|
المقامات في كتاب الفارياق
سليمان جبران
الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 11:21
المحور:
الادب والفن
كتب الشديق في فارياقه مقامات أربعا، في كلّ "كتاب" مقامة، في الفصل الثالث عشر منه. والقارئ يقف حائرا حين يحاول التفتيش عن الدوافع لإيراد هذه المقامات الأربع: هل قصد الشدياق بمقاماته هذه مجاراة أهل زمانه في هذا الفنّ التقليديّ الشائع في تلك الأيّام، أم كانت غايته الإشارة إلى إمكانه الكتابة بأسلوب المقامات مع تناول مواضيع من الواقع، فيكون الموضوع جديدا في قالب قديم، أم كان ذلك كلّه من باب السخرية بهذا الفنّ التقليدي فحسب؟! الشديق نفسه يقدّم لمقامته الأولى بأسلوب فيه كثير من السخرية، حتى ليظنّ القارئ أنّه يسخر بالمقامات وكتّابها. يقول الشدياق في تقديمه لمقامته الأولى: قد مضتْ عليّ برهة من الدهر من غير أن أتكلّف السجع والتجنيس، وأحسبني نسيتُ ذلك. فلا بدّ من أن أختبر قريحتي في هذا الفصل، فإنّه أولى به من غيره، إذ هو أكثر من الثاني عشر وأقلّ من الرابع عشر. وهكذا أفعل في كلّ فصل يوسم بهذا العدد، فتكون جملة المقامات فيما أظنّ أربعا، فأقول.. " إنّه يعترف أنّه يتكلّف السجع والتجنيس في مقاماته، وقد خصّص لها الفصل الثالث عشرمن كلّ " كتاب" أو جزء من الساق، فكأنّما يتشاءم هو أيضا من هذا الرقم، فلم يذكره صراحة بل قال إنّه " أكثر من الثاني عشر وأقلّ من الرابع عشر " ولذلك فهو أولى بالمقامة من غيره! ألا نحسّ السخرية في كلامه هذا، ألا يهزأ بفنّ المقامة وأصحابها؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يكلّف نفسه عناء تأليف مقامات أربع، وإن تكنْ تحمل الرقم 13، كما أشار هو؟! كذلك فإنّه حين ينتهي من مقامته الأولى يعقّب في الفصل الذي يليها تعقيبا فيه كثير من السخرية بالمقامة، وبرقمها فيقول: الحمد للّه قد تخلّصتُ من إنشاء هذه المقامة ومن رقمها أيضا، فإنّها كانت باهظة. ولم يبقَ لي همّ سوى حثّ القارئ على مطالعتها. وهي وإن تكنْ خشنة غير مهلهلة كسجع الحريري، إلا أنّها تُلبس على علّاتها وتُحمد لإفادتها. وفي ظنّي أنّ الثانية تكون أحسن منها، والثالثة تكون أحسن من الثانية، والرابعة أحسن من الثالثة، والخمسين أحسن من التاسعة والأربعين. لا تخفْ من هذا التهويل والتوهيل، لا تخفْ. إنّما هي أربع لا غير كما وعدتُك." ألا يسخر الشدياق ثانية من فنّ المقامة حتى أنّه يهوّل به على القارئ هازلا، بأنّه سيورد في كتابه خمسين مقامة ؟ إنّه يذكر ثانية أنّه تخلّص من رقمه، كأنّما لنفهم أنّه يرى في المقامة ما يرى في الرقم " 13 " الذي تجنّب ذكره في الموضع الأوّل. ثمّ ماذا قصد حين سمّى راوية مقاماته " الهارس بن هثام " إن لم تكنْ السخرية بالحريري نفسه في تقليده لبديع الزمان في هذا المجال، وبكتّاب المقامات المقلّدين على مرّ العصور؟ لقد سمّى بديع الزمان راويته عيسى بن هشام، وكلا اللفظين يعنيان الدقّ والسحق. ونحن نسأل هنا دون أن نقرّر واثقين ، لأنّ الشدياق لا يدع قارئه في مواضع كثيرة يدرك بوضوح إن كان هازلا أو جادّا في قوله. ولعلّه في هذا أيضا يدلّل على ذوقه الأدبيّ وبراعته في الأسلوب. نعود إلى السؤال: لماذا كتب الشدياق المقامة إذا كان يسخر بهذا الفنّ الكتابيّ؟ لا يسعنا إلا أن نقول ما قلناه سابقا في موقفه من السجع: أراد التجديد واندفع إليه، ولكنّه لم يستطع هجر القديم تماما، فأبقى عليه في فارياقه، وإن كان التجديد يغلب على كتابه مضمونا وأسلوبا. إنّه الأديب "المتأرجّح بين القديم والجديد. يخاف على ادبه المُحدَث أن يتراجع أمام القديم. ولهذا لم يترك خطّة أسلوبيّة إلا ركبها ليُظهر للملأ أنّه مستطيع، ولكنّه يريد الجديد في كلّ مقام." إذا نظرنا في مقاماته، لنرى الجديد فيها والقديم،وجدناها تلتزم السجع من أوّلها إلى آخرها، وتلك بدون شكّ من أبرز سمات أسلوب المقامة، ثمّ إنّه يرويها على لسان الهارس بن هثام، كما رواها الهمذاني على لسان عيسى بن هشام، والحريري على لسان الحرث بن همّام، فيما يقوم الفارياق مقام بطل المقامة التقليديّة. كما أنّها تنتهي في آخرها بأبيات من الشعر 4يبدي الفارياق فيها رأيه السديد ، فيأتي بالقول الفصل في القضيّة المطروحة. وهي على هذا النحو تشبه المقامة التقليديّة في مبناها وأسلوبها تمام الشبه. إلا أنّنا نجد إلى جانب هذا التشابه فرقا هامّا بينها وبين المقامة التقليديّة. ولعلّ أوّل عنصر من عناصر الاختلاف هو الأسلوب ذاته. فالشدياق وإن التزم السجع التزاما تامّا في مقاماته، إلا أنّ أسلوبه الخاصّ به طغى على مقاماته حتّى رأيناه في معظمها لا يختلف عن أسلوبه السهل البسيط إلا بالتقفية التي تلحق الفواصل. ها هو يروي مثلا على لسان الهارس بن هثام كيف ذهب يستفتي المطران في الموازنة بين حالتي البؤس والنعيم في حياة الإنسان مِن يوم يولد إلى يوم يموت، فيقول: وكان يسكن بالقرب منّي مطران يطري قومه على حليته، ويعظّمون فضله وأدبه على طول لحيته، فقصدتُهُ ضحوة النهار، بادي الاستبشار، فرأيتُه ذا بِكْلة تروق، وبزّة تشوق، فعرضتُ عليه الجدولين، وقلتُ أّفتني في هذه القضيّة، ولك الأجر من ربّ البريّة، فنظر فيهما ثمّ حرّك رأسه، وجعل يرمش ثمّ يشكو نعاسه، وقال لي ما ترجمته، إذْ لم تكنْ تسمو إلى السجع همّته، ما لحنتُ مغزاها، ولا دريتُ فحواها، ولو كانا بعبارة ركيكة كان ذلك عليّ أسهل من الجلوس على هذه الأريكة. فقلتُ قد أخّره في العلم والثقف تقدّمه في الصفّ، ونقص من عقله وفهمه ما زاد في لحيته وكمّه." هذا الأسلوب ، كما ذكرنا، لا يكاد يختلف بشيء عن أسلوب الشدياق العامّ سوى بالقافية التي فرضها على نفسه لتكون كتابته بأسلوب المقامات. أمّا إذا تغاضينا عن القافية، فهو أسلوب سهل، لا وعورة فيه ولا خشونة ولا تجنيس ولا طباق فوق السجع، كما نجد عند الحريري. هل نلمح في هذا الأسلوب شوارد الألفاظ وأوابد اللغة التي كان الحريري ينقّب عنها في التراث الجاهلي ويضمنّها مقاماته؟ أكاد أقول إنّ أسلوبه هذا أسلوب عصريّ، لولا القافية، ينساب في يسر وسهولة، حتى إذا قسناه بأسلوب الهمذاني، فكيف إذا قارنّاه بأسلوب الحريري؟ أمّا موضوعات مقاماته فهي أيضا ليست الموضوعات التقليديّة، وإنّما هي من الحياة، بل نجرؤ على القول إنّها موضوعات عصريّة. ففي مقامته الأولى ، كما رأينا، يعالج الشدياق على لسان راويته قضيّة السعادة والشقاء في حياة المرء، معتمدا على " كتاب لأبي رشد نهية بن حزم وازن فيه بين حالتي السعادة والشقاء" وجعلهما في جدولين رجّح فيهما السعادة والملذّات. إذ يطوف الهارس بن هثام مستفتيا في هذا الأمر المطران ومعلّم الصبيان والفقيه والشاعر. ثمّ ينتهي أخيرا إلى الفارياق فيردّ على استفتائه شعرا، مرجّحا كفّة الشقاء على كفّة السعادة في حياة الناس، وفي ذلك ما يلائم طبع الفارياق المتشائم المولود "في طالع نحس النحوس". أمّا المقامة الثانية فيعرض فيها الشدياق لموضوع الزواج، إذ يدخل الهارس بن هثام على أربعة أشخاص، مسلم ونصراني ويهودي وإمّعه، قد اختلفوا فيما بينهم في مسالة الزواج والنظرة إلى الزوجة والسماح بالطلاق أو منعه، وبعد أن يصغي لآرائهم ويسمع حججهم وادّعاءاتهم، يطلّ عليهم الفارياق فيرتجل رأيه شعرا بأنّ الطلاق لا يمكن أن يُعطى الحقّ فيه للزوج، يطلّق امرأته متى شاء، ولكنّه ضروريّ إذا لم يتّفق الزوجان. والمقامة الثالثة لا تختلف كثيرا عن السابقتين في بنائها، وذلك لأنّ الهارس بن هثام يخاصم زوجته ويخرج من بيته، فيلقى اثنتي عشرة امرأة، تشكو كلّ منهنّ من زوجها وهجائه لها كما هجا الهارس زوجته، فيتركهنّ ويذهب إلى أزواجهنّ على شاطئ البحر، فينبري واحد منهم إلى ذمّ المرأة وتفضيل الزوج عليها، ويقوم آخر بالدفاع عنها وتفضيلها على الزوج، ولا يكون الحلّ إلا حين يلتقي بالفرياق الذي يحكم بمساواة المرأة والرجل، فيعود الراوية إلى بيته، ويأنس بزوجته وتأنس به. وفي المقامة الرابعة والأخيرة، يحتار الهارس في المفاضلة بين المحصن والعزب، أي بين المتزوّح والأعزب، وبعد أن يذكر الحجج التي يوردها الناس في تفضيل هذا أو ذاك، يصله كتاب من الفارياق، فيه شعر يعالج هذه المشكلة، ويعطي رأيه الفصل فيها، مفضّلا الزواج لكن بشروط: .. بل مَن تزوّج يومه خير له من أمسهِ إذ كان في حال التعزّب موحَشا مِن أنسهِ لكنْ بِشرط نفوره عنْ ريبةٍ في حدْسِهِ فيُعجب الهارس برأي الفارياق قائلا: فلما تصفّحتُ الأبيات، وزكنتُ ما فيها من الإشارات، قلتُ للّه درّه ما أفصله لأمور النساء ناظما وناثرا، وما أحوجنا إلى استفتائه فيهنّ غائبا وحاضرا . لكنّه لم ينبس عن حاله إلا فيما هو من مشكل الزواج، فكأنّه رأى كلّ أمر دونه فإنّما صوانه الاعفاج. ثمّ انصرفتُ عنه مُثنيا عليه .. وقد زاد تشوّقي إليه ". وفي آخر المقامة ( حاشية: صغا الهارس مع الفارياق فلذلك لم يعبْ عليه بعض أبياته، فإنّها مضطربة العبارة. وليس مِن شأني التدليس على القارئ فقد صار بيننا صحبة طويلة من أوّل هذا الكتاب. فليتنبّه لذلك). وهكذا فإنّ مقامات الشدياق، وإن كُتبتْ في القالب التقليدي للمقامة، إلا أنه حاول أن ينتزع موضوعاتها من الواقع. فعرض فيها لأمور يثور حولها الجدل والخلاف بين الناس. وكان حكم الفارياق في النهاية هو الحكم الفصل. كما أنّ أسلوبها، في الأغلب، هو أسلوب الشدياق العادي، يُضاف إليه السجع الملتزم وبعض الألفاظ التي اضطرّ إلى استخدامها طبعا. وهو في المقامة الثالثة كأنّما نسيَ أنّه يكتب المقامة فانتقل إلى سرد الألفاظ وتفسيرها كعادته. لا حظ النقاد أيضا أنّ مقامات الشدياق ليست مقامات تقليديّة تماما، فقال مارون عبّود: كتب أربع مقامات في الفارياق ولكنّها غير أغراضهم، فطمستْ روح المعلّم معالم التقليد ولا عجب فهو ممّن يصنعون القالب على الرجل لا الرجل على القالب" مارون عبّود أحبّ الشدياق وغالى في حبّه حتى جعله "يطمس معالم التقليد في مقاماته". ولكنّ معالم التقليد ظاهرة في شكل المقامة التقليدي والتزامها السجع وختمها بالشعر. وكان أولى أن يقال إنّ الشدياق حاول أنْ يصبّ في هذه القوالب التقليديّة مادّة جديدة من الواقع الذي عاشه. وليس بعيدا رأي محمّد يوسف نجم عن رأي مارون عبّود ، وإن بدا أكثر موضوعيّة وتجرّدا. فقد رأينا محمّد يوسف نجم في آرائه عن الشدياق قد تأثّر بشكل عامّ بما كتبه مارون عبّود، ولكنّه يخفّف من الحماس الذي يُبديه مارون عبّود، بحيث بدتْ آراؤه أكثر واقعيّة وتجرّدا: مقاماته الأربع التي كتبها في "الساق على الساق" تُعدّ تطوّرا في فنّ المقامة، خرج بها عن التكلّف اللغوي والعبث البيانيّ إلى المقامة القصصية التي تعالج موضوعا اجتماعيّا . ولولا أنّه ساقها على لسان الهارس بن هثام روايةً عن الفارياق (أي فارس الشدياق) وجعل أسلوبها السجع، ووشّحها بالشعر مستعيرا له قالب المقامة ، كما عرفت عند كتّابها الأول، لاعتبرنا محاولته هذه بداية حسنة لكتابة الأقصوصة".
[ كتاب الفارياق، مبناه وأسلوبه وسخريته 1991، ص. 53 – 56]
#سليمان_جبران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم أتغيّر .. وقفت على الرصيف!
-
في -التواصل- ومشتقّاته
-
من الجملة إلى الموضوعة في التعبير
-
ناسك قتلوك يا جول!
-
سالم لأنّه ظلّ . . سالما!
-
لائحة الدفاع
-
صغار لكن..
-
الشاعر جورج نجيب خليل
-
مقدّمة كتاب الفارياق: مبناه وأسلوبه وسخريته
-
يهود لا يعرفون العبريّة!!
-
القناعة كنز لا يفنى؟!
-
كيف تصير في هذه الأيام، أديبا مرموقا، وبأقل جهد ؟!
-
-الجمرة- المتّقدة على الذوام في شعر الجواهري
-
حِكَم من الحياة والتراث!
-
من الحِكم الخالدة للشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعَرّي ( 973
...
-
الذئبُ ذئب!
-
رجل -حمل السلّم بالعرض- فسبق عصره!
-
صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية (1986-1930)
-
التوأم المدهش : نجم وإمام
-
يرم التونسي
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|