أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - حنون والامريكان واليسار














المزيد.....

حنون والامريكان واليسار


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:31
المحور: كتابات ساخرة
    


مازاد حنون في الإسلام خردله ولا النصارى نقصت بإسلام حنون
قالها شاعر فطحل مقتدر من كبار قارضي الكلمات والجمل غالبا في صدر الإسلام والعصر الأموي يعرف ويقيس معادن الرجال وقدرهم وقدرتهم وميزانه الأصول العريقة والوجاهة والشهرة والتأثير القوي في المجتمع قبلي بدوي كان أم حضري , حيث هم برأيه من يتوجب كسبهم للإسلام ليتصدروه ويرتقي بهم وينتصر وينتشر في أقاصي الأرض بواسطتهم سابقتهم سيوفهم وأفعالهم !!
من هو في هذا الميزان حنون النصراني هذا العادي الباهت الذي ترى مثله ومنه كل يوم يمرون بك وببصرك فلا وقع ولا اثر لحضورهم من عدمه .
حنون قد اسلم , واغلب الظن عن قناعة وبلا ضجيج , ولم يبذل الدعاة جهدا كبيرا لإقناعه ناهيك عن معرفته ! مادام لأكثرهم نفس فكرة الشاعر الفحل الغيور , وقد يكون إسلامه تهربا من جزية او طمعا في مكسب يقيه شر العوز وما أكثرهم من حنون كالهم على القلب لا يتحدث ولا يفتخر احد بانفتاح عقولهم وقلوبهم للإسلام ! ولا يرسل الوالي بشرى للخليفة ولله الحمد بالفتح المبين والنصر العظيم , ولا يبحث عنه القائمون بالأمر بعدها إلا في الحدث الجلل كالجهاد والغزو , وتجميع الأفراد للجيوش والقيام بالواجب اذا هاجم الأعداء والكفار ارض الإسلام , ولن يكون حنون وقتها القائد أو السياف الماهراو حتى الفارس المغوار بل الطباخ أو حامل العتاد او الراجل الماشي الزاحف في المقدمة والوسط والمؤخرة .
ولكن من هم اغلب أعمدة دولة الإسلام والسباقين إليه ؟
بلال الحبشي العبد الأسود ! عمار بن ياسر ابن الجارية والمستوطن الغريب ! وكذا الفارسي والرومي ووواصفار كثيرة في دنيا المال والتجارة عالم مكة وقريش .
مافرقهم عن حنون ؟ وأبحرت السفينة , ركب بعدها سادة قريش الموج العالي وعادوا الى المقدمة ! والزعامة والوجاهة المتأصلة بهم واسترجعوا بعد أجيال قليلة شاعرنا الهمام ليذم كل حنون ! حنون الذي لايحفظ من الشعر إلا أرذله , ومن الكلمات لاينطق الا أحطها.
يذكر التاريخ ان شارلي شابلن كان يدور في أزقة وشوارع أوربا وأمريكا بحثا عن حركات حنون ويرسمها مشاهد خلابة على الشاشة .
حنون الروسي هزم هتلر على أبواب ستالين غراد عندا توقف عن التراجع في ارض وطنه واستبسل في قتال الغزاة .
ويذكر بريخت في مسرحية( شفايك) .
إن حنون الألماني هزم هتلر ثانية على أبواب ستالين غراد عندا توقف عن القتال والموت في سبيل رجل وفكره عنصرية في ارض غريبة .
وهزم حنون المعسكر الاشتراكي كاملا من الأورال وحتى برلين عندا رآه يتحول إلى بيروقراطية دولة تضع حنون في جيبها وترفع راية نصره !
والآن ؟ بين أمريكا والعالم والعراق ومشروع الشرق الأوسط الكبير وحنون .
أمريكا يحكمها فكر ورجال يبحثون عن حنون في البنوك والقصور وأصالة الرجال , لا في الشوارع ودنيا الله الواسعة ؟ وبعد ان عرفوا قيمته واسترجعوا فضائله هنا يريدون إبعاد شروره عنهم بعد ان سلطوا عليه بوعي وإدراك من لايراه إلا عبدا وخادما ومقاتلا في سبيل العز والشرف والوطن.
رموا إليه هذه المرة سلعة الديمقراطية ؟
ومشكلة الديمقراطية حين يفرضها الأغنياء إن حنون صوت يتساوى في ثقله مع الملك والوزير والشاعر والأصيل ! وحنون مزاجي لايرتاح بالضرورة للأغنياء والأجانب , ويأخذ ممن حوله بحدود معرفته , رغم انه (في سره) يفهم ويحسب ويوازن ويبطن ولا يضهر ماليس له به نفع مباشر ويدخل في باب الأمنيات . ولكنه حر عندما يرى القيود تتساقط من ساعديه , والسيوف تبتعد عن رقبته , ويقرر, عندما يختلي بنفسه , ويصدق ان لا احد يراه , ويطوي ورقة الانتخاب ويضعها في الصندوق .
جذبت أمريكا حنون بسطوع ألوانها ولكنها لا تستطيع السيطرة عليه لأنه لايدين بشيء لها وهي لاتمتلك الشارع الذي يسبح فيه .
فما بال اليسار وحنون ؟
للعلم فان حنون يساري النزعة خاصة وقتما يعمل او يرتفع صوته مطالبا بحقوقه ولكن كثرة الساعين الى جعله يطلب ويتوسل لينال أكثر من استحقاقه ويتحول من الواقع الى القدر افقده صوابه حائرا يتطلع في الغالب الى السماء والى من حوله عل وعسى يجد أناس لا يقيمونه شعرا ولا نثرا ولا مدحا ولا ذما فيفتقدهم خاصة في هذه الأوقات الصعبة واليسار النخبوي الحالم الخارج من الأوراق والدفاتر والأقلام والمنافي لا من المعامل والحارات والحرمان والسجون , يسار( لايحس ) بقيمة حنون لأنه لا يتعامل معه إلا حين يحتاجه ! وهو (يشعر) بالتفوق عليه حتما في عقله الباطن ويحتقره غالبا لجهله المريع وربما غبائه , وعدم معرفته لمصلحته الحقيقية كما يراها وقرأها اليساري المثقف.
فقد اليساري الفرد اتجاه البوصلة وقد لايكون الذنب ذنبه بعد سنين الجدب الطويلة وانقطاع صلة الرحم بالمركز , والتحول من الانتماء والتواصل مع الحزب والجماعة إلى الأصوات المفردة والخافتة خوفا على الأغلب والتي تصورت ان مجرد بقائها على المبدأ هو امتياز لها يعطيها الحق بالنرجسية والتعالي والتمايز عن الأخر وتضخيم أخطائه وتجنب الخوض (وهنا المقتل) في وحل السياسة والمسؤولية لتجنب الصدام المباشر مع الواقع المؤلم والأخطار المحدقة .
تبقى الأحزاب والمنظمات والنقابات وحكايتها مع حنون هذا الزمان غريبة فهو المحروم يبحث عمن يعطيه ويفهمه وهي تبحث عن أعداد تتزعمها تكون (واعية) ومدركة لواقع الحال علمية التفكير تعارض اليوم وتداهن غدا, وتقرأ الأدبيات وتتفاءل بالمستقبل المرسوم في أطروحات الحزب . يفر بعدها حنون بجلده راكضا في الشوارع يبحث عن القوت والأمن والابتعاد قدر الإمكان عن كل مايضره ويعود منهكا رافعا ذراعيه إلى السماء وحيد في المواجهة قدري الانتماء عسى ان ترسم له الدعوات الصالحات درب الخلاص .



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- حول المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- الاول من ايار .. بين الخصوصية الوطنية والقومية
- حوار(رفاقي) مع الشيوعي العمالي العراقي
- الطريق نحو اليسار العراقي 1
- ليلة البصراوي
- عودة السندباد
- فكرنا الديني والفكر السياسي المعاصر
- الاسود والابيض
- تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟
- يوميات عاطل عن العمل
- ستالين تروتسكي والسلطة
- مسرحية محكمة السيدة العجوز
- ( حول ( مشاكل الحزب الشيوعي العمالي
- الظلام


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جميل محسن - حنون والامريكان واليسار