|
يَا لَهَا مِنْ كَارِثَةِ أَنْ تَعِيشَ فِي هَذَا اَلْعَالَمِ
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 22:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1 _ أَوَاخِرَ اَلْعِشْرِينِيَّاتِ مَحَطَّةَ تِرَانْزِيتٍ لِلْإِنَاثِ مَأْسَاوِيَّةٍ لَا تُرِيدُكَ اَلنِّسَاءُ مَعْرِفَتَهَا أَبَدًا. وَيَسْعَيْنَ لِإِخْفَائِهَا عَنْ اَلرِّجَالِ. عِنْدَمَا نَتَسَكَّعُ عَلَى هَوَامِشَ اَلْبِيلْوجِيا وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا قَبْلَ اَلثَّلَاثُونَ هُوَ اَلْعُمْرُ اَلَّذِي تَرْتَجِفُ عِنْدَهُ أَطْرَافُ اَلْإِنَاثِ خَوْفًا مِنْ فَسَادِ اَلْبُوَيْضَاتِ، ثُمَّ اَلْعُنُوسَةُ. فَبَعْدَ أَنْ صَدَّقَتْ اَلْإِنَاثُ أَسَاطِيرَ اَلْإِعْلَامِ وَشِعَارَاتِ اَلنِّسَاءِ "كَوْنِيٌّ حُرَّةٍ" وَإسْتَقِلِي عَنْ اَلرَّجُلِ فَشَهَادَتكَ هِيَ سَنَدُكَ، فَضَيَّعَتْ فَتْرَةُ اَلْخُصُوبَةِ وَالزَّوَاجِ فِي اَلْجَامِعَاتِ وَمَا يَتَخَلَّلُ هَذِهِ اَلْفَتْرَةِ مِنْ مُغَامَرَاتٍ عَاطِفِيَّةٍ، وَ قِصَص رُومَانْسِيَّةً وَبَعْدٌ أَنْ كَانَتْ سَنْدِبَادَة وَ دَارَتْ اَلدُّنْيَا وَهِيَ تَبْحَثُ عَنْ حَبِيبِهَا بَيْنَ أَحْضَانِ اَلرِّجَالِ وَأُصِيبَتْ بِجُنُونِ اَلْعَظَمَةِ وَنَامَتْ ثَمِلَةً بِسَعَادَتِهَا، وَ حِينُ اِسْتَيْقَظَتْ وَجَدَتْ نَفْسُهَا مَنْفِيَّةً إِلَى شَرْنَقَةِ اَلْوَحْشَةِ وَالصَّقِيعِ، عَارِيَةٌ اَلْجَسَدِ فِي نِهَايَةِ اَلْعِشْرِينِيَّاتِ عَنْ رَجُلٍ يُغَطِّي سَوْأَتَهَا، وَيَعْفُو عَنْ جَرِيمَتِهَا فِي حَقِّ اَلْأُمُومَةِ وَ يَحُولُ سَوَادُ مَاضِيهَا إِلَى قَوْسِ قُزَحٍ مُشِعٍّ اَلْأَلْوَانِ. وَمِنْ هُنَا تَبْدَأُ اَلْأُنْثَى رِحْلَةَ اَلْبَحْثِ عَنْ مَنْدِيلٍ يُجَفِّفُ خَطَايَاهَا، رَاضِيًا بِمَاضِيهَا اَلدَّاعِرِ، تَبْحَثَ عَنْ رَجُلٍ يَقَعُ تَحْتَ ذُلِّ شَهْوَةِ اَلْجَسَدِ، وَيَنْسَى أَنَّ اَلْمَاضِيَ هُوَ مِرْآةُ اَلْمُسْتَقْبَلِ. عَزِيزِي اَلرَّجُلَ، إِذَا تَقَدَّمَتْ إِلَى وَظِيفَةِ فَأَوَّلَ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ هُوَ صَحِيفَتُكَ اَلْجِنَائِيَّةُ اَلْخَالِيَةُ مِنْ اَلْجَرَائِمِ اَلَّتِي تَمَسُّ اَلشَّرَفَ وَالْأَمَانَةَ، إِلَّا فِي شَرِيعَةِ اَلْإِنَاثِ، فَإِنَّهُمْ يُبَرْمِجُونَ اَلرِّجَالُ عَلَى أَخْذِ دَوْرِ اَلْقِسِّيسِ اَلَّذِي يَمْلِكُ صَكَّ اَلْغُفْرَانِ، وَ يَغْفِرَ اَلذُّنُوبَ فَلَا تَسْأَلُ عَنْ مَاضِيهَا، وَلَا تُفَتِّشُ عَنْ خَطَايَاهَا، وَ تَقَبُّلُهَا كَمَا هِيَ. لِذَلِكَ كَوَّنَ حَذَرًا مِنْ أَنْ تَسْقُطَ فِي بَرَاثِنِ اَلْغَبَاءِ، كَذَلِكَ فَعَلَتْ اَلْمَرْأَةُ فِي نِهَايَةِ اَلْعِشْرِينِيَّاتِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَرْتَبِطَ بِالرَّجُلِ اَلْأَلْفَا لِأَنَّهُ يَعْرِفُ جَمِيعُ اَللُّغَاتِ اَلَّتِي تَتَحَدَّثُ بِهَا اَلْإِنَاثُ، وَلَا يَأْكُلُ اَلْجِيَفَ لِأَنَّهُ قَائِدٌ وَلَيْسَ ضَبْعٌ يَأْكُلُ فَضَلَاتِ غَيْرُهُ، وَلَا يَتَغَاضَى عَنْ اَلْمَاضِي، فَهَرَبَتْ مَعَ اَلْبِيتَا، اَلضَّعِيفَ اَلَّذِي سَيُقِيمُ لَهَا حَفْلُ زِفَافٍ أُسْطُورِيٍّ وَيَدْفَعُ لَهَا مَهْرْ كَبِيرٍ لِإِرْضَائِهَا وَقَبُولِهَا وَيَتَحَوَّلُ إِلَى قِطَّةٍ سِيَامُو لَطِيفَةً. وَيَمْشِي وَرَاءَهَا عَارِي اَلْقَدَمِ، مُتَغَاضِيًا عَنْ عِهْرِهَا وَمَاضِيهَا وَ الصُّوَرِ اَلَّتِي تَظْهَرُ فِيهَا سَوْأَتَهَا عِنْدَ كُلِّ اَلرِّجَالِ اَلَّذِينَ خَرَجَتْ مَعَهُمْ و 12 عَامًا مِنْ قِصَصِ اَلْحُبِّ أَشْبَهَ بِقِصَصِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَ لَيْلَةٍ، وَبَعْدٌ أَنْ تُرَسِّخَ قَدَمَيْهَا بِإِنْجَابِ اَلْأَطْفَالِ وَتَضَمَّنَ اَلرِّعَايَةَ اَلْقَانُونِيَّةَ بِالنَّفَقَاتِ، وَ الْحَضَانَةُ، وَرَاتِب اَلْمُطْلَقَةِ، تَمَسُّكُ اَلْبِيتَا مِنْ جَنَاحَيْهِ وَتَغْطِسُ جَسَدَهُ فِي مَاءِ اَلْبَحْرِ. فَالْبِيتَا مُزَوَّد مَالِيٍّ وَكَارتٍ ذَهَبِيَّةٍ دُونَ خِدْمَاتِ مُقَابَلَةٍ وَلَا يَتَعَدَّى دَوْرُهُ أَكْثَرَ مِنْ مَحَطَّةِ تِرَانْزِيتٍ لِلْهُرُوبِ إِلَى أَحْضَانِ اَلْأَلْفَا اَلْمُتَغَطْرِسِ اَلْمَغْرُورِ اَلَّذِي يَسْجُنُهَا بَيْنَ قُضْبَانِ ذُكُورِيَّتِهِ لِيُرْضِيَ أُنُوثَتَهَا فِي خَيْمَتِهِ اَلْبَالِيَةِ. 2 _ يَا لَهَا مِنْ كَارِثَةِ أَنْ تَعِيشَ فِي هَذَا اَلْعَالَمِ 3 _ اَلْأَلَم هُوَ عُنْصُرُ مِنْ عَنَاصِرِ اَلْيَقَظَةِ اَلرُّوحِيَّةِ هَذِهِ نَوْعِيَّةٌ صَعْبَةٌ مِنْ اَلْأَلَمِ أَكْثَرَ مِنْ تِلْكَ اَلَّتِي يُعَانِي مِنْهَا أُولَئِكَ اَلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي نَوْمٍ ثُلَاثِيٍّ اَلْأَبْعَادِ. عَلَى اَلطَّرِيقِ اَلرُّوحِيِّ، اَلْأَلَمُ هُوَ إِحْدَى اَلطُّرُقِ لِكَسْرِ هَيَاكِلِ اَلْأَنَا اَلْمُقَيِّدَةِ وَالْجَامِدَةِ. اَلْأَلَمُ هُوَ إِحْدَى اَلطُّرُقِ اَلْعُبُور إِلَى اَلْقَلْبِ وَالْعَقْلِ. اَلْأَلَمُ لَا مَفَرَّ مِنْهُ فِي اَلطَّرِيقِ. يُصْبِح اَلْأَلَمُ حَلِيفًا عِنْدَ اِحْتِضَانِهِ، عِنْدَمَا يُنْكِرُ اَلْأَلَمُ اَلْمَكْبُوتُ سَيَخْلُقُ تَشَوُّهَاتٍ فِي وَاقِعِنَا. اِحْتَضَنَ اَلْيَوْمِ كُلَّ اَلْأَلَمِ اَلَّذِي تَشْعُرُ بِهِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِوَاقِعِكَ. أَثْنَاءَ قِيَامِكَ بِذَلِكَ، حَوْلَ كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَى تَطْهِيرِ مِنْ مَجَالِكَ. سَتَسْمَحُ هَذِهِ اَلْعَمَلِيَّةِ بِمَزِيدٍ مِنْ اَلضَّوْءِ وَمِسَاحَةِ أَكْبَرَ فِي مَجَالَاتِ اَلطَّاقَةِ اَلْخَاصَّةِ بِكَ. 4 _ اَلتَّدَهْوُر اَلْعَقْلِيِّ فِي مُجْتَمَعِ مَا، لَا يَحْدُثُ فَجْأَةٍ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُكَوِّنَ أَوْ يَسْتَمِرُّ، مِنْ دُونِ نُصُوصٍ خُرَافِيَّةٍ مُقَدَّسَةٍ تَدْعَمُهُ. 5 _ تَأَخُّرُ اَلْأُنْثَى فِي اَلرَّدِّ عَلَى رَسَائِلِكَ، وَرَدُّهَا بِأَجْوِبَةٍ قَصِيرَةٍ عَلَى خِطَابَاتِكَ اَلْمُطَوَّلَةِ، وَمُبَادَرَتَكَ دَوْمًا بِمُرَاسِلَتِهَا دُونَ أَنْ تَتَلَقَّى مِنْهَا أَيَّةَ مُبَادَرَةٍ، كُلُّ هَذَا يَعْنِي شَيْئًا وَاحِدًا فَقَطْ، وَهُوَ أَنَّ فُؤَادَكَ أَفْرَغَ مِنْ فُؤَادْ أُمِّ مُوسَى، وَأَنَّكَ أَهْوَنُ مِنْ كَلْبِ أَهْلِ اَلْكَهْفِ وَالرَّقِيمْ، وَقِيمَتُكَ أَوْهَنَ مِنْ بَيْتِ اَلْعَنْكَبُوثْ. فَحَتَّى اَلنَّمْلَة أَذْكَى مِنْكَ حِينَمَا قَالَتْ : "أَدْخَلُوا مَسَاكِنُكُمْ لَا يُحَطِّمْنَكُمْ سُلَيْمَانْ"، بَيْنَمَا أَنْتَ يَا صَاحِبُ اَلرَّأْسِ اَلْمُرَبَّعِ تَرْفُضُ اِنْقَاذ قَلْبُكَ مِنْ اَلتَّحَطُّمِ، بَلْ إِنَّ اَلْهُدْهُدَ أَوْعَى مِنْكَ حِينَمَا اِكْتَشَفَ ضَلَالُ بِلْقِيسْ بَيْنَمَا أَنْتَ لَمْ تَكْتَشِفْ أَلَاعِيبُ مَحْبُوبَتِكَ.فَالْأُنْثَى تَتَحَرَّشُ بِالرَّجُلِ اَلْمُقْتَدِرِ اَلْمُكْتَمِلِ ذِي اَلْمَكَانَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ اَلرَّفِيعَةِ، وَتَتَغَزَّلَ بِهِ وَتَعَاكُسِهِ وَتَتَّصِلُ بِهِ فِي اَلْيَوْمِ أَلْفِ مَرَّةٍ، وَ تُرْسِلَ لَهُ فِي اَلْيَوْمِ أَلْفِ رِسَالَةٍ، بَيْنَمَا تَتَجَاهَلُكَ أَنْتَ لِأَنَّكَ مُهِينٌ وَلَا تَكَاد تُبَيِّنُ، فَشَخْصِيَّتُكَ أَضْعَف مِنْ عُبَيْدْ اَلْقُرُونَ اَلْوُسْطَى. فَالْمَرْأَةُ بِشَكْلٍ عَامٍّ كَائِنٍ وَاقِعِيٍّ اِنْتِهَازِيٍّ مَادِّيٍّ، تَدُورَ مَعَ اَلْمَصْلَحَةِ حَيْثُمَا دَرَأَتُ، وَتُفَتِّشَ عَنْ اَلْمَنْفَعَةِ حَيْثُمَا كَانَتْ، وَ تَرَى بِأَنَّ اَلْأَمَانَ وَالْحِمَايَةَ مَوْجُودَةٌ فِي كَنَفِ اَلذِّكْرِ اَلْقَوِيِّ اَلْمُسَيْطِرِ صَاحِبُ اَلْمَوَارِدِ. كَمَا أَنَّ اَلْمَرْأَةَ تَخْضَعُ وَتَنْبَطِح لِلرَّجُلِ اَلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِثِقَةٍ كَبِيرَةٍ فِي اَلنَّفْسِ وَتَوْكِيدِ ذَاتِ عَالٍ، وَيَتَعَامَلَ مَعَ منْ حَوْلِهِ بِصَرَامَةٍ، وَلَا يَعْرِفُ مَعْنَى اَلتَّرَدُّدِ أَوْ اَلتَّرَاجُعِ عَنْ قَرَارَاتِهِ وَإخْتِيَارَاتِهِ. لِذَا عَلَيْكَ أَنْ تُنْفِقَ عِشْرِينِيَّاتُ حَيَاتِكَ فِي تَطْوِيرِ شَخْصِيَّتِكَ مَادِّيًّا بِالْعَمَلِ وَالتِّجَارَةِ، وَفِكْرِيًّا بِالْمُطَالَعَةِ، وَ صِحِّيًّا بِالرِّيَاضَةِ وَالتَّغْذِيَةِ اَلسَّلِيمَةِ، وَرُوحِيًّا بِالتَّأَمُّلِ وَالرَّوْحَنةِ وَعَاطِفِيًّا بِالتَّدَرُّبِ عَلَى اَلتَّحَكُّمِ بِمَشَاعِرِكَ وَعَدَمِ اَلتَّعَلُّقِ بِالْمَرْضَى، بِالْأَشْخَاصِ وَالْأَشْيَاءِ وَالْأَحْدَاثِ. وَعَلَيْكَ أَنْ تُهَاجِرَ خَارِجَ مَدِينَتِكَ اَلَّتِي وُلِدَتْ وَتَرَعْرَعَتْ فِيهَا، إِذْ لَا كَرَامَةً لِنَبِيٍّ فِي وَطَنِهِ، وَمُطْرِبَ اَلْحَيِّ لَا يَطْرَبُ، فَالْهِجْرَةُ تَجْعَلُكَ تَعْتَمِدُ عَلَى نَفْسِكَ وَتُطْلِقُ اَلْعِنَانَ لِقُوَاكَ اَلْكَامِلَةِ اَلْكَامِنَةِ فِي أَعْمَاقِكَ.وَ لْتُجَرِّب دَائِمًا كُلَّ مَا هُوَ جَدِيدٌ وَفَرِيدْ وَمُمَيَّزٍ، وَآدْخُلْ فِي مُغَامَرَاتٍ غَيْرِ مَأْلُوفَةٍ وَمُجَازَفَاتِ مَحْسُوبَةٍ، وَأفْعَلْ أَكْثَرَ اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي تُخِيفُكَ. 6 _ حَاوَلَ أَلَّا تُعْطِيَ اَلْآخَرِينَ مِنْ ذَاتِكَ، أَكْثَرَ وَلَا أَقُلْ، كُنَّ مُنْصِفًا، وَبَادَلَ تَسْتَنَفْذْ شَخْصِ بِمِقْدَارِ مَا يُبَادِلُكَ، حَتَّى لَا تُسْتَنْفَدُ نَفْسِكَ. 7 _ خُذْ جُرِّعَتْكَ وَإلْتَزَمَ بَهَاته اَلتَّعْلِيمَات : لَا تَتَزَوَّجُ فَتَاةً تَجَاوَزَتْ اَلْعِشْرِينَ مِنْ اَلْعُمْرِ. لَا تَتَزَوَّجُ جَامِعِيَّةً أَوْ مُوَظَّفَةٍ. لَا تَتَزَوَّجُ اَلْمُسْتَرْجِلَةَ، لَا تَتَزَوَّجُ اَلَّتِي لَدَيْهَا أَصْدِقَاءٌ فِي اَلْوَاقِعِ أَوْ فِي مَوَاقِعِ اَلتَّوَاصُلِ. لَا تَتَزَوَّجُ اَلْمُعَقَّدَةَ بِاللُّغَاتِ اَلْأَجْنَبِيَّةِ. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ تَضَعُ صُوَرَهَا عَلَى وَسَائِلِ اَلتَّوَاصُلِ. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ لَدَيْهَا مُتَابِعِينَ عَلَى مَوَاقِعِ اَلتَّوَاصُلِ. لَا تَتَزَوَّجُ اَلَّتِي تُدَخِّنُ. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ لَدَيْهَا مَشَاكِلُ مَعَ وَالِدِهَا. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ عَاشَتْ فِي أُسْرَةٍ لَا قِوَامَةً لِلْأَبِ فِيهَا. لَا تَتَزَوَّجُ مَنْ كَانَتْ مَخْطُوبَةً أَوْ ذَاتِ مَاضِي إِيَّاكِ، لَا تَتَزَوَّجُ اَلسَّمِينَةَ. لَا تَتَزَوَّجُ اَلْمُقِيمَةَ لوَحْدَهَا فِي اَلْغُرْبَةِ. لَا تَتَزَوَّجُ تِلْكَ اَلَّتِي اَلَّتِي تُحِبُّ اَلسَّفَرَ وَتَقُولُ لَكَ أحَقِّقُ أَحْلَامِي وَطُمُوحَاتِي. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ تَضَعُ لَكَ شُرُوطًا مُسْبَقَةً. لَا تَتَزَوَّجُ اَلْمُطْلَقَةَ فِي كُلِّ حَالَاتِهَا. لَا تَتَزَوَّجُ تِلْكَ اَلَّتِي تَتَكَلَّمُ كَثِيرًا عَلَى اَلسِّحْرِ وَالْعَيْنِ سَتَجْعَلُ حَيَاتَكَ مَرَحَاضِيَّة. لَا تَتَزَوَّجُ فَتَاةً لَيْسَتْ خَجُولَةً وَمُتَفَتِّحَةً لَا تَتَزَوَّجُ زَوَاج مَدَنِيٍّ وَآحَمِيَ نَفْسَكَ مِنْ اَلِاحْتِيَالِ. لَا تْتِزُوجْ فَتَاةً اِرْتَابَ قَلْبُكَ مِنْها. لَا تَتَزَوَّجُ مِنْ قِطْعَةِ غِيَارِ اَلْمُسْتَعْمَلَةِ. أَنْتَ لَسْتَ حَمِيدَةً اَلسِّتَارِ وَلَسْتُ اَلْمُنْقِذُ لِتُنْقِذَ مَاضِيهَا اَلْعَفَنَ اَلَّذِي خَلَّفَهُ فِيهَا أَبُو كَرْتُونَةِ وَغَيْرِهِ. لَا تَدْفَعُ أَمْوَالَكَ وَلَا تَتَزَوَّجُ مِنْ مَنْ نَكَحَهُ غَيْركَ مَجَّانًا 8 _ أَنْسَى اَلْعَلَاقَاتُ وَتَعَلُّمِ كَيْفِيَّةِ اَلِارْتِبَاطِ بِمُجَرَّدِ أَنَّ تَدَخُّل فِي عَلَاقَةٍ، فَإِنَّكَ تَبْدَأُ فِي أَخْذِ بَعْضُكُمَا اَلْبَعْضُ كَأَمْر مُسْلِمٍ بِهِ وَهَذَا مَايُدَمِّرُ كُلُّ عَلَاقَاتِ اَلْحُبِّ. اَلْمَرْأَة تَظُنُّ أَنَّهَا تَعَرَّفَ اَلرَّجُلُ وَالرَّجُلُ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ اَلْمَرْأَةَ. لَا أَحَدَ يَعْرِفُ أَيْضًا ! مِنْ اَلْمُسْتَحِيلِ مَعْرِفَةَ اَلْآخَرِ، وَيَبْقَى اَلْآخَرُ لُغْزًا. وَأَخَذَ اَلْآخَرُ كَأَمْر مُسْلِمٍ بِهِ هُوَ إِهَانَةُ وَعَدَمِ اِحْتِرَامٍ. إِنَّ اَلِاعْتِقَادَ بِأَنَّكَ تَعْرِفُ زَوْجَتَكَ هُوَ أَمْرٌ جَاحِدٌ لِلْغَايَةِ. كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْرِفَ اَلْمَرْأَةُ ؟ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْرِفَ اَلرَّجُلَ ؟ إِنَّهَا عَمَلِيَّاتٌ، وَ لَيْسَتْ أَشْيَاء. اَلْمَرْأَة اَلَّتِي عَرَفَتْهَا بِالْأَمْسِ لَيْسَتْ مَوْجُودَةً اَلْيَوْمِ لَقَدْ ذَهَبَتْ كَمِّيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ اَلْمِيَاهِ إِلَى أَسْفَلِ نَهْرِ اَلْجَانْجْ؛ إِنَّهَا شَخْصٌ آخَرُ، مُخْتَلِف تَمَامًا. تَوَاصُلُ مَرَّةٍ أُخْرَى، اِبْدَأْ مِنْ جَدِيدٍ، لَا تَأْخُذُ اَلْأَمْرَ عَلَى مَحْمَلِ اَلْجِدِّ. وَالرَّجُلُ اَلَّذِي نَمَتْ مَعَهُ اَللَّيْلَةِ اَلْمَاضِيَةِ، اُنْظُرْ إِلَى وُجْهَةِ مَرَّةٍ أُخْرَى فِي اَلصَّبَاحِ. لَمْ يَعُدْ نَفْسَ اَلشَّخْصِ، لَقَدْ تَغَيَّرَ اَلْكَثِيرَ، بِشَكْلٍ لَا يُحْصَى. وَهَذَا هُوَ اَلْفَرْقُ بَيْنَ اَلشَّيْءِ وَ الشَّخْصِ. اَلْأَثَاثُ اَلْمَوْجُودُ فِي اَلْغُرْفَةِ هُوَ نَفْسُهُ، لَكِنَّ اَلرَّجُلَ وَ الْمَرْأَةَ لَمْ يَعُودَا مُتَمَاثِلَيْنِ. اِكْتَشَفَ مِنْ جَدِيدٍ، اِبْدَأْ مِنْ جَدِيدٍ. هَذَا مَا أَعْنِيهُ بِالِارْتِبَاطِ. لَكِنْ كُنَّ مُتَأَكِّد أَنَّكَ مَعَ مُرُورِ اَلْوَقْتِ لَنْ تَجِدَ إِلَّا اَلصَّدَمَاتِ وَالْأَلَمَ اَلَّذِي لَا تَسْتَطِيعُ اَلتَّخَلُّصَ مِنْهُ إِلَّا بِالْمَوْتِ. 9 _ عِنْدَمَا نَطْرَحُ عَلَيْكَ أَفْكَارُ اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ هَلْ نُرِيدُكُ أَنْ تَكُونَ وَحْشًا كَاسِرًا تَظَلُّمَ اَلنَّاسِ وَلَا تُبَالِي ؟ هَلْ نُرِيدُكُ أَنْ تَكْرَهَ اَلنِّسَاءُ وَتَسُبّهُنَّ ؟ هَلْ نُرِيدُكُ أَنْ تَضْرِبَ وَتَصِيحُ وَ تَحَطُّمٌ ؟ طَبْعًا لَا وَأَلَّفَ لَا ؟ لَكِنَّ نُرِيدكُ أَنْ تَعْرِفَ قِيمَتَكَ اَلْحَقِيقِيَّةَ؟ نُرِيدُكُ أَنْ تَعْرِفَ طَبِيعَةُ اَلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَمَا هِيَ، وَ تَعَرَّفَ كَيْفَ تَتَعَامَلُ مَعَهَا، لَا أَنْ تَقُولَ لِمَاذَا فَعَلَتْ هَكَذَا وَخَانَتْنِي وَأَنَا كُنْتُ جَيِّدًا وَكُنْتُ كَذَا وَكَذَا، نُرِيدكُ أَلَّا تَتَنَازَلَ عَنْ مَعَايِيرِكَ وَلَا تَتَوَقَّفُ عَنْ تَطْوِيرِ ذَاتِكَ، نُرِيدُكُ أَنَّ لَا تَتَأَثَّرُ بِالْحِيَلِ اَلنَّفْسِيَّةِ، نُرِيدُكُ أَنْ تَعْرِفَ قِيمَةُ أَبِيكَ وَجَدِّكَ وَتُعْطِيهِمْ حَقَّ قَدْرِهِمْ فَهْمَ مَنْسِيُّونَ فِي هَذَا اَلزَّمَانِ وَيَتِمُّ اَلسُّخْرِيَةَ مِنْهُمْ بِوَصْفِهِمْ غَيْرَ مُوَاكِبِينَ لِلْحَضَارَةِ وَالْعَصْرِ. 10 _ لِلْخِيَانَةِ طَعْمَ مَرٍّ لَا يُمْكِنُ وَصْفُهُ، هَكَذَا قَالَ اَللَّاعِبُ اَلسَّابِقُ لَأرَسَنَالْ إِيمَانُوِيلْ اِيبُويْ وَهُوَ يَصِفُ مَا حَدَثَ لَهُ بِسَبَبَ زَوْجَتِهِ اَلسَّابِقَةِ اَلْبَلْجِيكِيَّةِ أَوْرِيلِي بِيرِتْرَانْدْ، وَفِي مُقَابَلَةٍ مَعَ صَحِيفَةِ مِيرُورْ اَلْبِرِيطَانِيَّةِ سَرْدَ نَجْمِ مُنْتَخَبِ كُوتْ دِيفْوَارْ اَلسَّابِقُ قِصَّتَهُ قَائِلاً : لَمْ أُكْمِلْ تَعْلِيمِيًّ وَمِنْ هُنَا أَوْكَلَتْ زَوْجَتِي بِكُلِّ اَلْأُمُورِ اَلْمَالِيَّةِ، كُنْتَ أُوَقِّعُ عَلَى جَمِيعِ اَلْمُسْتَنَدَاتِ اَلَّتِي تَعَرُّضُهَا عَلِي دُونَ أَنْ أَعْرِفَ مَا أَهَمِّيَّةُ أَوْ ضَرَرِ ذَلِكَ، لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ مَاذَا تَفْعَلُ، كُنْتَ أَحْرِصُ فَقَطْ عَلَى إِرْسَالِ اَلْأَمْوَالِ لَهَا وَلِأَوْلَادِي. فِي تُرْكِيَا كُنْتُ أَتَقَاضَى 8 مَلَايِينُ يُورُو سَنَوِيًّا وَكُنْتُ أُرْسِلُ لَهَا 7 مَلَايِينُ مِنْ أُصُولِ 8، لَكِنَّ اِيبُويْ لَمْ يَتَصَوَّرْ يَوْمٌ أَنَّ زَوْجَتَهُ تُعِدُّ اَلْعُدَّةُ لِلطَّلَاقِ وَالِاسْتِيلَاءِ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ وَهَذَا مَا حَدَثَ، حَيْثُ قَامَتْ بِرَفْعِ دَعْوَةِ طَلَاقٍ فَازَتْ بِهَا لِيَبْقَى اِيبُويْ مُشَرَّدًا بِلَا أَمْوَالٍ. قَبْلُ أَنْ يَتَدَخَّلَ نَادِي غَلْطَةِ سَرَايْ اَلتُّرْكِيِّ اَلَّذِي لَعِبَ مَعَهُ اِيبُويْ سَابِقًا وَقَدَّمَ اَلْمُسَاعَدَةَ لِلَّاعِبِ بِتَعْيِينِهِ مُدَرِّبًا لِإِحْدَى اَلْمَرَاحِلِ اَلسُّنِّيَّةِ فِي اَلْفَرِيقِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يعِيشَ حَيَاةٌ كَرِيمَةٌ. 11 _ إِنَّ أَحَدَ أَكْثَرِ اَلْفِخَاخِ اَلَّتِي سَقَطَ فِيهَا اَلرَّجُلُ فِي زَمَانِنَا لِلْأَسَفِ هُوَ فَخُّ اَلْإِثَارَةِ اَلْجِنْسِيَّةِ، حَيْثُ لَا يَكَادُ يَخْلُو أَيَّ شَارِعِ مِنْ اَلنِّسَاءِ اَلْمُتَبَرِّجَاتِ دُونَ أَنْ نَنْسَى أَيْضًا اَلْقَنَوَاتِ اَلْفَضَائِيَّةَ وَ مَوَاقِعَ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ اَلْمَلِيئَةِ بِصُوَرِ اَلنِّسَاءِ، نَتِيجَة لِهَذَا اَلْأَمْرِ أَصْبَحَ اَلرَّجُلُ يَتَعَرَّضُ لِلْمُثِيرَاتِ اَلْجِنْسِيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، بِطَبِيعَةِ اَلْحَالِ لَنْ تُعَارِضَ اَلنِّسَاءُ اَلْغَبِيَّاتُ هَذَا اَلْوَضْعِ اَلْمُتَعَفِّنِ لِأَنَّهُ جَلْبُ لَهُنَّ اِمْتِيَازَاتٌ لَمْ تَحُضى بِهَا أَيُّ اِمْرَأَةٍ فِي اَلتَّارِيخِ، حَيْثُ إِنَّ اَلْمَرْأَةَ اَلْمُتَبَرِّجَةَ تَنَالُ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلِامْتِيَازَاتِ اَلْمَجَّانِيَّةِ مِنْ طَرَفٍ أَشْبَاهِ اَلرِّجَالِ عُبَيْدْ اَلْمَهْبِلِ حتى دُونَ أَنْ يَنَالُوا اَلْجِنْسُ. مِنْ نِفَاقِ اَلْمَرْأَةِ اَلْعَصْرِيَّةِ أَنَّهَا تَلُومُ اَلرِّجَالَ عَلَى عَدَمِ غَضِّ اَلْبَصَرِ لَكِنَّهَا لَنْ تَتَجَرَّأَ أَبَدًا عَلَى لَوْمِ اَلنِّسَاءِ اَلْمُتَبَرِّجَاتِ وَ تَطْلُب مِنْهُنَّ سَتْرِ اَلْجَسَدِ وَهَذَا بِسَبَبِ اَلطَّبِيعَةِ اَلتَّضَامُنِيَّةِ بَيْنَ اَلنِّسَاءِ فِي مُوَاجَهَةِ اَلرَّجُلِ اَلَّذِي يَعْتَبِرْنَهُ عَدُوًّا مُشْتَرَكًا. إِنَّ نَشْرَ اَلْمُثِيرَاتِ اَلْجِنْسِيَّةِ فِي اَلْوَاقِعِ هُوَ فِي اَلْحَقِيقَةِ فِعْل مُمَنْهَجٍ لِأَنَّ اَلرَّجُلَ عِنْدَمَا يَكُونُ عَبْدًا لِشَهْوَتِهِ فَإِنَّهُ يُصْبِحُ فَرْدُ ضَعِيفٍ غَيْرِ قَادِرٍ عَلَى اَلتَّحَرُّرِ فِكْرِيًّا وَيُصْبِحُ مَثَلُ اَلْحَيَوَانِ يُفَكِّرُ فَقَطْ فِي اَلْأَكْلِ وَالْجِنْسِ وَبِالتَّالِي لَنْ يُشَكِّلَ خَطَرًا عَلَى مَنْ يَتَحَكَّمُونَ فِي زِمَامِ اَلْأُمُورِ. يَجِبَ عَلَى اَلرِّجَالِ أَنْ يُحَاوِلُوا اَلتَّقْلِيلُ مِنْ اَلتَّعَرُّضِ لِلْمُثِيرَاتِ اَلْجِنْسِيَّةِ قَدْرَ اَلْمُسْتَطَاعِ سَوَاءٌ فِي اَلْوَاقِعِ أَوْ فِي مَوَاقِعِ اَلتَّوَاصُلِ اَلْإِلِكْتِرُونِيِّ حَتَّى لَا يَكُونُوا عَبِيدًا لِشَهَوَاتِهِمْ وَبِالتَّالِي يُصْبِحُونَ ضُعَفَاءَ فِي مُوَاجَهَةِ فِتَنِ هَذَا اَلْعَصْرِ اَلشَّيْطَانِيِّ. 12 _ إِذَا حَاوَلَتْ اَلتَّحَدُّثَ إِلَى اَلْأُنْثَى فِي اَلشَّارِعِ وَأَنْتَ فَقِيرُ فَسْتَعَتَبَرْكْ مُتَحَرِّشًا حَقِيرًا، وَقَدْ تَجَمَّعَ عَلَيْكَ اَلنَّاسُ وَتَتَسَبَّبُ لَكَ فِي فَضِيحَةٍ مُدَوِّيَةٍ وَتَطْلُبُ اَلشُّرْطَةُ، أُمًّا لَوْ حَاوَلَتْ اَلتَّحَدُّثَ مَعَهَا وَأَنْتَ غَنِيُّ فَسْتَعْدَكْ مُتَغَزِّلاً رَاقِيًا فِي قِمَّةِ اَلرُّومَانْسِيَّةِ وَالِاحْتِرَامِ مُفْعَمًا بِالْأَحَاسِيسِ اَلْجَيَّاشَةِ وَمُقَدِّرًا لِلْأُنُوثَةِ وَالْجَمَالِ. فَالْمَرْأَةُ لَيْسَتْ ضِدَّ اَلتَّحَرُّشِ بِشَكْلٍ عَامٍّ وَ إِنَّمَا هِيَ فَقَطْ ضِد اَلْمُتَحَرِّشِينَ اَلْمُفْلِسِينَ اَلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ. فَالْحُبُّ اِخْتِرَاعٌ خَطِيرٌ تَسْتَخْدِمُهُ اَلْأُنْثَى مَعَ اَلرَّجُلِ اَلثَّرِيِّ لِلْحُصُولِ عَلَى اَلْمَلَابِسِ وَالْمَأْكُولَاتِ بِالْمَجَّانِ، بَيْنَمَا يَسْتَخْدِمُهُ اَلرَّجُلُ اَلْفَقِيرُ لِإصْطِيَادٍ مِنْ تَمْنَحُهُ اَلْجِنْسَ مَجَّانًا لِذَا ؛ لَا تُجْهِدُ نَفْسَكَ وَتَضِيعُ وَقْتَكَ بِمُطَارَدَةِ فَرَاشَةٍ وَحِيدَةٍ، بَلْ أُصْلِحَ حَدِيقَةَ بَيْتِكَ وَسَتَنْهَالُ عَلَيْكَ أَسْرَابُ مِنْ اَلْفَرَاشَاتِ بِمُخْتَلِفِ اَلتَّشْكِيلَاتِ وَالْأَلْوَانِ. فَالرَّجُلُ عَالِي اَلْقَيِّمَةِ اَلَّذِي يَمْتَلِكُ اَلْمَالُ أَوْ اَلْمَكَانَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ يَكُونُ مَحَطُّ أَنْظَارِ اَلنِّسَاءِ، بَلْ إِنَّهُ يَتَعَرَّضُ لِلتَّحَرُّشِ مِنْهُنَّ بِشَكْلٍ دَائِمٍ، وَيَتَسَابَقْنَ لِلظَّفَرِ بِهِ، لِأَنَّهُ هُوَ اَلْجَائِزَةُ اَلذَّهَبِيَّةُ وَالْوَجْبَةُ اَلدَّسِمَةُ، فَهُوَ سَيِّدُ اَلرِّجَالِ اَلْمُمْتَلِكِ لِأَسْبَابِ اَلْقُوَّةِ وَالسَّطْوَةِ وَالسُّلْطَةِ وَالنُّفُوذِ وَ التَّأْثِيرِ اَلْعَابِرِ لِحُدُودِ اَلْقُلُوبِ. 13 _ تَجِدُ اَلْمَرْأَةُ دَوْمًا مَا تُحَارِبُ اَلتَّعَدُّدَ تَسْلِيمًا وَتَعْتَبِرُهُ إِهَانَةً وَ إحْتِقَارًا تَامًّا وَتُقَسَّمُ بِأَغْلَظ اَلْأَيْمَانِ أَنَّهَا لَنْ تَقْبَلَ بِرَجُلٍ مُعَدِّدٍ تَحْتَ أَيِّ ظَرْفٍ كَانَ حَتَّى لَوْ أَطْبَقَتْ اَلسَّمَاءُ عَلَى اَلْأَرْضِ، لَكِنَّ مَا أَنْ يَخْطُبَهَا ثَرِيٌّ مُعَدِّدٌ حَتَّى تَرْضَخَ وَتَسَلَّمَ لَهُ تَسْلِيمٌ تَامٌّ مُطْلَقًا وَتَقَبَّلَ أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ اَلثَّانِيَةَ أَوْ اَلثَّالِثَةِ أَوْ حَتَّى اَلرَّابِعَةِ، بَلْ إِنَّهَا تَتَحَوَّلُ فَجْأَةِ وَبِقُدْرَةِ قَادِرٍ إِلَى مُنَاصَرَةٍ لِلتَّعَدُّدِ وَتَبْدَأُ فِي دَعْوَةِ اَلرِّجَالِ إِلَى إِحْيَاءِ هَذِهِ اَلسَّنَةِ اَلْكَرِيمَةِ. تَبْدَأَ فِي تَعْدَادِ فَضَائِلِهِ وَمَزَايَاهُ عَلَى اَلْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ أَمَّا إِذَا حَلَّلْنَا قَضِيَّةُ اَلنَّكَدِ، فَسَنَجِدُ أَنَّ اَلْمَرْأَةَ لَا تَكُونُ نَقْدِيَّةً إِلَّا مَعَ اَلزَّوْجِ اَلْفَقِيرِ اَلَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ تَلْبِيَةَ رَغَبَاتِهَا اَلْمَادِّيَّةِ، فَتَتَمَرَّدُ وَتَثُور عَلَيْهِ وَتَحَوَّلَ حَيَاتَهُ إِلَى مَعِيشَةِ ضَنْكٍ، لَكِنَّهَا تَكُونُ مُطِيعَة وَ هَادِئَةً مَعَ اَلزَّوْجِ اَلَّذِي يَمْتَلِكُ أَسْبَابَ اَلرَّخَاءِ وَالرَّفَاهِيَةِ. 14 _ وَإِذَا خَطَبَ رَجُلٌ فَقِيرٌ فَتَاةَ مَا فَإِنَّ أَهْلَهَا يَقُولُونَ لَهُ بِأَنَّ اِبْنَتَنَا لَا زَالَتْ صَغِيرَةً وَتُرِيدُ إِتْمَامَ دِرَاسَتِهَا، أَمَّا إِذَا خَطَبَهَا رَجُلُ مُتَوَسِّطِ اَلْحَالِ فَإِنَّهُمْ يَفْرِضُونَ عَلَيْهِ اَلشُّرُوطُ اَلتَّعْجِيزِيَّةُ مِنْ مَهْرْ غَالٍ وَحَفْلِ زِفَافٍ أُسْطُورِيٍّ وَشَهْرِ عَسَلٍ خُرَافِيٍّ وَمَنْزِلٍ فَخْمٍ وَسَيَّارَةِ فَارِهَةٍ حَتَّى يُغْرَقُوهُ فِي اَلدُّيُونِ، لَكِنْ إِذَا خَطَبَهَا رَجُلٌ ثَرِيٌّ أَوْ أَجْنَبِيٍّ فَإِنَّهُمْ يُسَلِّمُونَهَا لَهُ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ وَبِلَا مُقَدِّمَاتٍ مَانِحِينَ لَهُ كُلِّ اَلتَّسْهِيلَاتِ وَتَبْسِيطِ اَلْمَسَاطِرِ وَ الْإِجْرَاءَاتِ. 15 _ إِنَّ كُنْتَ ثَرِيًّا فَإِنَّ أَقْرِبَائِكَ سَيَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لِتَزْوِيجِ بَنَاتِهِمْ لَكَ مُبَرِّرِينَ ذَلِكَ بِأَنَّ زَوَاجَ اَلْأَقَارِبِ هُوَ صِلَةُ رَحِمٍ، فَالْمُقَرَّبُونَ أُولَى بِالْمَعْرُوفِ، أُمًّا لَوْ كُنْتُ فَقِيرًا وَأَرَدْتُ اَلزَّوَاجَ مِنْ بِنْتٍ قَرِيبٍ لَكَ فَسَيَرْفُضُ بِالطَّبْعِ مُبَرِّرَ ذَلِكَ بِأَنَّ زَوَاجَ اَلْأَقَارِبِ يَنْتِجُ عَنْهُ أَطْفَالُ اَلتَّوَحُّدِ وَالْمُنْغُولِيِّينَ وَالْمُعَاقِينَ. 16 _ أَمْرٌ لَا يُطَاقُ أَنْ تَكُونَ زَوْجًا لَا قِوَامَةً لَكَ، تُنْفِقُ وَتَكْدَحُ وَ تَقْتَرِضُ وَلَيْسَ مِنْ حَقِّكَ طَلَبَ كُوبُ شَايِ مِنْ يَدِ زَوْجَتُكَ إِلَّا صَدَقَةً مِنْهَا أَوْ أَنَّ تَكُونُ أَبًا لَا سُلْطَةً لَكَ عَلَى أَبْنَائِكَ، هَذَا يَفْعَلُ مَا يُحِبُّ وَتِلْكَ تَمَرَّغَ اِسْمُكَ فِي اَلْوَحْلِ وَلَا يَحِقُّ لَكَ إِلَّا اَلْإِنْفَاقُ عَلَيْهِمَا ! هَذَا مَا تَسْعَى لَهُ اَلنسْوِيَاتُ ؟! تَفْكِيكَ اَلْأُسْرَةِ وَإِيجَادِ بَدَائِلَ مُنْفَلِتَةٍ ؟! 17 _ يَجِبَ أَنْ تُعَادَ صِيَاغَةُ مَعَايِيرِ اَلرِّجَالِ. اِتِّجَاهُ اَلْأُنْثَى اَلْعَصْرِيَّةِ. أَخْلَاقِيًّا : مُتَحَرِّرَاتٍ عَاكِفَات عَلَى اَلثَّقَافَةِ اَلْغَرْبِيَّةِ اَلْمُنْحَلَّةِ. اِجْتِمَاعِيًّا : اَلْإِعْلَامُ وَشُيُوخِ اَلدِّينِ وَطَلَبَةِ اَلْعَلَمِ وَ الْمُجْتَمَعِ يَدْعَمُونَهُ وَيُبَرِّرُونَ أَفْعَالَهُنَّ. بَيُولُوجِيًّا : مُعْظَمُهُنَّ عَوَانِس فَقَدْنَ اَلْبُوَيْضَاتُ وَالْخُصُوبَةُ وَالْجَمَالُ. نَفْسِيًّا : مُسْتَنْزِفَاتٍ عَاطِفِيًّا مَعَ صَدَمَاتِ لَنْ يِمْحِيهَا اَلزَّمَنُ مَهْمَا طَالَ. دِينِيًّا : يَسْتَخْدِمْنَ اَلدِّينُ بِمَا يَخْدِمُ مَصَالِحَهُنَّ اَلشَّخْصِيَّةَ فَقَطْ. أَسْمَعُ مَا تَقُولُهُ "اَلْمُتَدَثِّرَاتِ" وَإِلَّا فَالْإِنَاث اَلْعَصْرِيَّاتِ سَيَضَعْنَ هُنَّ اَلْمَعَايِيرَ وَيَسْتَعْمِلنَ أُسْلُوبُ اَلْمَرْأَةِ ضِدَّكَ وَيُصْبِحُ اَلرَّجُلُ هُوَ اَلْمَطَالِبُ بِمَا يَطْلُبْنَهُ. وَيَجِبَ عَلَيْهِ اَلتَّوْفِيرُ وَالِاحْتِوَاءُ وَ الْإِنْقَاذُ. وَالْحِمَايَةُ. وَسَتَقُولُ لَكَ أَنَا أَمْلِكُ مَهْبِلَاً وَهَذَا يَكْفِي 18 _ رَغْمَ اِسْتِمْرَارِ طَاحُونَةِ اَلْقَهْرِ اَلْمَجْنُونِ, وَتَغَوُّلَ اَلذُّلِّ فِي اَلدَّوَرَانِ فِينَا لِأَكْثَر مِنْ عَشَرَةِ قُرُونٍ وَرَغْمُ نَاهِدْ دِمَاءَ اَلْكَرَاهِيَةِ اَلْمُقَدَّسَةِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا وَرَغْمُ كُلِّ مُحَاوَلَاتِ إِطْفَاءِ اَلْحَقَائِقِ وَ تَشْوِيهِ اَلْعَفَافَ, مَا زِلْنَا نَجْلِسُ فِي اَلْمَقَاهِي، نَلُوكُ اَلْأَخْبَارُ اَلْفَائِتَةُ, وَنَنْتَشِي مِنْ اِنْتِصَارَاتِنَا اَلْوَهْمِيَّةِ عَلَى اَلْوَرَقِ, وَنَفْرَحُ بِخَبَلٍ فَرِيدٍ, لِاكْتِمَالِ اَلْكَلِمَاتِ اَلْمُتَقَاطِعَةِ فِيمَا بَيْنَنَا, وَنَحْنُ نُصْدِرُ قَهْقَهَاتٌ مُصْطَنَعَةٌ, تَجْعَلَ رَغْوَةَ اَلْبَلَاهَةِ تَمْلَأُ وُجُودَنَا اَلْفِكْرِيَّ اَلْمُهْتَرِئَ, ثُمَّ عِنْدَ مُغَادَرَتِنَا اَلْهَوْجَاءِ لِلْمَكَانِ, وَهُرُوبَ اَلْكَرَاسِيِّ مِنَّا, نَنْتَبِهُ فَجْأَةٌ, إِلَى أَنَّ لَيْسَ هُنَاكَ أَيَّةُ يَافِطَةٍ, تَعْرِفَ عَلَيْنَا سِوَى خِرْقَةٍ بَالِيَةٍ, كَتَبَ عَلَيْهَا, بِخَطِّ اَلنَّادِلِ اَلْأُمِّيِّ اَلرَّدِيءِ : لُطْفًا, اَلْمَكَانُ مَحْجُوزٌ, هُنَا يَجْلِسُ أَشْبَاهُ اَلْمُثَقَّفِينَ. وَ هُنَا فِي هَذَا اَلْقَفَصِ اَلْبِلَاسْتِيكِيِّ يَلْهُونَ, أَصْحَابُ اَلشِّعَارَاتِ اَلْعَظِيمَةِ أَكْثَرُهُمْ فُقَرَاء لَا يَدْفَعُونَ, يُرْجَى أَخْذُ اَلْعَلَمِ فَضْلاً, لَا تَرِمُ اَلْأَوْسَاخُ هُنَا 19 _ هَلْ تَسَاءَلَتْ يَوْمًا لِمَاذَا تَغَيَّرَ اَلنِّسَاءَ اِهْتِمَامَاتِهِنَّ وَ مُعْتَقَدَاتهُنَّ بِشَكْلٍ جَذْرِيٍّ عِنْدَمَا يَقَعْنَ فِي حُبِّ رَجُلٍ مُعَيَّنٍ وَلَيْسَ مَعَ كُلِّ اَلرِّجَالِ ؟ هَلْ تَظُنُّ أَنَّ هَذَا اَلتَّحَوُّلِ يَأْتِي مِنْ فَرَاغٍ، أَمْ أَنَّ هُنَاكَ أَسْبَابًا أَعْمَقَ وَأَقْوَى تَلْعَب دَوْرَهَا فِي هَذَا اَلسُّلُوكِ ؟ وَأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ، لِمَاذَا هَذَا اَلسُّلُوكِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى جَمِيعِ اَلرِّجَالِ ؟ أَعْلَمُ أَنَّ 80 % مِنْ اَلرِّجَالِ فِي اَلْعَلَاقَاتِ اَلْحَدِيثَةِ مَحْرُومُونَ مِنْ هَذِهِ اَلدِّينَامِيكِيَّةِ. لِمَاذَا ؟ لِأَنَّهُمْ إِمَّا قَدْ تَمَّ تَصْنِيفُهُمْ فِي خَانَةِ اَلْبِيتَا مِنْ قَبْلُ اَلْمَرْأَةِ خُصُوصًا فِي اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْمُسَاوَاتِيَّة, أَوْ أَنَّ هُنَاكَ رِجَالاً قِبَلِهِمْ قَدْ تَرَكُوا بَصْمَتُهُمْ عَلَى اَلْأُنْثَى, خُصُوصًا أَنَّ اَلثَّقَافَةَ اَلنِّسْوِيَّةَ اَلْحَدِيثَةَ اَلَّتِي تُشَجِّعُ بِشِدَّةِ عَلَى اَلِارْتِبَاطِ اَلْفَوْقِيِّ اَلْمَفْتُوحِ. هَذِهِ اَلْحَقَائِقِ تَقُودُنَا إِلَى تَسَاؤُلٍ جَوْهَرِيٍّ مَا اَلَّذِي يَجْعَلُ اَلْأَلْفَا مُخْتَلِفًا ؟ 20 _ اَلتَّأْثِير اَلِاجْتِمَاعِيِّ وَالنَّفْسِيِّ Social Proof اَلنِّسَاءُ يَتَأَثَّرْنَ بِشِدَّةِ بِالتَّأْثِيرِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ. تَخَيُّلُ اِمْرَأَةٍ تَرَى اَلْأَلْفَا مُعْجَبًا بِشَيْءِ مَا؛ سَتَجِدُ نَفْسَهَا تِلْقَائِيًّا تَتَبَنَّى نَفْسَ اَلْإِعْجَابِ لِتَعْزِيزِ اَلتَّوَافُقِ وَالْمُوَافَقَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ مَعَهُ. هَذَا لَيْسَ مُجَرَّدَ مُحَاكَاةٍ سَطْحِيَّةٍ، بَلْ هُوَ سَعْيٌ لِتَعْزِيزِ اَلتَّرَابُطِ اَلْعَاطِفِيِّ وَ الِانْسِجَامِ مَعَ اَلرَّجُلِ. إِنَّ تَأْثِيرَ اَلْأَلْفَا هُنَا يَعْمَلُ كَنَوْعٍ مِنْ اَلْمِغْنَاطِيسِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ اَلَّذِي يَجْذِبُ اَلْمَرْأَةَ نَحْوَ تَبَنِّي مُعْتَقَدَاتِهِ وَإهْتِمَامَاتِهِ 21 _ اَلِارْتِبَاط اَلْفَوْقِيِّ Hypergamy, اَلنِّسَاءُ يَسْعَيْنَ دَائِمًا لِإسْتِقْطَابِ أَفْضَلِ ذِكْرٍ مُمْكِنٍ، وَالشَّرِيكُ اَلْأَلْفَا يُمَثِّلُ أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْجَاذِبِيَّةِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ خِلَالِ تَبَنِّي اِهْتِمَامَاتِ وَ مُعْتَقَدَاتِ اَلْأَلْفَا، تَزِيدَ اَلْمَرْأَةُ مِنْ جَاذِبِيَّتِهَا وَقِيمَتِهَا فِي عَيْنَيْهِ. هَذَا لَيْسَ مُجَرَّدَ تَحْسِينٍ لِلصُّوَرِ اَلذَّاتِيَّةِ، بَلْ هُوَ اِسْتِرَاتِيجِيَّةٌ لِتَعْزِيزِ مَكَانَتِهَا اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ دَاخِلَ اَلْعَلَاقَةِ مَعَهُ، مِمَّا يَضْمَنُ اِسْتِقْرَارُهَا وَجَاذِبِيَّتُهَا اَلْمُسْتَمِرَّةُ. 22 _ اَلتَّأْثِير اَلْعَاطِفِيِّ Emotional Influence، اَلْعَاطِفَةُ لَهَا قُوَّةٌ سِحْرِيَّةٌ؛ عِنْدَمَا تَنْجَذِبُ اَلْمَرْأَةُ عَاطِفِيًّا لِلْأَلِفا نَوْعًا مَا نُسَمِّيهُ فِي اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ رَغْبَةً حَقِيقِيَّةً، فَإِنَّ تَبَنِّيهَا لِإهْتِمَامَاتِهِ وَ مُعْتَقَدَاتِهِ لَيْسَ سَطْحِيًّا بَلْ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ رَغْبَةٍ عَمِيقَةٍ فِي اَلِارْتِبَاطِ وَالِاقْتِرَابِ مِنْهُ. إِنَّ هَذَا اَلتَّغَيُّرِ فِي اَلِاهْتِمَامَاتِ يُمَثِّلُ نَوْعُ مِنْ اَلِاسْتِثْمَارِ اَلْعَاطِفِيِّ فِي اَلْعَلَاقَةِ، نَوْعًا مِنْ اَلرِّهَانِ اَلْقَوِيِّ عَلَى نَجَاحِ اَلْعَلَاقَةِ وَهَذَا لَا يَحْدُثُ إِذَا كَانَ بيْتا 23 _ اَلِانْتِمَاء وَالْهُوِيَّةِ Belonging and Identity. اَلنِّسَاء يَسْعَيْنَ بِشِدَّةِ لِتَحْقِيقِ اَلشُّعُورِ بِالِإنْتِمَاءِ دَاخِلِ عَلَاقَاتِهِنَّ مَعَ اَلْأَلْفَا. إِنَّ تَبَنِّيَ اِهْتِمَامَاتِ وَمُعْتَقَدَاتِ اَلرَّجُلِ لَيْسَ مُجَرَّدَ تَغْيِيرٍ طَارِئٍ، بَلْ هُوَ وَسِيلَةٌ لِتَعْزِيزِ اَلْهُوِيَّةِ اَلْمُشْتَرَكَةِ وَالشُّعُورِ بِالِإنْتِمَاءِ اَلْعَمِيقِ مَعَهُ. هَذَا اَلتَّبَنِّي يُقَوِّي اَلثِّقَةَ وَالرِّضَا اَلْعَاطِفِيَّ وَالِإجْتِمَاعِيَّ عَنْ اَلْمَرْأَةِ دَاخِلَ اَلْعَلَاقَةِ. هَذَا اَلتَّفْسِيرِ يُبْرِزُ بِوُضُوحِ لِمَاذَا تَغَيَّرَ اَلْمَرْأَةَ دِينَهَا بِسُهُولَةِ إِذَا تَزَوَّجَتْ مُسْلِمًا، حَيْثُ يَكُونُ هَذَا اَلتَّغَيُّرِ جُزْءًا مِنْ سَعْيهَا لِلتَّوَافُقِ وَالِإنْتِمَاءِ فِي اَلْعَلَاقَةِ مَعَ اَلْأَلْفَا اَلَّذِي تَرَى فِيهِ اَلْقُوَّةُ وَالْقِيَادَةُ وَالْجَاذِبِيَّةُ، وَ لِمَاذَا تَتَأَثَّرُ اَلنِّسَاءُ أَكْثَرَ مِنْ اَلرِّجَالِ إِذَا كَانَتْ اَلثَّقَافَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ وَصَدِيقَاتُهَا فَاسِدِينَ. 24 _ فِي ظِلِّ غِيَابِ اَلْعَقْلِ، وَتَنَوُّعَ فَاكِهَةِ اَلتَّدَهْوُرِ اَلْعَقْلِيِّ تَتَعَدَّدُ قُشُورُ اَلْعِمَامَاتِ، لَكِنْ يَبْقَى لَوْنَ اَلْجَهْلِ وَاحِدًا. 25 _ أَهَمَّ أَنْوَاعِ اَلْحُرِّيَّةِ هِيَ أَنْ تَكُونَ عَلِي حَقِيقَتَكَ وَتَنْسَلِخُ وَتَخْلَعُ أَقْنِعَتَكَ اَلْمُتَعَدِّدَةَ اَلْمُزَيَّفَةَ، يَتَطَلَّبَ اَلْأَمْرُ قَدْرًا كَبِيرًا مِنْ اَلشَّجَاعَةِ وَالِإسْتِقْلَالِيَّةِ حَتَّى تَقَرَّرَ تَصْمِيمُ صُورَتِكَ اَلْخَاصَّةِ بَدَلَ اَلصُّورَةِ اَلَّتِي يُكَافِئُكَ عَلَيْهَا اَلْمُجْتَمَعُ، وَسَيُصْبِحُ اَلْأَمْرُ أَسْهَلَ كُلَّمَا تَقَدَّمَتْ. 26 _ عِنْدَمَا يَتَعَاهَدُونَ عَلَى سُقُوطِي، أَبْنِي نَفْسِيٍّ جَيِّدًا وَ أنْطَلَقَ بِقُوَّةٍ وَلَا أَرْحَمُ أَحَدًا ! تَبًّا لِلْبَشَرِ
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اَلْعَالَم لَا يَسِيرُ بِإِنْصَافِ اَلضَّمِيرِ أَوْ حِكْمَةِ
...
-
كُلُّ اِتِّكَاءٍ عَلَى جِدَارٍ بَشَرِيٍّ هُوَ سُقُوطٌ مُؤَجّ
...
-
اَلْجَمَالَ لَا يَكْمُنُ فِي اَلْبُؤْسِ
-
اَلْقَادِرَ حَقًّا هُوَ مِنْ يَمْنَعُ وُقُوعَ اَلشَّرِّ
-
أَيُعْقَلُ أَنْ أَكُونَ مُجَرَّدَ ظِلٍّ غَضُوبٍ
-
لَا قَانُون سِوَى اَلْقُوَّةِ عَلَى هَذِهِ اَلْأَرْضِ
-
إِنَّهُمْ يَتَلَاعَبُونَ بَالْكِرَاكِيزْ اَلْبَشَرِيَّةَ
-
أَيْنَ هُوَ دِيونِيسِيسْ يَا نِيتْشَهْ
-
مُصْطَلَحَات اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ
-
نَخْسَرُ أَنْفُسُنَا فِي اَلْأَشْيَاءِ اَلَّتِي نَحْبُهَا
-
رَكَّزَ عَلَى اَلْهَدَفِ اَلْأَعْظَمِ
-
مَنْ مَزَّقَ مُؤَخَّرَةَ غَزَّةَ
-
قِصَّة كَهْفِ أَفْلَاطُونْ
-
نَقْدُ جَانْ بُولْ سَارْتَرْ لِلْمَارْكِسِيَّةِ
-
آرَاء فُضَلَاءَ اَلْ اَلْرِّدْبِّيلْ
-
اَلرَّبّ اَلَّذِي لَا يَرَى جَحِيمَ اَلْفُقَرَاءِ هُوَ مُجَر
...
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلرَّابِعِ -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلثَّالِثِ -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءِ اَلثَّانِي -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلْأَوَّلِ-
المزيد.....
-
توالي موجة الإدانات العربية لتصريحات نتنياهو عن -إقامة دول ف
...
-
استنكار مجموعات -الألتراس- من عمليات تفتيش الشرطة داخل الملا
...
-
-اشتقت لمدرستي- بي بي سي تطلق برنامج -درس- للتعليم في مناطق
...
-
تشيلي تفرض حظر تجول في نبل وماولي لمكافحة حرائق الغابات
-
سفير روسيا يبحث مع القائم بأعمال وزير الخارجية الليبي تعزيز
...
-
قناة: ترامب يجدد الرقم القياسي لعدد المراسيم التي وقعها
-
هل أساء للمصريين؟.. أحمد حلمي يثير جدلا واسعا بعد فيديو الري
...
-
العثور على أستاذ جامعي في حالة حرجة قرب كييف بعد احتجازه من
...
-
كوليبا: أوكرانيا فقدت فرصتها في امتلاك الأسلحة النووية عام 1
...
-
-يبدو مخيفا على التلفزيون-.. إيشيبا يروى انطباعاته عن ترامب
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|