أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة















المزيد.....

اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 04:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما اتفقت مصر مع الإدارة الأمريكية من جانب، والسلطة الفلسطينية من جانب آخر على دخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم عوض معبر رفح لغياب الطرف الفلسطيني، فهو بمثابة تأكيد على عدم التعامل مع الكيان الصهيوني الذي يحتل المعبر، وهي بمثابة رسالة واضحة على أن صاحب الولاية القانونية والشرعية هو الجانب الفلسطيني، وهنا يبرز سؤال هل يمكن أن يكون هذا الطرف هو حماس التي كانت تدير القطاع بعد سيطرتها علية بانقلاب دموي عام 2007،؟ أم إنها السلطة الوطنية الفلسطينية صاحبة الولاية الأصلية القانونية والشرعية على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع؟
إجابة السؤال قدمتها القاهرة، عندما أكد مصدر مصري رفيع المستوى للعربية، يوم الثلاثاء28/5، من أن مصر لن تتعامل في معبر رفح إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية، من خلال العودة لاتفاق المعابر الذي أقر إثر انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005. ولدلك قادت الولايات المتحدة ومصر مع السلطة الفلسطينية نقاشا حول المعابر الفلسطينية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي بهدف تسهيل دخول البضائع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع أن الكيان الصهيوني يرفض عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مهمتها في معبر رفح، لكن المصدر شدد على أن الإرادة الدولية تتبلور باتجاه تسلم السلطة الفلسطينية عملها في المعبر.
ويأتي إعلان متحدث باسم السلطة في رام الله أن الرئيس عباس اتفق مع الرئيس المصري على تحويل دخول المساعدات مؤقتا إلى معبر كرم أبو سالم. بمثابة إشارة ذات مغزى من أن السلطة الفلسطينية هي الجهة المؤهلة دون غيرها للقيام بهذا الدور لدي القاهرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي، في ظل أن حماس التي كانت تسيطر على القطاع لم تعد مؤهلة للقيام بذلك لأساب موضوعية وذاتية، لكن يبدو أن المسألة لم تعد تتعلق بما تريده حماس أو السلطة، بعد أن بات مستقبل القطاع شأنا إقليميا ودوليا، لا يمكن تقرير مستقبله بمعزل عن هذه الأطراف الفاعلة سواء كانت مصر أو الكيان الصهيوني أو الإدارة الأمريكية التي باتت تدير المشهد كفاعل أساسي وهي التي استقرت أخيرا علي شاطئ غزة عبر رصيفها البحري أو أوروبا وبعض الدول العربية الفاعلة.
لكن المفارقة هي أنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمأساة أهل غزة ، ما يزال الموقف الفلسطيني الواحد غائبا خاصة بين كل من السلطة في رام الله وحركة حماس الذي يرى كل منهما أنه صاحب الحق والولاية على القطاع ومن ثم معبر رفح، لكن يقفز الطرفان عن حقيقة ٱن هناك متغيرا قد حدث بعد 7 أكتوبر ، وهو أن تقرير مصير أهل غزة والقطاع برمته، بات شأنا يتجاوز الحالة الفلسطينيةـ إلى كونها قضية إنسانية بامتياز. لها تداعياتها العربية والدولية، وهو من ثم لا يتعلق بما تريد حماس وتعتقد أنه حقها كونها هي من تواجه الكيان الصهيوني بعد أن بات يحتل القطاع وينفذ حرب إبادة المتضرر الأول فيها هم أهل غزة، متجاهلة أن المهم الآن ليس مستقبل حماس السياسي، ولكن إنقاذ أهل غزة الذين يعيشون نكبة جديدة بعد عملية طوفان الأقصى التي بدأت كحرب تحرير لكل فلسطين حسب إعلان زعيم حماس، لكنها سرعان ما تحولت لمشروع حرب إبادة ينفذه الكيان الصهيوني ضد أهل غزة.
هذه المحرقة التي يكتوي بنارها أهل غزة، جعلت العالم يعيد قراءة المشهد الفلسطيني على ضوء هذه الحرب التي لا تقتصر على غزة وإنما هي حملة توحش صهيوني شاملة، تلقي بظلالها الكثيفة أيضا على الضفة الغربية، بحثا عن حل سياسي يضمن في الأساس أمن الكيان الصهيوني ويقدم للفلسطينيين ما يمكن اعتباره حلا سياسيا عبر ما يسمى مسار حل الدولتين، الذي لا يعني أنه مشروع آني وإنما هو مسار يكفي أن يبدأ بالتزام من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ينتهي بدولة فلسطينية، وهذه الدولة المقترحة لن تشكل تهديدا أمنيا للكيان الصهيوني بكل ما يحمل ذلك من تبعات سياسية وقانونية تتعلق بوظيفة هذه الدولة داخليا وخارجيا، وهي من ثم وفق ما هو مخطط، لن تعكس بأي حال مفهوم تقرير المصير الذي يمكن أن يلبي طموح الفلسطينيين في التحرير والعودة.وصولا للاستقلال الحقيقي كبقية شعوب العالم.
ويبدو أن الولايات المتحدة على طريق تحقيق ذلك قررت الانخراط بشكل مباشر في تحقيق هذا الهدف، أولا خدمة لمصالحها ولتأمين الكيان الصهيوني، بمساعدة أوروبا ودول عربية فاعلة، ومن ثم قيادة هذا التوجه في ظل رفض الكيان الصهيوني لمبدٱ وجود دولة أخرى إلى جانبه ضمن جغرافية فلسطين التاريخية، ولٱن المسٱلة بالنسبة للولايات المتحدة تتعدى القضية الفلسطينية وحتى ما يريده الكيان الصهيوني . وإنما بمصالح الولايات المتحدة الأساسية بعد ٱن جعلت حرب الإبادة قضية غزة شٱنا داخليا أميريكيا من شأنه أن يؤثر في الانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام. إضافة إلى مصالح الولايات المتحدة في المنطقة في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم ،فقد ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تخطط لتعيين مسؤول أمريكي ليعمل بمنصب كبير المستشارين المدنيين لقوة معظمها فلسطينية عند انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن المستشار المدني سيتخذ مقره في المنطقة ويعمل عن كثب مع قائد القوة، الذي قد يكون إما فلسطينيا أو من إحدى الدول العربية.
وهذا التوجه الأمريكي هو جزء من خطة للولايات المتحدة للعب دور "بارز" في ما تسميه "انتشال غزة من "الفوضى اليائسة".
ولذلك تتوقع إدارة بايدن، كما تقول الصحيفة أن تكون في قلب ما يحدث لغزة بعد فترة طويلة من هدوء النزاع. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة جزئيا عما سيأتي بعد ذلك. لكنها بالتأكيد تريد قنطرة فلسطينية سواء في معبر رفح أو غيره، لتنفيذ رؤيتها تلك التي تتناقض مع ما يريده وناضل من أجله الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير مند عقود، لينتهي الأمر بوجود وصاية أمريكية على الواقع الفلسطيني لصالح أمن الكيان الصهيوني.على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في تقرير المصير والعودة.
وهذا فيما نعتقد هو مكمن الخطر الداهم، كون ما يخطط له ليس مشروع حل سياسي، وإنما هي محاولة لترويض الشعب الفلسطيني من خلال مشروع سياسي لا يلبي الحد الأدنى من تطلعاته في دولة مستقلة كاملة السيادة وتحقيق العودة وفق الفرار 194، ليكون السؤال: إذا كان هذا الخطر لن يوحد فتح وحماس فما الذي سيوحدهما؟!



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنائية الدولية..الكيان الصهيوني في قفص الاتهام
- عيد أطفال غزة .. مختلف *
- أمريكا.. لا أقل من صفقة رهائن هذه المرة
- بايدن ونتنياهو: معركة رفح.. نعم بشرط
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/2
- التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية 2/1
- ذهنية الفزعة.. وترتيب سلم الأولويات الكفاحية
- قرار مجلس الأمن حول غزة..مقاربة مشاكسة ؟!
- قرار طرد حماس من الدوحة.. إرادة قطرية، أم أمريكية؟!
- حرب تجويع غزة.. وسؤال الضمير الإنساني العالمي..!
- تهديد الحريديم بعودتهم إلى ديارهم الأصلية.. وهشاشة الكيان..!
- هدف الرصيف البحري.. تكذبه مرات الفيتو الأربع
- العار الأمريكي.. بايدن يعترض على مجرد القلق..!
- رؤية نتنياهو.. تشديد وتحديث الاحتلال..!
- مرافعة أميركا أمام العدل الدولية..وقاحة وعنجهية وتجاهل للقان ...
- لحكم الضفة وغزة.. تزكية السعودية للسلطة.. ليس مكافأة
- في صفقة التبادل... حدود المناورة بين الكيان الصهيوني وحماس
- الحراك الدولي نحو الدولة.. والدور الفلسطيني المطلوب
- محرقة غزة.. تبلور ضميرا جمعيا إنسانيا ينتصر لضحاياها
- التهديد باجتياح رفح.. اتفاق الإطار.. والمقاربات المتباينة 2/ ...


المزيد.....




- جدل في مصر بعد اعتماد قانون يمنح القطاع الخاص حق إدارة المست ...
- غزة.. الحياة تستمر رغم الألم
- قبل المناظرة بساعات.. ما ينبغي أن يتجنبه كل من بايدن وترامب ...
- المجر تُعيق إصدار بيان مشترك لدول الاتحاد يندد بحظر روسيا لو ...
- خبير ألماني: أربعة أو خمسة أطفال يموتون من الجوع يوميا في ال ...
- البيت الأبيض: لا نعتزم إجبار كييف على تقديم تنازلات إقليمية ...
- نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت م ...
- نتنياهو يرد على انتقاد غالانت والبيت الأبيض يعلّق
- الحوثيون والمقاومة العراقية تستهدفان سفينة إسرائيلية في مينا ...
- وزيرا الخارجية المصري والتركي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائي ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - اليوم التالي للحرب.. مشروع وصاية أمريكي على غزة