الثقافة التوركمانية عامة وفي آسيا الوسطى خاصة عبر التاريخ

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 00:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

التوعية الثقافية التوركمانية تشير إلى الجهود المبذولة لرفع الوعي والفهم حول الثقافة التوركمانية وتعزيزها بين أفراد المجتمع، سواء داخل تركمانستان أو بين الاثنية التوركمانية المنتشرة في أنحاء العالم.

يهدف التوعية الثقافية التوركمانية إلى الحفاظ على التراث الثقافي التوركماني وتعزيز فهمه واحترامه ونقله للأجيال القادمة.

الجوانب الرئيسية للتوعية الثقافية التوركمانية تشمل:

التعريف بالتراث الثقافي:

يشمل ذلك التعريف بالتقاليد والعادات التوركمانية التقليدية، والموسيقى، والرقص، والأدب، والفنون التشكيلية، والملابس التقليدية، والمأكولات الشعبية.

تعزيز اللغة الوطنية:

يشمل التركيز على اللغة التوركمانية وتعليمها وتشجيع استخدامها كوسيلة لنقل التراث الثقافي والتواصل بين أفراد المجتمع.

الترويج للفنون والثقافة التوركمانية:

يتضمن ذلك تنظيم الفعاليات الثقافية مثل المعارض الفنية والعروض الموسيقية والمسرحية وورش العمل لتشجيع المهارات الفنية التقليدية والمعاصرة.

التثقيف الثقافي والتعليم:

يهدف إلى تقديم دورات تعليمية ومحاضرات وندوات حول التاريخ والتراث التوركماني وأهميته للمجتمع المعاصر.

تعزيز التفاهم الثقافي:

يسعى التوعية الثقافية التوركمانية إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، وتعزيز الانفتاح على العالم الخارجي.

المشاركة المجتمعية:

يشجع التوعية الثقافية التوركمانية على مشاركة أفراد المجتمع في الأنشطة الثقافية والفعاليات لتعزيز الانتماء والروابط الاجتماعية.

هذه الجهود تساهم في تعزيز هوية ووحدة المجتمع التوركماني وتحافظ على التراث الثقافي القيم للأجيال الحالية والمستقبلية.

الثقافة التركمانية لها تاريخ طويل ومتنوع، حيث تشكلت وتطورت عبر العصور مع تأثيرات متعددة من العديد من الحضارات والثقافات المجاورة.

نظرة عامة عن الثقافة التوركمانية عبر التاريخ:

الفترة القديمة (العصور القديمة - القرون الوسطى):

- في العصور القديمة، كانت المنطقة التي يسكنها اليوم الشعب التوركماني تعرضت لتأثيرات حضارات مختلفة مثل حضارة أناو وأخمينية وبارثية، وساسانية، والإسلامية المبكرة.

- خلال القرون الوسطى، دخلت المنطقة تحت سيطرة الدول الإسلامية مثل الدولة السلجوقية والإمبراطورية العثمانية، وتأثرت الثقافة التوركمانية بالفنون والعلوم والآداب الإسلامية.

العصر الحديث (القرن الـ 19 وما بعده):

- خلال العصر الحديث، تشكلت قبائل التوركمان وتأسست الدولة التوركمانية الأولى في أواخر القرن الـ 19.

- في العصر الحديث، شهدت الثقافة التوركمانية تأثيرات الاحتلال الروسي والسوفيتي والتي أثرت بشكل كبير على التنمية الثقافية والاجتماعية والسياسية للمنطقة.

- في فترة الاتحاد السوفيتي، تم تشجيع السياسات السوفيتية على إعادة تشكيل الهوية الثقافية للشعوب المحلية، وقد شهدت الثقافة التوركمانية عمليات تطهير ثقافي وسياسي.

العصر الحديث المعاصر
:
- مع انهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر القرن الـ 20، حصلت تركمانستان على استقلالها في عام 1991، وأصبحت دولة مستقلة.

- منذ ذلك الحين، شهدت التوركمانية استعادة هويتها الثقافية واللغوية والتاريخية، حيث تعززت الحركات الثقافية والتعليمية لتعزيز الثقافة التوركمانية والحفاظ على التراث الوطني.

- تعكف تركمانستان على إثراء الحياة الثقافية للشعب ودعم الفنون والموسيقى والأدب التوركماني.

الثقافة التوركمانية تعتبر غنية بالتنوع والإبداع، وتشمل الشعر والموسيقى التقليدية، والفنون الشعبية مثل النسيج والنحت والزخرفة.

كما تتميز بتقاليد الضيافة الكريمة والأسلوب الحيوي في التعبير الثقافي.

ثقافة التوركمان قبل الإسلام تعود إلى فترة طويلة من التاريخ، وقد تأثرت بالعديد من الحضارات والثقافات التي عاشت في المنطقة التي يسكنها اليوم الشعب التوركماني.

هنا نستعرض بعض الجوانب الرئيسية لثقافة التوركمان قبل الإسلام:

الثقافة القبلية والحياة الرعوية:

- كانت قبائل التوركمان تعيش حياة رعوية وبدوية، تتنقل بين المراعي والمناطق الريفية بحثًا عن المراعي لمواشيهم.

- كانت القبائل تتبع نظامًا قبليًا تقليديًا، حيث كان القائد القبلي يمتلك السلطة وكان يتمتع بالاحترام والولاء من قبل أفراد القبيلة.

الفنون والحرف اليدوية:

- كان للتوركمان مهارات رائعة في الحرف اليدوية مثل النسيج والنسج والتطريز. كانوا ينتجون السجاد والملابس اليدوية والمنسوجات الزخرفية التي تعكس تفردهم الثقافي.

الأسطورة والشعر الشفهي:

- كان لدى التوركمان تقاليد شفهية غنية، حيث كانوا يروون الأساطير والحكايات التي تحكي عن أصولهم وتاريخهم وتجاربهم.

- كان الشعر جزءًا مهمًا من الثقافة التوركمانية قبل الإسلام، وكان يستخدم كوسيلة للتعبير عن المشاعر والقيم الثقافية.

الديانات القديمة:

- قبل الإسلام، كانت التوركمان تتبع الديانات الوثنية والشامانية والبوذية والزرادشتية وديانة مانية ، وكان لديهم معتقدات متنوعة تتعلق بالطبيعة والحياة الروحية.

- كانت هناك تقاليد دينية وطقوس خاصة بالمناسبات الاجتماعية والزراعية.

الحياة الاجتماعية والأسرية:

- كانت الأسرة تشكل جزءًا مهمًا من الحياة الاجتماعية للتوركمان قبل الإسلام، حيث كانت القبيلة تعيش معًا وتشارك في الأنشطة اليومية مثل الحرب والرعي والزراعة.

- كانت هناك قيم قبلية قوية تحكم العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين أفراد القبيلة.

تعكس هذه الجوانب الثقافة التوركمانية قبل الإسلام طابعًا فريدًا من الأصالة والتقاليد، وتمثل الجذور العميقة لهويتهم الثقافية.

مع دخول الإسلام إلى المنطقة، تغيرت بعض هذه الجوانب لتصبح جزءًا من التراث الثقافي الإسلامي، ولكن الثقافة التوركمانية الأصلية لا تزال تؤثر بشكل كبير في هوية الشعب التوركماني حتى اليوم.

المصادر التاريخية الموثوقة...

^ رولاند ، ريتشارد هـ. “آسيا الوسطى ثانيا. الديموغرافيا” . الموسوعة الإيرانية . المجلد. 2. ص 161-164 . تم الاسترجاع 2017/05/25 .

^ “المشهد الديني العالمي” (PDF) . بيو . ديسمبر 2012 مؤرشفة من الأصلي (PDF) في 24 سبتمبر 2015.

^ الجلاد، أحمد (30-05-2011). "تعدد الأجيال في اللهجات العربية" . موسوعة اللغة العربية واللسانيات . بريل. دوى : 10.1163/1570-6699_eall_EALL_SIM_000030 . رقم ISBN 9789004177024.

^ "نتائج التعداد السكاني الوطني 2009" . وكالة الإحصاء في جمهورية كازاخستان. 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 مؤرشفة من الأصلي في 22 يوليو 2011 . تم الاسترجاع 21 يناير 2010 .

^ "طاجيكستان" . وزارة الخارجية الامريكى . تم الاسترجاع 14 فبراير 2015 .

^ "قيرغيزستان" . مشروع بيو تمبلتون للمستقبل الديني العالمي . 2010 . تم الاسترجاع 2018-08-01 .

^ تريلينج ، ديفيد (2015/05/08). “طاجيكستان تناقش الحظر على الأسماء العربية كجزء من الحملة على الإسلام” . الحارس . ISSN 0261-3077 . تم الاسترجاع 2017/05/25 .

^ تريلينج ، ديفيد. "الإسلام في أوزبكستان" . وكالة المخابرات المركزية . تم الاسترجاع 2018-03-27 .

^ "الدين في تركمانستان" . حقائق وتفاصيل . تم الاسترجاع في 27 مارس 2019

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات