تكلم دون رسوم

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 14:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الكلام على المنصات مجاني وبدون وساطات . والنشر والتعميم بدون جبايات . وكما أن العبور من جغرافية إلى أخرى جواز سفر فإن الكتابة على المناصات وإبداء الراي بلا أبراج مراقبة ودون أداء رسوم جمارك . من أراد شاء ومن شاء أراد . ومن قال لسفالة كن ستكون . هناك الأمير بلا سمو والملك بلا رعية والرئيس بلا خدم والزعيم دون معارك والقائد دون قطيع ومعارك شرسة في الخيال شظاياها تزاحم ثقب الأوزون . بالمقابل هناك الخياط والنجار وبائع الكولوبان على الهواء مباشرة . هناك من يفتي كعالم. ويرشد كخبير. ويعظ كنبي. وهناك من يستقيم وهو ذيل كلب .
النصب والاحتيال على المنصات مؤسسات مذرة للدخل . ورغم أن الجزء الكبير من المعروض وهم ،إلا أن الغالب من الجمهور زبون مريد عاشق متيم . لا يكتفي بإقناع نفسه بل يبذل قصارى الجهد لإقناع غيره . الكذب دستور عالمنا الأزرق . والتدليس لغته والباقي أنظمة وتفريعات .أما تزييف الحقائق والربط بين الأسلاك السالبة مهنة من لا مهنة له فيما أضحت فذلكة الربط وإعادة فك الارتباط شفقة. فتلك السفاسف غدت ديكورا يوميا للعلاقات الاجتماعية . لآ اريد أن أتحدث عن طهرانية الأنثى وعفتها التنكرية .لا اريد أن ألج سوق التطاول وامتهان الأخلاق الحميدة من أجل تصفية الحسابات .أما حكاية العناوين الصادمة والمزلزلة لا سيما تلك المرتبطة بأخبار الموت والإصابات الورمية الخبيثة التي تلصق بالآخر ظلما وعدوانا وطمعا في الشهرة فتلك الوضاعة ما بعدها وضاعة . ناهيك عن الصدقات الإحسانية المشحونة بحب الظهور .
إن الترويج لكافة أنواع التفاهات والسفالات والخزعبلات التي لا تستثني احدا قطار تطأ عجلاته كل الفئات والأعمار دون شفقة أو رحمة . الكل يلغي بلغاه ،والكل يغني لليلاه ، ولا أحد ينتظر الآخر كي يدلي بوجهة نظره ،بل لا يمنحه حتى مجرد النية في ذلك. الزرقة والرطوبة أغلقت كافة المنافذ وطالت كل الآفاق .
نتودد ونرجو أحبتنا ومتابعينا قراءة التدوينة قبل التسرع بإبداء التعليق . لأننا نعتقد أن التعليق لمجرد التعليق زلة . والإداء بأي كلام زلة . وإطلاق الرصاص في الصحراء زلة . وشتم صديق على صفحة صديق مشترك أكبر الزلات. لأن الضحية أخلاقيا وأدبيا هو صاحب الصفحة وكاتب التدوينة .

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات