|
في باب الحبّ والشّجن والكراهيّة والحقد
الطايع الهراغي
الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 01:06
المحور:
كتابات ساخرة
. " نقل الصّخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم" (من وصايا لقمان) "أفلاطون صديق و الحقّ صديق. ولكنّ الحقّ أصدق" (ارسطو) "توحّد، فإن الله ربّك واحد// ولا ترغبنّ في عشرة الرّؤساء" ( أبو العلاء المعرّي) 01 / من أين لي مشكلة؟؟ جزْما،وبيقين ليس للشكّ فيه مدخل ولا للارتياب فيه نصيب،أنا لا أكره الحكّام،حكّامنا وحكّام كلّ الأمصار،من بحر الظّلمات إلى ما وراء البحار، وعلى مدار كلّ الحقب والعصور والأزمنة .ما اقتنعت أبدا أنّ في القطيعة معهم مجلبة لنفع.ولم أر لها موجبا أصلا.فبيني وبين جلالة قدرهم وسموّ مقامهم ما هو قائم بين السّماوات السّبع والأراضي العشر من التّباعد،ما بين الخطوط المتاوزية من الانتظام والتّلازم والتّغازل واستحالة التّزاوج والتّلاقي،ما بين الفضيلة والجمال والرّذيلة والقبح من التّجاور ومن كلّ مقوّمات التّنافر والتّضادّ،ما بين الضّرائر من نكد التّعايش وشظفه،ما بين الحقّ والحقيقة والجور والباطل من صنوف التّنابز والتّلاسن والتّلاحي.ما بين الأتراح والأفراح من التّقابل والتّعارض.علاقتنا ناصعة كالحقيقة،لا يكسوها غير وضوح الالتباس حدّ الكفر وغموض اليقين حدّ التّسليم.فما يجمع بيننا يفوق أسقف الحبّ بأشواط دون أن يلامس حدود العشق وعتباته،يختلف كثيرا عن الهيام ويقترب أكثر من الجنون.بيني وبينهم ما هو أكثر قداسة من الكراهيّة وأرقى من الحقد وأسمى من الامتعاض.ما احتجت في ذلك كلّه إلى أن أكلّف النّفس جهدا مضنيّا يفوق طاقتها في التّفكير ولا مكرا محيّرا يعوق الرّغبة في التّدبير. ليس لي توجّس من عربداتهم،ولا مشكل لي مع نزوات ذويهم وأصهارهم. لست مغرما بما يطيب لهم ترتيله من ضروب التّعاويذ أيّام العطل والأعياد،أيّام القرّ وأيّام الحرّ،في هجير الصّيف وفي صقيع الشّتاء،في اللّيل إذا عسعس وفي الصّبح إذا همّ أن يتنفّس.تعاويذ بها يحتمون من شرّ حاسد إذا حسد،وبها يتّقون شرّ النّفاثات في العقد. شيء واحد فقط ظلّ- وسيظلّ- يشدّني حينا ويستفزّني أحيانا،وسأظلّ أستعذبه،ما يتزيّنون به في محافلهم وخلواتهم ومضاجعهم من بديع التّمائم للتّشويش على رادارات الوسواس الخنّاس الذي لا شغل له غير أن يوسوس في صدور عباد الله الصّالحين.لست مولعا بما يتعمّد الحكّام التّرنّم به -ويجدون في ذلك المتعة كلّها -وعلى مرآى ومسمع من الحريم في شبق ساعات الفجر الأولى قبل أن يصيح الدّيك،ويحلو لهم أن يرتّلوه مع حلول الأماسي، ساعةَ تخلد الأمّة لإحصاء ما تراكم من خيباتها في مداخل مدائنها وما انفلت من عقد أحلامها وأمانيها.ما كان يمكن- حتّى كنكتة سمجة- أن أقع في غرام أميرة - لنفترضْ أنّها فعلا وصدقا من نسلهم- من أميراتهم.فقد كنت أدرك دون الحاجة إلى كثير من الفطنة والدّهاء،فقط بالحدس والتّخمين - رغم جموح الشّباب وأوهامه المجنّحة-أنّ لحظة شاردة شرود مع إحدى بنات حوّاء- من زوجها آدم تحديدا-غير ممكنة مع بنات الحكّام-ملوكا وخلفاء، سلاطين وأمراء-.وإن حدث ما هو محظور-كمحض احتمال- فلن يكون إلاّ خطرفة من خيال وضربا من شوك القتاد وصفعة من صفعات ذلك الأستاذ الجليل، معلّم الأجيال: التّاريخ. لذلك قرّرت -في أكثر اللّحظات تخمّرا وإشراقا وأجلّها بهاء وتساميا، في السرّ والعلانيّة- أن لا أكره الحاكم ما حييت،أن لا أكلّف نفسي عناء التّفكير في ذلك أصلا.أعترف أنيّ تحاشيت دوما - وبذلت في ذلك من الجهد أضعافا حتّى في لحظات الانفعال القصوى لمّا يصرّ الحاكم على أن ينغّص علينا بإطلالة من إطلالاته العابسة البائسة مشوارا من أمسيّة رائقة في ساعة صفاء منفلتة متحرّرة من أسر الأزمنة ومن انغلاق الموحش من الأمكنة، تحاشيت بكامل الوعي والتّروّي الخوض في ما قد تصرّ مجاميع من غلاة الأنصار والمريدين وأتباع السّلطان على أنّه تطاول مقصود على عرش المولى المفدّى يرقى إلى مستوى الخطيئة في قراءة هادفة لمقاصد شريعتنا السّمحة طبقا لفتاوى من انتدِب خصّيصا لشرحها وتفسيرها.ويفوق في خطورته جريمة الدّولة في ما هو مسطور في دساتيرنا كمدخل لما يراد تنزيله من فرمانات .وغير مستبعد أن تعدّه جحافل الشرّاح من طبقة المفسّرين الجدد قدحا في طُهر ما يتمّ في مخادع زوجات السّلطان بما يؤجّج شهوات حريمه وكلّ جواريه ونفر من غلمانه. كبحت جموح نفسي المسكونة برغبة الاطّلاع وهوسه وألزمتها بأن تكتفي بالنّزر اليسير من الحديث عن العجيب من فعاله والغريب من خوارقه والتّندّر بالطّريف منها في ما يفلت من ساعات منادمة نسترقها في غفلة من العسس ولجان مراقبة العواطف الجيّاشة والأحاسيس الملتهبة و سويعات الأفراح الحزينة. عليّ- كأمر ليس منه فكاك، بحكم التزام أخلاقيّ وأدبيّ ودينيّ- أن أخصّ حكّامنا في مشارق أرضنا ومغاربها(يكفي أنّهم من بني جلدتنا رغم أنّ البعض منهم أبناء عمومة فقط) بكثير من التّوجّس والرّهبة وما يتوجّب من الاحتياط طالما أنّنا في دار تحيل بعض الدّلائل إلى أنّها ليست بالضّرورة دار أمان ،احتراما لرفعة المقام وعلوّ النّسب وسموّ الجاه،وعربون حبّ مساو لنفسه كدأبه دوما، حبّ فاض عن الحدّ وجلّ عمّا هو مألوف من الوصف المكرور،دليل هيام يعسر تمثّل لوعة الاكتواء به. تقديرٌ، مجرّدُ وصفه لن يكون إلاّ تقليلا من قيمته.فبيني وبين السّيّد الحاكم(أعلى الله مقامه وسلّط سيفه المسلول على كلّ أعدائه)-الذي انتصب انتصابا فوضويّا خليفة الله في أرضه وظلّا له في ملكه دون أن يرى حاجة إلى بيْعة تحت جذع نخلة ولا ضرورة لاستشارة مستعجلة.فالسّيف كان على مرّ الزّمان حسبه وكان المال دوما نسبه-،طالما لم يـر مانعا في حلولي ضيفا على هذه الدّنيا، رغم أنّنا لم ننتبه إلى ضرورة أن نستشيره قبل أن نحطّ فيها الرّحال، بيني وبينه ما تستوجبه الحيطة من أحزمة الأمان وموجبات التّباعد وما يلزم من مسافات السّلامة والاطمئنان. وسيكون لزاما عليّ من باب الأمانة والإقرار والإنصاف بفضائل الأخيار الى أن أعترف بكلّ ما يتوجّب من الصّدق والأمانة بأنّه لم يعترض إطلاقا لا بالتصريح ولا حتّى بمجردّ إحالة أو تلميح على تسلّلي إلى هذا العالم لأقيم في جزء من مملكته ومُلكه.وعلى ذلك له كلّ الشّكر والامتنان. لكنّي،لأمرٍ- قد لا يكون من المناسب الخوض فيه الآن كما يجزم بذلك دوما رجالات الدّولة وجهابذة السّياسة في ربوع هذه البلاد التي هي بلادي- ارتأيت أنّ فيه كثيرا من الوجاهة،لا أرى موجبا وجيها يدفعني إلى أن أحترم مريديه ممّن يكلّفون النّفس ما لا طاقة لها به من الأناة والصّبر. يتجشّمون من العناء ما لا تتحمّله الجبال الرواسّي وتنوء بحمله.يتناوبون سهر غبش اللّيالي وطولها وشطرا من ساعات النّهار وعذاباته ليتماثل تزلّفهم مع ما يجب من الكذب الّصّادق.صابروا ورابطوا وتواصوا بالحقّ والصّبر ليتدبّروا من القوافي بديعها ويصطادوا من الكلام شوارده يضمنون بها الثّناء على الحاكم بما ليس فيه علّهم يتمرّغون في نعيم الدّنيا وينالهم بعض من جزاء الآخرة. إليكم هذا الإقرار النّابع عن قناعة تامّة هي إلى العقيدة أقرب:أنا لا أمقت الحاكم. طبيعة علاقتنا أسهل من تعريف الماء بأنّه ماء.لم أتعجّل يوما فرحا.في لحظات التّخمّر والتّيه لم أبحث له عن مآثر.فكنت دوما في حلّ من كلّ اعتذار.لم أعتذر ولن أعتذر عمّا فعلت. له عليّ ديْن واحد أحد:أن أشكره على بيض صنائعه، فما جال بخاطره أن ينتظر منّي(والإصداع بالحقّ في هذا المجال واجب وفضيلة)أن أستبدل ما ارتأيته هجاء مليحا بمديح لا شيء يضمن أنه سيكون مريحا.اتّخذت قرارا في أكثر لحظات الفكر تجلّيا والذّهن صفاء،أن لا أسمح لنفسي ما حييت- وحتّى بعد الرّحيل- بأن أهجوه بما لا يرقى إلى مستوى مقامه العليّ حتّى لا يكون الأمر بابا من أبواب التّطاول على هيبة العرش. نقّبت في ما تناثر من معلومات في كتب التّراث عن مثالبه وعدّدتها بأكثر ما يمكن من الدقّة والجدّيّة والصّدق(وأجزم بربّ النّاس وحامي الكعبة أنّ الأمر كلّه بالمجان وعن طيب خاطر وبلا أدنى ضغط) في حين مدحه التّبّع والمريدون والأنصار بمنظوم كلام لم يخطر له على بال، وبأقصى ما يمكن من التّزلّف وأرقاه(وبمقابل) قبل أن يوعز لهم بذلك وقبل أن يأذن بافتتاح موسم المدائح والعكاظيّات. أسباب عديدة وموانع متشعّبة،سيطول دوما شرحها ويُستحسن تأجيل الخوض فيها لأمور وثيقة الصّلة برهافة الحسّ وتدفّق شلاّل المشاعر،بالأمن المائيّ والرّفاه الغذائيّ،بالمصلحة العليا للوطن وهيبة الدّولة حتّى لا يصيبها هرم فتسلم ممّا يحاك لها من المؤامرات على مدار ساعات اللّيل وجلّ ساعات النّهار، حساسيّة الظّرف وتهاطل التّحدّيات ،أسباب حالت دون أن يكون للحاكم وسلفه وخلفه السّابقين واللاّحقين عليّ أيّ فضل. فكان ما كان. وبات من العسير(والحال على ما وصفنا) تدبّر مدخل لأحمّله مسؤولية ما أتاه في حقّي- بكامل التّفاني- من التّقصير والتّفنّن في وأد الأحلام قبل أن تورق.
02/ من حكايات هذا الزّمان علاقة الحاكم بالوالد؟، تلك حكاية أخرى. قد تكون من أعجب ما في حكايات هذا الزّمان. فله عليه(في حياته وبعد سفره النّهائيّ)في رحلة عذاباته عظيم الأفضال وأجزلها.أفضال يعسر عدّها ويستحيل حصرها.فمن نِعمه (مثلا ومثلا فقط)أنّه لم يتكرّم عليه ببعض من معسول الكلام على عادة ما يتجاهر به نظراؤه من الحكّام في بعض أصقاع الدّنيا. فما أطعمه يوما من جوع،وما آمنه يوما من خوف.فعلّمه(ثبّت الله علمه وزوّده ببرد اليقين)أبلغ درس من دروس الحياة،أن يستأنس بالخيبات ولا يرتعب منها، حتّى أنّه كثيرا ما اعتبر الحالك منها ضرورة، وإن كانت شرّا فلن تكون إلاّ ذلك الشّرّ الذي لا بدّ منه، وتعمّد أن لا يتحاشى بعضها، بل إنّه كان يجد متعة في التّلذّذ بمعاشرة البعض الآخر منها.كان دوما يردّد وبكثير من المرارة المشحونة بزهو التّحدّي والاعتزاز ما علّمته إيّاه حالكات الأيّام العجاف في سباق مسافاته الطّويلة وما لم أجد له أثرا في كتاب:حضن الحاكم كحضن الميّت لا نبض فيه، ومواساته إذا صادف أن حصلت فهي باهتة كقبلة اعتذار باردة على جبين الميت.ما كان بالإمكان- حتّى كمحض احتمال افتراضّي-أن يسكنه اطمئنان ما إلى أنّ الحاكم قد لا يكون عليه نقمة وقد يكون له سندا.علاقته به هي عين الصّفاء،لا كذب فيها ولا رياء.كان يحمل على أكتافه ما اعتبره(واعتبرناه نحن في ما بعد) منارات أنارت له دروبا مظلمة،هي تلك النّدوب التي خلّفتها مسارب ومنعرجات عشرات الكيلومترات ولدغات برد ساعات الفجر الأولى بحثا عن لقمة نائيّة حافيّة شاردة.كان يحرص كلّ الحرص على أن يحافظ على جدار الأمان بينه وبين دولة لم يعرف منها وعنها طيلة حياته غير أنّها سارعت- وفي وقت قياسيّ- إلى تسجيل تاريخ ميلاده في دفتر الوافدين على مملكتها التي هي في الأصل حوزة من حوزات حاكمها(قد يكون في الأمر- والله وحده أعلم- طمع في ولاء ما) ويوم وفاته ستتناسى أن تدرجه في قائمة الرّاحلين عنها من باب العقاب له على عدم الإقرار بنعمها والامتناع عن طلب ودّها. يوم حانت ساعة الغيب الأخير وحكمت عليه أن يهيّئ نفسه للحظة الرّحيل لم يستجد مهلة من ملائكة الرّحمان.ما كان بحاجة لأن يترك لأحد وصيّة.فما كان له من متاع الدّنيا ما منه يتوجّس ولا ما عليه يخاف ولا ما به يوصي.ويوم عند الله يلتقي الخصوم سيكون له أجر كبير من عدالة ربّ كريم يحبّ من عباده الصّالحين أولائك الذين يستطيبون أن يعيشوا على الكفاف ويتوسّدون بعض الحلم ليضمنوا أنّهم حرموا الحاكم ممّا كان يمكن أن يكون نصيبه من الميراث. في محفل التّوديع حضر من لم يكن حضوره منتظرا لوجاهة مبرّرات الغياب. ولم يتغيّب أحد ممّن كان حضورهم مجرّد احتمال . لمّا بات غيابه النّهائيّ حقيقة دامغة وليس احتمالا ترحّم عليه الجميع وبكثير ممّا هو متوقّع من التّفجّع.وسيظلّ أبناؤه دوما عليه يترحّمون.فما شرّا بهم أراد .وما ترك لهم ما منه وبه يخجلون. أراحهم من حمل ثقيل .فما ابتلاهم بمناب ميراث يكون لحظةَ ما محلّ خصام وتنافس وأراحهم من لقب قد يكون مقام تفاخر وتنابز.ولكنّه - ككلّ آدميّ شريف- حرص من حيث لا يدري على أن يترك لهم نزرا من الحكايا ما يعينهم على تبديد ظلمة ليالي حالكات أنّى لها أن تنتهي وسيلا من عذب المواويل ودفاتر من جميل الأشجان وعذابات الأيّام العجاف وكثيرا من الذّكر المليح. لهذه الأسباب - ومثلها كثير- كلّ السّلام على مولانا الحاكم وما حكم وبمن حكم .سلام على آله وعلى صحبه والتّابعين.سلام عليه في الصّبح والعشيّ. وسلام عليهم بين الحين والحين .سلام عليه يوم على بركة الله يتناسل ذرّيّة صالحة فيسكننا السؤال: كم مجهودا بذل؟؟ وكم حيلة تدبّر؟؟ وكم تعويذة بها تدثّر ليسترق من الزّمن بعض خلوة،هي سبيله ليضمن للعرش نسلا لن يبخل عليه المدّاحون بتنصيبه إماما في التّقوى والنّقاوة والرّحمة. يوم مولده تحلّ بشائر الشّؤم فلا نستبشر بمجيئه خيرا.ويوم يموت نخجل من أنفسنا ومن هيبة الموت المقدّس فنأبى أن نقيم الولائم فرحا برحيله.نصرّ على أن نمشي في جنازته بكثير من الخشوع وبلا أدنى شماتة .نعفيه من صلاة الغائب. ونتكرّم عليه بصلاة الاستغفار.ونفعل ما في وسعنا لتكون جنازة مهيبة تليق بحجم المآسي التي لم يبخل بها علينا . وماذا عن حكّام محيطات ما وراء البحار، حكّام "بـلاد بـرّة"؟؟ هذه حكاية أخرى. من حكايات زماننا هذا وليس من تخاريف ذاك الزّمان. يُفترض أن لا شان لنا بها وبهم. فلا الجغرافيا تجمعنا ولا التّاريخ يشفع لتسهيل علاقة ما معهم. بعضهم تسلّللوا من رموش عيوننا وليس من ثغور حدودنا،واقتحموا علينا ديارنا ذات عام وأقاموا بها وبيننا ردحا من الزّمن لحماية أهلها من أهلها. لما تحتّم خروجهم سلّموا مفاتيح الدّولة وصناديق خزينتها الخاوية لمن سيحمل المشعل وسيظلّ يردّد بأنّ الأمر كان في الأصل حماية وليس احتلالا،حماية للدّولة من مروق الأهالي والعربان، وحماية للأهالي من طمع جشع المكلّفين بالجباية. في ركن ما من أرض العروبة والإسلام كان الأمر أكثر سرياليّة: من احتلّ أرضا لا هي أرضه ولا العناية الإلهية سخّرته لتعميرها لمّا ملّ الإقامة انتدبها من شعب بأرض إلى شتات شعب بلا أرض.وكان للعربان في ذلك صولات وجولات حتّى أنّ الإنس والجان لو اجتمعوا وأجمعوا على أن يأتوا بمثل ما أتحفنا به حكّامنا الميامين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. يبقى لحكامنا فضل لا يضاهيهم فيه أحد: مراكمة الهزائم والإصرار على أنّها انتصارات عدم الاحتفال بها خيانة عظمى .دليلهم على ذلك سهل ومريح: ضاعت عاصمة(عواصم) وثبت العرش. اندحرت مؤامرات وسلم الحكم. وآخر الكلام :سلام /سلام/ إلى حكّامنا ألف سلام
#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مائويّة الحركة النّقابيّة التّونسيّة/ رحلة البحث عن الاستقلا
...
-
عربدات التّاريخ/ ويل لمن سبق عقله زمانه
-
تونس من -امبراطوريّة- الخوف إلى -امبراطوريّة الصّمت
-
30 مارس ذكرى يوم الأرض/ تغريدة عزف فلسطينيّ منفرد
-
تونس/ زمن الأعاصير
-
هرطقات/ الهذيان العاقل
-
11 سنة على استشهاده/ شكري بلعيد حيّ لا يموت
-
وفاء للمناضلين/ الذّكرى الرّابعة لوفاة منصف اليعقوبي
-
جنون التّاريخ/ جانفي التّونسيّ شهر الجمر
-
تونس: من عشريّة الغنيمة ألى عهد الأغنام/ من عشريّة التّجريب
...
-
88 سنة على وفاة الطّاهر الحدّاد/ مأساة- نبيّ مجهول-.
-
غزّة الفلسطينيّة / بلاغة الثّورة تصحيح لأخطاء التّاريخ
-
فلسطين عروس المدائن/ غزّة عاصمة الأحلام
-
الثورة الفلسطينيّة طائر الفينيق/ ثائر لا يفنى وثورة لا تموت
-
الذّاكرة التي لا تشحذ نفسها تتآكل/ لوعة النّسيان، روعة التّذ
...
-
شيء من مكر التّاريخ وشطحاته
-
تونس: اتّحاد الشّغل ومعضلة الاستقلاليّة
-
تونس: السّلطة ومعركة استقلاليّة المنظّمات
-
محنة الكتابة/ لوعتها وروعتها
-
وهج الذّاكرة ولوعة التّذكّر
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|