أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - قد أفلح قوما ولوا أمرهم امرأة














المزيد.....

قد أفلح قوما ولوا أمرهم امرأة


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 08:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( لن يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً) كثيرا ما يتردد على آذاننا هذا الحديث أو يلقى به في اي جدال يخص قضايا المرأة وحقوقها، فهو من الأحاديث المؤسسة لدونية المرأة في الإسلام، وكثيرا ما يردده أهل الدين والمشتغلين به لإسكات اي محاولة من محاولات تمكين المرأة في المجتمع، حتى أصبح من مسلمات الدين ومن المعلوم من الدين بالضرورة ،وكالعادة فإن العقلية الأصولية وتحديدا العقلية الإسلامية قد اتخذت من النقل مذهباً وجعلته بينه وبين العقل حائلاً ، فعلى خلاف أن ذلك الحديث يخالف الواقع الذي نعيشه ونحيا فيه فكم من دولة قد تولت شؤون الحكم فيها امرأة وهي دول أكثر تقدماً وازدهارآ من اوطاننا المنكوبة التي يحكمها الرجال، وبل لا أخفيكم سرآ أن الواقع الذي نحيا فيه والتاريخ الذي نعرفه يقول لنا أمرا آخر وهو أنه لن يفلح قوما ولوا أمرهم لرجال الدين، ولكن حتى وإن تمهينا معاهم نجد أن الحديث المذكور آنفاً هو حديث آحاد تفرد به الصحابي أبا بكرة حيث قال ( لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ . قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ) رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في " السنن " (8/227) وبوب عليه النسائي بقوله : "النهي عن استعمال النساء في الحكم ولكن من العجب العجاب أن يأخذ حديث من أبا بكرة وهو متروك الشهادة بنص القرآن ،حيث قام عمر بن الخطاب في زمن خلافته بجلد أبو بكرة حيث ألصق أبا بكرة تهمة الزنا في المغيرة بن شعبة دون أن يأتي بشهادة ثلاثة شهود غيره وهذه القصة قد روى أصلها البخاري معلقة بصيغة الجزم " باب شهادة القاذف والسارق والزاني, وقول الله تعالى: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا", وجلد عمر أبا بكرة, وشبل بن معبد, ونافعًا المغيرة ، في فتح الباري ج5/ص256 " أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه, وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة, محصلها أن المغيرة بن شعبة كان أمير البصرة لعمر فاتهمه أبو بكرة وهو نفيع الثقفي الصحابي المشهور, وكان أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وهو معدود في الصحابة وشبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة بن معبد بن عتيبة بن الحارث البجلي وهو معدود في المخضرمين وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان إخوة من أم, أمهم سمية مولاة الحارث بن كلدة, فاجتمعوا جميعًا فرأوا المغيرة متبطن المرأة, وكان يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية, وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف الجشمي, فرحلوا إلى عمر فشكوه فعزله, وولى أبا موسى الأشعري, وأحضر المغيرة فشهد عليه الثلاثة بالزنا, وأما زياد فلم يبت الشهادة, وقال رأيت منظرًا قبيحًا, وما أدري أخالطها أم لا, فأمر عمر بجلد الثلاثة حد القذف, وقال ما قال, وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد, والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر, وإسناده صحيح ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولًا, وفيها فقال زياد: رأيتهما في لحاف, وسمعت نفسًا عاليًا, ولا أدري ما وراء ذلك".
‌وهذا على سبيل المثال لا الحصر الروايات التي تأكد لنا جلد عمر بن الخطاب للصحابي أبا بكرة وبهذا تسقط شهادة أبا بكرة ويصبح متروك الحديث، لأنه وكما هو وارد في سورة النور من الآية الرابعة إلى الآية الخامسة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) ،فكيف يأتي البخاري ويورد لنا ذلك الحديث عن شخص متروك الحديث والشهادة بنص القرآن بل من العجب أن البخاري نفسه قد أورد حادثة جلد عمر بن الخطاب لابا بكرة لشهادته على المغيرة فكيف جمع بين النقائض! فالحديث الذي يحتاجون به هو حديث أحاد تفرد به أبا بكرة فقط وهو حديث فاسد مبني على مخالفة واضحة للنص القرآني، بل إن حادث جلد عمر بن الخطاب لابا بكرة تسقط كل الروايات التي قد وردت عنه وليس هذا الحديث فحسب، ونحن في عرضنا لنص الحديث أردنا هنا أن نقف على أمرين مهمين أن الحديث الذي يحتاجون به إنما هو حديث فاسد ساقط مخالف للواقع الذي نحيا فيه ومخالف حتى للقرآن ذاته، الأمر الثاني إنما أحاديث رجال الدين لا يمكن أن نعتد بها في تأسيس مجتمعنا أو مناقشة قضايا تخص مصيرنا ومستقبلنا، فأحديث رجال الدين إنما ماهي الا مجرد احجيات مليئة بالذلال والنقص و العوار و ما أسهل القول بأن قال رسول الله كذا وكذا لإخضاع المجتمع لما يريدون لما لها من هيبة والاجلال عند الناس، يتحدثون بثقة كأنهم سمعوا من فم النبي ذاته و أدركوا مقصده ويتحكمون ويحكمون به رقاب العباد، ولما هم سمعوا ولا هم أدركوا إنما احجيات قول فلان عن فلان عن علان، بائس ما يأمرهم به إيمانهم...



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل الثالث وحلقة الإستبداد المفرغة
- ما بين تقديس الصحابة ومطرقة الوقائع
- الأصولية الإسلامية وتفجير المساجد
- وهم الإسلاميون ( الدولة الإسلامية و الإقتصاد)
- وهم الإسلاميون ( الإقتصاد و الدولة الإسلامية)
- وهم الاسلاميون ( الدولة الإسلامية)
- فقه الدم ( إبن تيمية)
- تاريخ المظلم للمسيحية في مصر
- قيم الأسرة المصرية ومحاكم التفتيش
- شهر رمضان وجذوره التاريخية
- الجذور التاريخية لشهر رمضان
- الغزو الإسلامي لمصر ( هل كان غزواً سعيد )
- موسى و التوراة
- المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)
- حوار مع الراهب
- مصر من التنوير إلى البداوة !
- الرواية والحديث في زمن الصحابة
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة


المزيد.....




- -لم يحاولوا قبول الآخر- .. نجيب ساويرس يثير تفاعلا بتعليقه ع ...
- “نزلها لأطفالك”!.. شغل قناة طيور الجنة أطفال 2024 على ترددها ...
- “صار عندنا بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات بد ...
- فرحة لكل الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل ...
- بابا الفاتيكان يعلن رغبته بزيارة منطقة محددة في تركيا
- منبهة من صراع ديني.. الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها فرض إسرا ...
- المعهد المغربي للتقييس يعترف بشهادات الإدارة الروحية لمسلمي ...
- حركة النهضة الاسلامية: شروط إجراء انتخابات ديمقراطية في تونس ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة قناة طيور الجنة بيبي2024
- “بابا جاب لي بالون”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - قد أفلح قوما ولوا أمرهم امرأة