أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - شقيقي داوود سيرة غيرية .. تستدعي وقفة بامتياز














المزيد.....

شقيقي داوود سيرة غيرية .. تستدعي وقفة بامتياز


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 02:50
المحور: الادب والفن
    


" شقيقي داوود" سيرة غيرية للأديب المقدسي جميل السلحوت، صدرت مؤخرا عن دار الأزبكيّة في رام الله، وتقع في 200 صفحة من القطع المتوسط.
قد يتساءل البعض عن أهداف فن السّيرة الأدبية، بشقّيها: السّيرة الذّاتية أو السّيرة الغيريّة.
فلماذا يلجأ بعض الأدباء لهذا الفن الأدبي؟ وتحديدا السّيرة الغيريّة التي يتمّ من خلالها سرد قصة حياة شّخص آخر، يسعى الكاتب إلى إعادة تشكيل حياته من خلال الكلمات، بكل ما فيها من حقائق، وليس من وحي الخيال؟ مع العلم أنّ هذا الفن يقيّد الأديب، لأنّه يكبح جماح خياله ويحصره بسرد حقيقيّ، فهو ملزم أن يوثق حياة الشخص بأمانة، وبموضوعيّة، وهنا لن يستطيع أن يبتدع قصّة من وحي خياله يستمتع به، فلا يشعر أنّه سيّد الأحداث، هي ليست رواية رسمها وشكّلها من ألفها إلى يائها، يحرّك فيها شخوصا ابتدعهم ، وقد يتخفّى في عباءة أحدهم، فيغوص في أعماق ذاته يتعرف عليها أكثر.
لماذا لجأ السّلحوت إلى أدب السّيرة الغيريّة؟ كان أوّلها " ابن العم أبو شكاف"، ثم شقيقي داوود"؟"
اجاب الأديب السلحوت على هذا السّؤال في مقدمة السّيرة، إذ قال: " لفت انتباهي ما كتب أديبنا الكبير محمود شقير في تقديمه لسيرة "ابن العمّ أبو شكاف" : "وإذا كان مألوفًا ظهورُ سِيَرٍ ذاتيّة أو غيريّة للمثقّفين والأدباء والفنّانين ورجال السّياسية، فلماذا لا يكون مألوفًا، بل مطلوبًا ظهورُ سِيَرٍ لرجال الأعمال النّاجحين، الّذين صنعوا نجاحهم بجدّهم واجتهادهم، وليس عن طريق الغشّ والتّـزوير والسّرقة والاستغلال، وكذلك لغيرهم من الكفاءات في حقول العلم والتّجارة والاقتصاد؟
سؤال وجيه، يؤكد على أن توثيق حياة هؤلاء العصاميين من الشّخصيّات، قد تكون منارة للبعض، ودافعا قويّا لهم يشجعهم ويسحبهم من دائرة اليأس إلى الأمل. فلماذا لا يخوضون التّجربة؟ لماذا لا يسعون إلى النجاح بجدّ واجتهاد ويكونون مثل من سبقهم من الشخصيات الذين تجاوزوا العقبات وحققوا أحلامهم؟
إذا، هذا هو سبب كتابة السّلحوت سيرة شقيقه داوود، فهو رجل أعمال متميز، صنع نفسه بنفسه. كان عصاميّا، اجتهد واستطاع أن يحقّق نجاحا دون اللجوء للغشّ والتزوير، ودون استغلال أيّ كان. كان الأديب السلحوت يعرف تفاصيل حياة شقيقه داوود منذ أن ولد، بحكم فرق السّن بين الشّقيقين، فقد كان يكبره بأربعة عشر عاما، لاحظ تميّزه وذكاءه منذ الولادة، ولهذا رأى في توثيق سيرته ما يمكن وصفه بمدرسة تتعلّم من خلالها الأجيال، شعارها "من جدّ وجد".
لقد وجد أنّ شقيقه داوود يعتبر أنموذجا وقدوة لكل من يئس واستكان وعزل نفسه، مدّعيا أنّ الظّروف خذلته، فبات يندب حظّه، دون أن يخطو أيّة خطوة تجاه تجقيف أهدافه.
ونلاحظ أن السلحوت لم يبدأ بأحداث السيرة منذ ولادة شقيقه داود، بل قبل ولادته، لأنّه يؤمن أن الانسان ابن بيئته، لا يمكن فصله عن مجتمعه وجذوره، وقد وضح ذلك في مقدّمة السّيرة، قال: "لا يمكن للمرء أن يتحدّث عن مسيرته الحياتيّة دون العودة إلى جذوره القريبة على الأقلّ، وإلى البيئة التي ولد فيها، وما صاحبها من واقع اجتماعيّ، اقتصاديّ، علميّ".. إلخ. لذلك نلحظ أن هذه السيرة تعتبر أيضا سيرة مكان وسيرة مجتمع، بكل ما فيه من عادات وتقاليد وطبيعة حياة، فوصفها بدقّة، وتحدّث عن بعضها بإسهاب.
وقد تحدث السلحوت عن هجرة شقيقه إلى الولايات المتحدة، وسرد التّحديات التي واجهته هناك وكيف استطاع أن يتخطّاها، على الرّغم من أنّ بعضا ممن هاجروا فشلوا في تحقيق ذواتهم هناك، إذ خطف أنظارهم بريق أمريكا، وسحبهم إلى مستنقع الرذيلة والحرام.
كما أشار السّلحوت إلى بعض الغرائب التي شاهدها لأول مرّة عندما زار شقيقه داوود. وقد أسهب في وصف المكان، وركّزعلى بعض العادات والتقاليد هناك، مما جعلني أشعر أنني أقرأ كتابا يختصّ في أدب الرّحلات. وقد كان هذا لصالح الأديب، الذي قدّم للقارىء وجبة دسمة من المعلومات الغريبة الشّيّقة والنّادرة.
ومما لفت نظري، أنّ السلحوت ركّزفي الفصل الأخيرالذي جاء تحت عنوان: "البلاد طلبت أهلها"، على عودة شقيقه داوود إلى الوطن واستثماره فيه، وقراره أن يمضي حياته داخله بين أهله وأحبّائه، على الرّغم من أنّه كان يحقّق في المهجر نجاحات مستمرّة، إلا أنّه آثر العودة، وقد كانت رسالة قويّة، بمثابة الدعوة لكلّ من هجر وطنه، بأن يعود إلى بلاده، يستثمر فيه، فلا بديل للوطن.
4-4-2024



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -الوبش- مرآة تعكس واقع مجتمع يحكمه الجهل وتتحكّم فيه ا ...
- الوبش رواية جديدة لجميل السلحوت
- رواية اليافعين -جبينة والشّاطر حسن- في ندوة اليوم السّابع
- رواية -حقيبة من غمام- في ندوة اليوم السّابع
- رواية-وهكذا أصبح جاسوسا-في اليوم السابع
- رواية -المهطوان- في اليوم السابع
- رواية - المهطوان- إضافة نوعية للمكتبة العربية
- قصة الأطفال- بسالة شادن- في اليوم السابع
- رواية سبيطة-الأيّام قبل الأخيرة في- ندوة اليوم السّابع
- رواية الليلة الأولى في ندوة اليوم السّابع
- رواية الليلة الأولى في ندوة اليوم السابع
- قصة - الفراشات المضيئة- للفتيان في اليوم السابع
- ديوان - نداء من القلب- للشاعرة دولت الجنيدي في اليوم السابع
- رواية مريم -مريام للأسير كميل أبو حنيش في اليوم السابع
- رواية -طيور المساء- في ندوة اليوم السابع
- ديوان -البيدر المعنى والمغنى- في ندوة اليوم السابع
- رواية -ومضة أمل- في ندوة اليوم السابع
- قراءة في رواية ومضة أمل
- رنين القيد في ندوة اليوم السابع
- رواية الأرملة في ندوة اليوم السابع


المزيد.....




- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - شقيقي داوود سيرة غيرية .. تستدعي وقفة بامتياز