فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 12:09
المحور:
الادب والفن
بيدهِ اليمنى تحسس بطنه بينما مسح بالأخرى حبات العرق المتناثرة فوق جبينه.
شعور بالخوف هجم عليه بقوة. بعد لحظات، شعر بسعادة لا يعرف مصدرها، أصبح لضجيج السيارات نغم جميل، أصوات الباعة المتجولين اختلطت مع بعضها حتى أفقدته القدرة على تمييز ما يقولون، إلا إنهم جميعًا أيقظوا فيه شيئًا رائعًا سرعان ما تلاشى أمام حزن اجتاحه فجأة.
بضع ثوانٍ أخرى، سمحت لليأس بالتسرب إليه، تقدم خطوات باتجاه امرأة تحمل طفلًا، تراجع خطوة ليصطدم برجل، فرمقه الأخير بنظرة غضب. لم يستطع منع الحقد من التغلغل في قلبه وهو يرى شابًا يصطحب فتاة.
تحسس بطنه ثانية..
اشتد الحر عليه حتى شعر بجسده لم يعد قادرًا على حمله.
انقلبت مشاعر الكره إلى حب متدفق وهو يرى كهلًا يبيع فاكهة، دقات قلبه تتسارع مع ارتعاش كفه.
أخرج سيجارة وبدأ ينفث دخانها في الهواء، رماها على الأرض وهي لم تزل مشتعلة.
منظر شعر طويل ناعم لفتاة صغيرة أثار حنقه، حاول خلع الحزام عن بطنه، إلا إنه ظل يحدق في سيدة كانت تسير باتجاهه، ظنّ أنها تبتسم له، الخيبة أصابته حينما اقتربت ليتفاجأ بأنها كانت تتحدث في هاتفها النقال.
لايدري لِمَ تذكر بيته وأمه، مرّ الماضي من أمامه سريعًا، تحسس بطنه ثانية، أراد خلع الحزام الناسف.
اختفى حين سُمعَ صوت انفجار علا المكان.
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟