أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]














المزيد.....


كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور محمد خير الوزير يكتب..“هل تتساءل يومًا عن وصفة سحرية لصنع شعب جاهل؟ الإجابة أمامك:

بعد صفنة دامت ما شاء الله لها أن تدوم ارتأيت أن صفنة واحدة لا تكفي والسبب أن ثنائية السلطة المستبدة هي (السياسة والدين) لذلك سأجعلها على عدة صفنات متتالية، سأكتبها تباعًا.

وفي الصفنة الأولى خرجت بما يلي:

• أولاً، زعزع ثقة الإنسان بنفسه. وذلك بأن تشعره بتمزق أهليته حتى في إدارة حياته اليومية، وتضع له العلامات المضللة في طريقه ومن ثم تفرض عليه الوصايا “بنعومة”. اجعله يشك في كل قرار يتخذه، حتى القرار الأبسط كاختيار لون القميص الذي سيرتديه في الصباح.!!!

• ثانياً، ابتكر نظامًا قانونيًا معقدًا لدرجة أن القط الذي يسير على الحائط يحتاج إلى تصريح. ومن ثم اجعل تطبيق هذه القوانين يشبه مهمة مستحيلة تحتاج إلى فريق من الخبراء لتفسيرها. وتحاصره بهذه القوانين والتشريعات المكثفة والسريعة. لتتلقفها الأجهزة التنفيذية وتطبقها بحذافيرها.

حين يصل المواطن إلى هذه المرحلة تتسارع عليه المجموعات السياسية وأصحاب المصالح وتحاول جذبه بحزمة من الإغراءات المادية والمعنوية ليرضخ لأيدولوجيتها ومن ثَمَّ تحشو عقله بأفكارها مهما كانت. فقد أصبح جاهزًا.!!!

ولعل النسبة الأكبر من الأفراد تكون فريسة محتملة لتقع في شباك أفكار رجال الدين. وتتبلور هذه الأفكار وتنصهر تحت وطأة الخطابات المغرضة، تلك الأفكار “بطبيعة الحال” هي نقاط تماس عميقة في البنية الأساسية للدولة الدكتاتورية ذات الطابع الديني أو بمعنى آخر هي الدول الدكتاتورية التي تحدد مساحة ما على رقعة سياستها الداخلية ليتحرك فيها المجتمع بدوافع دينية بحته يقودها رجال دين لهم دور هام في تثبيت السلطة من جانب ومن جانب آخر تستغل وتستخدم الدين لمصالحها الشخصية وتسيسه في مراحل أخرى لخدمة المستبد.

وبينما يشغل المواطنون أنفسهم في محاولة فهم النظام، قم بتحويل اقتصاد الدولة إلى مهرجان استغلالي حيث يكون المواطنون الخاسرين الوحيدين.

• ثالثا، ادخل العنصر الديني في كل التفاصيل! فلا شيء يعمل بشكل أفضل من خليط من المواعظ والدروس الدينية المغلفة بالسياسة. اجعل من المؤسسات الدينية مجرد أدوات في يد الحكام. فمثلا، حين يحتاج النظام إلى مزيد من الموارد، ينطلق المشايخ في الحث على فضيلة العطاء وتذكير المواطنين بأهمية الزكاة والصدقة حتى تمتلئ الصناديق بالأموال.!!!
وهكذا دواليك في كل الأمور.

ويتكرر هذا النموذج في أمور كثيرة يمكن رصدها بالعين المجردة. ولعل استغلال العاطفة الدينية هي أبشع أنواع الاستغلال، حين يكون الهدف منها هو تشويه الرأي الآخر وتحطيم حملته من المثقفين والمتعلمين والمفكرين، فيتوجه أصحاب الظاهرة الحنجورية[2] إلى تحطيم هؤلاء المفكرين لأغراض خاصة بهم شخصيًا من جهة، وتخدم السلطة من جهة أخرى، لذلك نجد المجتمعات التي أنهت فيها دور رجل الدين وسلطانه هي المجتمعات التي تعيش على مستوى سياسي متقدم وراقي حضاريا، في حين أن المجتمعات التي لا يزال يمارس فيها رجال الدين أدوارهم السياسية تعاني الجهل والتدهور الحضاري، كما هو الحال في المجتمعات المتأسلمة التي ترى في الدين غايات سياسية.

• في النهاية، إذا نجحت في تطبيق هذه الوصفة بنجاح، ستحصل على مجتمع مثالي (في نظر الحاكم بالطبع!) حيث يسود الجهل ويغيب الوعي. والأجمل من ذلك كله؟ ستكون قد حققت هذا دون أن يدرك الشعب ما يحدث به وحوله.!!!

الدكتور محمد خير الوزير

[1] العنوان وكثير من الأفكار مقتبسة من كتاب صديقي المفكر والصحافي والشاعر طارق سعيد أحمد من كتابه (كيف تصنع جاهلًا؟) فله جزيل الشكر والامتنان لسماحه لي بذلك.

[2] هي ظاهرة تطلق على من يستخدم حنجرته في بيان صحة ما يقول وهو ليس بصحيح ولا سليم. وهناك ارتباط طردي بين الظاهرة الحنجورية والمنصب؛ كلما زاد المنصب وعلا، زادت القدرة الحنجورية في ارتفاع الصوت وعلوه بما ليس حقيقي. فعلو الصوت هنا يجعل الباطل حقًا.


كركدن



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق سعيد أحمد يحاور الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد
- ترتيب منطقي.. أو هكذا يبدو لي
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريت الكبير ناصر عبد الرحمن
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريست الكبير مجدي صابر
- إنْسَانٌ
- -تقيل- قصيدة للشاعر طارق سعيد أحمد
- كلاكيت أول مرة.. -أشرف ضمر- روائيًا في -سيما ألف ليلة-
- -آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري
- طارق سعيد أحمد يحاور د.شهرت محمود أمين العالم
- «فى الثقافة المصرية».. ما بين الأدب القديم والتقدمى.. كتاب ه ...
- طارق سعيد أحمد يحاور الدكتورة شهرت العالم
- طارق سعيد أحمد يحاور الفنان التشكيلي العالمي -محمد عبلة-
- غنوه.. بتقولي إيه
- عالم
- -عمار علي حسن- وهو ينظر من -ألف نافذة لغرفة واحدة-
- لا وجود لرؤية دون استقلال فكري مطلق دعا إلى تأسيس ثقافة المر ...
- السعيد عبد الغني يكتب: الأكوان الفلسفية في ديوان - تساليزم إ ...
- حكايات الحب الأول-.. ليست للجميع
- -صاحب السر- رواية لا تأمن لها ثالوث (الحياة - الإنسان– الموت ...
- محمد الكفراوي يكتب: «تسيالزم.. إخناتون يقول».. ديوان بالعامي ...


المزيد.....




- -رأيت نفسي كجارية جنس-.. CNN تتحدث مع ناجيات من اعتداءات مزع ...
- أعنف هجوم منذ سقوط الأسد.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في ...
- هل يمكن أن تطبع الجزائر مع إسرائيل؟ - مقابلة مع لوبينيون
- تحقيق عسكري: فشل خطير في منظومة القبة الحديدية خلال الساعات ...
- السعودية والإمارات ضمن الخيارات لاستضافة قمة بوتين وترامب
- أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول المم ...
- مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!
- أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
- تأثير غير متوقع لمسكنات ألم شائعة على الذكاء وسرعة التفكير
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]