عزالدّين أبو ميزر
الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 14:13
المحور:
الادب والفن
د.عزالدّين أبوميزر
لَا تَأمَنْ لِعَدُوّ ...
يْحكَى أنّ الثّعلَبَ يَوْمََا
مَرّ بِدِيكِِ فَتَشَهّاهُ
قَالَ اشْتَقْتُ لِصَوْتِ أبِيكَ
فَهَلْ هُوَ حَيٌّ فَأَرَاهُ
إذْ كَانَ لَهُ صَوتٌ إنْ غَنّى
الْكَوْنُ يُرَدّدُ مَغْنَاهُ
فَأجَابَ الدّيكُ لَقَد أضْحَى
ذِكْرَى وَنَحِنُّ لِذِكْرَاهُ
إذْ أَحَدُ عَشِيرَتِكُمْ يَوْمََا
فِي جَوْفِ حَشَاهُ أَخْفَاهُ
لَكِنْ أوْرَثَنِي حُسْنَ الصّوْتِ
اللهُ تَبَارَكَ بِعُلَاهُ
وَاللهُ حَبَانِي فِي صَوْتِي
مَدََا فِي النّغَمِ فَحَلّاهُ
قَالَ أهَجْتَ بِقَلبِي الشّوْقَ
لِشَيْءِِ كَمْ أتَمَنّاهُ
فَاسْمِعْنِي صَوْتَكَ وَتَسَلْطَنْ
لَا أخْطَأَ سَهْمُكَ مَرمَاهُ
فَابْتَدَأَ الدّيكُ وَمِنْ طَرَبِِ
فِي الحَالِ انْغَلَقَت عَيْنَاهُ
أمْسَكَهُ الثّعلَبُ لَحظَتَهَا
وَانْطَلَقَ يُسَارِعُ بِخُطَاهُ
وَكِلَابُ الْقَريَةِ تَلْحَقُهُ
وَتُحَاوِلُ تَقطَعُ مَجْرَاهُ
وَالثّعلَبُ يَلْهَثُ مِنْ فَزَعِِ
وَالدّيكُ ذَكَاهُ أنْجَاهُ
لِلثّعلَبِ قَالَ بِحَسْبِكَ قُلْ
مَا يَزَعُ الشّرَّ وَتُكْفَاهُ
أنْ هَذَا أَحَدُ الدّيَكَةِ مِمّنْ
خَارِجَ قَريَتِكُمْ تَاهُوا
وَظَفِرتُ بِهِ فَلِمَاذَا العَدْوُ
بِظُلْمِِ خَلْفِيَ جَرّاهُ
وَكَذَلِكَ فَعَلَ وَإذْ بِالدّيكِ
يَفِرُّ وَيُنْجِيهِ ذكَاهُ
وَالثّعلَبُ يَقَعُ بِحَسْرَتِهِ
وَتُحَرِّقُ شَفَتَيْهِ الآهُ
وَيَصِيحُ غَبِيٌّ لَيْسَ يَعِي
مَنْ يَفْتَحُ فِي عَجَلِِ فَاهُ
فِي حِينِ العَقلُ لَوِ اسْتَدرَكَهُ
حَكَمَ بِأنْ يُغْلِقَ فَاهُ
وَيُجِيبُ الدّيكُ وَأغْبَى مِنهُ
بِزَمَنِِ كَثُرَت بَلْوَاهُ
مَنْ يَأمَنُ لِعَدُوِِ يَوْمََا
وَيُغَمّضُ عَيْنَيْهِ إزَاهُ
د.عز الدّين
#عزالدّين_أبو_ميزر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟