الخراب زاد ضرورة التغيير الجذري في العمل السياسي

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 10:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

فكرة هذا المقال فكرة بسيطة هي ان خراب السودان الحاضر يفتح إمكانية التخلص من السياسات والأفكار التي انتجت هذا الخراب أو شكلت ظروف ولادته. و أهم النقاط التي كونت هذه الفكرة هي:


1- ان أزمة تفكك واشتعال مباني المجتمع والإقتصاد والدولة في السودان أزمة نتجت من نخبوية وفروق وتلاتيق التحالف الرئيس المتذبذب بين مصالح الشرائح التجارية والشرائح الحكومية واولياءهم وبعض مصالح توابعهم داخل الفئات الكادحة. وهي كأزمة انشطارية يجب ان يكون حلها شاملاً وحذرياً ومتزامناًً في مجالات الثقافة والإعلام والأنشطة المعيشية والسياسية.

2- في الاساس المعيشي والنظري لا تبدا الأنشطة الجذرية بأوراق ومنظمات وترتيبات عامة ومركزية بل بأنشطة تحتية بسيطة وسط بعض مناطق سكن وأعمال الفئات الكادحة. يحددونها وفق حاجاتهم وقدراتهم.

3- بحكم تداخل وتراكم الأعمال وجهود حل مشكلاتها تزيد قدرات كادحيها والمرتبطين بها على تنميتها بداية بفرز مصالحها وتبين كيفية مواجهة نقاط ضعفها وكيفية مواجهة خصومها.

4- بنموء وتوسع الأعمال والمصالح تنشأ وتزيد الحاجة لتنميتها بأنشطة ثقافية واجتماعية تتمثل بجمعية تعاونية وانتظامات مدنية وجماهيرية وفئوية وتنظيم/حكم شعبي محلي يخدم كل هذه الجهود وفق إرادتها.

5- بتواشج ونموء الأنشطة المعيشية وأدواتها التعاونية والإدارية تزيد المصالح والحسابات والتصورات اللازمة لتنمية كل هذه الجهود وشمولها بعض من أهم أعمال وقرى ومدن ولايتها ومن ثم انتشارها إلى بعض من أهم الأعمال والمناطق في مساحة الدولة.

6- نموء الأنشطة المعيشية والتعاونية وجهودها الإدارية وتطورها من حالتها الابتدائية المنحصرة في عمل واحد في حي أو منطقة وإرتقاءها إلى مستوى أكثر أعمالاً في نطاق ولاية ثم في عدد من الولايات أمر يستفز الحسد والمنافسة ويزيد ظروف اعاقة تطور هذه الأعمال.

7- لتقدم وحماية أعمالها تحتاج الأنشطة القاعدية لانتظام فئوي يناسب حاجات وقدرات كادحيها ويعزز الإنتظام الطبقي الثوري المنظوم بجهود الحزب الشيوعي السوداني فالإرتباط بحاجات وأمور شرائح كادحة يقود إلى ارتباط جديد مع بعض من الفئات الكادحة ثم بترابط مع كل فئات الطبقة الكادحة (=زراع عمال حرفيين رعاة مهنيين) في أعمال ونضالات جمعية تقوي كل الأنشطة والفئات الكادحة.

9- النشاط القاعدي المرتبط بحاجات وأهداف الفئات الكادحة يختلف بطبيعته عن النشاط النخبوي المركزي الأعمال المندمج في أمور الطبقة الوسطى المتذبذبة والمتناقضة وهي طبقة يزيد زوالها بحكم أو بتاثير امرين كبيرين هما (ا) تناقض وحود وارتباطات فئاتها،(ب) تراكم تطورات إقتصادية وأمور تكنولوجية في مجالات التجارة والتعليم بشكل كركب وجود فئاتها التجارية والمهنية والحرفية وقتل كثرتها وأهميتها القديمة في أمور السياسة والصراع الطبقي والوجود الوطني بل تفكك واحتراق مجتمعات واقتصاد ودولة وجودها.

10- مع دمار الطبقة الوسطى وتفكك وإشتعال هيئات المجتمع والاقتصاد والدولة الحاضنة لها انتهى منطق انتظار تطور موجب فيها وفيهم قد يعيد ماضيهم (الجميل) فبالتفكك والحريق ماتت معالم ومسائل الثقافة النمطية والنظر بها أو ببعض منها إلى علل ومنافع الأمور الماضي منها والحاضر والمستقبل في مجتمعات متفاوتة ومتصارعة وصارت محترقة، وكذلك ماتت انشطة الاقتصاد وأمور تملك وتبادل الموارد بحلول النهب والخراب محل الإنتاج وحلول السلب محل التبادل.

بهذا الدمار الاجتماعي الثقافي والاقتصادي إنتهت عموميات ومعالم السياسة الليبرالية النخبوية ذات المراكز والتنظيمات وأمور الإنفراد والتلتيق المواشجة لزيادة أو لتخفيض مركز قوة تجارية أو نحوها وتغيير شأنه في المجتمع أو في أمور الحكومة والدولة وعلاقاته الخارجية أو المواشجة لتغيير شأن شريحة من الطبقة الوسطى.

11- مع تفكك واشتعال هيئات المجتمع والاقتصاد والدولة والسياسة أصبحت أو صارت مهمة إعادة تأسيس كل شيء صالح مهمة رئيسة في المجالات النظرية والعملية اذ ماتت ظروف إستعمال كلمات "تعديل" و"تغيير" و"إلغاء" و"نظرية" وأصبحت الأمور لدن كلمات وأسئلة البناء الجديد من نوع: "ماهي حاجاتنا الحاضرة وفي المستقبل المتوسط؟" و"كيف نلبي أهمها؟-" و"ما هي الأعمال والموارد والنظم اللازمة لفعاليتها؟"

12- الخلاصة: إن الخراب الشامل في بعض المناطق وتحولها إلى صفر فتح بدون قصد إ مكان بناء حياة جديدة خالية من أكبر المظالم القديمة.


انتهى عرض الفكرة

#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات