أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - -لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله-!













المزيد.....

-لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله-!


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7991 - 2024 / 5 / 28 - 00:53
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تكون "دودة المعرفة" في عقلك يتجاوز تأثيرها دودة عمر، عندما يحبب إليك الفكر أكثر من النساء والطعام والطيب، عندما تكون حاملا لجين الاعطاء للكلاب والخنازير، عندما تستقل نفس المركب مع أولاد الأفاعي هؤلاء: هذا الجيل الفاسق الشرير. ثم كل يوم تهدم دودتك أمامك صرحا حتى لا ترى إلا الأكاذيب، قد تخطئ وتظن أنك علمت وصرت فريد دهرك، قد تضل الطريق فتشك في كل شيء حتى في كونك بشرا؛ فاليوم هذا يرى نفسه كلبا وتلك ترى نفسها طاولة؛ إن لم تطعمه اتهمك بالرجعية وإن لم تجلس عليها وسمتك بالنازية، لكن حقيقة واحدة لن تغيب عنك: سؤال أي صرح جديد سيكون التالي؟ ربما جبنت ولم تستطع أن تواصل الطريق، فكل خطوة تزيدك غربة، ظننت في بدء الطريق أن طريقك ينار وكأنك صاعد إلى جنة كرامة وعقل تجد فيها الملايين الذين سبقوك ثم تنتظر الملايين الذين سيتبعونك. الحقيقة أنك سائر إلى جزيرة نائية لا حياة فيها إلا لشذاذ الآفاق ممن حملوا جينك ودودتك. نعم للتسيد في جهنم لا للعبودية في الملكوت ستقول، ومعك وعندك الحق، وسحقا لهذا الحق الذي لا يراه كل هؤلاء الذين تراهم في كل زمان ومكان ينظّرون ويتشدقون كل بحق كان عندك في غابر الأزمان صرحا فهوى أمامك كقصر رمال التهمته موجة لم تستطع أن تقدر طولها هل تجاوز المليمتر أم لا.
كل وهم نتجاوزه، نتساءل كيف لا يزال يصدقه البشر؟ السؤال سيكون أمرّ كلما كان تجاوزنا للوهم المسؤول عنه سريعا، عندها سنتساءل كيف ما أخذ منا ساعة يأخذ من البشر أعواما أعمارهم؟ لن نقبل جوابا يقول إن البشر مختلفون وكل ومداركه وكل وظروفه، سنذهب مباشرة إلى الأعلام وأصحاب الأوسمة ولن نرض بأي جواب، وسيزيدنا صعوبة تعنّت هؤلاء وعجرفتهم فنحن لا شيء أمامهم فهم المشهورون وأصحاب الشهادات العليا، وسيزيد استغراب حتى المقربين منا كيف نتجرأ على تلك الأسماء الكبيرة. أغلبهم يعميهم الجهل وتصم آذانهم الصنمية فمثلا عندما يسمع أغلب سكان الأرض أن "الطبيب والصيدلي آخر من يجب سؤالهم عن التلاقيح" يتعجبون ويضحكون وعندما نزيد أن تلك الجملة التي قرأها كل سكان الأرض "أطلب النصيحة من صيدليك أو طبيبك" أكذوبة من أكبر الأكاذيب ونمده بالدليل أن ما درسه الطبيب والصيدلي ليس إلا سويعات لا تختلف في شيء عن "باب نسبه الشريف" لا يقبل ولا يصدق لكن يضحك وربما سخط ولعن وأخرج ترسانة الاتهامات التي حفظها كما تحفظ الفاتحة.
الطبيب يداوي، العاقل يشكر الطبيب وعلمه، والحالم يحمد الله وفضله. لكن ماذا لو شكر الطبيب الله وحمده على منه وعطاه؟ عمل الطبيب يختلف عن أي عمل آخر: 1- كل شيء في هذا الكون نابع من الانسان ووعيه، والطبيب هو من يعرف كل ما يحصل في جسد ذلك الإنسان، وكل شيء في ذلك الجسد لا يقول بأن وراءه شيئا ما صنعه أو خلقه: كل شيء، حتى ذلك الذي "يظهر" كاملا مثاليا وهو ليس كذلك. أمثلة بسيطة في متناول الجميع ولا تحتاج معرفة بعلم التشريح، مثال 1: الجهاز الهضمي، عظيم وبديع أليس كذلك؟ لكن لماذا تلك الزائدة الدودية؟ مثال 2: الجلد، ما "وظيفة" الشعر، في ظهرك، في بطنك، في ...؟ هل سيحميك من البرد والأمطار؟ أظافرك، لماذا؟ هل ستتسلق بها الأشجار؟ رجل وعندك حلمتان، هل ترضع بهما؟ لا أحد مثل أبي طالب -عليه السلام- حسب ما أعلم... في كل جهاز، عندك ما ينسف نسفا فكرة "خالق" أو "مصمم ذكي"، والطبيب يرى كل ذلك لكنه عوض أن يحمد العقل والعلم يحمد الله وربما أذّن طبيب النساء مباشرة في أذن مولود أخرجه من رحم أمه للتو وربما زاد فختنها فنهى عن منكر وكان بذلك من خيار خير أمة، وربما مارس غيره الحجامة في عيادته، وشكر ثالث العذراء لنجاح عملية صعبة، وأرسل رابع -طبيب نفس- مريضه للرقية الشرعية عند شيخ أو لطرد الأرواح الشريرة عند قس بعد أن دمر جسده وعقله بترسانة أدويته "العلمية". 2- عمل الطبيب يختلف عن أي عمل آخر، لأنه المسؤول الأول عن أغلى شيء عند البشر: صحتهم، مجرد خطأ طبي بسيط قد يجعلك مقعدا لا تستطيع حتى أن تمشط شعرك أو تذهب إلى الحمام أو تأكل، فكيف يعقل عندما تعطي قاعدة تقول "لا تدخل الله ولا قضاءه وقدره مع أي طبيب لأنك ستكون الخاسر الوحيد"، يرد بعد أن يزمجر "لا! كل شيء بقضاء الله وقدره!"؟! وكيف يعقل وبعد أكبر مهزلة وقعت في تاريخ البشرية أي الكوفيد، لم يفهم الغربيون أن الطبيب هو الشيخ/ الكاهن الجديد الذي به يستعبدون بعد إزاحة العلم عن عرشه وتحويله إلى دين جديد بعد أن تجاوزت مجتمعاتهم الدين؟
يقول الماركسيون أن موقف ماركس من المنظومة الدينية لم يكن قاطعا، فمن جهة "الدين أفيون الشعوب" (مجهّل ومبعد عن حقيقة الصراع أي الطبقي) ومن الأخرى "إمكانية استعماله كقوة ثورية"، وهذه الأخيرة يستشهد فيها بلاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية للتأكيد على صحة ما ذهب إليه ماركس. هذه الأخيرة جب حفره ماركس للماركسيين، وآن أوان ردمها وبالإسمنت المسلح إلى الأبد، وسأدلل على كلامي من واقع دولة للشيوعيين فيها تاريخ وهي العراق: كيف للدين أن يكون قوة ثورية في بلد لو صرخ فيه معمم "يا حسين" لأتته الملايين من البشر وحتى البهائم والحجر زحفا؟ مئات مؤتمرات الشيوعيين وآلاف كتبهم سينسفها معمم بكلمة واحدة: "هؤلاء كفار ملحدون"! قد يقال أن حقوق الانسان وعلى رأسها حرية العقيدة تمنع قولي، وأن زمن تدمير الكنائس قد ولى، وأقول أن زمن محمد وأبي ذر "ثوريان" قد ولى أيضا، فإذا قبلنا بواقع مرير يقول بأن الشعوب يستحيل عليها تجاوز الدين فهل لنا أن نقول أنه على الأقل الكوادر تستطيع ويجب عليها ذلك؟ ألا يفسر لنا تدين الكوادر تطبيع اليساريين مع الاسلاميين؟ "تدين" وليس كوادر تجاوزت الدين وتحالفها مع الاسلاميين مرحلي/ براغماتي ليس إلا؟ ذلك الكادر الذي ينظّر بـ "التكتيك" و "المرحلية" عندما تراه يقرأ الفاتحة في خطبة ابنته أو على قبر تعرف حقيقته فكيف يكون في مراكز القيادة؟ قد يقال أن الاختلاف والقراءات والرؤى تثري اليسار، وقد يزيد آخر أن ذلك دليل على "ديمقراطية" اليساريين وهو أمر صحي وواجب للتطور ولمواكبة العصر، والجواب هو نفسه "الكوادر لا يمكن لها أن تكون متدينة": عندما أتجاوز الدين سأراه فقط "أفيون" يجب تخليص الشعوب منه وسأعمل على ذلك بكل الوسائل المشروعة، أما عندما أكون متدينا فسأعمل بالنصف الثاني "الدين يمكن أن يكون ثوريا" وهنا سأسقط في السفه الذي تؤكده كل التجارب التي سبقت. هل هو تعسف القول بمنع المناصب العليا في أي تيار يساري عن المتدينين؟ هل هو "نفاق" ونفي لحقوق الانسان؟ والجواب: بل هو نقطة نظام! كثير من الماركسيين تجاوزوا يوتوبيات عفّى عليها الزمن كدكتاتورية البروليتاريا والمجتمع الشيوعي جنة الفردوس المنتظرة، لكن الدين شيء آخر ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول مهزلة "الرفيق الحاج" ومن كل النواحي. ثم، الدين غنيمة أبدية للرأسمالية، وعند شعوبنا حقيقة "مطلقة" منذ "الجهاد الأفغاني" تقول: "السوفيات كفار والأمريكان على الأقل يؤمنون بالله"، أي ومن كل جانب القضية خاسرة، فكيف يعقل أن يواصل اليساريون تزلفهم للدين وللمتاجرين به؟ من أهم الأسباب عندي أن هؤلاء اليساريين مؤمنون حقيقة بالدين ولم يتجاوزوا ما نقش في وجدانهم منذ الصغر، نعم قد يسكر اليساري وقد يسب الدين ويقولك الدين خرافة وأفيون ووو لكنه عندما يقول دون خجل عن الاسلاميين أنهم "إخواننا في الوطن" فلا شك عندي أنه في داخله مؤمن! ولذلك لا يمكن بأي حال أن يكون من الرموز أو الكوادر. ربما سخر الكثيرون مما قيل، لكن -ومع الاحترام- لن تكون سخريتهم إلا شيئا يشبه سخرية مؤمن يتهم من تجاوز دينه بالجهل والسفه، العودة إلى الأصول تبين لنا كم هي واهية تلك الأوهام التي تظهر "حقائق" لا تناقش، وكم هي هشة تلك القصور الترابية الشامخة: الماركسي واليساري عامة لاديني بالضرورة لأن الأديان وكل ما ينادي به خطان متوازيان لا يلتقيان، وحتى إيمانه بألوهية ما صعب القبول إذا ما عدنا إلى الأصول أيضا ووجدنا أن فكرة الإله فكرة دينية في أصلها: الأديان هي التي بلورت الفكرة ورسختها في عقول البشر ولا آلهة أرسلت للبشر أديانا.
يقال إن كل فكر لا يتطور مصيره الحتمي الانقراض، لكن هذا التطور لا يمكن أن يأتي على أصول ذلك الفكر. ومن ذلك، التطور القسري الذي عاشته الأديان كالمسيحية الغربية، لكن هذه العقيدة لا يمكن لها أن تمس بأصولها التي لا يمكن أن تمس وإلا صارت دينا آخر لا علاقة له بالأصل، لا يمكن أن تمس عقيدة أن يسوع هو الله المتجسد وأنه صلب وقام، تزويج المثليين يمر السماء للجميع حتى للملحدين يمر كل العهد القديم يقع تجاوزه يمر لكن لا يمكن أن تمس عقيدة التجسد والفداء. في الإسلام لا يمكن المساس بأصل أن الله أرسل محمدا بالقرآن، الأحاديث قد يتنازل عنها، الجهاد وكل القرآن المدني وغيره يمكن التنازل عنه لكن لا يمكن أن يبقى هناك إسلام لو مس الأصل أي إله أرسل محمد بالقرآن. ولليساريين: القول بأن الدين يمكن أن يكون قوة ثورية "شرك نبوة" يشبه مسلما يؤمن بنبوة مسيلمة مع محمد، فأصلحوا عقيدتكم يرحمكم الله وآمنوا بالرسول الخاتم وقولوا معي: "لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله"!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن: -من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي-
- خربشة حول فلسطين و-ديانة الحرب العالمية الثانية-
- خربشة حول الجنس والحرية
- -تكوين- بين التنوير والإصلاح
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-3
- -تكوين- ولعنة العقل العربي الاسلامي
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-2
- نحن نقص عليك أحسن القصص...2-1
- نحن نقص عليك أحسن القصص...


المزيد.....




- مصر.. فنانة شهيرة تتقدم بشكوى ضد -مصبغة غسيل-
- تردد قناة الزعيم سينما 2024 نايل سات مشاهدة احدث افلام عيد ا ...
- جبل الزيتون.. يوميات ضابط تركي في المشرق العربي
- شوف ابنك هيدخل كلية إيه.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ب ...
- LINK نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول بالاسم ورقم الج ...
- رسمي Link نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس والاسم عب ...
- مشاهدة مسلسل تل الرياح الحلقة 127 مترجمة فيديو لاروزا بجودة ...
- بتقنية الخداع البصري.. مصورة كينية تحتفي بالجمال والثقافة في ...
- ضحك من القلب على مغامرات الفأر والقط..تردد قناة توم وجيري ال ...
- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - -لا إله إلا الله محمد (وحده) عبده رسوله-!