المَوقِع

حسين سليم
(Hussain Saleem)

الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 00:41
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

تروي أحداث سجن " ابو غريب" عن سجين ( ح. ي) دام اعتقاله ثلاثة أعوام قبل صدور حكم الإعدام بحقه، الذي خفض فيما بعد إلى السجن المؤبد أواخر الثمانينيات. تعرض خلالها إلى شتى أنواع التعذيب، بحيث لم يستطع النهوض أو الجلوس أو تناول الطعام بمفرده. يأتي ضابط التحقيق إلى زنزانته الانفراديّة، بين الفترة والأخرى، ليرى وضعه الصحي، ويحدثه، لعله قد لاَنَ في موقفه ويعترف بما لديه! وحينما لم يجد شيئاً قد تغيّر في موقفه، يحاول إثارته بكلام جارح، منتظراً منه جواباً أو ردة فعل. لكن دون جدوى بل رآه أكثر صلابة واصراراً مما سبق، وأكثر هدوءاً في حديثه. جعله يفقد أعصابه ويشتمه بمختلف السّباب.
في إحدى المرّات وضمّن الأحاديث التي تجري بينهما، روى السجين له حكاية؛ في أحد الأيام وقع أسد في حفرة، لم يستطع الخروج منها، فأتاه ثعلب يتباهى ويسمعه شتى أنواع الشتائم. فرد الأسد عليه: أنت لم تشتمني بل مَوقعك هو الذي شتمني!
ذهب ضابط التحقيق دون أن ينتبه إلى مغزى القصة، ليعود في اليوم التالي، ويمارس أشد أنواع التعذيب للسجين، بسبب الإهانة التي شعر بها، وسخرية مسؤوله وزملائه الآخرين.

#حسين_سليم (هاشتاغ)       Hussain_Saleem#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات