أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة ومضة - ثبات - للقاص يحيى القيسي/ بقلم: رائد الحسْن














المزيد.....

قراءة نقدية لقصة ومضة - ثبات - للقاص يحيى القيسي/ بقلم: رائد الحسْن


رائد الحسْن

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



تعمّقت الجذور؛ أخفقت الرياح
......................................................................................
العنوان: ثبات
ثَبات: مصدر ثبَتَ، والثبات هو مظهر مِن مظاهر عالمنا وتدرك بوصفها ثابتة بالرغم من حدوث درجة من التغيُّر، بثبات: بشجاعة، ثَبات المفاهيم: دوامها وبقاؤها، ثبات: الرأي، القيم، القلب، المبادئ، المواقف.
ثَبَتَ الشَّيْءُ يَثْبُتُ ثَبَاتاً بالفتح وثُبُوتاً بالضمّ فهو ثابِتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ بفتح فسكون. شيءٌ ثَبْتٌ: أَي ثابِتٌ، وأَثْبَتَه هو وثَبَّتَه بمعنىً.
ويُقال: ثَبَتَ فلانٌ في المكانِ يَثْبُتُ ثُبُوتاً: إِذا أَقامَ به فهو ثابِتٌ.
والثبات هو عكس التغيير والحركة واللا استقرار، وهو ما يشد به الشيء من حمل أو رحل أو سرج أو غيرها ليثبت.
الشطر الأول: تعمّقت الجذور.
الصورة التي أمامنا هي لشجرةٍ تمتلك غصونًا وأوراقًا وجذعًا وجذورًا، جذورها قرَّرت أن تمتدّ في تربة أرضها، وفعلًا كان الامتداد في عمق الأرض، وكلما تعمّقت الجذور في الأرض، تشبثت بها وتمسّكت بتربتها وصعب انتزاعها لأنها ومكانها أصبحا حالة واحدة لا يمكن الفصل بينهما.
الشجرة هنا هي مجرّد رمز تحكي لنا عن المحبة والإصرار على التجذّر والتمسّك في الأرض والصمود فيها، أرض القِيم والمبادئ والثبات على المواقف وعدم السماح لتغييرها رغم المصاعب الكبيرة والأخطار المحدقة ورياح التغيير التي تحاول القلع والنفي والتحريك بعيدًا عن الأصول وعن الموطن الأم وأرض الأجداد والقيم النبيلة وينابيع الأصالة.
الشطر الثاني: أخفقت الرياح.
أخفق: فشل، لم يظفر في حاجته ولم يصل إلى هدفه المنشود.
وفي هذا النص نرى أن الرياح أخفقت وفشلت، وعندما نعود للشطر الأول، سنرى أن الرياح فشلت في تحقيق هدفها، وهو خلع وقلع الشجرة بعيدا عن مكانها، والسبب هو لأن الشجرة قرّرت أن تمدّ بجذورها بقوة وعمق في تربة أرضها؛ مما حال دون تأثير تلك الرياح الصفراء العاصفة، النيل مِن الشجرة التي ثبتت وبقوة في تربة أرضها.
هنا نلاحظ في هذا النص الجميل هو أن الشجرة بكل تفاصيلها وأجزائها تتكاتف وتتعاون، فعندما تشمخ الأغصان والأوراق عاليًا، نرى أن الجذور تؤمّن لها الحماية والقوّة مِن خلال تشبّثها بالأرض؛ عندما تتعمّق وتتغلغل في التربة، فالذي تفعله الشجرة - مِن خلال جذورها في الأرض - نرى ان الرياح تعجز - كقوة مُضادة - عن فعله في الهواء وما فوق الأرض.
قِوى الخير، لو اجتمعت وقرّرت الصمود والثبات، فبكلّ تأكيد ستعجز كُل قِوى الشر على زحزحتها والوصول إلى غايتها وهو قلعها وتغيير مكانها وإبعادها عن المكان الذي تعشقه ولا تريد أن تحيا بدونه.
العنوان - ثبات - نراه قد ألقى بمعناه على شَطري النص، وجاء بصيغة النكرة وسنفهم معناه بشكل دقيق من خلال قراءة كل الومضة.
فالثبات، حصلَ، مِن خلال تعمّق الجذور في موطن وجود الشجرة ومكانها الذي زُرعت به ونمت وكبرت حتى أصبحت كبيرة وذات شأن.
لكن قِوى الظلام والشر تأبى أن ترى الأصلاء يثمِرون في أماكنهم وأوطانهم؛ فتحرّك عليهم رياحًا شديدة مِن أجل قلعهم وتشتيتهم وقتلهم.
وهنا تبدأ المعركة، التي يجب أن تبدأ باستعدادات مُسبقة - من قِبل المدافع، حتى قبل بدايتها - وهذا يتأتّى مِن سبق النظر وبعده في رؤية أحداثا مستقبلية ستحدث، وهنا الحكمة تسبق فعل هجوم الشر وتفشِله، من خلال فعل التموضع والتحصّن خلف متاريس دفاعية قوية، وأهمها هو الثبات والصمود والتشبّث بالأرض و مد الجذور إلى أعماقٍ تؤهلها، لتجعلها بموقف لا يمكن زحزحتها وانتزاعها، مهما كانت قوّة الرياح وشدّتها.
وهكذا بالتعاون والتآزر والتماسك والمشاركة والوفاء والإخلاص للوطن ، يمكن لأي مجتمع ، شعب ، أمة ، الصمود بالأرض التي يقف عليها ويحيا فيها والوطن الذي يحتضنه، والوقوف بوجه كل المؤامرات التي تُحاك ضد أوطانهم من أجل النيل من وحدتهم ووجودهم وبقائهم، مِن خلال التمسّك بالثوابت الوطنية والمجتمعية والقيم الروحية والمبادئ الأصيلة ويجب أن يكون الولاء للوطن والمواطنة يأخذ الأسبقية المُطلقة على أي اعتبار آخر، وهكذا يتم إفشال كل الرياح وبمختلف مُسمّياتها وألوانها وشدّتها، لأن هناك رابطة وقوة تشدّ التربة بالشجرة - الوطن بالمواطن - مِن خلال علاقة الحب والوفاء والإخلاص والتمسّك بكلِّ ثوابت البقاء والمواطنة الصالحة.
ومضة جميلة، أجاد فيها الكاتب الأستاذ يحيى القيسي، تقديم حكمة مُعبّرة، مِن خلال صياغتها في نص يأخذ شكل فن أدبي، ألا وهو فن الومضة.



#رائد_الحسْن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية لقصة ومضة (إهمال) للأديب يحيى القيسي، بقلم الأدي ...
- قراءة نقديّة لقصة قصيرة جدًا (اغراس) للقاصّ العراقي عبد المن ...
- قراءة نقدية لنص – نبوءة - للقاص العراقي محمد الميالي.
- إضاءات على رواية أوتو للقاص العراقي خلدون السراي
- قراءة نقدية لنص - نزاع - للقاص فاضل حمود... بقلم / رائد الحس ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( شجرةٌ ) للقاصة الفلسطينية فاطم ...
- قراءة نقديّة لقصة قصيرة جدًا ( دمية ) للقاصّ العراقي علي غاز ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( عودةٌ ) للقاصة الفلسطينية نجاح ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( تعديلات ) للقاصة غفران كوسا ، ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا ( استفاقةٌ ) للقاصة السورية رغدا ...
- قراءة نقدية لقصة قصيرة جدًا (سلاسل) للقاصة العراقية سمر العب ...
- الفيس بوك ومدى أهميته للأديب أو المثقف
- الغموض والإبهام في القصة القصيرة جدًا
- الكاتب بين الواقع والأدب
- قراءة نقدية للقصة القصيرة جدًا - ندم متأخر - للقاص مجيد الكف ...
- أصدقاء في العالم الأزرق
- قصص قصيرة جدًا/ زهرة
- قصص قصيرة جدًا/ طريقٌ آخرُ
- قصص قصيرة جدًا/ تَصريحٌ
- قصص قصيرة جدًا/ قلبان


المزيد.....




- متحف هيروشيما للفن يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني ...
- -الذي لا يحب جمال عبد الناصر- وأبرز الإصدارات للقاهرة للكتاب ...
- 7 كتب عن تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال والإرهاب الصهيون ...
- لأول مرة في موريتانيا معرض دولي للكتاب مطلع 2025
- فتح باب التقدم لجوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56 ...
- وردة الطائف إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي
- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحسْن - قراءة نقدية لقصة ومضة - ثبات - للقاص يحيى القيسي/ بقلم: رائد الحسْن