أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حروب الثأر وحروب العدّادات














المزيد.....


حروب الثأر وحروب العدّادات


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في العالم المعاصر لم يعد مقنعاً من خطابات الحرب إلا اثنان، خطاب التحرر الوطني من الاستعمار وخطاب التحرر من الاستبداد. هما يعبران عن مصالح الشعوب. كل الحروب الأخرى نزق قادة وأمراض أنظمة. تسأل البشرية اليوم عن مضمون الحرب الباردة وجدواها وعن استعراضات الأساطيل وتفكيك الدول وإعادة رسم الخرائط كما في البلقان (يوغسلافيا السابقة) وعن آخر الفورات القومية بين روسيا وأوكرانيا.
ونسأل في بلادنا عن أحدث النسخ من حروب اليوم، عن الفورة القومية العراقية ضد إيران أو الفارسية ضد العرب، وعن الرد عليها في حربي الخليج، وعن الحروب الدينية والأهلية، ونسأل هل توجزها الحرب على فلسطين ومن أجل فلسطين؟
تقول ماري القصيفي إن حروب اليوم التي يشارك فيها العرب والفرس والأتراك هي "ثأر من التاريخ عبر استعادة الجغرافيا، وتصحيح الماضي بواسطة التحكّم بالمستقبل." حروب الشعب الفلسطيني وحدها تستحق معناها وجدواها، لأنها لا تسعى إلى استعادة الجغرافيا من التاريخ. أما الحروب من أجل فلسطين فهي حروب بلا معنى ولا جدوى غير الثأر من التاريخ.
ادعى بعضهم أنهم قاتلوا من أجلها، فضحهم التاريخ حين أثبت أنهم، فيما كانوا يصوبون على القضية كانت عيونهم على السلطة، وأن جيوشهم لحراسة القصور لا لبناء جسور العودة، وأن مياه "إيران غيت" والمعركة الإعلامية في سفن الإغاثة التركية كذبت الغطاسين.
مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية أصدر مذكرتي اعتقال بحق بنجامين نتنياهو و يحي السنوار. حين قرر المدعي العام كان يسأل عن الجدوى. هذا أول موقف جريئ ضد صناع حروب الإبادة التي ارتكبتها الصهيونية منذ النكبة. ربما رأى أن حرب غزة، حتى لو كانت فلسطينياً من صنف التحرر الوطني، مسؤولة هي الأخرى عن الإبادة، على الأقل لأنها خاضتها من غير أن تضع دراسة جدوى.
قرار المدعي العام إدانة لصناع الحروب المجرمين منهم والأبطال. السنوار بطل يتقن فنون القتال لكنه رسب في امتحان الجدوى. حرب من غير جدوى هي حرب للحرب. حين سئل حزب الله عن الجدوى وأعياه الجواب قال السلاح لحماية السلاح. منذ تلك المعادلة لم يعد خطاب الثنائي الشيعي في لبنان مقنعاً إلا لجمهوره. بدأ يفقد رونق انتصاره لحظة انتقل من حرب التحرر الوطني المقنعة إلى حروب الثأر من التاريخ.
نتنياهو يبغي من حربه إعادة غزة إلى ما قبل التلمود وإعادة لبنان إلى العصر الحجري. حماس لا تريد غير العودة إلى ما قبل السابع من تشرين ولا تطمح إلى غير قبولها على طاولة المفاوضات. ذروة اللاجدوى. إزاء كل الدمار والخسائر البشرية والمادية في مجالات الزراعة والبيئة والأبنية لا يطلب الثنائي الشيعي في لبنان غير وقف الحرب على غزة. كان بإمكانه أن يتضامن مثلما تضامنت دول وشعوب وطلاب جامعات ويهود في نيويورك وأدباء في العالم وجنوب أفريقيا والمحكمة الدولية في لاهاي والمدعي العام، وأن يوفر على الجنوبيين ما تكبدوه وعلى اللبنانيين انقساماً وحرباً أهلية غير معلنة.
ذروة اللاجدوى في حرب غزة تحويلها إلى حرب عدادات لإحصاء القتلى والمفقودين والشهداء والمباني المدمرة والعمليات والمسيرات والصواريخ. وحين ستنتهي الحرب سنكتشف أن الأرقام ليست سوى عينات.
أما ذروة اللاجدوى في موقف الثنائي الشيعي ومن خلفه قوى الممانعة هو الحرب، المعركة، ضد رئاسة الجمهورية اللبنانية. إنها ليست ثأراً من التاريخ بل إصرار على إيقاف التاريخ في محطة الاستبداد القروسطي الديني والسياسي.
حقاً لم يعد خطاب الممانعة مقنعاً لا في الحرب ولا في السلم.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من اتفاق دوحة جديد
- سليمان فرنجية وعماد الحوت
- المفتي الجعفري وتصريحاته
- الشكل علماني واللغة طائفية
- الشيعية السياسية الخاسر الأكبر
- جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)
- جمهورية فؤاد شهاب (1)الأخلاق
- يحي جابر وأنجو ريحان
- عربون وفاء
- توحيد قوى الاعتراض
- لماذا لم تتوحد قوى الاعتراض؟
- انتخابات رئاسية تحت البند السابع
- لا تستعيدوا 14 آذار
- مأساة أم مهزلة؟
- ما بعد الهدنة والنكبة
- صراع الديكة
- الزائد في حب القضية كالناقص
- الكاتب البطريركي: خطأ أم زلة أم هفوة؟
- أمين معلوف و-غرق الحضارات-
- أفكار لخطاب مضاد


المزيد.....




- مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم ...
- تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا ...
- طبيب ولاجئ وملحد.. من هو السعودي المشتبه به تنفيذ هجوم الدهس ...
- ارتفاع حصيلة هجوم ماغديبورغ وشولتس يتعهد -بعدم الرضوخ للكراه ...
- وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران ...
- زاخاروفا: صمت الغرب عن الهجمات الأوكرانية على قازان مثير للغ ...
- جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2024
- سعودي ومعاد للإسلام... ما نعرفه عن منفذ الهجوم على سوق لعيد ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حروب الثأر وحروب العدّادات