أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - عجبت لهذه الحياة














المزيد.....


عجبت لهذه الحياة


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 14:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميع المخلوقات بائسة حزينة تسعى للبقاء وتخشى ان تفقد صغارها، فالثعلب يقتنص الدجاج والخرفان والطيور ليشبع اطفالها فرحا بما صادت وفي نفس الوقت يقلب حياة الحيوانات المغدورة الى مأتم وحزن عميق!، وترى في عالم الاحياء القوي يطارد الضعيف لديمومة بقاءه، وسعادة مخلوق انما تأتي على حساب تعاسة مخلوقات اخرى.. فالنباتات تحاول جهدها للحفاظ على بذور ثمارها أي نسلها، سواء بإحاطتها بغلاف سميك والاجتهاد لتامين غذائها داخل الثمرة، وهي حتما تحزن إذا اخترقتها المخلوقات الاخرى وتحاول جاهدة للدفاع عن نفسها بأشواكها وبارتفاعها الى الأعلى او افرازاتها المقززة للآخرين والمسممة للغزاة. ما هي معنى الحياة على كوكب اساسها الصراع من اجل البقاء فحسب.. فان تجردت من ايذاء مخلوق لتحتم عليك الأذى والموت! فأي معنى للإنسانية المزمعة والتعاطف اذن؟ وقد تطور الصراع في العصر الراهن ووصلت الى أسلحة الدمار الشامل للوجود على كوكب الارض..
أساس خوارزميات الخلق في هذا الذي نسميه الحياة هو الانا، وما تبقى زيف وتمثيل وادعاء فارغ ومجرد من كل حقيقة.. وهذا ينطبق على كل المخلوقات المتواجدة على هذا الكوكب من نبات وحيوان وجماد.. كان الانسان القديم يتصرف بخوارزمية الخلق الأصيلة، يفترس حين يجوع ثم يتناكح حين يشبع، ويتصرف وفق غرائزه التصميمية. يفصح عن نيته مباشرة ويتصرف بهذه الدوافع الغريزية بلا تمثيل ولا اقنعة تماما كالحيوانات والاحياء الاخرى.. وكلما تطورت الحياة البشرية عبر حقب الزمن في القيم والتنظيم الاجتماعي أصبح أكثر ازدواجية في الشخصية وظهر بعدة اقنعة بفضل العقل، يفصح بالنبل في أمور ومسائل الحياة ويتصرف في كنه ذاته كالحيوان المفترس! ولكن الحيوانات بقيت اصيلة في تصرفاتها الغريزية غير مزدوجة في الكيان الذاتي واضحة لا تكتنف تصرفاتها غموضا كالبشر. وكلما تطور الانسان زادت فذلكته، ولكنه ظل يعشق افتراس الحيوان والنبات للبقاء وفق خوارزميته، ويتصرف في الوقت نفسه بمحبة ورحمة ورأفة بالأحياء الأخرى من بشر واحياء وحجر! ويشكل منظمات للرفق بالحيوانات ومنظمات لحفظ البيئة والنباتات، ويتضجر حين لا يرى على مائدته لحما او نباتا او اواني وملاعق! ويسن قوانين للرئفة بالحيوان وحين يكني شخصا بالغباء يشبهه بالحيوان، حمارا كان او جاموسا او غنما او دجاج او خنزير، ولنا في هذه التراثية عشرات الأمثلة، كأن يقال (ابن الكلب للاستحقار، او حمار للبله، او شعرة من جلد خنزير للنيل من البخيل، او بومة وغيرها).. ليفصح في ذلك عن قناعه الذي يخفي نفسه الاصيل.. ينادي بالأخوة بين البشر، وحين يتهدد وجوده يفترس الاخوة ويضربها عرض الحائط، وكلما تكيف للأفكار الجاهزة (الدلفري) والمعتقدات، زادته اقنعة وجدران تحد من مساحة العقل، كما تزيده من التبريرات النقلية لإخفاء الذات بتصانيف واشكال ثانية كلباس الدين والقومية والوطنية وكل ما يقبل الانقسام من الافكار.. وحين يقتضي مصلحته ضمن الدين الواحد، يصنف الدين الى مذاهب والوطنية والقومية حسب اللغة والأرض والجنس.. بقيت جميع الاحياء اصيلة موحدة في تصرفاتها الخوارزمية الا الانسان، تنوعت اصالته الى الازدواجية يبرره امتلاكه العقل! العقل المصمم أساسا لما يصلح لحامله ويحقق غرائزه ونواياه الاحترازية الخفية. الحب والعواطف لا يقبل الانقسام، لذلك نراها آفلة للذبول كلما اقفرت الأرض وتعقدت المجتمعات وزادت معاناة الانسان عليها..
يا ترى هل كان بإمكان الخالق ان يديم الحياة والبقاء بهذا التصميم الخوارزمي للمخلوقات المتمثلة أساسا في الشر والعنف على الاخرين والصراع الشهواني من اجل البقاء؟ بعبارة أخرى هل بالإمكان نزع الانانية من المخلوقات وزرع (النحنوية) فيها!
وأخيرا وليس اخرا هل يا ترى فهمنا عبارة (من انا) الى الان بعد رحلة الانسان المضنية عبر زمن تواجده على الارض! ام نسلم بان الشر من شيم النفوس ولا وجود للعفة في النفس! وننتظر حياة ثانية أكثر عدالة ورفاه يُبعث بها الانسان بتصميم وخوارزمية جديدة! او ننتظر زمن التكامل يقوده الوعي والتنوير الفكري ليحقق تلك العدالة العفيفة..
عجبت لهذه الحياة وقصة الانسان فيها بحثا عن السراب..



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب البشرية الى اين؟
- اقتصاد العراق بين المطرقة والسندان
- كتاب العمر
- أيها الغائب الحاضر
- رحلة الحياة
- القضية الفلسطينية الى اين؟
- البحث في الجوهر
- التربية والتعليم في العراق
- البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية
- خاطرة على البرلمانات والمجالس الشعبية
- لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط
- اية امة نحن؟
- كركوك في 2040
- حبيب الاحلام مع خالق الانام
- العدالة في مقياس الخالق ومقاييس المخلوق
- الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية
- مسودة قانون النفط والغاز العراقي تحمي المصالح الاجنبية
- الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!
- تأمل في خوارزمية ذاكرة الانسان
- انين حزنٍ مسافر


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - عجبت لهذه الحياة