محمد الإحسايني
الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:14
المحور:
الادب والفن
فينوس والمجنون
ش.بودلير
ترجمة محمد الإحسايني
ياله من يوم جميل!تتفتح الحديقة واسعة الأرجاء تحت عين الشمس المحرقة كما تتفتح الخواطر في شرخ الشباب تحت سلطان الحب.
إن الافتتان بالأشياء الجميلة جميعها لايعبر عن نفسه من خلال أي لغط؛ فالمياه ذاتها تخالها هادئة.إن هاهنا لعربدة صامتة مختلفة اختلافا عن ولائم البشر.
قديحسب المرء أن ضوءاً تدريجياً يوقد الوجد في الأشياء، وأن الأزهار التي مستها اللوعة تحترق شوقاً من الرغبة في مجاراة اللازورد السماوي بقوة ألوانها،وأن الحرارة تجعل بخور العطور مرئياً، وتتوسل به تجاه كوكب الشمس في ابتهال روحاني.
إلا أنه شاهدتُ كائناً كئيب الفؤاد في هذه المتعة الشاملة.
يرتمي بين قدمي فينوس العظيمة، شاهدت واحداً من أولئك المجانين المكلفين بإضحاك الملوك عندما تستبد بهم الندامة أو
السأم،شاهدته يرتدي زياً صارخة ألوانه،ومضحكة،يزين رأسه بالقرون والأجراس،ويشد أنفاسه متحفزاً تجاه قاعدة تمثال فينوس، يرفع عينين يغمرهما الدمع نحو الإلهة الأبدية فتتوسل عيناه:ـ "أنا أتفه الخلق،وأكثر البشر انزواءً عن الناس، محروم من الحب والصداقة. ثم إنني في أسفل سافلين تحت أرذل الحيوانات.في حين أنني خُلقتُ "لأدرك الجمال الأبدي وإحس به!واهاًَ! أيتها الإلهة،ألا أشفقي على حزني وولهي
غيرأن فينوس القاسية القلب، تنظر إلى مسافة بعيدة، إلى شيء ما، بعينيها المرمريتين.
#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟