|
جدلية التنافر والنفور الكرديتين في رواية الجبال المصائد للكاتب رضوان حسين
ريبر هبون
الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 04:50
المحور:
الادب والفن
جدلية النفور والتنافر الكرديتين في رواية الجبال المصائد للكاتب رضوان حسين
:لغة الرواية -
تتميز بوضوحها واسترسالها في رصد المكان وإقامة الحوارات الهادئة ذات المغزى الدرامي الذي يخلق مشاهداً، يبرز أحاسيساً ، . يفتش عن المغازي في حقبة زمنية محددة
:عقدة الرواية-
هيفي في البداية من ثم حسو ومن خلالهما أبحر الكاتب في رصده للمكان ودماثة من فيه وبساطة الحال ، يقف الكاتب على جملة من المفاهيم الشعبية الخاطئة والتي استقرت في اللاشعور الجمعي للمجتمع ص53 : „مثلاً يقول للكردي هؤلاء الإيزيدية أو اليهودية أو المسيحية كفرة وعبدة للشيطان مكانهم جهنم وبئس المصير، ويأتون بآية أو حديث يؤلفونه مباشرة وينسبونه " لأي فلان
يمعن الكاتب في الإنتقاد المبطن على نحو موارب، رغم وقوعه في المباشرة والوضوح في عرض الأفكار دون استخدام التلميح لها بطريقة لا تتجاوز تقنية القص والحكائية، حيث يشير فكرياً إلى مساؤى العقيدة وأثرها في إشعار المعتنق أنه مختلف بل وأفضل من غيره ، فيصر على أن التعايش السلمي والعمل بمقتضياته ضرورة واعية لابد من تبنيها والأخذ بها في الحياة وإلا . غاصت البشرية أكثر فأكثر في أوحال الكراهية والتنازع المقيت
يجسد الكاتب روح الكردي الذي يمد يد السلام لباقي المكونات وأصحاب العقائد وينظر لتلك الاتجاهات ولمن يعتنقها نظرة توسطية اعتدالية فهنا تثني ستير اليهودية على إباء وشجاعة منقذها : ص 65 : „قالت ستير : وأنا لأول مرة يناديني رجل " بأختي ، صدّق يا أخي هي أجمل مناداة سمعتها أخت يكون لها أخ شجاع كريم مثلك
:تجسيد الطبيعة-
حرص رضوان حسين على ترسيخ الطبيعة في مخيلة المتلقي على نحو سلس ، ذكره لتفاصيل المكان ووادي النهر الكبير دجلة، وطبيعة ذلك التنقل الباعث على الخوف والرهبة، اجتياز حواجز الدوريات التركية عبر الجبال والمشي في جغرافية صعبة، . أحاديث العناصر ممن ارتكبوا القتل والاغتصاب وتباهيهم بذلك ، وعملية حرق البيوت وملاحقة المتمردين
:ملاحظة
لغة البحث العلمي غالبة على الروح الروائية في مواضع عدة هذا التداخل بين البحث والأدب يذكي على النص هالة معرفية . تجعل المتلقي يتزود بالمعارف بينما يواكب حيوية السرد الروائي في آن واحد
العلاقات الاجتماعية بين شخوص الرواية قدمت عرضاً مكثفاً لطبيعة الحياة المعيشة ، يعالج الكاتب قضايا تتصل بعلاقة الرجل التقليدية بالمرأة والتطورات التي تمر بالقرية والشخصيات على نحو تدريجي ، كذلك الشجار الذي كان متمخضاً عن طبيعة ذلك التنافر بين المختار وحسو والذي أسفر بنتيجته عن قصاص مؤلم , ص 116 : انحن أيها القذر "طوبز" وأدر مؤخرتك، فأنت معتاد على فعل ذلك أيها اللوطي ورفع العصا فوق رؤوسهم، لقد نفذوا الأمر مباشرة وأدخلوا ماسورة المسدس " وصرخ المختار
:محاولة لفهم جدلية التنازع -
يسهب الكاتب في الحديث عن التنازع من أنه سلوك متكرر عبر التاريخ، لاسيما حينما يتم إقحام العقائد فيه، فإنه يبدو بهذه الحالة شرعياً ومقدساً ، لا سيما وإن الأتراك يستفيدون من إثارة تلك النعرات بين العشائر الكردية والكثير يتم استدراجه لذلك بطريقة أو بأخرى، حيث يعزو الكاتب ميل الكردي للتنافر وعدم نشوء كيان خاص به إلى الطبيعة الجبلية تارة وإلى الدين الإسلامي تارة أخرى متناسياً أن ثمة دول لديها ذات الدين وذات التضاريس الجبلية وتمكنت من تحقيق كيان قومي أو دولة قومية خاصة بها كأفغانستان، ناهيك عن ظروف الفقر التي تعيشها ، فنؤكد ميل الكاتب البحثي مجدداً من خلال ذلك الحوار شبه الطويل الذي دار بين حسو ووالده فالكثير من الأقوام من خلال امتطائها للدين تمكنت من استعباد غيرها من الشعوب وتوسيع رقعة جغرافيتها كما فعل العرب والعثمانيون وقبلهم الصليبيون حيث يقدم الكاتب هنا أسباباً مختلفة جاءت على هيئة تكهنات واحتمالات نسبية كإجابة . منه حول أسباب عدم الحصول على كيان قومي أسوة بالشعوب الأخرى
:خلاصة -
الرواية وقعت في التقريرية المباشرة في أحايين جمة، وقدمت مادة معرفية بحثية من خلال زاوية إدراكية لا متخيلة ، فابتعدت عن القص والحكائية والمونولوج الدرامي والتمثيل الفني وأخذت تنحو منحى تداول الأفكار والآراء من خلال حوارات متعددة المناخات، إذ يقدم الكاتب هنا حقبة تاريخية ريفية عن مسيرة مجموعات بشرية تعيش على مسرح الخوف والحياة القاسية ويشير الكاتب إلى ذلك التنافر في الرؤى والمصالح والأفكار على صعيد العلاقات الكردية الكردية عشائرياً وحزبياً لنتأمل هنا ص175 إنك تقوم بافتعال المشاكل وتحرض الاستعمار التركي علينا نحن أصحاب الفلسفة التحررية العالمية" "تمتمت ثم قلت والنعم منكم وما هذا العلم إنه يشبه العلم التركي وليس علماً لكردستان-
نلحظ إبراز الكاتب للتناقضات وميل الكردي لاختلاق أي شيء صغير أو كبير لممارسة التنافر الجيني والميل الغرائزي الجبلي للتصادم والعنف والتنابذ والحديث يطول وآمل أني قد استطعت أن أقدم من وراء هذه القراءة فسحة لنقاش الرواية من عدة زوايا . وهي تحوي الكثير المترامي على حقب الوجع الكردي ماضياً ثم حاضراً ومنها إلى المستقبل غير المنظور
#ريبر_هبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبناء العناكب
-
اللقاء
-
اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين
-
(شنكالنامه وتأريخ الوجع لابراهيم اليوسف)
-
نحيب على الطريق
-
رأس السبّابة المبتور
-
قراءة في كتاب الكورد والإرهاب للكاتب إدريس عمر
-
الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا
-
وطأة اليقين لهوشنك أوسي تستحق الجائزة
-
دلالات الصور على الحائط للكاتبة اليهودية تسيونيت فتّال
-
تأثير البيئة على الوافد الجديد
-
نظرة فلسفية حول التنازع
-
ثنائية الأنا والآخر
-
العقل المعرفي الشرق أوسطي بمواجهة القمع
-
موت ديلمان
-
جثث الأحلام المحترقة
-
في رحاب الحب
-
قيود
-
صور من المخيم
-
عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|