أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - مقدمة كتاب.. سنجار.. حكايا الموتْ في زمن داعش















المزيد.....

مقدمة كتاب.. سنجار.. حكايا الموتْ في زمن داعش


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7982 - 2024 / 5 / 19 - 14:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المقدمة

في زمن المحن.. حينما يتعالى الصخب المصاحب للفوضى.. فوضى العنف المنفلت.. تصبح الكتابة عبثاً.. ومع هدير الطائرات واصوات الانفجارات المنطلقة من فوهات المدافع.. التي تطغو على انين الضحايا.. كما تطغي رائحة البارود على رائحة الدم.. يصبح من العبث أن تلجأ للكتابة.. بما فيها الكتابة الغاضبة.. الناقدة.. الرافضة لهذا الوجود الدموي.. والسبب باختصار.. لأنك لن تجد أذناً صاغية.. ولن ترى من يسمعك..
لهذا نلجأ "للصمت" هو صمت مكتوم.. يجعلك تنزف دماً بدلاً من الدموع.. وتناجي نفسك في لحظات الوجل والخيبة الممتزجة بالشعور العاجز المقترب من حالة اليأس.. لتتساءل:
ـ انْ كنا بشراً! امْ عدنا.. وفقاً لحلقات حلزون نظرية التطور.. الى عهد ما قبل البشر؟! ناهيك عن مشاعر الإنسانية.. وفقاً لما تسمع وتشاهد.. من أحداث وقصص مفجعة.. تدفعك لتكرار الاستفسار ألف مرة.. أن كان هؤلاءِ المتوحشين القتلة.. حقاً بشراً!!
او إنْ كان بالإمكان تصنيفهم بالحيوانات.. وبالكاد تحاول ان تقنع نفسك.. بمصطلح هجين.. حينما تتمتم بخجل.. حيوانات بشرية.. لتخرج من شفتيك كأنك تحدث شخصاً آخر بحذر..
ـ هؤلاء ليسوا بشراً.. هم حيوانات بشرية.. حيوانات بهيئة بشر.. وباللغة الدراجة حواوين بأشكال بشرية!
تقولها وتصمت.. لتجرجر نفسك من جديد.. تسحبها لتغوص في المجهول.. باحثاً عمّا مخبأ في الأعماق.. عن أي شيء يفيدك في التحليل.. لتستوعب عجائب وغرائب.. الحدث من خلال تفاصيل.. تستذكرها من معايشتك للناس.. ومن قراءاتك المختلفة.. للأدب والعلوم الاجتماعية والفلسفة والاقتصاد.. وشتى فروع المعرفة..
وتستقدم أطياف.. ماركس.. فرويدْ.. ابن خلدون.. حسين مروة.. علي الوردي.. فالح عبد الجبار.. قاسم حسين صالح.. فارس كمال نظمي.. جيفارا.. سبارتاكوس.. كاوه الحداد.. أبو كاطع.. والثائر كوماته..
والعشرات من الأسماء الأخرى.. بما فيها تلك الأسماء الهمجية.. التي نظرّتْ واسّستْ للعنف وشرعتنه.. من طغاة ومستبدين.. قتلة ومجرمين.. رجال دين وشرذمة "مفكرين" أذلاء.. انصاعوا للشر.. اصطفوا لمباركة مشاهد الدم.. قبلوا بالخراب والدمار.. نسبوه لإرادة الله.. أشاعوا وما زالوا يشيعون.. بين العباد الدعوة..
للصمت.. الخضوع.. الخنوع.. وما يرافق ذلك من ذل..
هو ذل الاستسلام للمفاهيم.. التي تغيب العقل.. تسلب الإرادة.. تحول الانسان الى جسد مشحون بروح الحقد والكراهية للآخر.. وحش بلا مشاعر.. مهمته الفتك بمن حوله للتخلص من " الكفر والشر".. وفقاً لتعاليم منسوبة الى الله.. ومجاهد موعود بالجنة.. وما فيها من عهر وجواري وغلمان.. ولقاءات على شواطئ الأنهار.. التي تتدفق بسواقي الخمور والعسل.. مع الحوريات.. بحضور ومشاركة الأنبياء والرسل.. الذين ينتظرونه..
ينتظرون القاتل التافه الزنخ.. كيْ يتناول معهم.. مع معشر الأنبياء والملائكة.. في محضر الرب.. وجبة حساء العدس.. الممزوجة بأطايب الفردوس.
تكاد ان تسهو مع خيالك الواهم.. الذي ينقلك لتلك الأجواء البوهيمية.. وتشعر بانك مواجه لصنف من الذين شاركوا في خلق البؤس الإنساني.. وقبل ان تفكر باتخاذ موقف مطلوب منك لإدانتهم..
تعود من غفوتك.. تصحو على هول يحيط بك.. لتصدم بواقع مرير محمل بـ.. قصص.. حكايا.. أفلام فيدو.. تتحدث عن جحافل الدولة الإسلامية الاجرامية ـ داعش.. التي تتقدم من مدينة لأخرى.. على مسمع ومرأى من العالم من أقصاه الى أقصاه.. كأنها في نزهة للصيد.. هو صيد للبشر والمدن.. تجاوز حدود الجغرافية..
مجموعة صيادين من صحراء العراق مع منْ عبروا الحدود.. ليحطموا.. ويدمروا.. ويخربوا.. ويعبثوا بحرية.. يتقدمون بأرتال من شتى الاتجاهات ولا يواجهون أية مقاومة..
بعد ان فرّ الجند والمقاتلون.. وتركوا ساحات المعركة.. بقرارات صادرة لهم.. من مقرات لأحزاب وحركات سياسية كردية وعربية.. وثلاث حكومات بين العاصمة بغداد.. وحكومة الإقليم في أربيل مروراً بالحكومة المحلية في الموصل..
حكومات قررت المشاركة في لعبة الموت مع الدواعش.. رضخت وقبلت بالمتاجرة والمقامرة.. بشرّ الإرهاب ونتائجه الكارثية المدمرة.. في سنجار وبقية مدن سهل نينوى..
ويا للسخرية..
لكل مدينة أكثر من اسم تكنى به..
ـ بغداد.. هي دار السلام.. والمدينة المدورة..
ـ أربيل.. هي اربا إيْلوْ و هوْلير أيضا..
ـ الموصل.. هي.. الحدباء.. أم الربيعين.. نينوى..
مدن منفوخة بالأسماء.. وعبق الحضارة.. وكبرياء التاريخ.. والأحزاب المتعفنة.. تتخاذل وتتساقط منظوماتها الدفاعية.. امام شرذمة أزناخْ الدواعش.. بمشاركة بعثية.. من بقايا نظام مهزوم.. قرر ارتداء طاقية الاختفاء والزوال.. امام الزحف الأمريكي.. كان يتحكم به جرذ لقيط من العوجة.. فتح شدقه بعد فحص مخرجه.. شهدناه يتمخطر ويعربد واعداً:
ـ انه سيسحق الغزاة ويفني جيوشهم..
كما سعى في فترة حكمه حينما.. ذبح وقتل وسحق من العراقيين.. ما لا يعد ولا يحصى.. ها هم زبانيته يشتركون مع الدواعش في الدخول الى الموصل.. بعد ان شرعت لهم أبوابها الاثنا عشر.. (باب الجسر.. باب الطوب.. باب الراي.. باب لكش.. الباب الجديد.. باب العراق.. باب البيض.. باب الحرية.. باب العمادي.. باب الشط.. باب المكاوي.. باب سنجار)..
في ليلة التاسع / العاشر من حزيران 2014.. ليعلن فيها الدواعش.. ولادة ونشوء دولة الخلافة الإسلامية.. بزعامة الخليفة المثقوب.. المجرم أبو بكر البغدادي.. الذي كان حاملاً لشهادة تخرج من جامعة بوكا للسجون.. التي أشرف عليها الامريكان.. وتم تجهيزه بكافة احتياجاته اللوجستية.. العسكرية والمالية.. قوافل المجرمين وفقهاء الدين.. الذخائر والمعدات الثقيلة.. وبقية متطلبات العمل.. لينفذوا برنامجهم الجهنمي.. ويحولوا المدن المستباحة.. لخراب وركام ومحطات لإبادة من يعترضهم.. ويتواجد في رقعة الجغرافية.. التي حددت لعبثهم شملت سنجار..
سنجار.. التي نبدأ بها.. لإصدار سلسلة كتابات.. عن حكايا الناس.. في الزمن المر.. المنتج للدواعش..
ونحكي للتاريخ عن فضائح وفظاعات حيوانات بشرية.. في زمن العولمة والثورة التكنولوجية.. بتناقضاتها التي ساهمت بخلق وتكوين داعش بمشاركة.. قادة ومسؤولين.. رجال دين.. سياسيين.. تجار ورجال اعمال.. شركات ومصانع عملاقة.. وفئات متعلمة بينهم نساء.. خبراء في شبكة الاتصالات والإلكترونيات.. مهندسون.. أطباء وممرضين.. شعراء.. فنانون.. وعلماء في مختلف التخصصات..
لكي.. لا يقال:
ـ ان الدواعش.. كانوا شرذمة ساقطين وحثالات من البشر فقط..
لا داعش والدواعش هم "ثمرة" أزمة بشرية في عصرنا.. امتدت خيوطها بين دوائر رأس المال.. وخنوع ورضوخ سلطات وحكومات وأحزاب متعفنة.. بمشاركة فقهاء الدين.. واستعداد القتلة والسفاحين للانخراط في المشروع الدموي.. الذي حمل اسم داعش ودولة الخلافة الاسلامية..
انها.. أي داعش.. لقيط.. عهر الرأسمال المعولم.. من احشاء السياسة المبتذلة للساقطين في هذا الزمن المر.. الذي نأمل.. وسنكافح من أجل ان لا يطول.. ولا تتكرر فيه من جديد هذه المهازل المعاصرة..
مهازل وجرائم صنعها أشباه البشر.. لكيْ لا نصحو من هول هذه الكارثة والصدمة المريعة.. ونستسلم لإرادتهم ونقبل بمخططاتهم..
في مسعى لإشاعة الخراب والمزيد من الدمار.. المترافق مع حالة التشويش ونشر الأوهام.. لمنع الادراك.. وعرقلة النهوض الفكري.. لكيْ لا نتحزم بالمعرفة.. ونعيد حساباتنا ونكتشف الطريق المؤدي لمواصلة رسالة الإنسانية الساعية لخلق عالم أفضل ترفرف فيه رايات السلام والمحبة بين البشر..
طوبى.. لكل من يسعى.. لغرس قيم الإنسانية.. ويسير في القافلة.. نحو شعاع الشمس.. مع الجموع الحالمة بالمستقبل الأفضل..
طوبى.. لمن يشحذ الهمم ويشيع بين الناس الأمل.. للمزيد من التضامن والعمل..
لنعمل معاً من اجل خلق عالم أفضل.. خال من العنف والاقتتال بين البشر..
ـــــــــــــــــــ
هامبورغ.. سنجار
22/3/2024

ـ الكتاب ذاته هو مقدمة سلسلة مجلدات بعنوان (منظومة الاجرام الاسلامية) يشمل بشكل اولي5 اجزاء مكملة هي ..(2منظومة الاجرام الاسلاميةـ أطباء داعش..3 دور حزب البعث في داعش.. 4الدور الكردي مع داعش..5 التكوين العالمي لداعش)



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار ومقترحات لمعالجة الوضع في الحزب الشيوعي العراقي
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
- بجهودكم نسعى الأفضل - افتتاحية العدد الثالث من مجلة الشمس
- يوم للثقافة العراقية في مدينة هامبورغ الألمانية
- -الإله- المتلعثم وشفرة حربه المدمرة..
- شهادة قاسم وروايته لأحداث ما قبل الكارثة في سنجار..
- حكاية زيدان في زمن الفرمان
- حكاية نجلاء مع السفهاء
- افتتاحية العدد الثاني من مجلة الشمس الالكترونية ..
- روايات عن جرائم داعش في سنجار
- رسالة النصير الدكتور أبو ظفر
- عمر الياس.. الموصلي الذي تحدى الطغيان وغدر به الزمان
- لست طاهراً يا طاهر..
- عادل سليم.. حكاية ثوري شجاع لا يهاب الموت..
- بحث مهم عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في لواء الموصل
- أسئلة ليست بريئة عن برنامج عائلتي تربح
- نزار الخالد والمهمة الصعبة
- نص ومحتوى رواية يعاكس العنوان..
- حوار مع الملازم سلام العبلي حول الأنصار والانفال
- حول بدايات حزب البعث في العراق


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - مقدمة كتاب.. سنجار.. حكايا الموتْ في زمن داعش