أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال














المزيد.....

منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7976 - 2024 / 5 / 13 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


ربما يكون (نيسان) فيه ذكريات عاطرة وجميلة، لكثير من الناس، باختلاف اذواقهم، فهذا الشهر الذي يتحسسه البعض، ويغدق عليه بعطاء ثرّ من ذكرى، وربما مناسبة جميلة، أو غيرها من مناسبات عزيزة، لا تُريد أن تبرح عبق تلك الذكرى وسنوات الماضي السّحيق، والذي يلقي بظلالة، ربما كذلك من أن نيسان تسقط فيها الأمطار الباذخة، فتغمر وجه الأرض العطشى لمواسم الفيض، وبلل تلك الأمطار التي تريد أن تغذي بحنانها، خصوبة التربة الظامئة. وفي العراق، هذا الشعب الطيب، ذكريات مع نيسان، إذ نحتفل بأمطاره كما تحتفل بعض الشعوب الأخرى بمواسم جميلة وعزيزة عليها، كعيد نوروز على سبيل المثال الذي تحتفل فيه طائفة كبيرة. فمن احتفالاتنا، حين تسقط الأمطار، أننا نخرج لنقابل زخات المطر برؤوسنا الحاسرة، وقلوبنا الصافية وأفئدتنا النديّة، وما زلنا نفرح بالموسم هذا ونطلق عليه "مطر نيسان" كنوع من الطقوس.
الشاعرة وجدان وحيد شلال، أبت إلّا أن تؤرخ لهذا الشهر، لكي لا ننساه أو قد تبرح ذكراه بعض أجيالنا القادمة، فتوّجته بنص جميل، كجمال روحها النابضة بالشعر، وفؤادها الخافق بالإبداع؛ نص بعنوان "مطر نيسان".
وفي هذا النص، نجد المعاني تنساب، كما ينساب الماء من شلال متدفق، جمالا ورقة، ما يدلُّ على أن الشاعرة متمكنة من أدواتها الشعرية، ولها باع طويلة في الخوض بمياه الابداع من دون مخاوف، أو ردود أفعال مختلفة، وإن كان بعض الخوف، لا يعني الخوف ذاته، بل ربما لكون الخوف يأتي من النجاح، فالناجح يخاف ردّة فعل نفسه، ازاء طبيعة النجاح، لكون النجاح يحتاج إلى تضحية، وابعاد تقيم أود ذلك النجاح، فكثير من الناس فشلت وتضعضعت، لأنها تعمل من دون بذل جهود استثنائية، بل أنّها اصيبت ببعض الغرور، وهذا قد يكون معروفا وليس بجديد على الساحة الابداعية، أي الفشل والخوف.
لذا نعتقد أن الثقة بالنفس، والتأكد من مصداقية الأفعال التي يقوم بها المبدع، ثم يبذلها ازاء عمله، هو سبب رئيس في نجاح وانجاح العمل الابداعي، بكل مسمياته؛ وهذا هو عين ما فعلته شاعرتنا، كما يبدو للوهلة الأولى لمن يتابع ويقرأ نصوص وجدان شلال، والنص هذا الذي بين أيدينا، وحتى غيره من نصوص أخرى، منشورة لها على بعض المواقع الالكترونية، والصحف المحلية، بل وحتى على صفحتها الرسمية على منصة الفيس بوك.
في الموسم الأول من مقالاتي التي نشرتها في كتابي الموسوم "نكهة المعنى" والذي خصصت به أربعين أديبا، بين شاعر وقاص وروائي، وجُلهم من الأسماء المعروفة البارزة. وفي الموسم الثاني أو فلنقل الجزء الثاني، الذي سأخصصه للأسماء التي لم تأخذ حصتها المقررة من النقد، أو هكذا سأسميها وإنْ تقوّلي عليّ متقوّل، سأخصصها لهم في كتاب خاص الذي من المؤمل أن يصدر في الأشهر القليلة المقبلة، وسيكون أسم الشاعرة وجد وحيد شلال من الأولويات تلك الأسماء، آخذا بعين الاعتبار نصيحة أخي وصديقي الشاعر الكبير وليد حسين ، إذ نصحني بأن أسلّط الضوء على أسماء، لم يتناولها النقد بعد، وبقيت تحت رحمة الزمن، وذائقة النقّاد.
وفضلا عما قلنا بداية بحق الشاعرة وجد ما قلناه، يحق لنا أن نضيف بعض الشيء، عودة على بدء، فنرى أن الصورة الجمالية التي دائما ما تضفيها شاعرتنا، هي صورة نابعة من فيض احساسها، كشاعرة متمكنة، وكامرأة، والامرأة في فيض الاحساس لم تكن بخيلة ولا شحيحة، إذ أن التركيبة التكوينية أو البيولوجية، للمرأة جعلت منها جياشة بالحنان، فما بالك لو كانت هذه المرأة شاعرة وتتعامل بشرف الكلمة، ومنطق العاطفة والخيال الخصب. وهذا ما وجدته بالشاعرة وجدان، من تدفق وخصوبة فنية ابداعية، ومن خلال نصوصها الكثيرة، والغزيرة في الوقت ذاته.
*النص.. (مطرُ نيسانُ)
للشاعرة: وجدان وحيد شلال

في الطريق إلى البحرِ
بمنحدرات من أسودِ ناعم
لا يشربُ
الحقيقة مدورة
تلتف حول القمر
تقول:
خُذّ حذرك من الناي
لا شيء، كل شيء يسير على ما يرام
وحقائب الأحلام فارغة
في تأنيب ضمير
لفخِ المرايا
اقلب أوراق الذاكرة حتى حافة النهر
الاسئلة تلوذ فوق الماء
ما الذي يدفعك للوقوف على قشةِ؟؟
والشوق قد جفّ على صليب الغياب
ذهبت لأختبئ
بأحدى النوافذ الموشومة بالحنين
عندما رأيتها تضحك لي
كلنا نعشق العشب والأشجار
سراً
بعيداً عن المنازلِ
هل أنا في مأزق ؟
تلك الأذرع المتشابكة
على طول الأرصفة في قاع فنجاني
قراءة تلو قراءة
تقول لي
ماذا نفعلُ بمطرِ نسيان ؟
وأفضل ما في حياتها كان وراءها
كنت أريد الهرب
أن اقف لحظة على وقت غدِ
حتى لو كان في قعر فنجان
هكذا ،،،
عندما تبحرُ في العزلة
يذبلُ الذهول
على الفور تنطفئ شموع الغياب
ويضيء القمر.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة
- الرمزية في (تداعيات) الشاعر واثق الجلبي
- تعاطي البوح في نص (ستكون معي) للشاعر حميد الساعدي
- الرمزية الباذخة في نص (وحدهم يعبرون الجسر) للشاعر التونسي ال ...
- تجلي المعاني السامية في نصوص الأديب صابر المعارج
- التمنيّ (في مدينة السلام) نص باسمة العوام


المزيد.....




- تابع الان مسلسل قيامة عثمان الجزء السادس مترجمة للعربية.. حل ...
- مصر.. ضجة إثر سؤال محير في امتحان اللغة العربية بالثانوية ال ...
- ???????فن الشارع: ماريوبول تتحول إلى لوحة فنية ضخمة
- لوحات تشكيلية عملاقة على جدران الأبنية المرممة في ماريوبول ( ...
- تجليات الوجد واللوعة في فراق مكة المكرمة ووداع المدينة المنو ...
- الا.. أولى حلقات مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني مترجمة للعربي ...
- “فتح بورصة الجزء الثاني”.. تابع أولى حلقات مسلسل قيامة عثمان ...
- أغاني ومغامرات مضحكة بين القط والفار..تردد قناة توم وجيري ال ...
- الكاتب الروائى (خميس بوادى) ضيف صالون الثلاثاء الأدبى والثقا ...
- فيديو: أم كلثوم تطرب الجمهور في مهرجان -موازين- بالمغرب


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال