رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7989 - 2024 / 5 / 26 - 01:20
المحور:
الادب والفن
إذا ما تجاوزنا التجنيس الأدبي لهذا المؤلف "خواطر روائية" يمكننا القول إننا أمام بداية متواضعة للكتابة "ريتاج المنسي"، فهناك ضعف في الولوج إلى نفسية الشخصيات "قاسم/ ريتا، منذر" فبدت الشخصيات مقيدة/محاصرة من "قاسم" السارد الذي لم يعطيها حريتها في الحديث، أو إبداء في أعماقها من مشاعر أو أحاسيس، كما أن الأحداث جاءت سريعة، ففي بداية العمل يتناول "قاسم" عملية الاعتقال بسرعة كبيرة، كانت أقرب إلى تقديم معلومة منها إلى طريقة تقديم مشهد أدبي.
ونجد ضعف اللغة ورسم المشاهد كما هو الحال في هذا المقطع: "لم أعرف اسمها بعد.. لكنها جميلة جدا.. مثل مدينة القدس" ص24، فوجود مدينة القدس في حالة لقاء حبيبين جعل المشهد أقرب إلى الصناعة منه إلى العاطفة والمشاعر الإنسانية، كما أنه لا يوجد داع لتبرير المداعبة بين منذر وقاسم: "أنت ألا ترى أنني أجمل منك بكثير، وكان هذا من باب المداعبة والمزاح الدائم بيننا" ص24، أعتقد أن الشباب عندما يريدون أن يتفاضلوا فيما بينهم لا يتحدثون عن الجمال بقدر حديثهم عن الرجولة والقوة، وهذا يشير إلى أن العقل الباطن للساردة الأنثى، يتحكم ويسقط ذاته وما فيه من أنوثة على شخصيات العمل الأدبي.
كما نجد نصوص دخيلة على العمل بدأت من صفحة 57 وحنى نهاية العمل، فهذه خواطر لا يمكن إدخالها على عمل (روائي)
كما أن وجود بعض الهفوات أضعفت صورة العمل الأدبي، مثل استخدام كلمة "شفت الحراسة" في صفحتي 48 و51، والصواب نوبة الحراسة، كما يوجد خطأ مطبعي في صفحة 32، "(وكن) بعدها عرفت طريقي" والصواب (ولكن بعدها)، وهناك خطأ في اسم قيس بن الملوح في الصفحة 39 حتى جاء بهذا الشكل: "هاك ابن الملوح قيص".
هذا لا ينفي وجود بعض المشاهد الجميلة كما هو الحال في الصفحة 41 التي جاءت لافتة: "ـ الحرب بيني وبينك وسأحتفظ بالراء
إذا لك مني قبلة وسأحتفظ بالنون" كما أن هناك مقطع في غاية الروعة جاء في الصفحة 64 حيث كانت الطبيعية والصورة الأدبية في ذروتها: "طوفي أيتها الغيوم الحزينة فوق سماء المخيم، وانثري رذاذ عشقك لم سبقونا تحت الثرى، وأطلقي عنان قلبك، وأبلغيهم سلاما، من قلب غطاء سواد غيمة سحاب عابرة" فمثل هذا المقطع يمكن البناء عليها أدبيا ليمتد إلى ما هو ممتع للمتلقي.
العمل من منشورات الركز الفلسطيني للثقافة الإبداع، غزة فلسطين، الطبعة الأولى 2022.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟