|
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)
الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 16:52
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
هذا هو الجُزء الثاني من الدراسة، من مجموع ثلاثة أجزاء
تَــذْكِــيــر بِــفَـــهْـــرَس هذا الــمَـــقَـــال
1) كَيْف اِكْتَشَفْتُ مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت في الحوار المُتمدّن ..... 4 2) مُثَقَّفُون كِبَار، شَعَرُوا مِثْلِي، بِقُرْب اِنْهِيَّار إسرائيل......... 6 3) ماذا يـقـول أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت ؟....................... 9 4) مِيزَات أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ............................... 31 5) نَـقْـد الْلِّـيـبِـيـرَالِـيَـة............................................ 35 6) لَوْ كان "الحوار الـمتمدّن" رَأْسَمَالِيًّا، لَمَا بَقِيَ مَوُجُودًا...... 45 7) نـقد الـماركسية مَقبول، بِشَرط احتـرام الـقَـوَاعِد الأكاديمية 47 8) أساليب تَحَايُل أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت..................... 48 9) تَنَاقُض أفراد مِلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت مع هَوِيَة "الحوار المتمدّن". 51 10) أَهْدَاف مَوْقع الحِوَار المُتَمَدِّن............................... 53 11) أَهْدَاف أَفْراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِـرْنِيت............................ 59 12) هَلْ يَجُوز نَشْر مَقَالَات يَمِينِيَّة في الحِوَار المُتَمَدِّن......... 60 13) بَـعْض نُـقَـط ضُـعْـف مَوْقِع "الحوار المُتمدّن"............ 64 14) كَيْـف التَـعَامُل مع مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت المُناصرة لِلرَّأْسَمالية؟ 66
4) مِيزَات أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ من بين الصِفَات المُشتركة التي تُمَيِّزُ أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ، ما يلي: - إنهم يَتَجَوَّلُون في مَوقع "الحوار المتمدّن" (وأيضا في باقـي الإنترنيت)، ويحاربون كل كاتب يَنـتـقد إسرائيل، أو الرأسمالية، أو الإمبرياليات الغَربية، أو يُناصر الثّورة المُجتمعية، أو يُنَاصِر حَرَكَات التَحَرُّر الوَطني، أو يُدافع عن الماركسية، أو يَطمح إلى الاشتراكية. - وَيَـعْمَل أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت كَجَيْش صغير مُسْتَتِر. وهدفهم هو مُحاربة الثَّوْرِيَة، والماركسية، والاشتـراكية، وَحَرَكَات التَحَرُّر الوَطني الفَلسطيني. وإذا ما نَجَح أفراد هذه المِيلِشْيَا في التَسَلُّل إلى داخل مَوقع ثوري مثل "الحِوار المُتمدن"، فَمِن المُمكن أن يَقْلِبُوا هذا المَوقِع إلى نَـقِـضِـه. - يَهْجُم أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيب بشكل جماعي على الكُتّاب الماركسيّين، أو الاشتـراكيين، وَلَا يَهْتَمُّون بِالْإِتْيَان بانـتـقادات دَقِيـقة، أو بَـنَّاءَة. ولا يُقدّمون مَعارف جديدة، ولا أفكارا سياسية ثاقبة. ولا يُنْتِجُون أطروحات فلسفية واضحة. وإنما يكتـفون بالسَبّ، والتَحْقِـير، والتَسْـفِيه، وَزَرْع الشَكّ، وَبَثّ التَخريب. - كلّما نشرتُ مقالات (على "الحوار المُتَمَدِّن") لا توجد فيها أيّة إشارة إلى الرأسمالية، أو إلى الاشتـراكية (مِثْل مَقالاتي حول: الجِنس، أو الزِّلزال، أو فَنّ النّقد السياسي، الخ)، لَا يَزور أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ هذه المقالات، ولا يُعلّقـون عليها. - مِيزة أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ هي أنهم لا يُناقشون مَضامين المَقالات التي يُهَاجِمُونَهَا، ولا يَـفحصون تَـفاصيل حُجَجِها، وإنما يكتـفون بالهُجوم على شَخْصِيّات الكُتّاب الثَّوريّين، وَيُحَقِّرُونَهُم، وَيُسَفِّهُون مَقالاتهم. - مِيزة مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ هي أنهم لا يـقدرون على مُمارسة النَـقد العَقلاني، والعِلمي، والدَّقـيق، والرّزين، والبَنَّاء. وإنما يَـكتـفون بالتَصريح بـأن الماركسيّين والاشتـراكيّين «دُغْمَائِيِّين»، وأنهم «يَتَطابقـون» مع «الإسلاميّين التَكْفِيرِيِّين»، ومع «الإسلاميّين الدَّاعِشِيِّين». وتـكتيك أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت هو التَشْبِيه بين عناصر متـناقضة، لِتَسْهِيل تَحقـيرها، وإدانـتها كلّها. ويَصفون كل الأشخاص الماركسيّين والاشتراكيّين بـ «التَخلّف»، و«الغَباء»، و«الجَهل». ويُوحِي أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت إلى الـقُرَّاء أن الثّوريّين، والماركسيّين، والاشتـراكيّين، والشيوعيّين، هم كلهم «قَبِيحُون»، و«كَرِيهُون». ويظنون أنهم هكذا سَيَقْضُون على هؤلاء الأشخاص، وعلى أفكارهم. وَيَعتبرون أنهم، هُم وَحدهم، أَذْكِيَّاء، وَمُثَـقَّفُون، وَيَعْرِفُون كلّ شيء، وَيَفهمون كلّ شيء، وأنّ خُصومهم الثَوْرِيِّين لَا يَفهمون أيّ شيء. - الاحتمال الكبير هو أن تَـكُون أسماء أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت مُستـعارة، وَصُوٍرهم مَخْطُوفَة، وَسِيَرُهم الذَّاتِيَة مُنْتَحَلَة. ومن المُمكن أن يُوجَد أعضاء آخرون في "مِيلِشْيَا الإنترنيت" لَم يَتِم تَحْدِيدُهم بَعْدُ. وَسَيَنْضَافُون إلى لَائِحة تلك الأسماء التي سبق ذكرها. - وَسَوَاءً كان أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت وَاعُون بِطَبِيعة ما يَـقُومون به أم لَا، فإنّ الاحتمال الوَارد هو أن أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت هم عُمَلَاء، أو مَأْجُورون، يُنَـفِّذُون مهام مُحَدَّدة في خِدْمَة مُؤَسَّـسات سِرِّيَة، تَابعة لِلْإِمْبِرْيَالِيات الغربية، أو لِإسرائيل، أو لِلأنظمة السياسية العربية الرِجعية. وَأَفْراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت هم أعداء خَطيرين على أَنْصَار "الحوار المتمدّن"، وَعلى كُلّ المناضلين التَـقَدُّمِيِّين، والدِّيمُوقراطيّين، والثَّوْرِيِّين، والماركسيِّين، والاشتراكيِّين. - ما يجمع أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ هو عَداءهم المُشتـرك ضدّ كل ما هو ثوري، أو مُقَاوِم، أو ماركسي، أو اشتـراكي، أو شيّوعي. - أَهْداف أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت، وَأَفْـعَالُهم، هي التي تَجْـعَلُهم يَلْتَـقُون بِشكل مَوْضُوعي مع الأنظمة السيّاسية العربية الرجعية، ومع الإمبرياليات الغربية، ومع إسرائيل. - مِيزَة أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت هي أنهم رَأْسَمَالِيّون، وَيَمِينِيُّون، وَمُناصرون لِلرّأْسَمَالِيَة، وَلِلْإِمْبٍرْيَالِيّات، وَلِلصَّهيونية، وَلِلْأَنْظِمَة السياسية العربية المُحافظة، أو الرجعية. وهذه الصِفَات ليست سَبًّا. لأن مُجْمَل الخُبراء المُتَخَصِّصِين في "العلوم السياسيةُ" في العالم، يَصفون أنصار الرّأسمالية، أو الإمبريالية، أو الصهيونية، أو الأنظمة السياسية المُحافظة، بِكَونهم «يَمِينِيِّين». ويَصفون أنصار الثورة المُجتمعية، أو الماركسية، أو الاشتـراكية، أو الشيوعية، بكونهم «يَسَارِيِّين». - فِي جِِدَالِهم ضدّ الثوريّين، والماركسيّين، والاشتـراكيّين، اِعْتَاد أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ على أن يَـقـولوا عن كل فكرة ماركسية أو اشتـراكية : «كلامك هذا [عن الماركسية، أو الاشتراكية] هو قَديم، ومُكرّر، وقد عفا عنه الزمن. نحن نحتاج لثـقافة جديدة، وبعيدة عن كلّ الأُطُر التَـقليدية». لأنهم يظنّون أن الماركسية قديمة، وأنّ كلّ ما هو قديم [مثل الماركسية، والاشتراكية]، فهو بالضّرورة مُتجاوز، وخاطئ، ومرفوض. وهذا خَلَل في المَنْطِق المُستعمل. لأن مِقْيَاس صِحَّة الأفكار لَا يَكْمُن في رَقم عُمُرِهَا. - وَفِي جِدَالِهم ضدّ الثوريّين، والماركسيّين، والاشتـراكيّين، اِعْتَاد أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ على أن يـقـولوا عن كل فكرة ماركسية أو اشتـراكية : «أن الاتحاد السُوفياتي اِنْهَار؛ وأن الاشتـراكية تَـفْشِل دائمًا؛ وأن الرَّأْسَمَالِيَة هي وحدها التي تَنْجَح؛ وهي السَّبِيل الوَحِيد الْأَبَدِي لِخَلَاص الإنسانية». وهم لَا يَـفَهَمُون أن اِنْهِيَّار الإتحاد السُّوفياتي هو فَشَل لِرَأْسَمَالِيَة الدَّوْلة، وليس فَشَلًا لِلْاشتراكية. وَهُم لَا يُدركون أنّ فَشَل الاشتـراكية، في حالة إذا ما حَدَث، سَيَكُون اِخْفَاقًا جُزْئِيًّا، وَمُؤَقَّتًا، لِخُطَط مُحَدَّدة في مَجال بـناء الاشتـراكية. وَهُم لَا يَفْقَهُون أن الرَّأْسمالية بَلَغَت اليومَ أَقْصَى ما يُمكن أن تُحَـقِّـقَه، وأن التَجَارِب المَلْمُوسَة تُبَيِّن أن الرَّأْسمالية تَـفْشِل في مُجمل بُلدان العالم الرَّأْسَمَالِية، في مَجال إِقَامَة العَدَالَة المُجتمعية، وَمُسَاوَاة المُواطنين، وَضَمَان كَرَامَتِهِم، وَاحْتِرَام حُقُوقِهم السياسية والاقتصادية، وَتَحقـيق طُمُوحاتهم التَحَرُّرِيَة. - يَظنّ أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت أنه، بِقَدر مُعيّن مِن الدِعَايَة المُـتَكَرِّرَة، وَمِن الضّغط، والإلحاح، يُمكنهم أن يُغيّروا قَناعات الـقُـرّاء، وأن يَجْعَلُوهُم يَكرهون الماركسية والاشتراكية. وَيَنسى أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت أنّ تبديل الأفكار والـقناعات، يتطلب جَمع كَمِّيَات كَبِيرَة مِن المَعلومات الدَقـيـقة، وَالمُـكتملة؛ ويَحتاج إلى اِسْتِيعَاب هذه المَعلومات، وإلى إخضاعها لِمَنطق مُحدّد مِن الـفَرْز العِلْمِي. بَل قد يَتطلّب تَبديل الـقناعات أن يَـعِيشَ الشّخص المَعْنِي تَجارب مُحدّدة، وَاكْتِسَاب عَزيمة مُصَمِّمَة على تَحقـيـق طُموحات مَشروعة. أمّا الأشخاص الذين دَرَسُوا جِدِّيًا الماركسية، أو الاشتـراكية، وَاسْتَوْعَبُوا أُسُـسَها العِلْمِيَة، وَفَهَمُوا تَجَارِبَهَا الماضية، فَمِن المُستبعد أن يَتخلَّوْا بِسُهولة عن قَناعاتهم الفِـكْرِيَة.
5) نَـقْـد الْلِّـيـبِـيـرَالِـيَـة نَظَرًا لِكَوْن أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت يَتَسَتَّرُن خَلْف مُصطلح «الْلِّيبِيرَالِيَة»، وَنظرًا لِكَونهم يَزْعَمُون أنهم يُشَكِّلُون «تِيَّارًا سِيّاسيًّا لِيبِيرَالِيًّا»، وَنَظرًا لِكَونهم يَدَّعُون أنهم يُكَوِّنُون «يَسَارًا لِيبِيرَالِيًّا»، أَجِدُ نَـفْسِي مُضْطَرًّا إلى مُنَاقَشَة، وَانْـتِـقَاد، مَفْهُوم «الْلِّيبِيرَالِيَة». يَظُنّ لبيب سلطان أن «الْلِّيبِيرَالِيَة» هي شيء مُتَمَيِّز عن «الرَّأْسَمَالِيَة»، [وكذلك عن «الْإِشْتِرَاكِيَة»]. ولا يستطيع لبيب سلطان أن يَفْهَم أن مُصْطَلَح «الْلِّيبِيرَالِيَة» (libéralisme) هو مُجَرّد كِنَايَة (euphémisme)، أي تَسْمِيَة مُلَطَّـفَة لِلرَّأْسَمَالِيَة، أو تَـعْبِير مُتَحَايِل لِتَجْمِيل الرَّأْسَمَالِيَة. ومن عادة المُـفَكّرين البُورْجْوَازِيِّين، أو الرَّأْسماليِّين، أنّهم يَتَحَايَلُون في اِستـعمال مَفَاهِيم أو مُصْطَلَحَات غَامِضَة، أو مُبْهَمَة، أو بَسِيطَة، بهدف إِخْفَاء سَطْحِيَة أَفْكَارِهم. [وقد سَبَق لِي أنْ أَوْضَحْتُ، في كتابي تحتَ عُنوان "نـقد النُخَب"(23)، أنهم يَستـعملون مُصطلح «النُخَب» (élites) لِتَلَافِي اِسْتِـعْمال مُصطلح «طَبَـقَات المُجتمع». كما يَستـعملون مَفهوم «الْلِّيبِيرَالِيَة» لِتَلَافِي اِسْتِعْمال مُصطلح «الرَّأْسَمَالِيَة». الخ. لكن هذا التَحَايُل في اِنْتِـقَاء المُصطلحات، لَا يُنْـقِذُهم مِن فَشل أفكارهم، أو أُطروحاتهم. وَتَبْـقَـى مَفَاهِيمُهُم المَغْشُوشَة عاجزة عن تَـفْسِير أَيّة ظاهرة مُجتمعية. وَفي مُصطلح «الْلِّيبِيرَالِيَة» (libéralisme) بِالْلُّغة الْـلَّاتِينِيَة، يُوجَد جَذْر «لِيبْر» (libre)، بِمَـعْنَى «حُرٌّ». وَيَزْعُمُ أَنْصار «الْلِّيبِيرَالِيَة» أن هذه الأخيرة هي وَحدها التي تُوَفِّر «الْحُرِّيَة» لِعَامَّة مُواطنين المُجتمع. لكن يَبْـقَـى الـفَرْق شَاسِعًا بين مَا يَزْعُمُه «الْلِّيبِيرَالِيُّون»، وما هو قَائِم في الواقع الحَيّ لِلْمُجتمع. وَلَدَى المُفَـكِّرين الْأَوَائِل الذين سَاهموا في تَأْسِيس تِيَّار «الْلِّيبِيرَالِيَة»، أمثال جُون لُوك (John Locke) (1632 - 1704)، وإِيمانويل كانـت (Emmanuel Kant) (1724 - 1804)، الخ، نَجد أنّ «الْلِّيبِيرَالِيِّين» يُرَكِّزُون دائمًا على «الـفَرد»، وَيُهملون الجَماعة، أو الشّعب، أو المُجتمع (تَمَامًا مِثْلَمَا تَـفْعَل الرَّأْسَمَالِية). بَيْنَما يَستحيل أن يُوجد «الفَرد» إذا لم تَحْتَضِنْه «الجَماعة»، أو «الشّعب»، أو «المُجتمع». وَيُرَكِّزُ «الْلِّيبِيرَالِيُّون» على «حُقُوق الـفَرد»، وَيُهْمِلُون نَوْعِيَّة العَلَاقَات المُجتمعية (الاقتصادية، والسياسية، وَعَلَاقَات تَمَلُّك وَسَائِل الإنـتاج، وَعَلَاقَات السيادة الطَبَـقِيَة، الخ) الـقَائِمَة فيما بَين «أفراد» المُجتمع الرَّأْسَمَالِي. ويجب الانـتباه إلى أنّه، رغم الخِطَابات المُطَمْئِنَة لِلْمُفكّرين البُورجوازيِّين، وَرَغم مُرور أكثر من أربعة (4) قُرون، لم تَتَحَـقّـق أَبَدًا «الْلِّيبِيرَالِيَة» (كَنِظَام سيّاسي مُتَمَيِّز عن «الرَّأْسَمَالِيَّة») في أَيّ بَلد كان من العالم. وَلم تُوجد أبدًا عَبر التاريخ هذه «الْلِّيبِيرَالِيَة» (التي يُفْتَرَضُ فيها أنها تَخْتَلِـف عن الرَّأْسَمَالِيَة). ولم تُوجَد هذه «الْلِّيبِيرَالِيَة» سِوَى كَتَصَوُّر نَظَرِي في عُقُول بعض المُفكّرين البُورجوازيِّين. وَمَا وُجِد في الواقع، هو أَشْكَال مُتَـفَاوِتَة من «الرَّأْسَمَالِيَة»، حسب المُجتمع المَعني، وحسب المرحلة التاريخية المُحدّدة. أَلَا تَـكْـفِـي هذه الحقـائـق لكي يُراجع «الْلِّيبِيرَالِيُّون» مُعتـقداتهم، أم أنّ عِنَادَهم المُتَعَصِّب في عَـقَائِدِهم الرَّأْسَمَالِيَة سَيُبْـقِيهم في تَصَوُّرَاتهم المِثَالِيَة ؟ وَ«الْلِّيبِيرَالِيِّة» الحَدِيثَة هي مُجَرَّد رَد فِعْل مُضَاد لِلْمَارْكِسِيَة، وَلِلْإِشْتِرَاكِيَة. وَلَا تُوجد «الْلِّيبِيرَالِيِّة» بِمَعْزِل عن الرَّأْسَمَالية. بَل «الْلِّيبِيرَالِيِّة» المُتَـكَلَّم عنها، هي بِالضَّبْط الرَّأْسَمَالية المُسْتَتِرَة. وَمِن ضِمْن أخطاء الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيِّين»، أنهم يَنْكُرُون، أو يَتَلَافَوْن، الْاِعْتِرَاف بِوُجود طَبَـقات مُجتمعية مُتَنَاقِضَة، وَمُتَصَارِعَة في المُجتمع الرَّأْسَمالي. وَيَتَجَاهَل الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيّون» وُجُودَ طَبَـقَات مُسْتَـغِـلَّـة، وَطَبقات مُسْتَـغَـلَّة. ويَتحدّث الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيّون» عن «حُرِّيَات الـفَرْد»، بِمَـعْزِل عن عَلَاقات هذا الـفرد بِمُجتمعه. وَلَا يُـعْـقَـل الكلام عن «حُرِّيَات الـفَرْد»، دُون اِعْتِبَار عَلاقات هذا الـفرد بِالثَرَوَات المُتَوَفِّرَة في المُجتمع، وَبِالمِلْكِيَة الخَاصَّة، وَبِالسُّلْطَة السيّاسية، وَبِإِجْرَاءَات اِتِّخَاذ الـقَرارات، وَبِصِنْف النِظَام السِيَاسي القَائِم، وَبِنَوْعِيَة الدّولة الـقائمة، وَبِالْأَجْهِزَة الـقَمْعِيَة، الخ. وَيُرَكِّز الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيّون» على «حُرِّيَات الفَرد». وَيَتَجَاهَل «الْلِّيبِيرَالِيّون» أنه يَسْتَحِيل أن تَكُون «حُرِّيَات» مُواطن مَسُود، مثل «حُرِّيَات» مُواطن سَائِد. كما أنه يَسْتَحِيل أن تَكُون «حُرِّيَات» مُواطن مُسْتَـغَل، مثل «حُرِّيَات» مُواطِن مُسْتَـغِل. والتَفَاوُت في هذه الحُرِّيَات فيما بين المُواطنين، يُلْغِي مَزَاعِم «الْلِّبِيرَالِيِّين» حَول «الْلِّبِيرَالِيَة». وَتَجْذُر الْإِشَارَة إلى أَنّ «حُرِّيَات فَرْد» يَنْتَمِي إلى طَبقة مَالِكَة، أو سَائِدَة، أو حَاكِمَة، تَخْتَلِف جَذْرِيًّا عن «حُرِّيَات فَرْد» يَنْتَمِي إلى طَبَـقَة مَحْرُومة مِن المِلْكِيَة الخاصّة، أو مَفْصُولَة عن التُرَاث المَعْرِفِي، أو مُهَمَّشَة عن السُّلْطَة السياسية، الخ. وَالعُنْصُر المُحَدِّد لِـ «حُرِّيَات» أَيِّ فَرْد مُعَيَّن في المُجتمع، ليس هو الدُسْتُور، وَلَا هُو الـقَانُون القائم، وَإِنَّمَا هُو المَوْقِع الطَبَـقِي لِلْفَرد المَعني في المَنْظُومة الطَبَـقِيَة لِلمُجتمع الرَّأْسَمالي المَعْنِي. وَمِن الوَهْم الاعتـقاد بِإِمْكَانِيَة تَسَاوِي الحُرِّيَات فيما بين المُواطنين، في مُجتمع «لِيبِيرَالِي»، أو «رَأْسَمَالِي». و«الْلِّيبِيرَالِيِّة» هي هِوَايَة فِـكْرِيَة لِلطَّبَقَة المُتَوَسِّطَة، وَلِطَبقة البُورْجْوَازِيَة الصَّغِيرَة. [أُنْظُر كتابي: نَقْد النُخَب(24)]. لكن المُكَوِّنَات المُتَعَارِضَة في المُجتمع (مثل طَبقة المُسْتَـغِـلِّين الكبار، وطَبقة المُسْتَـغَـلِّين) يُدركون عُمُومًا أنّ «الْلِّيبِيرَالِيِّة» هي مُجرّد كلام فارغ، وأنّ المَنْظُومات المُجتمعية الأساسية، أو الغَيْر قَابلة لِلْاِخْتِـزَال، هي إِمَّا الرَّأْسَمَالية، وَإِمَّا الاشتراكية. أمّا الكَلَام عن خِيَّار ثالث [مثل «الْلِّيبِيرَالِيِّة»]، فَهُو مُجرّد ثَرْثَرَة أشخاص غير مُتَخَصِّصِين. و«الْلِّيبِيرَالِيِّة» هي الرَّأْسَمَالية. حَيث تُؤَدِّي «الْلِّيبِيرَالِيِّة» حتمًا إلى اِسْتِلَاب (aliénation) الـفَرد، والجماعات، والمُجتمع(25). وكل شخص مُسْتَلَب، لا يُمكنه أن يكون «حُرًّا» في أفكاره، وَطُمُوحَاتِه، واخْتِيَارَاتِه، وَقَراراته، وأفعاله. وَإِنَّمَا يَخْضَع هذا الفَرْد، مِن حيثُ لَا يَحْتَسِب، إلى القـوانين المَوْضُوعية التي تَتَحَكَّم في تَطَور المُجتمع(26). وَيُريد مُسْتَعْمِلُو مُصْطَلح «الْلِّيبِيرَالِيَة» أن يُوحُوا إلينا أنّ الرَّأْسَمَالية تُوَفِّر «الحُرِّيَة»، و«الدِيمُوقراطية». لكن في الواقع المَلْمُوس، لَمْ تُوجَد، وَلَنْ تُوجَد، «لِيبِيرَالِيَة» مُخْتَلِفَة عن «الرَّأْسَمَالِيَة» المُتَوَحِّشَة. بَل «الْلِّيبِيرَالِيَة» المِثَالِيَة هي عَمَلِيًّا «الرَّأْسَمَالِيَة». لأن البَشرية لا تـعرف اليومَ سِوى نَوْعَيْن من أَنْمَاط الإنـتاج. فَإِنْ رَفَضْتَ نَمَط الْإِنْتَاج الاشتـراكي أو الشِيُّوعِي، لَا يَبْـقَى لك مِن خِيَّار سِوَى نَمَط الْإِنْتَاج الرَّأْسَمَالي. (خَاصَّةً وأنه يَستحيل اليومَ الرُّجُوع إلى نَمَط الإنـتاج الْإِقَطَاعِي، أو إلى نَمط الإنـتاج العُبُودِي). ولا يُوجد خِيَّار ثَالِث (مثل «الْلِّيبِيرَالِيَة» المَزعومة). وَمَن يَدَّعِي عَكس ذلك، فهو لا يَعرف عَنْ مَاذَا يَتكلّم. وَأَهَم «حُرِّيَة» لَدى «الْلِّيبِيرَالِيِّين» هي «حُرِّيَة المُبَادَرة الاقتصادية»، أي حُرّية إِنْشَاء المُقاوَلَات والشركات الرَّأْسَمَالِيَة، وَحُرِّية تَدْبِيرها. وَيُرَكّز «الْلِّيبِيرَالِيُّون» على «حُرِّيَة المِلْكِيَة الخَاصَّة»، و«حُرّية المُبَادَرة الاقتصادية»، و«حُرّية المُنافسة»، و«حرّية السُّوق». لكن هذه «الحُرِّيَات» لا تَعني شيئًا لدى مُعظم المُواطنين البُسَطَاء. لأن المُواطنين العَاديّين لَا يَملكون الرَّأْسَمَال الضّروري لإنشاء مُقاولة، أو لِشِرَاء أَسْهُم شَركة مُعيّنة، أو لِلْمُشاركة في رَأْسَمَالِ شَرِكَة مُحَدَّدَة. وَيَسقط «الْلِّيبِيراليّون» في تَناقض مع أنـفسهم كُلَّمَا أَهْمَلُوا «الحُقـوق والحُرّيات السياسية»، بِالمُقارنة مع «الحُقـوق والحُرّيات الاقتصادية». وعلى خِلَاف ظَنِّ لبيب سلطان (وأمثاله)، وفي إطار «الْلِّيبِيرَالِيَة» المَزْعُومَة، أيْ الرَّأْسَمَالية، لا يُمكن أن يَكُون «لِيبِيرَالِيًّا» (libéral)، بِمَـعْنَـى «حُرًّا»، سِوَى الرَّأْسَمَالِيُّون، مَالِكُو الرَّسَامِيل المُهِمَّة. أما بَاقِي المواطنين المَحْرُومِين مِن مِلْكِيَة وَسَائِل الْاِنْتَاج المُجتمعية، فَلَنْ يَكُونُوا «أَحْرَارًا»، أو «لِيبِيرَالِيِّين» (libres)، بَلْ سَيَـكُونُون حَتْمِيًّا مَأْجُورين، أو مُسْتَـغَلِّين، أو عَاطِلِين عن الشُّغْل، أو مُهَمَّشِين، أو مَسُودِين، أو مُضْطَهَدِين. وفي إطار كلّ دولة رَأْسَمَالِيَة، أو «لِيبِيرَالِيَة»، وَعلى خِلاف أَوْهَام «الْلِّيبِيرَالِيِّين»، يَستحيل أن يكون فيها الـقانون الـقائم مُحَايِدًا. وَيَسْتَحِيل أنْ يُوجد فيها قَضَاء نَزِيه في الـقَضَايَا السياسية. وَيَسْتَحِيل أن تُوجَد فيها «دَوْلَة الحقّ والقانون»(27). بَلْ يَكُون القانون حَتْمِيًّا في خِدمة مصالح الطَّبقات السَّائِدَة في المُجتمع. وقانون كلّ دولة رأسمالية يَحمي بالضّرورة المِلْكِيَة الخَاصّة لِوَسَائل الإنـتاج المُجتمعية، وَيَصُونُ الاحتـكارَ، وَيُنَاصِرُ السَّيْطَرة السياسية، وَيَضْمَنُ الهَيمنة الطَبَـقِيَة، وَيُدَافِعُ عن الْاِسْتِـغْلَال الرَّأْسَمَالِي، وَيَحْفَظُ دَوَامَ الـفَوارق الطَبَقِيَة، وَيُزَكِّي اِحتـكار العُنْف من طرف حُكومة أو دولة مُسَخَّرَة لِخِدْمَة الطَبـقَات المُسْتَـغِلَّة(28)، الخ. وَيَسْتَحِيل على كلّ دولة رَأْسَمَالِيَة، أو «لِيبِيرَالِيَة»، أن تَضْمَنَ «حُرية الاختيار لكلّ مُواطن»، مِثْلَما يَزْعُم الْلِّيبِيرَالِيُّون. وَتَتَطَوَّر الدَّوْلَة الرَّأْسَمَالية، أو «الْلِّيبِيرَالِيَة»، وَتَدُوسُ حَتْمِيًّا «حُقـوق» مُواطني الشّعب الكَادح(29). وَكَيْفَ يُمكن لِلْمُوَاطِنِين المُسْتَـغَلِّين، أو المَسُودِين، أو المُهَمَّشِين، أو المُضْطَهَدِين، أن يَكونوا «أَحْرَارًا»، بَينما هُم مَمْنُوعُون مِن مِلْكِيَّة وسائل الإنـتاج المُجتمعية، ومن حُقوق المُبَادَرَة، ومن حَقّ المُشاركة في التَقْرِير، ومن حَقّ المُساهمة في إِنْجاز طُموحاتهم ؟ وقد عَلَّمتـنا الكثير من التجارب، ومنها مثلا قضية فَلسطين، أن كَلَام الدُّوَل الرَّأْسَمالية الغَربية (المُسيطرة على العالم) عن «الدِّيمُوقْرَاطية»، وعن «حُقـوق الإنسان»، ما هو إِلَّا نِفَاق. ولا تَـقبل هذه الدُّوَل الرَّأْسمالية الغربية الْاِلْتِزَام بِالـقَانُون الدُّوَلِي، أو بِمَبَادِئ «الدِّيمُوقْرَاطية»، أو «حُقـوق الإنسان»، إِلَّا حينما تَخْدُم مَصَالِحَهَا الْأَنَانِيَة. وَقَد رَأَى العالم كلّه، وَبِذُهُول لا يُصَدَّق، كيـف أن الدُّوَل الرَّأْسَمَالِيَة الغَربية، ظَلَّتْ تُشَاهِدُ، وفي كلّ يَوم، وعلى اِمْتِدَاد سَبعة شُهُور مُتَوَالِية، تَرَى إِسرائيلَ وهي تُنَـفِّـذ إِبَادة شَعب فَلسطِين، وَتُـقَنْبِلُ سُكَّان غَزَّة والضِفَّة المَدَنِيِّين، المَنْزُوعِين مِن كُلِّ سِلَاح، وَبِمُـعَدَّل يَتَرَاوح بين 100 و 200 قَتِيل في كلّ يوم، و 65 في المائة منهم نساء وأطفال، وَبِأَسلحة وَطَائرات وَمُتَـفَجِّرَات وصواريخ مَصْنُوعَة في طَرَف الدَّوَل الغَربية. بَل اِسْتَـعملت الولايات المُتّحدة الأمريكية «حَـقَّ النَّـقْض» (veto) خَمْسَة مَرَّات مُتَتَالِيَة في "مجلس الأمن"، بِهَدف مَنْع صُدُور «قَرَار وَقْف إطلاق النار»، وَبِهَدف الدِّفَاع عن اِسْتِمْرَارِيَة القَتْل، رغم تَجاوز عدد الـقتلى 35 ألـف قَتِيل، و 100 ألـف جَريح وَمَفْقُود ! فَكَيْفَ لَا نَـقُول، بعد هذه الجرائم، أن الْإِمْبِرْيَالِيَة، والرَّأْسَمَالِيَة، والصَّهْيُونِيَة، والرِّجْعِيَة، وَأَنْصَارُهُم، وَعُمَلَاءُهُم، هم كُلُّهُم أعداء البَشَرِيَة ؟ وَالـقَاعِدَة العَامّة هي أنّ الرَّأْسَمَالِيّة تَكُون في بِداية حَياتها «تَنَافُسِيَة»، أو «لِيبِيرَالية»، ثُمّ تَتَحَوَّل حَتْمِيًّا إلى رَأْسَمَالِيًّة مُتَوَحِّشَة، ثمّ احتـكارية، ثمّ إِمْبِرْيَالِيَة، ثمّ استـعمارية، وَمُثِيرَة لِلْحُروب العُدْوَانِيَة. وهذه الـقَواعِد هي جُزء فقط من بَين الـقَـوانين التي تَتَحَكَّم في تَطوّر المُجتمع الرّأسمالي(30). وَإِنْ كَان لبيب سلطان (وأمثاله) يَظُنُّون أنه تُوجد مُجتمعات رَأْسَمَالية يَحدث فيها عَكْس تلك الظَوَاهِر المُجتمعية [المذكورة سابقًا]، فَلْيَدُلُّونَنَا على هذه المُجتمعات المُخالـفة، وعلى منظوماتها الاقتصادية، وعلى تاريخها. وَمُعْضِلَة الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيِّين»، هي أنهم يَصفون الماركسية بِجميع النُعُوت السَّلْبِيَّة، وفي نـفس الوقت، يَرفضون قراءة الكُتب الماركسية ! فَكَيْف يُمكن لشخص أن يَحْكُم على شيء، بينما هو يَجهله كُلِّيًا ؟ وَهَمُّ الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيِّين»، هو تَـقْبِيح الماركسية، والـقضاء عليها، كأنها هي الشّيطان. بينما الماركسية هي تُراث فِكْرِي، وَمَـعْرِفِي، وَنَـقْدِي، وَثَوْرِي، وَثَـقَافِـي، وعالمي. كما أن الأشخاص «الْلِّيبِيرَالِيِّين» يُحاربون الاشتـراكية، وَيَرْفُضُون في نـفس الآن دِراسة تَـفَاصِيل تَجَارِبِها التاريخية، وإِنجازاتها. بينما الاشتـراكية هي اقتـراح مَلموس لبـناء مُجتمع بَدِيل عن المُجتمع الرَّأْسَمالي، مُجتمع يَطمح إلى أن يَكُون أكثر عَدْلًا، وَتَحَرُّرًا، وَثَوْرِيَّةً. وَيَضَع «الْلِّيبِيرَالِيّ» لبيب سلطان تَطَابُقًا بين «الرَّأْسَمَالِيَة» وَ«الدِّيمُوقْرَاطِيَة». لكن لبيب سلطان لَا يَـقْدِر على فَهْم أنه يَسْتَحِيل أن تَكُون الرَّأْسَمَالِيَة «دِيمُوقراطية». وَلِمَاذا ؟ لِعِدَّة أسباب. أَوَّلًا، لأن الرَّأْسَماليّة مَبْنِيَة على أساس اِحْتِكَار مِلْكِيَة وَسَائِل الإنـتاج المُجتمعية مِن طَرف أَقَلِّيَة في المُجتمع. وَثَانِيًّا، لأن الرَّأْسَمَالِيَة مَبْنِيَّة على أساس اِسْتِـغْلَال المُواطنين المَأْجُورِين، وَاضْطِهَادِهِم، مِن طَرف الرَّأْسَمَال (أُنْظُر التَفَاصِيل في كتابي "طَبَقات المُجتمع"(31)). وَثَالِثًا، لأن كل نِظَام مُجتمعي رَأْسَمَالِي، يَتَطَوَّر حَتْمِيًّا نحو «دِيكْتَاتُورِيَة» مُمَوَّهَة، يُهَيْمِن داخلها الرَّأْسَماليّون الكبار، مَالِكُو وَسَائِل الْإِنْتَاج المُجتمعية، على مُجْمَل بَـقِيَة المُجتمع. [وهذه الظَّاهِرَة مَوْجُودة وَمُؤَكَّدة في مُجمل دُوَل العالم الرَّأْسَمَالِية]. ولا يَقْدِر «الْلِّيبِيرَالِيُّون» على فَهْم أن الانـتخابات، والبرلمان، والحكومة، وما شَابَهَهَا من مُؤَسَّـسَات «دِيمُوقْرَاطِيَة» مَزْعُومَة، تَبْـقَـى مُجَرَّد شَكْلِيَّات، لإخفاء «دِيكْتَاتُورِيّة» الرَّأْسَماليِّين الكبار، المَالِكِين لِوَسَائِل الْإِنْتَاج المُجتمعية. وعلى عَكْسِ مَزاعم لبيب سلطان، و«الْلِّيبِيرَالِيِّين» الآخرين، فإن «الدِّيموقراطية» البُورْجْوَازِية، أو «الدِّيموقراطية» الرَّأْسَماليّة، هي مُجَرّد دِعَايَة، أو وَهْم. لأنه، حَيْثُمَا وُجِدَت المِلْكِيَة الخاصّة، تَنْعَدِمُ بِالضَّرُورة الدِّيمُوقراطية ! ولأن الجَوْهَر في «الدِّيمُوقراطية»، هو: دَوْلَة الحَقّ الـقَانون، وَمُسَاوَاة مُجمل المُواطنين في الحُقـوق والوَاجِبَات [بما فيها حُقُوق المِلْكِيَّة]، والمُسَاوَاة أمام الـقانون، وَانْتِـفَاء الْإِسْتِـغْلَال الطَبَـقِي، والتَحَرُّر من مُجمل أشكال الْاِسْتِلَاب (aliénation)، الخ. وهذه الخِصَال، إِنْ كان الرَّأْسَمَالِيُّون يَزعمون أنها تَتَوَفَّر شَكْلِيًّا في الدُّوَل الرَّأْسَمالية، فإنها تَنْعَدِم فيها في الواقع الملموس(32). حيثُ يَستحيل أن تَتَسَاوَى حُقـوق من يَمْلِك وَسَائل الإنـتاج المُجتمعية، مع مَن لَا يَملك سوى قُوَّة عَمَلِه، فَيَضْطَرُّ إلى بَيْعِهَا مُقَابِل أُجْرَة. وَيُهَيْمِنُ المَالِكُون لِوَسَائل الإنـتاج المُجتمعية بِالضَّرُورة على الدَّوْلَة(33). وَيُهَيْمِنُ مَالِكُو وَسَائِل الْإِنْتَاج على المَأْجُورِين، وعلى المُهَمَّشِين في المُجتمع، وَيَسْتَـغِلُّونَهُم، وَيَضْطَهِدُونَهُم. وفي أيّ مُجتمع رَأْسَمَالِي كان، لَا يَسْتَمْتِع بِـ «الدِّيمُوقراطية» سِوَى الرَّأْسَمَالِيُّون الذين يَمْلِكُون وَسائل الإنـتاج المُجتمعية، وَيُهَيْمِنُون على المُجتمع. بَيْنَما بقـيّة المُواطنين المُسْتَـغَلِّين، أو المَسُودِين، فَلَا حُرِّيَة، وَلَا دِيمُوقراطية لهم. وَيَـفْتَرض أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتـرنيت «الْلِّيبِيرَالِيِّين»، أنّ «الديموقراطية» لَا يُمـكن أنْ تُوجد سِوَى في إطار نظام سياسي «رأسمالي». وَيَتَنَاسَوْن أنّ «دِيمُوقراطية» الرَّأْسمالية هي بِالضَّرُورة «دِكْتَاتُورِيَة» الرَّأْسَمَالِيِّين الكبار على شَعب المَأْجُورِين، والمُسْتَـغَلِّين، والمُهَمَّشِين، والمُضْطَهَدِين. وعلى خِلاف الْاِدِّعَاءَات التي تَزْعُم أن «الدِّيمُوقْرَاطِيَة» تُوجد في الأنظمة السياسية «الرَّأْسمالية»، يُمكن أنْ يُلاحظ كلّ مُواطن صَادِق، وفي مُجمل الدُول الرَّأْسمالية، أن الْأَغْلَبِيَة من مُمَثِّلِي السُـكَّان، في البَرلمان، وفي المَجالس المَحلّية (البَلَدِيَة، والجِهَوِيَة، والْإِقْلِيمِيَة)، هُم في أَغْلَبِيَّتِهم أشخاص اِنْتِهَازِيُّون، بِلَا مَبَادِئ، وَلَا أَخْلَاق، وَيُمارسون السيّاسة، ليس بِهَدف خِدْمَة الشّعب، وَإِنَّمَا بِهَدَف اِسْتِـغْلَال النُـفُوذ، وَبِهَدف تَسْهِيل الْاِغْتِنَاء الشَّخْصِي غَير المَشْرُوع، وَبِهَدَف الجَمْع بين الثَّرْوَة والسُّلْطَة(34). وَيَعْمَل أعضاء تلك المُؤَسَّـسَات «الدِّيمُوقراطية» كَأُجَرَاء، أو كَخُدَّام، أو كَمُرْتَزِقَة، لَدَى الطَبَقَات السَّائِدَة والمُسْتَـغِلَّة. وهذه الظَّاهِرَة تُوجد في كلّ الدُول الرَّأْسمالية، وَتَـعرفها، وَتَسْتَـغِلُّها، لكنها لَا تَمْنَعُها. فَتَتَحَوَّل المُؤَسَّـسات التَمْثِيلِيَة (في مُجمل الدُوَل الرَّأْسَمَالية) إلى أَوْكَار لِلْغِشّ، والرَّشْوَة، وَجَمَاعَات الضَّغْط (lobbys)، والـفَسَاد السياسي، وَتُخَادِع الشّعب، وَتَنْهَبُ ثَرَوَاتِه. وَهَل يمكن أن نتحدّث عن «العَدالة»، أو عن «الديمقراطية»، في إسرائيل، أو في الدُوَل الْإِمْبِريالية الغَربية (مثل الولايات المُتّحدة الأمريكية، والمَملكة المُتّحدة الْإِنْجْلِيزِية، وألمانيا، وفرنسا، الخ)، إذا كانـت هذه الدُّوَل تَـقتل، وَتُشَوِّه، وَتَرْتَـكِب جَرائم ضدّ الإنسانية، وَتُمارس تَهْجِير وَإِبَادَة الفلسطينيِّين، وَتَـقْمَع الأصوات الحُرّة المُسَانِدَة لِفَلسطين، أو المُطالبة بِالحُرّية، أو بالعَدالة، أو بالسَّلَام!؟ هذا غير مَعقول. وَتَجدر الإشارة إلى أنّ إِشْكَالِيَة «الرَّأْسَمَالِيَة» تُؤَثِّر بشكل حَاسِم على مَصير شُعوبـنا النّاطقة بالعربية. وَمُجمل الحُكّام العرب اليوم، لهم ثِـقَة عَمْيَاء في مبادئ، أو في قَواعد «الرَّأْسَمَالِية». لكن بعض الأبحاث، تُبَيِّن اِسْتِحَالة خُروج هذه البلدان في العالم الثّالث من التَخَلّف المُجتمعي بِوَاسطة الرَّأْسَمَالِية(35). وهذه أُطروحة جَديدة نِسبيًّا. وَمُجمل التَجارب التي إِتَّبَـعَتْ مَنَاهِجَ «الرَّأْسمالية»، في مُعظم البُلدان العربية (من مُوريطانيا إلى العراق)، في مجال التَنْمِيَة المُجتمعية، خلال العُقُود السَّبْعَة الماضية، لم تَسْتَطِع الخُروج من التَخَلُّف المُجتمعي المُرَكَّب الذي ظَلَّت غَارقة فيه. [بَينما اِتَّبَـعَت رُوسيا، ثُمّ الصين، مَناهج اِشتـراكية، فخرجت من التَخَلُّف المُجتمعي). والحَلّ الثّوري البَديل، هو الثّورة المُجتمعية، والتحرّر الوطني، والشُّرُوع في تَشْيِيد الاشتـراكية(36). وَفي مَجال الصِرَاع بين اليَسار واليَمِين، وفي مَقُولَة سَبق لي أنْ نَشَرْتُها على الفِيسْبُوك(37)، تَحت عُنوان: "هَل تُوجد عَلَاقَة بين مُسْتَوَى الذَّكَاء، وَنَوْعِيَة المَوَاقِف السِيَاسية (المُعَبَّر عَنْهَا) ؟"، عَرَضْتُ الْأُطْرُوحَة التَالِيَة : «في غَالِبِيَّة الحالات، الْأَشْخَاص الْأَكْثَرُ ذَكَاءً، وَالْأَكْثَر ثَـقَافَةً، يَمِيلُون إلى أن يَكُونُوا ثَوْرِيِّين، أو جَذْرِيِّين، أو يَسَارِيِّين، أو مُعَادِين لِلرَّأْسَمَالِيَة، أو اِشْتِرَاكِيِّين، أو شِيُّوعِيِّين. وَالأشخاص مُتَوَسِّطُو الذَّكَاء، وَمُتَوَسِّطُو الثَـقَافَة، يَمِيلُون، في غالبية الحالات، إلى أن يَـكُونوا مُحَافِظِين، أو رَأْسَمَالِيِّين، أو يَمِينِيِّين. وَيَمِيلُ الأشخاص ضَعِيـفِـي الذَّكَاء، أو قَلِيلِي الثَـقَافَة، إلى أن يَكُونُوا مِن ضِمْن أَنْصَار الرِجْـعِـيَّة، أو الرَّأْسَمَالِيَة المُتَوَحِّشَة، أو اليَمِين المُتَطَرِّف، أو الفَاشِيِّين، أو الْإِمْبِرْيَالِيِّين، أو المُسْتَـعْمِرِين. وهذا المُيُول فيه تَـفَاوُت فِيمَا بين الأشخاص، وفيه دَرَجَات مُتَبَايِنَة. وَبِصِـفَة عَامَّة، الْأَشْخَاص الْأَنَانِيُّون يَمِيلُون إلى تَفْضِيل الرَّأْسَمَالِيَة، بَيْنَمَا الأشخاص المُتَضَامِنُون، يَمِيلُون إلى تَفْضِيل الْإِشْتِرَاكِيَة». وقد أثارت هذه الْأُطْرُوحَة السياسية العَديد من الرُّدُود وَالتَـعْلِيـقَات المُتَحَمِّسَة (في الفِيسْبُوك). وكانـت مُعْظَم التَـعْليـقات مُتَّـفِـقَة مع هذه الأطروحة. ولماذا الْاِسْتِشْهاد هُنَا بهذه الأُطْرُوحة؟ لأنها تَشْرَح لماذا يَصْعُب، أو يَسْتَحِيل، الحِوَار بين أشخاص يَسَارِيِّين، وآخرين يَمِينِيِّين. ولأنها تُـفَسِّر لماذا يَتَحَوَّل النِقَاش بين يَساريّين وَيَمينيّين إلى سُوء تَـفَاهُم لَا يُـفَـكُّ، وَلَا يُحَل. وفي نـفس الوقت، وعلى خِلَاف بعض الظُنُون، يَجد قُرّاء كثيرون مُتْـعَةً في مثل هذه النِقَاشَات الشَّاقَّة، إِنْ وُجِدَت، لأنهم يَعْشِـقُون البَحْث عن الحَقِيـقة، وَيَهْوُون تَـقَارُعَ الحُجَج المُتَبَايِنَة أو المُتَنَاقِضَة. 6) لَوْ كان "الحوار الـمتمدّن" رَأْسَمَالِيًّا، لَمَا بَقِيَ مَوُجُودًا على عَكس ما دَافَعَ عنه أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت، لَوْ كان "الحوار المتمدّن" يَعمل بِمَنطق الرَّأْسَمالية المَحْضَة (التي يُريدون فَرضها)، لَمَا وُجد أصلًا هذا المَوقِع. وَلَمَا كان نَشْرُ المقالات وَقِراءتها بِالمَجّان في هذا الموقع. حيثُ لَا يُمكن أن تُوجد بَضَائِع أو خَدَمَات بِالمَجَّان في إطرا الرَّأْسَمَالِيَة. بما فيها خِدْمَة نَشْر المقالات، وكذلك قِرَاءَتُها. وَلَوْ كان "الحوار المتمدّن" يَعمل بِمَنطق الرَّأْسَمالية، لَمَا ضَحَّى رزكار عقراوي ومساعدوه خلال عَشَرَات السِنِين، بِمَجْهُوداتهم، وَبِصِحَّتِهم، وَبِمِهَنِهم، وَبِعَائلاتهم، بِدُون المُطالبة بِمُقابل مادّي، وفـقط بهدف تَشْيِيد، وَتَحسين، هذا الموقع الـفِكري الهائل. وَلَو كان الكُتّاب (الذين يَنشرون مقالاتهم على "الحوار المتمدّن") يُـفكّرون بِالمَنطق الرَّأْسَمالي، لما قَبِلُوا الاشتـغال في تَحرير مقالات، أو دراسات، يَتَطلّب تَحْرِيرها مِنهم بَذل مَجهودات مُضْنِيَة، خلال أسابيع، أو شُهور، أو أحيانًا سَنوات، دُون أنْ يُطَالِبُوا بِأيّ مُقابل مادّي. وَلَوْ كان "الحوار المتمدن" يَعمل بِمنطق الرَّأْسَمالية، لَمَا وُجِدَ كُتّاب يَنشرون مقالاتهم على هذا الموقع، فـقط من أجل تَنْوِير الـقُرّاء الناطقـين بالعربية، ومن أجل نشر الثـقافة، وَتَـقاسمها بالمَجّان. ولو كان موقع "الحوار المتمدّن" يعمل بمنطق الرَّأْسَمالية، لَمَا جاء إليه أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت هُم أنـفسهم، لِشَنّ هَجماتهم العُدوانية، ضدّ كلّ ما هو ثَوْرِي، أو ماركسي، أو اشتـراكي، في "الحوار المتمدّن". لأن الرَّأْسَمالية مَبـنية على أساس الأنانية، والـفَردانية، والرِّبح، والانـتهازية. بَيْنما الاشتـراكية مَبْنِيَة على أساس الْإِيثَار (أَيْ تَـفْضِيل خَيْر الآخرين على الخَيْر الشَّخصيّ)، وعلى أساس التَضامن، والتَـقَاسُم، والتَـعَاضُد. ولأن الدَّافِع المُحَـفِّز في الرَّأْسَمالية هو جَنْي الرِّبْح الْأَسْهَل، والأكبر، والأسرع، دُون أدنى مُراعاة لِمَصالح الجَماعة، أو الشّعب، أو المُجتمع. لِهذه الاعتبارات، أنا أَجْزِم شخصيا أن كلّ شخص يُريد بَثَّ الرَّأْسَمالية داخل "الحوار المتمدّن"، فَهُو عَدُوّ لنا جميعًا. ويجب علينا جميعا أن نُحاربه، كما يُحارب هو الـقِيَم الثَّوْرِيَة، والماركسية، والطُموحات الاشتراكية.
7) نـقد الـماركسية مَقبول، بِشَرط احتـرام الـقَـوَاعِد الأكاديمية أنا شخصيًا أقبل أن يَنَتَـقِد بعض كُتّاب "الحوار المتمدّن" الماركسية، أو أن يكتبوا أن الاشتـراكية خاطئة، أو أنها مُجرد وَهْم، الخ، لكن بِشرط أن تَأْتِيَ تصريحاتهم هته في إطار دراسة عِلْمِيَة، تَتَـقَيَّد بِالـقَوَاعِد الْأَكَادِيمِيَة العالمية المَعروفة. وبشرط أن تَسْتَنِد هذه الدراسة على مَراجع جِدِّيَة وَدَقِيقَة. وما هو مَرفوض، هو أن يَأْتِيَ أشخاص (مثلًا مِن مِيلشيا الإنتـرنيت)، وبدون مُؤَهِّلَات عِلْمِيَة كافية، وبدون كَفَاءَات مَنْهَجِيَة، وَبِدُون قِراءة الكُتب الماركسية التي يُريدون نَـقْدَها، وأن يَطلـقـوا العِنَان لِأَهْوَائِهم، وأن يَشْتُمُوا الماركسيّين والاشتـراكيّين، وأن يُسَـفِّـهُوا الماركسية والاشتـراكية. لأن السَبّ، والتَحْقِير، والتَسْـفِيه، لَا يُـفيد أحدًا(38). ويظهر أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت مَغْرُورِين، وَعَنِيدِين في كُرْهِهِم لِلماركسية، وللإشتـراكية، وَلِلْمُقاومة الفَلسطينية. ويعتـقدون أن إِدَانَتِهم المُطلـقة للماركسية، وللاشتـراكية، صحيحة تمامًا. ويظنّون أن الـفلاسفة الكِبار: كارل ماركس، وافريدريش إنجلز، وفلاديمير لينين، وماوُو تسي تُونغ، الخ، كانوا كلّهم جُهَّال، وأن أُطْرُوحاتهم كانـت غَبيّة. وَلَمْ أجد فِيمَا كتبه أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت مُؤَشِّـرَات تَدُلّ على أنهم قَرَأُوا بِالْعِنَايَة المَطلوبة كُتب ماركس، وإنجلز، ولينين، وماوُو، الخ. فَأَفْرَاد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت يَحْكُمُون على أشياء، وَلَوْ أنهم لم يَدْرُسُوهَا بِالجِدِّيَة المَطلوبة. وفي هذه الحالة، سَيَكُون كلامهم بدون قِيمة.
8) أساليب تَحَايُل أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت وَبِمُناسبة فَضح وُجود مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، أَدْعُو إدارة "الحوار المتمدّن" إلى إِيجاد حُلول تِـقْنِيَة (في تِـكْنُولُوجْيَا المَعْلُومات) (computing) لِلتَصَدِّي إلى أَهَمّ أساليب التَحَايُل المُستـعملة (أو التي يُمكن اِسْتِعْمَالها) في "الحوار المُتمدّن" مِن طَرف بعض الكُتّاب. وَلَوْ أنّ هذا المَوضُوع هو جَانِبِي، اُفَضِّلُ عَرْضَه هُنا. وَلَا يَقتصر استـعمال أَسَاليب التَحايُل على أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، وإنما يُمكن أن يَستـعملها كُتَّاب أو مُعَلِّقُون عاديّون. وَأْعْرِضُ فيما يلي بعض الأمثلة مِن أساليب التَحايُل المُمكنة : - بِوَاسِطَة هُجومهم الجماعي على الكُتّاب الماركسيين والاشتـراكيّين، حَوَّلَ أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت «التَنْقِيطَ» (أو التَقْيِيم) (rating)، و«التـعليـقَ» (comment)، (المَوْجُودين في أَسفل كلّ مقال مَنشور على "الحوار المتمدّن")، إلى شَيْء مُخالـف تمامًا لمعناهما الأصلي. - يَجد أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت مُتْعَةً في تَخفيض مُعَدَّل «نُقَطَة» مَقال مُمتاز من عَشرة (10) على عَشرة (10)، إلى إِثْنَيْن (2) أو ثَلَاثَة (3) على عشرة، وذلك عَبر تِكْرار التَنْقِيط بِـصِفْر (0) على عشرة (10). حيثُ لَا يَمنـع "الحوار المُتمدّن" تِكْرَار التَنْقِيط (to note, quote). ويعتبرون أنهم حقّـقـوا انـتصارا حينما يَنْشُرُون عددًا كبيرا من التـعليقات السَلْبِيَّة على مقال ماركسي مُمتاز. - أظنُّ أن إدارة "الحوار المتمدّن" لَا تَتَوَفَّر حاليًّا على وسائل تِـقْنِيَة (مَعْلُومَاتِيَة) تَمْنَع كاتب «تَـعْلِيـق» (comment) في أسفل مَقال (مَنْشُور على "الحوار المتمدّن") من أن يضغط على زِرّ «الإعجاب» بِتَعليـقه الشخصي الخاص. - في «التـعليـقات» المَوجودة في أَسْفَل المقالات المَنشورة في "الحوار المتمدّن"، يلجأ أحيانًا بعض أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت إلى الضَّغط مرّات مُتَكَرِّرَة على زِرّ "الإعجاب" (Like)، ليس "الإعجاب" بِتَعْلِيـقَات أشخاص آخرين، ولكن "الإعجاب" بِتَـعْلِيـقاتهم الشخصية الخاصّة، لكي يَزِيدُوا في رَقْم عدد "الإعجابات" (بِتَعْلِيـقاتهم الشّخصية الخاصة)، وَذلك بِهَدَف الْإِيحَاء إلى الـقُرَّاء أنّ أغلبية قُرَّاء "الحوار المتمدّن" يُساندون تِيَّارَهُم اليَمِينِي المُتطرّف. وَلَا تَتَوَفَّر حاليًّا إدارة "الحوار المُتمدّن" على وسيلة لِمَنـع هذا النَّوْع مِن الغِشّ. - يُنَـقِّطُ أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت الكتّابَ الماركسيّينَ والاشتـراكيّينَ مَرَّات مُتَكَرِّرة بِنُقطة 0 على 10، لكي يُظهروا خُصُومَهم الاشتـراكيّين كأنّهم مَنْـبُوذِين في "الحوار المتمدّن". وأَظُنّ أن قـيّادة "الحوار المتمدّن" لَا تَتَوَفَّر اليوم على وسائل تِـقْنِيَة (مَعْلُومَاتِيَة) تَقْدِر على مَنْع أيّ شخص من التَصْوِيت مَرّات مُتَكَرِّرة على «التـعليـقات»، أو على «التَنْقِيط». - أظنُّ أن إدارة "الحوار المتمدّن" لَا تَتَوَفَّر حاليًّا على وسائل تِـقْنِيَة (مَعْلُومَاتِيَة) تَمْنَع كَاتب مَقال (مَنْشُور على "الحوار المتمدّن") مِن أن يَضْغَط مَرَّات مُتَكَرِّرَة على زِرِّ تَحْيِين (update) على صَفحة الْإِنْتـرنيت (التي تَحْتَوِي على المقال المنشور على "الحوار المتمدّن" في مُحَرِّكَات البَحْث search engine)، وذلك بِهَدف الزِّيَادَة (المَغْشُوشَة) في عَدَد «إِجْمَالِي القِرَاءَات» الخَاص بِِصَفَتِه الشّخصيّة في "الحوار المتمدن". - أتساءل هل تَتوفّر إدارة "الحوار المُتمدّن" على وسائل رقمية (أو مَعْلُومَاتِيَة) تُمَـكِّنُها مِن مَنْـع الـقارئ من أن يُصَوِّت عِدَّة مَرّات بِـ 0 على 10 على مقال خَصمه، أو بِـ 10 على 10 على مقال صديقه. لأن هذه الحِيَل تُعطي صُورة خاطئة على أَهَمِّيَة بعض المقالات المَنشورة في "الحوار المتمدّن". - مِن بَين نَـتائج السُّلُوكِيَّات المَوْصُوفة أعلاه، نجد أن بعض كُتّاب "الحوار المتمدّن" يضطرّون إلى اختيّار نشر مقالاتهم دُون تَـفْعِيل (enable) «التَـعْلِيـقات» وَ «التَنْقِيط». لأنهم يَعلمون مُسبقًا أن مقالاتهم سَتَتَـعَرَّض لِلسَبّ، أو التَحْقِـير، أو التَبْخِيس، من طرف أفراد مِيلِشْيَا الإنترنيت. فَيُصبح "الحوار المتمدّن" مَحروما من النِقاش، ومن الحِوار، ومن تَبَادُل التَعْلِيـقَات المُفِيدَة. - بعض الكُتّاب، لهم مثلًا مقال مُكَوَّن من 30 صفحة، يَلْجَأُون إلى تَـقْسِيمه إلى قُرابة خَمْسَة أو سِتَّة مقالات صغيرة. ثُمّ يَنْشُرُون هذه الأقسام الصّغيرة كَمَقَالات مُستـقلّة عن بعضها البعض، وَبِعَنَاوِين مُختلفة. وذلك أَوَّلًا بِهَدف تَضْخِيم "عدد مَقالاتهم الشّخصية المَنشورة". وَثَانِيًّا بِهَدَف النَّفْخ في عدد "إجمالي القراءات". والغَايَة مِن هذا السُّلُوك، هي أن يَظْهَر هؤلاء الكُتّاب مثل كُتَّاب عِظَام، لَهُم عَدد كبير من المقالات المَنْشُورة، ولهم "عدد إجمالي القراءات" يُعَدُّ بِمِئَات الْآلَاف، أو حتّى بِالمَلَايِين. وَيُوجد في موقع "الحوار المتمدّن" نَوع من التَبَاهِي الشَّكْلَانِي، المُصْطَنَع، أو الانـتهازي، أو غير المَبْدَئِي، وَالغَيْر مُفيد. وفي تَقْدِيري، أَنْ يَنْشُر كاتب فقط 2 أو 3 مقالات مُمْتَازَة في مُجْمَل حَياته، خَيْرٌ مِن أَنْ يَنْشُر هذا الكاتب 500 مقال سَطْحِي، أو رَدِيء، أو بَايِخ. كَمَا أَعْتَبِرُ أنّ اِحْتِوَاء موقع "الحوار المُتمدّن" على 100 مقال مُمتاز، هو أَفْضَل مِن أَنْ يَحْتَوِيَ "الحوار المُتمدّن" على مَلْيُون مَقال سَطْحِي أو رَديء. لأن المُهِم في الثـقافة، هو الكَيْف، وليس الكَمّ.
9) تَنَاقُض أفراد مِلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت مع هَوِيَة "الحوار المتمدّن" - يُعرّف رسميًّا موقع الحوار المتمدّن نـفسه بكونه: «أوّل صحيـفة يسارية، علمانية، إلكترونية، يومية، ومستـقلة، في العالم العربي». ويُضيـف التـعريـف الرّسمي أن "الحوار المتمدّن" هو : «مَنـبر حُر لِنَشر الآراء، والحوار، حول المواضيع المُهمّة، المُتـعلقة باليَسار، والعلمانية، والديمقراطية، وحقـوق الإنسان، والتَمَدُّن، وحقـوق المرأة، ومن أجل خلـق مجتمع إنساني، مدني، علماني، يَـكْفُل الحقـوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، الأساسية للإنسان». - في باب "أهداف إدارة الحوار المتمدّن"، جاء أنها تُريد : «أنْ تُـقدّم للقارئات والقراء الأعزاء أفضل الكتابات التي تساهم في تَطوير مُستوى الوَعْي الفكري، والسياسي، والثقافي، لجمهرة غير قليلة من الناس، والتي تُشارك في عَملية التَّنوير الضّرورية في مُجتمعاتنا». بَيْنَما مقالات، وتـعاليق، أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت تَهْدِف إلى عَكْس ذلك، حيثُ تَقُوم بِقَلْب الحَقائق على رَأْسِهَا، وَبِالخِدَاع السياسي، وَبِالتَضْلِيل الـفِـكري، وَبِنَشْر وَعْي مُسْتَلَب (aliéné)، وَمُزَيَّف، - في فَصْل سابق من هذا المقال (تَحت عُنوان: "ماذا يَقـول أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت")، رأينا أنّ أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت يَنشرون مقالات وتـعليقات مُعَادِيَة لِـ قِيَم «اليَسَار». وحتّى إذا زَعم أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت أنهم يُناصرون نَظَرِيًّا «الديمقراطية، وحقوق الإنسان»، فَكُلُّنَا نُدرك جيّدًا، أنّ كل شخص يُناصر الرَّأْسَمَالية، والْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية، وإسرائيل، والرّجعيات العربية، سَيُصْبِح بِالضَّرُورة، وفي الواقع المَلْمُوس، مُعَادِيًّا لِـ «الديمقراطية»، وَلِـ «حقوق الإنسان». وبالتّالي سَيُصبح هذا الشّخص مُتَنَاقُضًا مع "قواعد وأولويات النشر في مؤسسة الحوار المتمدن". وعليه، يجب على إدارة "الحوار المتمدّن" أن تَمْنَع مثلَ هؤلاء الأشخاص من التَسَلَّل إلى داخل "الحوار المتمدّن"، وكذلك مِن نَشر دِعَايَاتهم اليَمِينِيَة أو الرَّأْسَمَالِية. - قَد يَصِيحُ فورًا أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت أن «الماركسية والاشتـراكية مَاتَت مع اِنْهِيَّار الاتحاد السوفياتي» في سنة 1981. وهم عاجزون على إدراك أنّ ما اِنْهار في الاتحاد السوفياتي، ليس هو الاشتـراكية، وإنما هو رأسمالية الدّولة (أنظر التَفَاصِيل في كتابي المُعَنْوَن بِـ : "هل ما زالت الماركسية صالحة بعد انهيّار الاتحاد السوفياتي"(39)). - وعلى عَكس مَزاعم أفراد مِيلِشْيَا الإنتـرنيت، فإنّ جَوْهَر «اليسارية» (المذكورة في في فَصْل التَعْرِيف بِهَوِيَّة "الحوار المتمدّن")، هو الثّورية، والتَحَرُّر، والماركسية، والاشتراكية. وَعلى نَـقِيض مَزَاعِم لبيب سلطان (وأمثاله)، لَمْ، وَلَنْ، تَـكون أبدًا الرَّأْسَمَالِيّة، أو الإِمْبِرْيَالِيَة، أو الصَّهْيُونِيَة، من ضِمْن مُقَوِّمَات «اليسار»، أو من بين مُكوِّنات «التَـقَدُّمِيَة»، أو «الثورية»، أو «التَحَرُّر الإنساني». - فَنَـقُـول لأفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ اليَمينيّين: إن كانـت الـقِـيَم الأصليّة الثَوْرِيَة، أو اليَسارية، لِمَوقع "الحوار المتمدن" لا تُـعجبكم، فَلماذا تَـدخلون أصلًا إلى هذا الموقع؟ ولماذا تُريدون نَشْر مَقالاتـكم اليَمِينِيَّة في مَوْقع يَسَارِي ؟ ولماذا لَا تـذهبون إلى مَواقع أُخرى مَوْجُودة، وَمَعروفة بِاخْتِيّاراتها المُحافِظَة، أو اليَمِينِيَة، أو الرَّأْسَمَالية، أو الإِمْبِرْيَالِيَة، أو المُتَصَهْيِنَة مِثلكم. وإن كُنْتُم مُكَلَّفِين بِمُهِمَّة تَـغْيِير مَوقع "الحوار المتمدن" إلى عكسه، فإنكم وَاهِمُون. وَسَتَـفْشِلُون في مَسَاعِيكُم. وَبِمُجرّد أن يَنْتَبِه مُنَاضِلُو "الحوار المُتمدّن" إلى وُجودكم، وَبِمُجَرَّد أنْ يُدْرِكُوا أهدافكم، سَيَرَدُّون عليكم بما تَستحقّون. - ونقـول لأفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت: إنْ كُنـتم تَزْعَمُون أنّكم تَوَدُّون خَوْض الصِرَاع النَظَرِي، والجِدَال الـفكري، والنِقاش السياسي، داخل "الحوار المتمدّن"، فإنكم لا تَتَوَفَّرُون على الرّصيد الثـقافي اللّازم لِلْمُشاركة في مُناقشة مُثْمِرَة. طَبْعًا، غُرُورُكُم الْلَّا مَحْدُود يَجعلكم تَعتـقدون أنكم تَعرفون كلّ شيء، وَأَنّكم تَـفْهَمُون كلّ شيء. لكن مِن بين عُيُوبكم، أنّكم لَا تَدْرُسُون جِدِّيًا العُلُوم التي تُريدون خَوْض الكَلَام حَولها. ومن بين عِلَلِكُم أنكم تَـكتـفون بِتَـرْدِيد الدِعَايَات الْإِمْبِريالية الغَربية، التي تُرَوِّجُهَا شَبَكَات الـقَنَوَات التِلِـفِزْيُونِيَّة الْإِمْبِرْيَالِيَة المُهَيْمِنَة على العَالَم. وَتَـقُولون كَلَامًا مُـكَرَّرًا. وَتُصْدِرُون أَحْكَامًا مُسْبَـقَة وَمُمَيِّزَة. بَلْ جَوْهَر مَعَانِي آرائكم هي: «أَنَا مُعْتَدِل، وَأَنْتَ مُتَطَرِّف»، «أنا دِيمُوقْرَاطِي، وأَنْتَ إِرْهَابِي»، «أَنا مُتَحَضِّر، وَأنـت فَاشِـسْـتِي»، «أنا جَميل، وأنـتَ مَبْغُوض»، الخ. وهذه المُزايدات الذّاتية لا تُـفيد أحدًا. وَنَحن الثَّوْرِيُّون، نَرفض المُزَايَدَات الذَّاتِيَة، أو إِهَانَة الأشخاص، وَنُـفَضِّل التَّحْلِيل العِلْمِي لِلْمُجتمع، بهدف تَسْهِيل تَـغْيِير هذا المُجتمع، وَتَثْوِيرِه. (يُتْبَع في الجزء الثالث والأخير من المقال). رحمان النوضة. (تَمّ الانـتهاء من تحرير هذه الدراسة في يوم السبت 4 ماي 2024).
الــنُـــقَــــط الـــهَــــامِـــشِـــيَّــــة
(23) أُنْظُر كتاب: رحمان النوضة، نـقد النخب، نشر سنة 2015، الصفحات 95، الصيغة 12. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (24) أُنْظُر كتاب: رحمان النوضة، نـقد النخب، نشر سنة 2015، الصفحات 95، الصيغة 12. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (25) أُنْظُر تَعريـف الكاتب لِمَفْهُوم "الاستلاب" (aliénation) في كتابه "نَـقْد الشّعب". https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (26) أنظر كتاب رحمان النوضة باللغة الفرنسية: Rahman Nouda, Le Sociétal, Édition 2012,519 pages, Version 18. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (27) أُنْظُر التَفَاصِيل في كتابي: رحمان النوضة، أُطروحات حول الدّولة، نشر 2022، الصفحات 157، الصيغة 16. وَيُمكن تَنزيله من مُدَوَّنَة الكاتب: https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (28) أُنْظُر كتاب: رحمان النوضة، نـقد النظام السياسي بالمغرب، نشر 2011، الصفحات 340، الصيغة 57. (29) هذه النـقط مُفَصَّلَة في كتاب: رحمان النوضة، أطرحات حول الدّولة، نشر 2022، الصفحات 157، الصيغة 16. (30) أنظر الكتاب: رحمان النوضة، أُطْرُوحَات حَول الدَّوْلة، نشر 2022، الصفحات 157، الصيغة 16. وأُنظر كذلك كتاب: Rahman Nouda, Le Sociétal, Édition 2012, 519 pages, Version 8. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (31) أنظر كتاب: رحمان النوضة، طبقات المجتمع، نشر 1983، الصفحات 350. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (32) أنظر كتاب: رحمان النوضة، أُطْرُوحات حول الدّولة، نشر 2022، الصفحات 157، الصيغة 16. https://livreschauds.wordpress.com/2023/06/26/أطروحات-حول-الدولة/ (33) أُنْظُر كُتب: Rahman Nouda, Le Sociétal, Édition 2012 519 pages, Version 8. Rahman Nouda, Le Politique, Édition 2010, 410 pages, Version 9. رحمان النوضة، أُطْرُوحَات حَول الدَّوْلة، نشر 2022، الصفحات 157، الصيغة 16. https://livreschauds.wordpress.com/2023/06/26/أطروحات-حول-الدولة/ (34) أُنظر التَفَاصِيل في كتاب: رحمان النوضة، نـقد النُخب، نشر سنة 2015، الصفحات 95، الصيغة 12. ويُمكن تَنزيله من مُدوّنة الكاتب. (35) أنظر كتاب: Rahman Nouda, Impossible de sortir du sous-développement par le capitalisme, Édition 2020, 140 pages, version 18. Najib Akesbi, Maroc: une économie sous plafond de verre, Édition 2022, Revue Marocaine des Sciences Politiques et Sociales, 270 pages. (36) أُنظر كتاب: رحمان النوضة، هل ما زالت الماركسية صالحة بعد اِنْهيّار الاتحاد السوفياتي، نشر 2015، الصفحات 195، الصيغة 17. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (37) مَقُولة منشورة على الـفِيسْبُوك، من طرف رحمان النوضة، في 28 أغسطس 2023. (38) أُنْظُر: رحمان النوضة، فَنُّ النَّـقْد السياسي، نشر 2016، الصفحات 72، الصيغة 12. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (39) أُنظر كتاب: رحمان النوضة، هل ما زالت الماركسية صالحة بعد انهيار الاتحاد الصوفياتي، نشر 2015، الصفحات 195، الصيغة 17. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (40) https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=14861
#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)
Rahman_Nouda#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 1/3
-
هِجرة الأدمغة المُمْتَازَة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
-
الحَلّ الجَذْرِي لِمُشْكِل الجِنْس خارج الزَّواج
-
لِمَاذَا اِنْهِيَّار إِسْرَائِيل حَتْمِيٌّ
-
فَلْسْطِين وَانْهِيَّار أَمْرِيكَا
-
لِمَاذَا القَضَاء على إسرائيل
-
دُرُوس زِلْزَال المغرب
-
دَوْلَة الجَوَاسِيس
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
-
أُطْرُوحَات حَوْل الدَّوْلَة الرَّأْسَمَالِيَة
-
هَلْ نَـقْد اسْطَالِين تَآمُر ؟
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 3/3
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 2/3
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي (1/2)
-
بَنْ سَلْمَان مُقَابِل محمد السَّادِس
-
إِمَّا الغَلَاء والتَضَخُّم، وَإِمَّا الاشتراكية
-
الدَّوْلَة كَحِزْب سِيَّاسِي سِرِّي
-
سِرُّ ضُعْف -الجبهة الاجتماعية-
المزيد.....
-
-حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها
...
-
بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
-
لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك
...
-
كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس
...
-
بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال
...
-
الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
-
الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م
...
-
أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي
...
-
قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
-
لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|