المعركة الأخيرة الجزء الثاني

روزا سيناترا

الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 00:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

إنهيار المنظومة

ليس صعباً على الفهم أننا متجهون نحو عالمٍ متعدد الأقطاب فكل الإشارات قد ظهرت ومجرد انضمام عدة دول مؤخراً لمنظمة بريكس بالإضافة الى تلك الإشارات هذا وحده كافياً لإدراكنا ان العالم القديم الذي عشنا فيه قد انتهى وأننا نتجه نحو حياةٍ أخرى لا تشبه الحياة السابقة بشيء وفي كل مرحلة انتقالية عبر التاريخ كانت هذه المراحل محفوفة بالمخاطر والدماء والألم فالسلام ليس هدية ملفوفة بورق سيلوفان وكل مرحلة انتقالية تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والمنظومة القائمة حالياً على الدولار لن تصمد طويلاً في ظل هذه التغييرات السريعة.
عالم متعدد الأقطاب يعني تعددية المصالح وتعددية الأفكار وتعددية الاتفاقيات الاقتصادية وتبادل الخبرات وبرأيي فإن أحد قوانين خلق هذا الكون اساساً هو التعددية، تعددية الألوان والأفكار والقوميات واللغات والمواهب والإختراعات والإبداع و ما شهدناه في السنوات الماضية ليس سوى كسرلأحد أهم قوانين الكون ولا أستطيع تحديد متى بدأ ذلك بالضبط في الثمانينات او في أزمة ال2008 الإقتصادية ولكن المؤكد هو ان الدولار لن يصمد في ظل هذه المتغيرات وبإنهياره أيضاً ستنهار باقي العملات كذلك لأننا وكنظام اقتصادي وصلنا الى فقاعة الديون الأكبر على مر التاريخ وأثبتت هذه النوعية من الإدارة فشلها لأن المال بدل ان يدير العجلة نحو الأمام صار يفقد قيمته بسرعة جنونية وأكثر المتضررين هم الأجيرين اذ ان كل ما يحدث من ناحية اقتصادية سحق الطبقة الوسطى ومعظم المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة حول العالم كما تم رمس طبقة الفقراء كذلك يحدث مع الطبقة الوسطى من الشعوب ..
وهذا بحد ذاته مؤلم .

أسياد المال يهتمون بالمونوبول وبشركاتهم الكبيرة التي تكتسح الأسواق ولا أحد يهمه كل الذي يحصل لبقية الناس وكل مصطلحات التضخم وغلاء المعيشة والفائدة لن تغير شيئاً بحقيقة ان هنالك ملايين البشر حول العالم يتم افقارهم وصراحة لست أدري كيف من الممكن ان يستمر ما فوق ال7 مليار انسان على هذه الحال ؟

هي ليست فوضى تماماً ولكنها منافسة واضحة وكبيرة جداً بين الشرق والغرب وصعود الصين كقوة اقتصادية عظمى في السنوات الأخيرة خاصة بعد ال2008 قلب كل الموازين ولذا نحن نتجه تماماً الى هناك..عالم متعدد الأقطاب ان كان من الناحية الاقتصادية اوتقسيم الحدود .
هذه المرحلة الانتقالية نحو عالم بدون دولار ستكون صعبة نوعاً ما فالكساد الذي سيحدث سيكون أكبر من بقية الأزمات التي شهدناها على مر العصور ولا أظن
أننا سنتجه كبشر نحو المجاعة او حتى حرب نووية ولكن نعم سنمر على الأقل بين سنة الى ثلاث سنوات من الصراعات والصعوبات ونقص كثير من المعاملات التجارية والمواد الخام والبضائع وربما نمر بمرحلة سنضطر فيها كبشر ان نتعامل مع فترة تشبه طريقة الحياة التي عاشها الناس قبل الانترنت من استخدام مواد أولية او امتهان حرف معينة او سنضطر للتعامل بالمعادن قبل الانتقال نحو نظام جديد وعملة جديدة وأفضل حل هو ان تزود الدول احتياطي الذهب الخاص بها كما فعلت روسيا والصين وأن نتزود نحن كأفراد ايضا بالذهب وأعرف تماماً ان من يقرأني الآن سيستصعب تصديق اننا قد نعيش فترة كهذه ولكننا متجهون لتلك المرحلة شئنا او أبينا فمنظومة الدولار أفلست وبدل أن ننتظر الإنهيار فلنتحضر له يا سادة لأن تلك المرحلة الانتقالية ستكون ضبابية وفيها كثير من الفوضى وهنالك الذين يحرصون كل الوقت على العيش بالوهم.
انا مؤمنة وبكل قلبي اننا نتجه نحو حياة افضل رغم كل القسوة في الانتقال وأعتقد ان الفائدة والضرائب بعد انتقالنا للعالم الجديد ستكون أقل بكثير وربما لن تلعب دوراً حتى في تعاملاتنا كبشر.
من اخترع الفائدة ومن اخترع القروض هذا حديث آخر ولكن المهم في هذه الآونة :
أولاً ان نستعد نفسياً بإيجابية وثانياً ان نتحضر اقتصادياً ان كان بشراء الفضة والذهب وان كان بتحضير معدات بيتية ومكتبية لا تعتمد على الانترنت ولا حتى على الكهرباء..
يؤسفني القول ان جميعنا ال99% من هذا الكوكب سندفع الثمن..ثمن إنهيار المنظومة وكسر أحد أهم قوانين الكون العظيمة ولكن ان كان هذا ما سيجعلنا ننتقل لمرحلة اقتصادية واجتماعية وروحية بشكلٍ أفضل فليكن..على الأقل سيتوقف هذا النزيف منذ سنوات ..
كم أحن لأيام التسعينات قبل كل هذا الزيف الذي ظنناه تطوراً..حتى حنيني لن يغير شيئاً ففي عالم الأرقام الذي يتباهون فيه المشاعر تساوي صفر.

#روزا_سيناترا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات