زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 22:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
-----------------------
في اللغة العربية تعتبر لفظة " عِفْريت" [مفرد] : و جمعها يكون "عَفاريتُ:
وهي تعني بعامة : المُتمرِّد ، أو النافذٌ في الأمور بدهاء و خُبْثٍ ..
ولكن هذه الكلمة لها دلالات عدة ، و تُستخدم في معانٍ متعددة ، كأن نقول مثلاً :
"ولدٌ جاني ، أو رجلٌ عِفْريت" ، أو إنَّه لعفريت نفريت : أي خبيث منكر داهٍ ،
أو نقول : إن مستقبل هذه الشعوب يقع على كفّ عفريت ،
ونعني بذلك :
أن حالها أصبح في خطر شديد . او هي في حال شبه ميؤوس منه، بعيد عن الاصلاح ، أو على حافة الإنقراض و الفناء ...
العفريت ككائن خرافي:
يُشير إلى كائن خرافي يُعتقد أنه من الجنّ ، ويُصوّر عادةً بأنه شيطان قوي أو روح شريرة.
ومنذ القدم اعتقد كثير من الناس ، أنّ أقوام الجان و العفاريت و و يسكنون أماكنً مظلمة أو في خلوات مقفرة ، مثل الأطلال والمعابد .
وقد أظهرتهم القصص و المرويات الاسطورية في الأدب والفلكلور بأشكال وأحوال متنوعة ، ( أقزام - عمالقة، طيبين أو شريرين..
وبلا شك ، حفل الفولكلور والأدب المشرقي ، بذكر الجنّي أو العفريت " سبَدللا " في القصص والحكايات الشعبية التراثية ، وقد يكون موضوعًا للخوف والتخويف أو الترقب ، وذلك لخلق جو من التشويق والغموض .
لفظ العفريت يُستخدم أحيانًا لوصف شخصيات خرافية أو غريبة في القصص والحكايات.
يُمكن أن يُستخدم للإشارة إلى شخص متمرّد أو ذو أفكار خبيثة.
بالطبع! كلمة “سبدللا” تُشير إلى كائن خرافي ينتمي إلى عالم الجن والأرواح الخفية. يُعتقد أن السبدللا هو نوع من العفاريت أو الشياطين، ويُصوّر عادةً بأنه كائن قوي وشرير يعيش في الظلام ويسكن الأماكن المقفرة. يتميز السبدللا بقدرته على التحول والظهور بأشكال مختلفة، وقد يكون له تأثيرات سلبية على البشر.
قصارى القول :
يبقى موضوع عفاريت الجن والسبدللا ، موضوعاً مثيرًا للاهتمام في الخيال وعنصرا جذاباً في تكوين الأساطير ولدى كثير من المعتقدات القديمة ،
حيث يُمثل عندهم الجانب المظلم والغامض من عالم الخيال الذي يدور حول عالم سفلي ظلامي مرجوم أو آخر علوي موهوم ..
وعلى الرغم من تقدم الوعي الانساني والنضج العقلي والعلمي، إلا انه مازال هناك كثير من الناس في الشرق ، من بسطاء الفهم السذج، و الجهلاء الخائفين، يعتقدونه حقيقة غيبية لا ريب فيها .
والأنكى أن تجد أعقلهم حرجاً ، يجادل بوقاحة لا منطقية، تدعو للسخرية ، فيلجأ إلى مغالطة " إثبات اللاموجود " . غافلاً تماماً ، عن أنّ البيّنة على من إدعى ، وليس على من أنكر .
أخيراً لا آخراً ، يبقى السؤال :
ترى هل يشق " سبدلّلا " حائط الجهل المكين ، في أفهام هذا الشرق المذعور يوماً ما ، ويتدلى - بغتةً - نحو النور ؟
الله أعلم
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟