أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - رسالة بهاء طاهر إلي المعارضة المصرية














المزيد.....

رسالة بهاء طاهر إلي المعارضة المصرية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في الأول من أكتوبر بعث الروائي الكاتب بهاء طاهر برسالة إلي إحدى صحف المعارضة، لكن أحدا في اعتقادي لم يتوقف عندها بالاهتمام الذي تستحقه بما في ذلك المعارضة التي كانت الرسالة موجهة إليها في الأساس. وخلال شهر كامل كانت دعوة بهاء طاهر تلح علي بإعادة الكتابة في الموضوع ذاته، أو التنبيه إلي الرسالة مرة أخرى. لكن على الصحافة كما يقولون أن تلاحق دائما الأحداث الساخنة التي جرفتني إليها دون أن تنزع من نفسي أهمية ما كتبه الروائي الكبير . والرسائل قديمة في الأدب العربي ، وكان القرن الرابع الهجري أزهى عصورها ، وقسمت إلي نوعين : الرسائل الديوانية التي تكتب في شئون الدولة وكان من أشهر كتابها أبو الفضل العميد ، والإخوانية وهي التي كان الأدباء يكتبونها في مختلف المواضيع . ومن أشهر كتاب الرسائل في تلك الحقبة بديع الزمان الهمذاني ، وأبو حيان التوحيدي ، والخوارزمي . وفيما بعد كتب الجاحظ رسائل صغيرة مثل (رسالة التربيع والتدوير ) وفعل مثله السيوطي . وظهرت رسائل الكندي ، وأخوان الصفا ، ثم ظهرت في أوروبا " رسائل فولتير الفسلفية " ، وكانت تلك الرسائل في واقع الأمر مقالات وإن لم تحمل ذلك الاسم . ومع زوال ذلك العنوان ، احتفظ تاريخ الأدب برسائل الأدباء أنفسهم إلي أصدقائهم أو عشيقاتهم ، أو أقاربهم ، مثل رسائل بلزاك التي كان يكتبها لأخته لورا ويشكو لها فيها من " الطاحونة الدائرة التي يسمونها الحياة " ، و رسائل توفيق الحكيم إلي ابنته وكان يحثها فيها على عدم التبذير . ورسائل الكتاب إلي المحبوبة كثيرة جدا . إلا أن الرسائل التي ظلت لامعة في التاريخ كانت تلك التي يكتبها الأدباء في الشأن العام ، مثل رسائل الأديب الروسي الكبير ميخائيل بلجاكوف إلي ستالين ، ورسالة جابريل جارثيا ماركيز عن " ليل الضمير البشري " الخاصة بالوضع الفلسطيني ، وهناك أيضا كتيب صغير أقرب إلي الرسالة نشره في سبتمبر 1990 الكاتب الروسي المعروف سولجينتسين وهو خارج بلاده بعنوان " كيف نعيد بناء روسيا " ، وبيعت منه سبع وعشرون مليون نسخة ، أي أكثر بمئات المرات من كل ما باعته كل أعمال الكاتب الروائية ! والشائع أن الرسائل المتصلة بالقضايا العامة تكتب موجهة إلي الحكام ( شائع لكن ليس عندنا ) ، أو إلي الشعب ، لكن من النادر أن تجد رسالة موجهة إلي المعارضة التي ينتمي إليها بشكل أو بآخر الأديب نفسه صاحب الرسالة . وتدخل رسالة الروائي العزيز بهاء طاهر في إطار الرسائل النادرة . وفيها لا يتخلى الكاتب الكبير عن رؤيته ، وموقفه ، ولكنه ينتقد بشدة الموقع الذي وجد نفسه فيه ، ومازال ، بملء إرادته . يقول بهاء طاهر في رسالته إنه بدأ يفقد حماسه لقراءة كل الصحف المعارضة والمستقلة والقومية بلا استثناء ، وأن الصحافة قد أوصلت الناس إلي حالة التشبع من الحديث عن كل الأخطاء ، إلا أن تلك الصحافة على حد قول بهاء طاهر : " لا تدل القارئ على أي مخرج ". وأن الصحافة تعلن للقارئ يوما بعد يوم ، وأسبوعا بعد أسبوع ، أن الكوراث باقية على حالها أو أنها تتفاقم . ويضيف بهاء طاهر بالنص : " في حين أن السؤال الملح المطلوب سماع إجابته هو : ما الحل ؟ " . ويختتم الكاتب رسالته القصيرة بقوله : " اسألوا أنفسكم واسألوا قراءكم عن الحل بدلاً من تزيدونا بما تنشرون هما على همّ وقبل أن تفقد الصحف آخر قرائها " . والسؤال الذي يطرحه بهاء طاهر هو السؤال التاريخي : " ما العمل ؟ "، وحين يطرح الكاتب ذلك السؤال ، فإنه لا يتوجه به إلي صحف المعارضة بقدر ما يتوجه به إلي المعارضة كلها ، وإلي أساليب عملها ، وإلي إعلانها خلال خمس سنوات عن عشرات إن لم تكن مئات من أشكال التحالف والجبهات والائتلافات ولجان التنسيق وغير ذلك من تسميات ضخمة منفوخة تعلو وتفرقع متلاشية مثل البالونات ، دون أن تراكم خبرة أو وسيلة أو رؤية . وقد كنت أرقب طيلة الشهر الماضي أن تستقبل المعارضة بجدية رسالة كتلك صادرة عن كاتب يتمتع بكل هذا التقدير والإعزاز، وأن تعقد الاجتماعات خصيصا لمناقشة كلمته ، وأن يدعى بهاء طاهر ، وغيره لحضور تلك اللقاءات ، لتستمع المعارضة باهتمام إلي آرائهم ، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بطبيعة الحال ، لأن ما لدينا هو صحف توحي بالمعارضة ، وليس معارضة توحي بمواقفها عبر الصحف . ويظل سؤال بهاء طاهر معلقا : " ما الحل ؟ " ينتظر أن تجيب عنه قوى أخرى جديدة ، قادرة على أن ترى شيئا في الأفق .
***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي حجاب يدور الحديث في مصر؟
- الناس يصعدون إلي السماء
- بلاغ ضد الشعب
- الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم
- د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير
- المسلسلات المصرية
- غزة تفطر على مدافع الاحتلال
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء
- نبيل الهلالي . سحابة العدل
- انطفاء أحمد عبد الله .. قمر على جيل السبعينات
- جينا لندن ترصد أدق الرغبات


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - رسالة بهاء طاهر إلي المعارضة المصرية