أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم ابراهيم - جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو














المزيد.....

جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 21:23
المحور: كتابات ساخرة
    


الجمال لايعرف مكانا له؛ ينبتُ حيثما وجدت ارض له، وربما تساعد بعض الظروف في أن يكون هذا الجمال مميزاً عمّا سواه : منها الدعاية الاعلامية والعالمية في نشره. في حين بقيت بعض ايقونات الجمال حبيسة المحلية، ولم يعرفها سوى نزرٌ بسيطٌ من العشاق الذين يقدرون الجمال الحقيقي ويهيمون في حياضه . واستطاعت عدسات العيون المحلية أن تتغنى بماهو كلُ جميل برعم من عوامل المنع والصد التي تعترض عدسات الرصد التي غايتها الانقضاض على الفريسة حيثما وجدت . تعد الممثلة الفرنسية بريجيت باردو واحدةٌ من فاتنات السينما العالمية قلما ان يأتي بنظير لها في عصر تغيرت مقايس الجمال ،وأصبحت علميات الجميل هي من تصنع وجوه النساء اليوم ، ولا يستطع الانسان غير المتمرس أن يميز الجمال الرباني عما صنعته مباضع الجراحين ومساحيق الجميل. وحسب عبارة معلم اللغة الانكليزية الاستاذ سعد " بأن بريجيت باردو قمر يمشي على الارض ". ربما بالغ كثيراً ، صديقنا في هذا الوصف، وساير الادب العربي في المبالغة وابتعد قليلا عن الواقعية الانكليزية التي درسها ، ويحرصَ أن يقرأ بها بعض المجلات الاجنبية .
وهناك مثل يرده الكثير " يخلق الله من الشبه اربعين " ، ولكن أن تجتمع رائحة العطر الفرنسي الفواح برائحة (الزوري) يعدُ ضرباً من الخيال الشعري الحالم. أنها نصف القمر الثانية ( جسومة أم السمچ) التي زرعَ فيها الله كل محاسن وانوثة بادور حتى لا يستطع سوى من يعرف تلك المراة البسيطة أن يميز بين كلا الحسناوتين. الفرق بين الاثنين أن بريجيت نجد صورها وافلامها تعرض في جميع انحاء العالم، ولها مغرمون من شتى بقاع العالم، ولا يمكن أن يحصى عددهم وبلدانهم . الثانية (جسومة أم السمچ) هي أيقونة احدى الاسوق الثورة الشعبية ، يعرفها من يهوى ( الزوري ) وعدد من نساء المنطقة اللاتي يخشين على أواجهن من سحرها الفتان عند شراء السمك .
تجلس (جسومة أم السمچ) وسط ذلك السوق الشعبي، وهي تتوهيج خلف ( شليتها ) وعباءتها السوداء ، عناجةً وهي تنادي باعلى صوتها عن السمك الذي (يلو گ لحگ الحبيب). وبما أن مدرسة صديقنا استاذ سعد قربية من ذلك السوق الشعبي فأنه يجعل طريقه على أخت بريجيت باردو ؛لاجل أن يمتع ناظريه بهذا الجمال الرباني ، ويقارنه بجمال الممثلة العالمية. وعندما يقبض راتبه ،ويلاحظ زملائه زيادة أناقته وكثرة وضع العطور الفرنسية يعرف عندها هؤلاء الزملاء أن زميلهم سعد ذاهب كعادته شراء(الزوري ) من ( جسومة أم السمچ) . عندها يبادره أحدهم عن الفرق بين باردو وجسومة، فيقول : كلاهما يشعان رقةً وأنوثةً، ويمكن تميزها من الرائحة فقط . علما أن هذا الرجل العاشق يؤمن أن الجمال لا تصنعهُ المعطرات ، أنما هو من إبداعات الخالق .
شاءت الاقدار أن ينقل سعد إلى مدينة أخرى لترك مدينة الثورة مفارقاً قمره وهو يتوسط السوق رغما عنه. ولكن زملائهُ الذين كانوا يتواصلون معه برسائلهم كلما شاهدوا (جسومة) تذكروا زميلهم سعد وبريجيت باردو حتى انقطعت هذه الفاتنة لمدة لتعاود الظهور مرة اخرى في نفس المكان. لقد تزوجت من قريب لها ، ولكن الظروف دفعتها إلى العمل مرة أخرى . لم يخبروا زملائهم بهذا الخبر المحزن الذي سيزل كالصاعقة على رأسهِ. وعندما زار في احدى الاجازات مدرسته القديمة، سأل زملائه عن اخبار ( جسومة )، ولكن الصمت كان هو الجواب ، فعرف أنها ارتبطت بشحص أخر، وكل ما فعله القاء نظرة الأخيرة على لوحة سحرته بجمالها وأخذته الى باريس وشارع الشانزلزيه والعطور الفرنسية وبريجيت بادور فعدمَ إلى صورة الاخيرة ليقسمها نصفين ، وعندما سألهم أحدهم عن فعله هذا ، قال : اليوم فقدت بريجيت باردو نصفها الآخر .



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويض الفكرة على صهوة الابداع
- كيف ابكى سلمان المنكوب كوبنهاكن على سمفونية (امرن بالمنازل)؟
- قطار هيفاء وهبي السريع
- فراسة (عذافة الحوّاف) وفطنة (شارلوك هولمز)
- عندما يَسرقُ الجفافُ من ميسان اسمها
- بلد الرطب في زمن طباخات الرطب
- قوطية حليب النيدو خزانة ذاكرة الطفولة
- حسين كصبة وسترة رابح درياسة
- من (دمعة ساري) إلى ( حريم السلطان)
- من (دمعة ساري) الى ( حريم السلطان)
- يا عيد يا بو نمنمه ،خذنا وياك للسينما
- رقعة المشاكسة على دشداشة وبجامة (البازة)
- ألفاظ الألعاب الأطفال الشعبية العراقية
- الألعاب الشعبية تودع ذاكرة الأطفال
- أفلام كارتون من ( السندباد ) إلى (غامبول )
- سحر (فرح فاوست) وقصة (دلاس) وبساطة (البيت الصغير)
- (خياط الفرفوري ) يصلح الأواني الخزفية وهموم نساء الحي
- (هدية قطن ) و بعير (أبو ملح)
- (الكاريه ) و(بوردا ) وتسريحة عبدالحليم حافظ
- تقاليد الزواج على أهازيج الماضي


المزيد.....




- وفاة عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن عمر يناهز 91 عام ...
- شيماء سيف: كشف زوج فنانة مصرية عن سبب عدم إنجابهما يلقى إشاد ...
- فيلم -هنا-.. رحلة في الزمان عبر زاوية واحدة
- اختفى فجأة.. لحظة سقوط المغني كريس مارتن بفجوة على المسرح أث ...
- رحيل عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن 91 عاماً
- وفاة كوينسي جونز.. عملاق الموسيقى وأيقونة الترفيه عن عمر 91 ...
- إصابة فنانة مصرية بـ-شلل في المعدة-بسبب حقن التخسيس
- تابع الان مسلسل صلاح الدين الأيوبي مترجمة للعربية على قناة ا ...
- قصيدة عامية مصرية (تباريح)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود يفوز بجائزة غونكور الأدبية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالكريم ابراهيم - جسومة أم السمچ نصف القمر الثانية لبريجيت باردو