، لهذا تعيش القلق والوسواس القهري في مجتمع مكبوت، مقموع، رافض للعلاقة العلنية إلا بورقة يقر بها المجتمع.
ولأن الشريك بعيد، ولأن الجسد لا يعرف الصمت، ولا الله، ولا العادات والتقاليد، لهذا يطلب حقه في التحقق.
قال لها الدجال:
ـ الاستمناء حرام.. حرام. إن له تبعات صحية مضرة، يذهب بالذاكرة ويسبب الأمراض.
ـ وما الحل يا شيخنا الجليل؟
ـ عليك بالصبر كما صبر نبينا أيواب.
ـ وهل كان لدى أيوب تلفون إيفون أو سامسونك، وهل كان يرى الشهوات ملقاة أمام عينه، ويمنع نفسه؟
ـ لا تكفري.. هذا حرام.
أكيد الشيخ كان لديه أكثر من زوجة، وشبعان ويوزع مبادئ وقيم بالمجان، لأن وجهه الكريه كان طافحًا بالدم.
المشكلة بالأديان، أنها ضد إرادة الحياة، ضد الطبيعة.
هل يوجد في بلادنا إنسان واحد غير مكبوت جنسيا عقليًا، فكريًا.
الديكتاتور جاء من هنا. نحن أسرى. الأديان هيمنت علينا آلاف السنين إلى أن خرجنا إلى الحياة مشوهين.
يعتقد أبناء المنطقة، لنقل سوريا، أن المسيحي يختلف عن المسلم، المسلم عن العلوي، العلوي عن الاسماعيلي.
يا حبايبي، أنتم في التخلف والجهل واحد، في الجوهر لا خلاف بينكم، لا في الدين ولا في المنهج ولا في الممارسة، أنتم دين واحد في الجوهر، مختلفين في الظاهر أو الشكل.
لا الله موجود، ولا أنبياءه، كلهم صناعة بشرية، وكلكم في الضياع واحد.
كل واحد منكم يعقد صفقة مع هذا الوهم، الله، ويتعامل معه على أنه مؤسسة تجارية سيمنحه صك في الجنة.

الدين تاريخي
هل الدين مقدس أم تاريخي؟
أين يجب أن يكون موقع المثقف؟
الكثير من الناس لا يريدون أن يطرقوا هذا الباب، بل يريدونه أن يبقى معلقًا عائمًا طافحًا في غموضه.
إن تحديد موقع الدين في الدولة والمجتمع هو المدخل إلى فهم الضرورة، وفهم الواقع الاجتماعي السياسي.
إن البقاء بين الموقعين، والتوفيق بينهما، يميع العمل الفكري والسياسي والاجتماعي.
إن نزع الغطاء عن المقدس، وتحويل النص الديني إلى ظاهرة تاريخية يغني العمل الفكري ويصوننا من الانزلاقات التاريخية.
وإن هذا النص المقدس جاء في سياق حاجة أو ضرورة تاريخية.
التاريخ لا يرحم ولا ينتظر، وإن مراعاة مشاعر الناس لا يغير في الأمر شيئًا، لأننا سنطرق هذا الباب مهما طال الزمن.
وأننا بحاجة ماسة إلى نقد تاريخنا من موقع النقد الصادق والغيور والحريص قبل أن يفوتنا الزمن، لأن هناك الكثير من الباحثين في العالم يقرأون تراث المنطقة، منطقتنا ودينها بعمق شديد. ويستخلصون النتائج المختلفة والعبر عما جاء في كتبنا وتراثنا.
علينا أن لا نخاف على أنفسنا من النقد، وأن لا نتعامل مع الناقد على أنه عدو يتربص بنا يريد النيل منا.
إن الزمن ليس في صالحنا، أنه ضدنا، فلنسرع في كشف الحساب لنرمم بيتنا من الداخل.

الدستور
أغلب الدساتير العربية والإسلامية تضع الأيمان فوق الدستور والقانون، فوق الدولة والمجتمع، وتحولهما إلى مجرد كائنين أو شيئين مستلبين خاضعين لا قيمة معنوية أو مادية لهما.
هذا يشير إلى أن المواطن هو كائن تحت الايمان، تحت المقدس، عبد ذليل، ينفذ ما يؤمر به الدين وتبعاته ونصوصه، بمعنى، أن حقوق الأيمان والمقدس، الصنم الثابت، أعلى شأنًا منه وأكثر تكريمًا.
تسعى المؤسسات الدينية عير التاريخ على فرض الشريعة الإسلامية كجزء أساس من الدستور، لتصنمه، ترفعه فوق الدولة ومؤسساتها ومواطنيها، في احتقار كامل للناس الموجودين في هذه الدول.
كيف يستوي أن يتحول المجتمع والدولة إلى مجرد أداة تابعة لقيم لا علاقة لها بعصرنا؟
الدستور المقدس عنصري، تمييزي، انقسامي، رافض بالمطلق لدولة المواطنة، والحقوق الطبيعية لكل أفراد المجتمع.
عندما أسمع أي مسلم، غير علماني، يتحدث عن الحريات أو عندما يبشر بدينه في أوروبا، أكاد أبكي أو أضحك، أشعر بالكذب والدجل من أبناء منطقتنا، لأن دينه، دين الايمان والمحبة انتقائي، يؤمن بنفسه فقط، ويكفر غيره، ينسى أو يتناسى أنه جزء من مشكلة كبيرة جدًا، أي أنه لا يرى سوى نفسه في كل مكان في الحياة.
المقدس، كان وما زال، تفكيكي لأي مجتمع، قيد أو رسن في عنق كل فرد يعيش في ظله.
دولة الراعي والرعية يناسب بلداننا، بلدان الاستبداد السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
إذا أردتم أن تكونوا أبناء عصركم، عليكم أن تحطموا هذا المقدس، الوهم.
لهذا أكثر الذين يأتون إلى اوروبا يعيشون حالة غربة قاتلة، لأنه يشعر أنه وحيد، دون حماية.


يكفي أن يكون دين رئيس الدولة الإسلام حتى يتم التشكيك بمواطنية الأفراد.
رئيس الدولة أعلى سلطة في الدولة والبلاد، كل القرارات الخطيرة تخرج من بين يديه.
رئيس الدولة في الدول العربية والإسلامية فوق الدستور والقانون
يكفي هذا البند في الدستور حتى يصبح بقية المواطنين من الدرجة الثانية. ولماذا لا يكون الدستور علماني بالكامل، وكل الناس متساوية في القانون وان يكون الزواج حر بين أبناء الوطن الواحد؟
الدستور هو خط سير الدول.
ربما تسعين بالمئة من أفراد الوطن الواحد ضد علمانية الدولة، ومع التمييز والعنصرية.
أنتم لا زلتم قبائل وعشائر وطوائف، وعليكم أن تعالجوا هذه الأمراض قبل أن تقدموا أنفسكم من أنتم؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 186 ـ
- هواجس ثقافية وفكرية 185
- هواجس ثقافية ـ 184 ـ
- هواجس سياسية وثقافية 183
- هواجس ثقافية وفكرية 182
- هواجس ثقافية ـ 181 ـ
- هواجس ثقافية 180
- هواجس سياسية ـ 179 ـ
- هواجس متنوعة ـ 178 ـ
- هواجس الثقافة ــ 177 ــ
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية 175
- هواجس ثقافية ـ 174 ـ
- هواجس ثقافية ـ 163 ـ
- هواجس فكرية وثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 160 ـ
- هواجس أدبية ودينية 159
- هواجس سياسية 158
- هواجس ثقافية وسياسية 167


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية وأدبية ـ 187 ـ