أمّي الثكلى
مُقيدة اليدين
تبتسم لحريتها
وتحمل حب الدنيا
في صدرها
لكل أطفال العالم
دفَنَتْ بالأمس طفلها الرضيع
كان قد تعلم العربية
وتحول إلى مدرسة الصمود
ليُعَلم فيها أولئك الذين يحملون الألقاب
معنى الحضارة
كان الطفلُ يحتضر
وهو يبتسمُ بوجه الأم
بسمة الحرية
ويقول "الحمد لله"
إني أرى ما لا ترين
هي النفسُ في طهارتها
سيري!
مطمئنة إلى الفردوس الأبدي
ولكِ يا أماه كلمتي
"نِعمَ ما قيدٌ في ساعدٍ حرٍ أبي"
ما أعظمكِ
أيتها الأم
في فلسطين
حيثُ الحرائق
ومن أحشائكِ
حيثُ يولد الطفل المارد
وحيثُ يرفضُ الذُل
وحيث يأبى العبودية
وحيث يكتسبُ الحرية
أمي
بسمتكِ تغمرني بحريتها
فأنتِ جمالُ فلسطين
في المهجرِ حملتِني في أحشائك
وفي المُخَيمِ
عذّبوني في رَحمِك
وفي الوطَن المُحتَل
أرضعتيني بِثَدييك
بالحجرِ أركُضُ لأُقاوم
وباليدِ العارية التي تحمل المقلاع
أرمي الحجر
لأصنع السلام
ولا أُساوم
أواه يابني!
بالحجر تذَكِّرني
بأرسلان القائد
لبس وجنوده الخمسة عشر أكفانَهم
وقاوموا ستمائة ألف بيزنطيني
وأسّروا القيصر
فبالحجر أبتسمُ للحرية
يا حبيبي
ياطفلي الصغير
صانع المجد
ومحطم أغلال العُبودية
_______________ عراقي مقيم في السويد