بديعة النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 14:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بديعة النعيمي
لقد اتضح من خلال موقف بنيامين نتنياهو من المفاوضات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة أن لا حلول عبر أي مفاوضات مع هذا العدو.
وقد رأينا هذا فيما دار في الماضي من مفاوضات ،حيث أن بنيامين نتنياهو سعى إلى ما يسمى تسوية سياسية يقدمها للفلسطينيين، مقابل حصول دولته على مصالحة. ما يعني اعتراف وتسامح من الطرف الفلسطيني مقابل تسوية للصراع وعدم تسامح واعتراف من طرفه أي نتنياهو.
ومن معالم هذه التسوية التي بريدها نتنياهو ،الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. بالإضافة إلى ضم الكتل الاستيطانية وعدم العودة إلى خطوط الرابع من حزيران ٦٧, والأخطر القدس عاصمة لدولتهم وخاصة البلدة القديمة.
أما المصالحة من طرف الفلسطينيين فتشمل الاعتراف بدولة يهودية وأن الفلسطينيين هم من صنع مشكلة اللاجئين عندما رفضوا قرار التقسيم ٤٧. والاعتراف بما يسمى بالحقوق التاريخية والدينية لليهود في فلسطين.
ومن هنا نستنتج أن السلام الذي يحلم به المطبعون مع دولة الاحتلال والاستسلام للاستغلال الأميركي، مجرد وهم عشش في عقولهم. واحتفاظهم بالكراسي وظنهم بأن شعوبهم سيطول تكميميها هو رهان خاسر. وهذا الرهان لن يستمر طويلا ،فاللعبة انكشفت منذ زمن والشعوب المكممة التي ترزح تحت ضربات السوط، تمرد، وسيأتي الوقت الذي ستكون هي من يرفع هذا السوط.
لكن ما الذي أيقظها وجعلها تتمرد وتفكر بتبديل الأدوار بالإمساك بالسوط؟
إنها عملية طوفان الأقصى يوم ٧أكتوبر. العملية التي بدأت بتصحيح الأوضاع وترتيب الأوراق وتصويب الكلمات، فلا للتسوية والمصالحة وأهلا وسهلا بجهاد يعيد الأرض ويطهرها من نجس الأعداء.
طوفان الأقصى ،انتفاضة عارمة ضد الظلم الأمريكي وذيله الصهيوني ،انتفاضة ضد الحصار وسياسة الإفقار والتجويع ونهب الثروات والأهم حماية الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدم.
الشعوب اليوم وبعد الطوفان جميعها تنتفض وستظل إلى يوم التحرير.
اليوم لا حلول سياسية غير الجهاد. ونحن اليوم وبعد ٧/أكتوبر في مواجهة لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى مراجعة شاملة ومحاسبة للنفس وقراءة جديدة للتاريخ ،ذلك لأننا على أبواب مرحلة جديدة من الكفاح واستكمالا لما بدأه الشهيد عز الدين القسام.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟