مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1758 - 2006 / 12 / 8 - 11:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قرأت مقال الأستاذ احمد أبو مطر حول المؤتمر الأخير الذي عقده الأقباط متحدون في زيورخ من اجل توحيد جهود جميع المضطهدين والمهمشين في منطقة الشرق الأوسط وكما ذكر الكاتب فان هؤلاء يشملون فئات عديدة فمنهم الكرد المنتشرون في أكثر من دولة كإيران وتركيا وسوريا والسنة الإيرانيين والمسيحيين في الدول العربية والإسلامية وكذلك الشيعة فى بعض الدول العربية.ومع كل ترحيبنا بهذه الجهود المبذولة من الأقباط متحدون إلا اننى أحب إن أوضح في موضوع مشاركة الشيعة بعض الحقائق الآتية :
_ إن الشيعة العراقيين الذين كانوا مهمشين منذ عدة عقود رغم انه يمثلون الغالبية في العراق حيث بدئوا في الآونة الأخيرة ومنذ الامريكى للعراق يحصلون على حقوقهم من السلطة ومن الثروة وتم ذلك بتكوين الميليشيات العديدة كمليشيا جيش المهدي وبدر .
_ إن الشيعة اللبنانيين الذين كانوا أيضا مهمشين لعقود استغلوا رحيل القوات الإسرائيلية عن لبنان في عام 2000 ونسبوا ذلك كذبا لأنفسهم وحدهم في الحصول على حقوقهم بل وأكثر منها حيث لم يستطع احد إن يمد يده إلى مليشيا حزب الله الذي يمثلهم ولا يستطيع احد أن ينادى بنزع سلاحه رغم كل ما اقترفه من أخطاء في حق لبنان والآن هاهم الشيعة راس الحربة الأول الذي يعمل على إسقاط حكومة الأكثرية النيابية بقيادة السنيورة .
ولكن المشكلة ان هؤلاء الذين كانوا مضطهدين ومفتئت على حقوقهم من باقي المجموعات السكانية أصبحوا الآن هم الذين يضطهدون الآخرين وأصبحت لهم مليشيات تقتل على الهوية وتهدد الآخرين وتسعى إلى الانفراد بالسلطة بل وتكوين دولة دينية مرتبطة بدول وأجندات خارجية وهذا ما يحدث في العراق وما يحدث في لبنان وهكذا انقلبت الآية فبعد إن كانوا مضطهدين أصبحوا يمارسوا الاضطهاد على الآخرين.
_ إن هناك بعض الفئات كشيعة البحرين والكويت نجحوا باستخدام الوسائل الديمقراطية في الوصول وبإعداد كبيرة إلى المجالس النيابية في هاتين الدولتين ومن ثم وجدوا من يدافع عنهم ويمثلهم وبذلك نالوا إلى حد كبير نصيبهم من السلطة.
ومن هذا يتضح أن بعض الشيعة الذين كانوا إلى وقت مضطهدين ومهمشين انقلب حالهم عندما امتلكوا بعض القوة العسكرية التي بدئوا في استخدامها لإخضاع باقي أفراد المجتمع الآخرين الذين يعيشون معهم وهذا هو ما نخاف منه كأقباط ومسيحيين نعيش في الدول العربية والإسلامية فنحن لا نريد إن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار حيث إننا وان كنا نعانى اليوم فإننا لا نضمن كيف سيكون حالنا في الغد إذا حصل الشيعة على حقوقهم ووصلوا إلى السلطة وهذا لا يعنى إننا نعارض حصول الشيعة وكافة المضطهدين على كافة حقوقهم فنحن مع حصول الكل على حقوقهم في مجتمع وفق قاعدة المساواة والعدالة التامة بين الجميع.
لذا فإننا أن كان علينا كأقباط إن نوحد الجهود مع غيرنا من المضطهدين لنوال حقوقنا فيجب علينا إن نحسن الاختيار ونحسن التنسيق ونصل إلى رؤى مشتركة مع من نجاهد معهم تكون من أولياتها احترام حقوق الإنسان فى جميع المجالات بصرف النظر عن عقيدته.
أخيرا اعتقد أن هذه القائمة من المضطهدين كان من الممكن ان تشمل المراة المهمشة والمهضوم حقها في معظم الدول الإسلامية وكذلك النوبيين المهمشين والمضطهدين والمطردوين من ديارهم في مصر.
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟