|
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابعة )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
3 ) الاطار الاجتماعي . بداية ظهور المذاهب في الإسلام : ظهرت مقدمات المذاهب في الإسلام ، مع توجه الخلافة نحو الإدارة المركزية المطلقة والمَلكية La monarchie الطاغية والمستبدة ، خلال ولاية عثمان بن عفان ، واقترن ذلك بانفجار اول ثورة سياسية في الإسلام . بيد ان الصراع السياسي في الإسلام ، يعود الى فترة سابقة ، شهدت بداية تحول الصراع القبلي القديم ، الى صدام واسع بين العامة التي سماها الحسن الثاني ب ( الاوباش ) ، وبين مركزة الدولة الإسلامية . ومن اجل توضيح هذه القضية ، يجب ان نعود الى أوضاع مكة قبل الإسلام ، واستعراض الأحوال السياسية بعد وفاة النبي مسموما على يد يهودية . أولا – الإسلام والعصية القبلية : كانت مكة تمثل نموذجا متطورا للحكم القروي ، أي المديني ، وبالمفهوم القديم الذي المحنا اليه . فهي كانت أمّ القرى ، ومركز الحياة السياسية والتجارية في الجزيرة العربية قبل الإسلام . وكان نظامها السياسي اشبه بالجمهورية ، يقوم على توازنات بين بطون قريش ، القبيلة السائدة بمكة . كانت السلطة السياسية في المدينة ، تتناسب والمكانة التجارية لكل بطن من البطون ، لا على القوة العسكرية الامر الذي استلزم نشوء نظام من الحكم يقوم على السلطة اللاهوتية ، وشرف الانساب ، وهو نظام يستمد جذوره من تقاليد تاريخية عريقة في القدم . وقد عارضت قبيلة قريش كل محاولة لتحويل مدينتها الى مَلكية ، او الحاقها باي من الدول الكبرى القائمة آنذاك ، فأحبطت دسائس البيزنطيين لتنصيب عثمان بن الحُويْرثْ ملكا عليها . وقد ساعد هذا الوضع غير العسكري لمكة ، على تعزيز مكانتها الدينية باعتبارها حرم آمن يأوي اليه كل خائف او طريد .. ( اثناء الوجود الفرنسي بالمغرب ، كان القصر العلوي يعتبر الملاذ الآمن . فمن دخله ولو مجرم كبير ، ترفع عنه اية متابعة ، ويصبح وضعه داخل قصر توارگة بالوضع الآمن ، لن تمتد اليه يد سلطة فرنسية او سلطانية مخزنية ) . وفي فترة معينة قبل ظهور الإسلام ، تصدر بنو امية رئاسة مكة ، وسيطروا على تجارتها ، وحلّوا محل بني هاشم الذين ذهبت ثرواتهم ، وتردت مكانتهم التجارية . فيذكر ابن حبيب ( المحبر ص 165 ) ، ان حرب بنو امية خلف المطلب بن عبد الله مناف على رئاسة قريش ، وكان أبو سفيان قائد قريش في حربها ضد المسلمين . وبعد فتح مكة ، تقرر ان تظل المدينة ( يثرب ) عاصمة للدولة الإسلامية ، لأسباب كثيرة ، منها رغبة محمد بناء مجتمع إسلامي بعيدا عن العصبيات القبلية ، وهو هدف لا يمكن ان يتحقق في ظل هيمنة قريش على مكة حتى بعد الغزو، واستمرار نفوذها السياسي والديني في جزيرة العرب . وفي المدينة لم يكن لبني امية ، او أي من القبائل العربية ، نفوذا يوازي نفوذ ومكانة الجماعة الإسلامية ، إذ اخذت القبائل التي هاجرت اليها ، واستقرت فيها بالانحلال والاندماج بالمجتمع الإسلامي الجديد ، الذي بدأ يتطور في المدينة النبوية ، ويمتد منها الى بقية الانحاء . استهدف الإسلام مركزة مختلف مستويات الحياة السياسية والاقتصادية واللاهوتية ، وكان من دوافعه الاجتماعية ، إزالة الانقسام العشائري والقومي ، وصهر التشكيلات الاجتماعية المستقلة – كالقبائل والقرى ( المدن / الدولة ) ، والدويْلات الصغيرة -- ، بكيان إسلامي موحّد ، يسعى الى تشكيل دولة مركزية عالمية . وقد انصبت مساعي محمد صلعم بعد فتح مكة ، على إقامة نواة المجتمع العالمي الجديد في المدينة ، وفق الاسبقية في الإسلام ، والاولوية في خدمة الدعوة الإسلامية ، لا على أواصر الانساب القبلية . بيد ان التقاليد القبلية كانت عميقة الجذور، تستمد قوتها من تكوين اجتماعي عضوي ، رسخته ظروف حياة البادية . وقد ظلت التقاليد والعلاقات القبلية حية قوية ، خارج حدود المدينة النبوية ، رغم بداية انحلالها في العاصمة الإسلامية ، فكان من المحتم ان تجد تعبيرها في الحياة السياسية حين توفّر الظروف المناسبة ، وهذا ما جرى بعد تسميم محمد .. ثار خلاف كبير بين ( الصحابة ) حول مسألة اختيار خليفة للنبي . فقد أراد اهل المدينة وهم الأنصار ، ان يكون الخليفة منهم ، فرشحوا سعد بن عبادة ، في حين مال بقية المسلمين الى اختيار الخليفة من قريش ، فبُويع أبو بكر ، وهو من قبيلة قرشية قليلة الشأن ، وهذا اهّل اهم بيتين من بيوت قريش : بنو هاشم اهل محمد ، وبني امية زعماء مكة قبل الإسلام . كانت دوافع اختيار ابي بكر ، حرْص جماعة المسلمين ، تجاوز الصراعات القبلية القديمة ، وترسيخ مبدأ الشورى . وما كان من الممكن ان يتحقق هذا الاّ بقطع الطريق على استئثار البيوتات العليا من قريش ، سيما بنو هاشم وبني أمية ، بالسلطة السياسية والدينية . وقد ساعد هذا الاختيار على وحدة اهل المدينة ، في مواجهة حركة ( الردة ) – الإسلام ليس بالسيف – بعد وفاة محمد النبي ، واستعادة الدولة الإسلامية سيطرتها على الجزيرة العربية . وبعد تصفية القبائل الثورية ( المرتدة ) ، توجه المسلمون للغزو الخارجي ، بحملات عسكرية عاصفة ، أطاحت بأكبر امبراطورتين في العالم آنذاك . وفي ظروف التوسع / الغزو الإسلامي ، أمكن لجم الصراعات القبلية ، والشروع على نطاق واسع من ذي قبل ، بصهر القبائل المختلفة . غير ان الأوضاع التي ظهرت بعد الغزو ، وتمصير الامصار ، جلبت معها عوامل صراعات وانقسامات اجتماعية جديدة ، إذ تكدّست الغنائم الهائلة في مركز الخلافة في الحجاز ، واقتسام ثروات الاكاسرة والبيزنطيين بين المقاتلة المسلمين في الامصار ، خلقت أوضاعا ، تطورت فيها طبقات اجتماعية جديدة ، وتطلعات حضارية لم تكن معروفة في المجتمع الإسلامي في الحجاز . استقر المقاتلة المسلمون اول الامر ، في المدن القديمة للأقاليم المغْزوّة ( غزو ) ، وطالب البعض منهم تقسيم الأرض الزراعية في تلك الأقاليم بينهم ، والسماح لهم بالانخراط في حياة البلدان المغزوة ( المفتوحة ) . وامام هذه المطالب وجدت الخلافة نفسها تواجه خطر انصهار المتقاتلون في التجمعات السكنية الكبيرة لتلك البلدان ، وابتعادهم تدريجيا عن الحياة الإسلامية . فقرر الخليفة عمر بن الخطاب بالتشاور مع ( الصحابة ) في المدينة ، إعادة تنظيم القوات الإسلامية ، وتنفيذ خطوات سياسية وعسكرية بعيدة الأثر ، منها تطبيق نظام الخراج ، وسحب المقاتلة من المدن القديمة ، وتجميعهم في امصار جديدة ، وتطبيق المناوبة في خدمة البعوث العسكرية الى المناطق النائية . وكانت الكوفة اول الامصار الإسلامية الجديدة . فقد ضمت اكثر المقاتلة المسلمين الذين انتهت اليهم خزائن الساسانيين ، واتسعت خلال بضع سنوات حتى قاربت نصف مليون نسمة ، حسب الروايات الداخلية ، وبعد ذلك مصّرت البصرة والقِسطاس . ان تمصير الامصار ، وتطبيق الانظمة الإدارية الجديدة ، خلقا مراكز سياسية جديدة ، لا تقل وزنا عن عاصمة الدولة الإسلامية في الحجاز ، ونتيجة لذلك برزت مخاطر الصدام بمركز الدولة ، وتطور صراع متنام بين المدينة في الحجاز ، واهل الكوفة . وقد حاول الخليفة عمر التّسْكين ، أي تسكين الأمور بمداراة الكوفيين وتلبية اكثر مطالبهم . ولكن الوضع السياسي الجديد ، كان من الخطورة بمكان ، مِمّا حمل الخليفة على اتخاذ جملة إجراءات تنظيمية ، لتحقيق توازن سياسي جديد ، يعزز من مكانة العاصمة الإسلامية في الحجاز وهيمنتها على الامصار .. تتلخص هذه الإجراءات ، بإعادة تنظيم الدولة الإسلامية كلّها ، وفق نظام اداري جديد للأمصار، منح كل منها استقلالا ذاتيا فيما يتعلق بأمور الإدارة والاقتصاد المحلّيين ، على ان يراجع مركز الخلافة في القضايا السياسية العليا . وكان هذا النظام اشبه ب " الاتحاد الفدرالي " انْ صحّ التعبير مركزه المدينة النبوية . قسم الخليفة الدولة الإسلامية سبعة اقسام وفق نظام ( الاسباع ) ، وهو نظام قديم يرجع الى أصول بابلية ، يصوّر العالم المعمور على هيأة سبعة أقاليم ، مرتبة على شكل سبع دوائر ، ست منها بدائرة مركزية تمثل إقليم بابل . ويقول اليعقوبي ( 2 : 142 ) " ان عمر بن الخطاب هو الذي أوجد هذا النظام ، فقال ان عمر : " مَصّر الامصار في هذه السنة ( 17 ه ) ، وقال الامصار سبعة . فالمدينة مصر ، والشام مصر ، والجزيرة مصر ، والكوفة مصر ، والبصرة مصر .." . هكذا ورد نصّ اليعقوبي ، وقد سقط أسماء المصريين الباقين . ويمكن الاستنتاج من روايات أخرى انهما : الفسطاط والبحرين حسب قول ابن سعد ( الطبقات 1 : 202 ) . ومن دراسة هذه التقسيمات يبدو ان عمر بن الخطاب ، أخذ صورة الأقاليم السبعة للمعمورة ، واتخذها أساسا للتقسيم الإداري للدولة الإسلامية . كان المقصود بهذا التنظيم ، منح الامصار قدرا كبيرا من الاستقلال الذاتي ، وخصص لها أربعة اخماس الغنائم العسكرية ، ودفع الخمس المتبقي لمركز الدولة الإسلامية ، إضافة الى نسبة معينة من إيرادات الخراج . ونتيجة لهذه الإجراءات اصبح في حوزة الامصار موارد اقتصادية وقوة عسكرية كبيرة . فعمل الخليفة عمر بن الخطاب على خلق توازنات معينة بينها ، لئلا تتمرد على مركز الخلافة . كان تأسيس مدينة البصرة وتمصيرها ، يستهدف خلق قوة موازنة للكوفة . وكانت البصرة اول الامر ، معسكرا صغيرا ، وقد سارعت الخلافة بمدّها بالمهاجرين من مختلف انحاء الجزيرة العربية ، ثم ألحقت بها بعض الأقاليم التي فتحها اهل الكوفة لسد نفقات المقاتلة والمهاجرين الجدد ( الطبري 4 : 160) . اثار هذا الاجراء الأخير اهل الكوفة ، وطلبوا من اميرهم عمّار بن ياسر ، رفع شكواهم الى الخليفة . ولما رفض الأمير طلبهم ، وساند قرار الخليفة بدعم اهل البصرة ، شغبوا ( الشغب ) عليه ، وطالبوا الخليفة بعزله . فاضطر عمر بن الخطاب لتلبية طلبهم ، وهو كارها لذلك فقال : " أعضل بيّ أهل الكوفة . وكان يقول : أيّ نائب اعظم من مائة الف لا يرضون عن امير ، ولا يرضى عنهم امير .. " . ان هذا الصراع بين اهل الكوفة والخلافة ، قد تطور فيما بعد عبر سلسلة من الثورات والحروب الاهلية ، مع اهل البصرة واهل الشام ، ليتخذ صورة مذهبية . وفي أرضية هذا الصراع ، بذرت البدرات الأولى للانقسام الطائفي في الإسلام . ثم ان ما جرى على نطاق الدولة الإسلامية ، انعكس أيضا داخل كل مصر من الامصار بصورة متفاوتة .. لم يقتصر تطبيق نظام ( الاسباع ) على إدارة الدولة الإسلامية ، بل شمل تنظيم بعض الامصار الإسلامية نفسها . فقد أعيد تخطيط مدينة الكوفة وفق النظام المذكور ، لضمان هيمنة المركز الإداري على الاحياء القبلية المحيطة. وكان من مزايا التخطيط الجديد ، توفير سيطرة مركز المدينة على الأطراف ، وضمان عزل الاحياء القبلية عن بعضها البعض عند الضرورة ، وكذلك سدّ منافذ الى الخارج اذا اقتضى الحال . وقد ظهرت نتائج هذا التخطيط الذي استقرت عليه الكوفة ، في تسهيل ضرب الحركات الثورية فيما بعد ، ولا سيما ثورة الحسين ، وثورة زيد بن علي ، حيث استطاعت حكومة المدينة حصر الناس في معسكر النخيلة ، او في المسجد الجامع ، وعزلهم عن الثوار . وكما حدث في الصراع بين الكوفة والبصرة والشام ، فقد جرى ذلك بين احياء الكوفة نفسها ، فانحازت قبائل اليمن الى الشيعة ، في حين انحازت " ثقيف " وغيرها من القبائل العدنانية الى الامويين . ولكن التنظيمات التي نفدها عمر بن الخطاب ، باحترامها للاستقلال الذاتي للامصار ، حافظت على وحدة المقاتلة الإسلامية ، و أضعفت عوامل الانقسام المذهبي والصدام السياسي . غير ان هذا الوضع سرعان ما تغير بعد وفاة الخليفة عمر ، وانتقال الخلافة الى عثمان بن عفان ... ثانيا – ظهور التمايز الطبقي : كان الخليفة الجديد ينتمي الى الاسرة الاموية التي فقدت مكانتها السياسية المهيمنة بعد الإسلام . وقد تولّى عثمان الخلافة في وقت أنجزت اكثر ( الفتوحات ) الغزوات الاستعمارية ، بالنهب من الغزو تزايدت ثروات المقاتلة ، وتراكمت الأموال في الامصار ، فأدى هذا الى تزايد هجرة الناس للبلدان ( المفتوحة ) المَغزوّة ، وخلق مشاكل خطيرة حاول الخليفة مواجهتها بإحداث إجراءات لم تعهدها الجماعة الإسلامية من قبل . إذ لم يمر وقت طويل ، حتى شرع عثمان بن عفان ، بانتهاج سياسة تخالف سيرة من سبقه . فقد حاول تعزيز المركزية في الدولة الإسلامية ، وتقوية مؤسسة الخلافة ، وجعلها اشبه بالمُلك ، فاقدم على الغاء نظام الامصار وحوّلها الى إدارات محلية مرتبطة مباشرة بالخلافة ، وعيّن أبناء عشيرته من الامويين امراء على الأقاليم والامصار ، وخوّلهم الاستئثار بأموال الدولة الإسلامية . وكان من إجراءات عثمان بن عفان ، تعزيز هيبة الخلافة ، ونبذ حياة البساطة التي سار عليها صلعم وأبوبكر ، وعمر بن الخطاب . فقد بنى لنفسه قصرا كبيرا في منطقة " الزوراء " بالمدينة ، وحاول نقل مركز الخلافة الى مكة ، او على الأقل جعل مكة عاصمة ثانية ، كما يظهر من اعتبار صلاة المسافر الى مكة كصلات المقيم فيها ، وهذا أمر أخده عليه خصومه ، واعتبروه من احداثه المبتدعة . ثم عمل عثمان على احاطة نفسه بجند مماليك اختارهم من العبيد الذين كانوا يرسلون الى الحجاز ، ضمن الخُمس المخصص للخلافة من الغنائم الحربية ، أي من الغزو ، فكانوا يسمّون " عبيد الخمس " . ثم شرع عثمان بتدوين القرآن ، وحصر ذلك بالخلافة وحدها ، فامر بتوحيد المصاحف واحراق القديمة منها التي كتبت على عهد صلعم والخلفاء من بعده . والغى نظام الامصار ، وأحلّ محلّه نظام " الاجناد " . لذلك أبدِل اسم الكوفة فأصبحت " كوفة الجند " كما تذكر بعض مصادر المعارضة الاسلامية لنهجه ولسياسته التي أسست للدولة المركزية الناهبة . ورغم انه بعث للأمصار سبعة مصاحف ، الاّ انه اسقط مصاحفها الخاصة بها ، سيّما مصحف ابن سعود الذي ظل موضع اجلال من اهل الكوفة والشيعة عامة . وسمح عثمان لأشراف الحجاز ، الانتقال الى الأقاليم بعد ان كان عمر بن الخطاب منعهم من ذلك . كما سوّغ لهم استثمار أموالهم وشراء العقارات في الامصار ، وبناء دور التجارة فيها . ومثل هذا التنظيم شبه الملكي للدولة الغير معهود من المسلمين ، قاد الى تذمر واسع بين الناس ، وأثار روح التمرد في الامصار التي حُرمت من استقلالها الذاتي ، كالكوفة والفسطاط والبصرة . وقد كانت ثورة أهل مصر ، شديدة على عثمان الأسباب عديدة ، منها انه اسقط الفسطاط كلياً من بين الامصار ، ولم يخصّها بمصحف كما فعل مع الامصار الأخرى . إ نفجر التذمر الشعبي بثورة سياسية كبرى ، حُوصر فيها الخليفة في داره في عاصمة الدولة الإسلامية ، ثم قتل دون ان ينصره أحد غير بعض أبناء عمومته من الامويين . وبعد مقتل عثمان بايع اهل المدينة علي بن ابي طالب بالخلافة ، وقد هرب الامويون عن المدينة ، وتجمعوا في الشام استجارة بأميرها معاوية بن ابي سفيان . وبعد ذلك انحاز بعض اشراف قريش الى البصرة ، في محاولة للانفراد بالعراق ، وعزل الحجاز عن اهم أقاليم الدولة الإسلامية ، الامر الذي دفع بالخليفة علي بن ابي طالب الإسراع الى ترك الحجاز ، واتخاذ الكوفة مركزا للخلافة ، والشروع بحروب طويلة ضد البصرة والشام كما هو معروف في التاريخ . هكذا نرى ان محاولات عثمان فرض نظام المركزية المطلقة ، وحرمان الامصار من استقلالها الذاتي ، وتركز الملكيات الخاصة ، وتعمق التمايز الطبقي ، كانت العوامل التي قادت الى صراع سياسي حاد ، مهّد الطريق لظهور نظام الطوائف ، والطائفية في الإسلام وفي الدولة الإسلامية ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
-
الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
-
هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ
...
-
هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
-
من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
-
السلاح يلعلع بالقصر الملكي
-
النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
-
الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
-
سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ
...
-
الانقلابات في ظل الملك محمد السادس
-
حين تتر أس دولة بوليسية فاشية ومارقة مجلس حقوق الانسان بالام
...
-
في الثقافة والتثقيف السياسي ( الحلقة الثالثة )
-
الأمم المتحدة / الأمين العام للأمم المتحدة
-
رئيس الحكومة الاسبانية السيد بذرو سنشيز
-
الجنرال شنقريحة يهدد النظام المغربي ، بقرع طبول الحرب بالحدو
...
-
موقف إسبانيا وفرنسا من نزاع الصحراء الغربية
المزيد.....
-
في إيطاليا.. استبدل المواقع السياحية المكتظة بوجهات أخرى لا
...
-
معجزة بحرائق لوس أنجلوس.. كيف نجت هذه المنازل في حين تفحّم ك
...
-
شرارات تشبه زخات الثلج.. شبكة CNN تحصل على فيديوهات تُظهر ال
...
-
برلمان أوكرانيا يؤيد تمديد حالة الطوارئ العسكرية لمدة 90 يوم
...
-
معارض للسعودية ومؤيد لحزب الله .. من هو الإمام الشيعي المدعو
...
-
-تيك توك- تخطط لإيقاف خدماتها في الولايات المتحدة بدءًا من ا
...
-
هل نرى تحالفا تكتيكيا بين أردوغان ونتنياهو قريبا؟
-
رئيس إفريقيا الوسطى يصل إلى موسكو في زيارة رسمية
-
والد شاب مصري في سوريا يتبرأ منه بعد بثه فيديوهات تحريضية ضد
...
-
عملية مرتقبة للجيش الإسرائيلي قرب حدود مصر مع غزة؟.. الإعلام
...
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|