خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7981 - 2024 / 5 / 18 - 20:12
المحور:
القضية الفلسطينية
عقد ممثلو النظام " العربي "الرسمي اجتماع قمة في مملكة البحرين الخليجية . ما نعرفه عن هذه المملكة أنها تقيم من جهة علاقات ديبلوماسية عادية مع الدولة الإسرائيلية في فلسطين ومن جهة ثانية توجد على أرضها قاعدة عسكرية أميركية كبيرة . حيث يمكننا استنادا إليه أن ننظر إلى مواقفها و أدوارها و هي محدودة على المستوى الإقليمي ، بسقف السياسة الأميركية ، بما هي انعكاس لإملاءات هذا الأخيرة على شبه الدولة النفطية الخليجية بوجه عام .
من الطبيعي أن يثير أي نشاط ديبلوماسي في شبه دولة خليجية الريبة بعد الأحداث و النكبات التي تتوالى منذ مطلع سنوات 1990( حرب الخليج الثانية ) وصولا إلى حرب إخلاء سكان قطاع غزة ( خيارا أو كرها ) و ما يزال الحبل على الجرار.
لا نجازف بالكلام أن القضية الفلسطينية عادت اليوم لتحتل مكانة مركزية في تقرير مصير منطقة الهلال الخصيب ، ضمن حدودها الطبيعية التي تشمل بلاد الشام و بلاد ما بين النهرين ( سورية و العراق و لبنان و الأردن و فلسطين ) .
و من نافلة القول أن شبه الدولة الخليجية كانت حاضرة بشكل أو بآخر ، إلى جانب التحالف الأميركي الأوروبي ،في جميع " الثورات " التي تفجرت في إطار " الربيع العربي " ، حيث و ضعت في خدمة التحالف المذكور أموالها و الحركات الإسلامية الأصولية ، التي يتفرع بعضها من " الإخوان المسلمين " و بعضها الآخر من " الحركة الوهابية " .
و من المعروف أنه نجم عن ذلك كله شروخ عميقة رئيسية بين مناطق الجغرافيا العربية ، بالإضافة إلى شروخ ثانوية بين بلدان كل منطقة من مناطقها ( وادي النيل ، مصر السودان الحبشة ـ الجزائر ، المغرب ، الصحراء الغربية ، في شمال أفريقيا ـ الفراغ الليبي ـ هجرة أبناء الهلال الخصيب و تغريب حكام شبه الدولة الخليجية ) . تحسن الإشارة في هذا الصدد أيضا إلى أن سيرورة " التغريب " لم تتجسد فقط في انضمام حكام شبه الدولة أو المملكة الخليجية إلى التحالف الأميركي الأوروبي و إنما نلاحظه أيضا في بعض بلدان الهلال الخصيب حيث بلغ التفسخ المجتمعي حدا عميقا ، خذ أليك مثلا على ذلك موقف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المعادي للمقاومة في قطاع غزة حيث ترى ما يشابهه أيضا في لبنان و سورية .
مجمل القول أنك تتساءل عن فحوى الكلام الذي تسمعه ، في الخطب و البيانات ، عن الأمة العربية ـ الإسلامية خصوصا و عن الأمة العربية بدرجة تقل شيئا فشيئا . و من المفارقات المثيرة للسخرية أن دول الغرب تبرر دعمها للتطهير العنصري في قطاع غزة ، بانها تحذوا حذو إسرائيل في صراعها ضد الحضارة الإسلامية و الحيوانات البشرية
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟