أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف عبد القادر - شعر المرأة ليس عورة















المزيد.....

شعر المرأة ليس عورة


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما تقرأ كتاباً جيداً لمفكر متميز، وتعيد قراءته مرة أخرى بعد فترة تطول أو تقصر، تجد فيه ما هو جديد وكأنك تقرأه لأول مرة، لأنه لعمق فكره وحلاوة أسلوبه كالمعين الذي لا ينضب، بل إنك كلما اغترفت منه أتاك الماء حلواً عذباّ. كنت أعيد ترتيب كتبي، فوقع في يدي كتاب هرم مصر الرابع وشافعي مصر كما كان يسميه أديبنا الكبير توفيق الحكيم، المستشار محمد سعيد العشماوي"حقيقة الحجاب وحجية الحديث"وأثناء تصفحي له توقفت عند باب معنون بعنوان "شعر المرأة ليس عورة" ص 71 يقول فيه العشماوي:" تقوم فكرة وضع المرأة غطاء للرأس، يسمى خطأ بالحجاب، على نظر يري أن شعر المرأة عورة، فيتعين عليها أن تغطي هذه العورة ولا تكشفه (...) ويتساءل العشماوي في فصله الرائع قائلاً"ولماذا يعتبر شعر المرأة عورة؟ ومن الذي يقول بذلك؟". فيعود بنا إلى جذور نشأة هذه الفكرة قائلاً:" نشأ لدي المصريين القدماء ، منذ عصور موغلة في القدم ، اعتقاد – صدر عن فكر غيبي – بأن شعر الإنسان هو مظهر القوة ورمز الفخار، ولما كان الكهنة هم الذين يدخلون وحدهم قدس الأقداس في المعابد، كما أنهم يهبون كل حيواتهم للآلهة فيعيشون ويقيمون في هذه المعابد، فقد صار من طقوسهم الدينية أن يحلقوا شعر رؤوسهم تماماً، دليلاً على الضعف ورمز للاتضاع أمام الإله(...) وقد تسرب فكر قدماء المصريين إلى أنحاء كثيرة من العالم وإلى حضارات مختلفة متباعدة (...) ففي اليهودية لأن موسى عليه السلام (القرن الثالث عشر قبل الميلاد) كان قد نشأ وربي في مصر فقد تأثر بفكر وحضارة قدماء المصريين، وعندما خرج من مصر مع العبرانيين (اليهود) وبعض المصريين، كانوا جميعاً ينتهجون نهج قدماء المصريين في أشياء كثيرة، منها عدم إظهار شعر الرأس أمام الإله تدليلاً على الخضوع والخنوع (...) وفي المسيحية لم يتكلم السيد المسيح عن الشعر – بالنسبة للرجل أو المرأة – على الإطلاق، ربما لأنه عني بالجوهر لا بالمظهر، وركز على القلب والضمير لا على الشكل والمظاهر. لكن بولس (الرسول) تناول مسألة شعر الرأس في رسالته إلى أهل كورنتس" فقال :" كل رجل يصلى أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلى أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها ... إذ المرأة إذا كانت لا تتغطي فليقص شعرها ... هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهي غير مغطاة ...". (الإصحاح الحادي عشر :4_14) ومفاد كلام بولس (الرسول) أنه لا ينبغي للمرأة أن تصلى (لله) ورأسها غير مغطي (...) فشعر المرأة في المسيحية وفي اليهودية، وفي غيرها، لا يعد عورة، لكنه يعتبر رمزاً للقوة ومظهر للاعتزاز، وينبغي على الرجل والمرأة، في اليهودية ، وعلى المرأة وحدها في المسيحية، تغطية شعر الرأس عند الصلاة لله (...) أما في الإسلام ، كان النبي ( ص) يحب مخالفة أهل مكة (المشركين) وموافقة أهل الكتاب، ومن ثم فقد كان يفرق شعره على عادة أهل مكة عندما كان يقيم فيها، فلما هاجر إلى المدينة، ورأي أن أهل الكتاب يرسلون شعورهم أرسل شعره (...) إن مسألة الزي والملبس من مسائل العادات والتقاليد التي تضرب بأصولها في مجتمعات بعيده وأعراف قديمة، وتتداخل وتتشابه رغم اختلاف المعتقدات والشرائع".
أشد على يدي صديقي المستشار وأقول له "لا فض فوك وسلمت يداك"، فقد أوجزت وأنجزت، فمتى يفهم المتأسلمون أن أصول الإسلام خمسة وما عداها متروك للعباد والاجتهاد وللعادات والتقاليد، وكيف يسمع الناس صوت العقل بعد أن شاع صوت اللاعقل في كل مكان: من إعلام إلى تعليم إلى خطب الجمعة، فقد تمكن المتأسلمون من السيطرة على كل المنابر الإعلامية السمعية والبصرية، ومن خلالها أذاعوا ضلالهم الذي ينسبونه للإسلام والإسلام منهم ومن فتاويهم المغرضة برئ، فقد جعل الشيوخ "المودرن" أمثال عمر خالد ومن على شاكلته من "الحجاب" سلعتهم الرائجة التي يرتزقون منها ويعيشون بها، حتى أنهم جعلوه ركناً سادساً من أركان الإسلام، ويكفرون من يقول بغير ذلك، وحجتهم أننا ننكر معلوماً من الدين بالضرورة، الحجاب لم يكن أبداً من معلوم الدين كما يدعي المتأسلمون، بل هو من تقاليد بابل الوثنية نقله عن البابليين اليهود ثم المسيحيون، ولباس الأخوات المسيحيات هو "الحجاب الشرعي". وقد قلد فقهاؤنا الراهبات المسيحيات بينما هم يزعمون أن تقليد "الكفار" كفر! لذلك قال صديقي شيخ الإسلام جمال البنا " لم يفرض الإسلام الحجاب على المرأة،بل فرض الفقهاء الحجاب على الإسلام"، وهنا أسأل المتأسلمون لماذا يهيجهم شعر المرأة إلى هذه الدرجة، ولا يهيج سكان المعمورة ؟ أفلا يدل ذلك على كبتهم الجنسي، وهوسهم بجسد المرأة الذي يستثيرهم بمجرد رؤية شعرها فيفكرون في اغتصابها، أم أن شعر المرأة يذكرهم بشعر عانتها فيريدون إخفاء شعرها بل وجسدها كله لأنه "عورة" يجب أن تستر ، وتكفينها حية في كفن الحجاب والنقاب المتحرك. فلا عجب وهم المهووسون بعداء المرأة ويردون قتلها معنوياً وجسدياً، معنوياً بإقناعها أنها "ناقصة عقل ودين"، وجسدياً بدفنها حية في كفن الحجاب وقبرها في المنزل ، حتى أنهم جعلوا لها خرجتين، واحدة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والثانية من بيت زوجها إلى القبر، إنها كما يريدونها "حية ـ ميته" هذه هي المرأة التي يريدها المتأسلمون في أوائل القرن الحادى والعشرين، ولكن هيهات ... فعجلة الزمن لا تدور أبداً للخلف،فقد خرجت المرأة من المنزل ولن تعود إليه، ولن تستطيعوا مهما حاولتم لي أعناق النصوص القرآنية والاستناد إلى أحاديث ضعيفة سجن المرأة المسلمة التي حررها الإسلام وسجنها الفقهاء بفتاويهم المغرضة، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره المتأسلمون،فشعر المرأة ليس عورة رغم أنف المتأسلمين، والحجاب ليس من الإسلام ولو كره المهربون الدينيون، فبضاعتهم بائرة ، فإلى مزيد من الحقوق أيتها المرأة العربية المسلمة، فشعرك ليس عورة وجسدك ليس عورة، فملبسك وجسدك ملك لك ، وأنت حرة فيهما.ناضلي من أجل مساواتك بالرجل في حقوق المواطنة حتى تلتحقي بالمرأة في العالم. لماذا تكون المرأة في جميع بلدان العالم – باستثناء الراهبات المسيحيات- سافرة ، وتكونين أنت أيها المرأة المسلمة في كفن الحجاب الحزين؟!.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة المثقفين المصريين
- نحن أكثر الشعوب هوساً بالجنس وفشلاً فيه
- جريدة الإخوان المسلمين تحرض على اغتصاب السافرات !!!
- انتفاضة القاهرة الاغتصابية: الحل الإسلامي في الاختلاط ونكاح ...
- انتفاضة القاهرة الجنسية:الكبت الجنسي يورث الانفجار
- هل هو الغزو الوهابي لمصر أم الغزو الإخواني للوهابية؟!
- رسالة مفتوحة إلى السنيورة: اجعلوا المحكمة الدولية دولية
- ثعلب تونس يكذب على العمير وجار الله
- ثعلب تونسي يطارد د. رجاء بن سلامة
- د. عبد الصبور شاهين عدو للمفكرين المصريين والعقل
- أعداء المرأة ينفثون سمومهم
- علي حرب: يفضح نصر الله قبل أن يفضح نفسه
- بل تحريك العقول الجامدة
- السيد حسن نصر الله يهدر دم معارضيه
- نداء إلى جمعيات حقوق الإنسان: أدينوا جرائم حزب الله وحماس ضد ...
- حسن نصر الله مجرم في حق شعبه؟
- هل سيحقق حسن نصر الله مبتغاه ويشعل لبنان والشرق الأوسط؟!
- رسالة مفتوحة إلى سيادة بيل غيتس وزوجته - طلباً للمساعدة
- يوسف القرضاوي يزور التواقيع
- نهاية ذباح


المزيد.....




- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أشرف عبد القادر - شعر المرأة ليس عورة