أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - عبدالرحمن محمد محمد - الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية














المزيد.....

الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 11:21
المحور: السياحة والرحلات
    


الزائر للمغرب العربي ومن يقصد مناطقه السياحية، وما أكثرها، لا شك إنه سمع ذلك الترنيم الجميل واللحن المتهاطل على الروح، “ها شريبة الماء شكون لي بغا يشرب” أو أنه ما يزال ترن في أذنيه تلك الترنيمة” أبرد أعطشان” التي يرددها في نغمة تتهاطل على الروح كما تتهاطل تلك الرشفات من كأس الماء التي يمدها إليه “الكراب”.
بزيه المميز والمحبوب، ينعش النفوس ويسقي الأجساد العطشى، بمقابل مادي زهيد تارة، وتارة بدعاء طالما سمعه وردده على الملأ “الله يرحم الوالدين”، والرزاق الله، وبرضا تام وابتسامة تنبئك إن الدنيا ما زالت بخير، وإن ابتسامة تنعش الروح، كما تروي كأس الماء أجسادا عطشى وتنعشها.
“الكراب” أو “ساقي الماء” في المغرب، وجمعهم “الكرابة” مهنة تكاد تزول في المغرب، بعد أن كانت من أبرز طقوس المهرجانات والأعياد في أنحاء البلاد، وركنا ومعلما من معالم أبرز المدن المغربية، بملابس زاهية وقبعة مزركشة وسلسال يتدلى منه الجرس النحاسي، الذي يتردد صداه في الأمكنة المزدحمة، وصوت جهوري يتردد صداه في الأمكنة والتجمعات، وخاصة أوقات اشتداد الحر، وفي كؤوس نحاسية في الغالب.
السروال الأحمر التقليدي، والقبعة الكبيرة “الترازة” التي تظلل الكتفين والرأس، أكثر ما يميز “الكراب” علاوة على الجرس و”الشكارة” التي تحوي ما يجنيه من “الغلة” حيث يضع الدريهمات، تلك خصوصيات أصالة منقولة عبر الأجيال، وتلك القربة الكبيرة المصنوعة من جلد الماعز المعالج جيدا لهذا الغرض، والمزينة بالقطع النقدية القديمة، وتعلق بها “طاسات” ـ وقطع زينة نحاسية /زليفات/ لامعة، الشربة فيها تروي ظمأ العطشان.
تكاد مهنة الكراب تقتصر على كبار العمر ممن تجاوزوا الخمسين من العمر، وهي تحتاج للجلد والصبر وقوة التحمل، كذلك فقد بات غلاء أسعار لوازمها أحد أسباب تراجعها، فاللباس التقليدي للمهنة والجرس النحاسي والكؤوس الخاصة كذلك كلها باتت بأضعاف أثمانها، بعد أن صنفت المهنة وما يتعلق بها من التراث والفلكلور المغربي الأصيل، وارتفاع أسعار النحاس، الذي تصنع منة الكؤوس و”الجرس – الناقوس” الخاص الذي هو أسلوب دعاية ومناداة للمارة والمتسوقين.
اليوم وبعد التطور الهائل في ميادين الحياة، والحداثة التي غزت مفاصل الحياة وأسواق العالم ومنها المغرب، فإن “الكرابة” يتضاءل أعدادهم باستمرار، ويكثرون في المناطق السياحية، لأن الكراب بات عنصرا هاما في السياحة المغربية، ولا بد للزوار الأجانب، وبعض السكان المحليين من اللقاء به، والتقاط صورة معه، وإنعاش الجسد والروح بـ “شريبة ماء”، في الوقت الذي كان الكراب عنصرا مهما ينبغي حضوره في الساحات والأسواق الأسبوعية منها واليومية، وكان رواد هذه الأماكن يتلهفون إلى شربة ماء من يد “الكربة” التي يحملها حيث لا يجد الناس الماء إلا في قربة الكراب، وأصبح الكراب أيضا بهندامه المتميز قطعة فنية يسعى أرباب الفنادق والمطاعم لتأثيث فضاءاتهم بها من أجل تلبية رغبة زبون قادم من أوروبا يسعى لرؤية جمال وبساطة الماضي وتقاليده العريقة.
معاناة “الكراب” تتضاعف في موسم الشتاء، حيث يقل الطلب على الماء وعلى وجودة بسبب قلة السياح، كما أن التدابير الصحية والخوف من انتقال بعض الأمراض عن طريق الاستعمال المتكرر للأدوات ذاتها بات يقلق الكثيرين ويصرفهم عن شرب الماء من يد الكراب، وخاصة بعد جائحة كورونا، التي اجتاحت العالم قبل فترة وجيزة، لكن الكراب يبقى من أحد أبرز مفردات الفلكلور المغربي الأصيل.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد علي حسو.. شاعر الكفاح والنضال
- سيفار… مدينة الألغاز الجزائرية وآثار الجن والكائنات الفضائية
- أديبة الرقة وشاعرة الفرات… وداعا
- نوروز ثورة الربيع والانسان في كل زمان ومكان
- فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور
- عبد الله البردوني ...ما أصدق السيف!
- -عندما يموت الضوء- جديد الكاتب والشاعر السوري جورج عازار
- وداعا ابنة القصب -الفنانة التشكيلية الكُردية السورية سمر دري ...
- -الميديا- وعبق الورق
- ذيب السرايا -محمد بك سلطان- رجل الأيام الصعبة
- الشاعر “سيداي كلش” شاعر قصيدة الكلاسيك، الجميل
- مجيد غزي...الأثر العطر
- الأديب والفنَّان التَّشكيلي صبري يوسف: السَّلامُ رحيقُ الحيا ...


المزيد.....




- بوليفيا.. لقطات قائد محاولة الانقلاب الفاشلة تثير تفاعلا
- سول تلفت لتجربة صاروخية فاشلة لكوريا الشمالية وترد على مزاعم ...
- ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى ...
- بوتين يمنح رئيس جمهورية الكونغو وسام الشرف لمساهمته في تطوير ...
- -فاينانشال تايمز-: قنابل الفسفور الإسرائيلية جعلت المنطقة ال ...
- هل يمكن أن تنقسم أفريقيا إلى جزئين؟
- قصف إسرائيلي يستهدف النبطية جنوب لبنان، وغالانت يقول إن إسرا ...
- الجيش الإسرائيلي يشرد بالقوة ربع سكان قرية أم الخير البدوية ...
- إعلام رسمي سوري: قتيلان بهجوم إسرائيلي على مواقع جنوب البلاد ...
- الدفاع المدني بغزة: قد تتوقف مهامنا في أي لحظة


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - عبدالرحمن محمد محمد - الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية