حسين جاسم الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من بديهيات السياسة في العراق ان صٌنّاع القرار جهات معدودة تتمثل برؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان وزعماء الاحزاب القابضة على دفة الحكم والسياسة العامة للبلاد.
ويتفق هؤلاء على تمرير ما يريدون حتى وان اختلف مع الكل أحدهم على أن لا يكون من الصقور.
وبين الفينة والأخرى يحتاج هؤلاء الزعماء كما يطلق عليهم "قوم تبع" إلى مشاورات او استئناس باراء المحللين السياسيين والاقتصاديبن وناشطين واعلاميبن وكتاب، ولكن عندما تتم تلك الصفقة بين الطرفين التي يقودها حاجب السلطان الذي يأخذ على عاتقه اختيار الأسماء، فأنه يقوم باختيار اسماء حسب توجهاته وقناعاته وايضا على قاعدة (الحب والكره)، لتطرح تلك الثلة على صانع القرار توجهاتها وافكارها بما يتلائم وطبيعة ما يصرون على تمريره.
وقبل مدة التقى بأحد الزعماء مجموعة تتكون من خمسة او ستة محللين توجهاتهم متوحدة ومقولبة بشكل واضح ومعروف لدى الجمهور لان طروحاتهم في وسائل الإعلام تكاد تكون متشابهة، وللأسف تفتقد تلك الصفقات إلى اختيار المحللين الذين لديهم افكار وطروحات بل وتشخيصات اذا ما عولجت ممكن لها أن تحل الكثير من المشاكل.
واتذكر قبل سنوات عملت مع احد كبار المسؤولين وعندما أردنا اختيار المحللين والاعلاميين اعترض الحاجب الأكبر على احد الأسماء الذي طرحته وعندما سألته عن السبب قال بالحرف (اضوج منه)، فهكذا تدار الأمور في القصور العاجية، ويتحمل مسؤولية أبعاد المنصفين عن صٌنّاع القرار أولئك المناعون أمام التاريخ لتغيير بعض من الواقع.
وان كان صانع القرار او اي سياسي يريد أن يرتقي بعمله ويبلور فكرته من خلال النقاش والاستئناس عليه المتابعة الجدية لمن يطرح الأفكار التي تخدم البلاد والعباد، ولديه ملاحظات تشخيصية ممكن أن تخدم مستقبل البلد ويطلبهم بالاسماء للقاء لا أن يعتمد على حاشيته وتوابعهم ليستطع تقديم ما يمكن تقديمه.
#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟