أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!(١)














المزيد.....

خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!(١)


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 00:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


■□ اكثر من ثلث سكان السودان توافدوا الي الخرطوم علي مدار عشرات السنين لأن المدينة كانت مأوي الضعاف والجوعي والخائفين.
لكن شيئا فشيئا قلبت المدينة ظهر المجن لأولئك الغلابة بسبب الجشع والطمع والتجرؤ علي أكل وهضم حقوق المستضعفين.
 
□■ مع ايماننا بالله للأسف يغفل بعضنا عن انه {قيوم} {فعّال}:
يمنح، ويمنع، وينزع،
يحيي ويميت
ينبت ويهلك ..الخ

□■ غير الخرطوم رأينا كيف كان الهلاك في درنة الليبية، ومراكش وما حولها في المغرب، وفي تركيا وغيرها..الخ

وإهلاك القري ورد كثيرا في القرآن:

¤{وَتِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰۤ أَهۡلَكۡنَـٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُوا۟} 

¤ {وَحَرَ ٰ⁠مٌ عَلَىٰ قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَاۤ أَنَّهُمۡ لَا یَرۡجِعُونَ}

¤ {فَكَأَیِّن مِّن قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَا وَهِیَ ظَالِمَةࣱ فَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرࣲ مُّعَطَّلَةࣲ وَقَصۡرࣲ مَّشِیدٍ}

¤ {وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡیَةِۭ بَطِرَتۡ مَعِیشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَـٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِیلࣰاۖ }

□■ فهل توقف اهلاك القري ام {لا يزال}؟؟!!
انصت للآية التالية:

¤ {وَلَا یَزَالُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ تُصِیبُهُم بِمَا صَنَعُوا۟ قَارِعَةٌ 
أَوۡ تَحُلُّ قَرِیبࣰا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ}
والكفر يأتي بمعني جحود النعم:

¤ {إِنَّا هَدَیۡنَـٰهُ ٱلسَّبِیل
َ إِمَّا شَاكِرࣰا 
وَإِمَّا كَفُورًا}

□■ دعونا نتذكر بعض الفساد والجشع الذي جعل الخرطوم مكان غير صالح لعيش الضعفاء والمساكين ومحدودي الدخل، سنتدرج في ذكر انواع المظالم التي تتكرر يوميا:

● في الخرطوم كان عادي جدا يأتي باكرا في الصباح بص مواصلات شاحن ٦٠ او ٧٠ شخص جلوسا ووقوفا فيوقفه كمين مرور ويبدأ الشرطي والسائق يتجادلان، والبص فيه الطالب والعامل والموظف والمريض
والممرّض وكلهم مرتبط بمواعيد للحضور!!!

● قبل ان نركب التاكسي التعاوني (مريم الشجاعة) من المحطة الوسطي امدرمان اشترط السائق زيادة ١٠٠ جنيه لأن هناك "تَرَس"
وعندما وصلنا اصر علي الزيادة رغم عدم وجود ترس بحجة انه اخبرنا بالقيمة ونحن في الموقف!!!!

● مع ضيق الشوارع وكثرة العربات تجد بعض السيارات مخزنة وجزء منها داخل الشارع، والمصيبة انها توقفها ليس مؤقتا وإنما دائما لأنها معروضة للبيع في معرض ودلالة للسيارات!!!

● محلات الغاز اصبحت دائما مغلقة لكن الغاز موجود،
ساعدني احد الجيران، ذهب معي بعد صلاة المغرب الي احد وكلاء الغاز في بيته وعرفني عليه، فامرني باحضار الانبوبة بعد صلاة العشاء، وباحضار مبلغ كذا: ثلاثة اضعاف السعر الرسمي!!!!

● في الجزارة طلبت ربع كيلو لحم
فلاحظت ان الجزار اخذ يطنطن ان وزن الربع صعب والناس لا يقبلون به، وفعلا اعطاني الربع كله عظم وشحم، وعندما اعترضت قال لي:
"اصلا الربع ما بجيك فيهو حتة حمرا!!!"

● في احد المراكز التشخيصية المتطورة سلم المريض الورق لكي يجري له الفحوص، وكان بانتظار ان يندهوا اسمه لكي يأخذوا منه العينات، فندهوا اسمه ولكن اعطوه نتائج الفحص دون ان يأخذوا العينات، والغريب ان بعض الفحوص طلعت ايجابية!!!

● والعلاج في الخرطوم حدث ولا حرج ..
يعني لو عندك عملية جراحية بسيطة يتوجب عليك ان تستنفر كل قبيلتك وجيرانك واصحابك مثل الشخص الذي عليه ديّة، لكي تجمع تكلفة العملية، وكثير من الناس ينصحوك بالسفر للخارج حيث التكلفة اقل بكثير. حتي بعد ان تحسب تكلفة السفر وتكلفة السكن والمعيشة!!!!

● دخلت صيدلية، فوجدت صفا طويلا فوقفت، وسألت لماذا الصف طويل، فعرفت ان الصف، انما لمقابلة الدكتور الصيدلي فيشرحون له الأعراض - علي الواقف- فيقرر الدواء، ويحاسب بثمن الدواء فقط!!!!

□■ ما حدث للخرطوم كأنما هو غضب او لعنة بسبب {الفحشاء} والشراهة والنهم لتحصيل متع الدنيا بأي طريقة:

{ٱلشَّیۡطَـٰنُ یَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ}
والفحشاء هنا هي البخل، لأن العرب كانوا يعدون البخل تفحشا.

□■ وما ظهر اليوم الخميس في تقرير المقداد حسن مراسل العربية والحدث من شارع الصناعات بحري بالقرب من جسر كوبر يؤكد كلامنا ان ما حل بالخرطوم كأنما هو غضب الهي ولعنة، فالمرء يستعجب من كمية الرصاص والقنابل والصواريخ التي تم استخدامها حتي تحيل البنايات الشاهقة والبيوت المتينة الي أكوام من الانقاض وبقربها تنتشر حفر كبيرة، وحتي شوارع الأسفلت اتحفرت و "اطرقعت"!!!

■□ في المرة القادمة نتحدث بإذن الله عن معاناة الضعفاء مع خدمات المياه والكهرباء وانواع اخري من المعاناة



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن
- مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم
- جدل بيزنطي حول عودة الأمن لأمدرمان!!
- التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!
- بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناط ...
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ...
- الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!
- الحصة مسيّرات: تكرار القائد حديثه عن (المتفلّتين) يعني ان ال ...
- -عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!
- ختامه عصيان لأبي القاسم: حُرمة صيام الثلاثاء ٩ ابريل (ك ...
- العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)
- -دِرْوَة- كبيرة (1000كيلو): امريكا روسيا .. قد دنا عذابنا!!! ...
- الشعب تضرر.. وليلة القدر جات للعسكر!!!
- المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي ا ...
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...


المزيد.....




- للكسل جائزة في كوريا.. مسابقة تكافئ من يجلس أطول فترة ممكنة ...
- وكالة أمن بحري: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليمن
- مراسلنا في ليبيا: اشتباكات مسلحة في الزاوية ونداءات لإخلاء ا ...
- قتيل وجريح.. مسيرة أوكرانية تهاجم سيارة بلدية في مقاطعة كورس ...
- نواب ألمان يقترحون حماية جزء من المجال الجوي الأوكراني من أر ...
- ردود قوية بين ناشط على مواقع التواصل ورجل الأعمال المصري نجي ...
- البرلمان العراقي يستعد لانتخاب رئيس جديد
- الزيارة الأولى منذ خمس سنوات.. محمد بن سلمان يتوجه قريبا إلى ...
- استشهاد طفلة ووالديها بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في غزة
- قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل بمخيم بربرة وسط رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!(١)